الاثنين، 5 سبتمبر 2011

ويكيليكس تكشف اتصالات الإخوان المسلمين والسفارة الأمريكية منذ 1986


ويكيليكس تكشف اتصالات الإخوان المسلمين والسفارة الأمريكية منذ 1986

  • البرقية : قيادات الجماعة حريصون على اتصالات مباشرة مع واشنطن لكنهم طلبوا إذن كتابي من وزارة الداخلية
  • صحفي متصل بالإخوان برر حرص الجماعة بالقلق من  الاعتقالات الأخيرة للأصوليين من خارجها
  • السفارة الأمريكية تصف قيادة الجماعة بالهشة وتؤكد أنهم كانوا حريصين على مواصلة الاتصالات لكنهم خائفون من الحكومة
  • مسئولو الجماعة : الحكومة المصرية وافقت شفهيا لإجراء اتصالات مع السفارة البريطانية ثم عادت واعتبرتها  أنشطة ” غير قانونية “
ترجمة – نفيسة الصباغ :
سرب موقع ويكيليكس مؤخرا عددا كبيرا من البرقيات تناولت الجماعات الإسلامية في مصر وتحركاتها، وركز جانب من هذه الوثائق بشكل واضح على جماعة الإخوان المسلمين. وكانت بداية البرقيات التي تناولت الحديث عن الإخوان، برقية صدرت عن السفارة الأمريكية في القاهرة عام 1986 تقول إن القيادة الجديدة لجماعة الإخوان حريصة على إقامة حوار مع سفارة الولايات المتحدة، لكنها في الوقت نفسه، قلقة للغاية بشأن كيفية تجنب إحداث مشاكل مع وزارة الداخلية، وأشارت الوثيقة أن المرشد الجديد حامد أبو النصر يبدو دوره صوريا، بينما السلطة الحقيقية في يد نائبه مصطفى مشهور.
وطبقا للوثيقة فإن الاتصال الرسمي الأول مع قيادة الإخوان المسلمين الجديدة بعد  وفاة المرشد الأسبق عمر التلمساني في مايو 1986، تم  بعد 4 شهور وبالتحديد يوم 10 سبتمبر من نفس العام . وكان اللقاء في مكتب مجلة الدعوة التي كانت تصدرها الإخوان . وأشارت الوثيقة على إن  الاجتماع كان قصيرا لكن وديا وتم التركيز خلاله على شرح أسباب الاجتماع بدلا من لقاء مطول وفقا لما كان مخطط له.
وطبقا للوثيقة فإن نائب المرشد مصطفى مشهور تجاوب مع طلب السفارة يوم 9 سبتمبر للمرشد الجديد محمد حامد أبو النصر، لكنه طالب السفارة بضمان عدم وجود مشكلات مع وزارة الداخلية، حرصا منه على تفادي أن تكون هناك سابقة منه يطلب خلالها السماح مسبقا بلقاء دبلوماسي. وظهر المرشد في الوقت المحدد، ورحب مشهور وأبو النصر بالمسئولين الأمريكيين وقدموا لهم الحلوى التقليدية، واجتمعوا قرابة عشرين دقيقة، في حضور شخص بدا وكأنه كان يدون الملاحظات.
وأكد كل من مشهور وأبو النصر مرارا على الحاجة لأن تحصل السفارة على  إذن خطي كي يجتمع المرشد بالسفير واستمر الإصرار على هذا بنفس قوة ترحيبهم بالاتصال المستمر مع السفارة، وأعربوا عن استعدادهم  لتلبية طلب المقابلة في لقاء مطول في أسرع وقت ممكن، وحتى في وقت لاحق من نفس اليوم، أو خلال الأيام التالية في حال وجود إذن كتابي من وزارة الداخلية. وأوضحوا أنه في الماضي، كانت الحكومة المصرية تقدم موافقتها شفهيا للجماعة من أجل إجراء اتصالات مع السفارة البريطانية، لكن تردد مؤخرا أن هذه الاتصالات بمثابة أنشطة ” غير قانونية ” عندما وجدت السلطات أن ذلك يمكن استغلاله ضد الجماعة.
وأكد المسئول الأمريكي أن موظفي السفارة أجروا محادثات ولقاءات  دورية مع التلمساني خلال العامين السابقين لوفاته، لكن دون جدوى.
وأقر المحاورين بهذه النقطة، مؤكدين أن السفارة تقيم اتصالات مع المعارضة والرموز السياسية وأن ذلك طبيعي في إطار عملها، إلا أن الجماعة يمكنها مقابلة الصحفيين بحرية، لكن القانون المصري يطالبها بالحصول على إذن للقاء ممثلين
من أي حكومة أجنبية. وكانوا حريصين على مطالبة السفارة بضمان الحصول على إذن الداخلية للتمكن من التواصل مع أشخاص أعلى مرتبة من موظف بالسفارة حيث لابد من الحصول على إذن خطي وليس من الضروري الحصول عليه لكل اجتماع.
وأعرب المسئول الأمريكي عن احترامه الكامل للقانون المصري وتفهمه لموقف الإخوان المسلمين، وعبر عن أمله في أن يتم حل القضية بسرعة مما يسمح بلقاء سريع بهدف تعزيز التفاهم المتبادل. وقبل رحيله نقل المسئول الأمريكي احترام السفارة للحضور ولدور الإسلام في المجتمع المصري. وأجاب مشهور وأبو النصر مرحبين بحرارة بالاتصالات مع السفارة، “سواء كمسلمين أو كعرب”.
وفي الانطباعات التي سجلتها السفارة عن اللقاء قالت إن “الإخوان حريصون على تعزيز الاتصالات مع سفارة الولايات المتحدة. ويمكننا التخمين بأنه بغض النظر عن الأيديولوجيات فيمكن أن تعكس هذه الرغبة محاولة لإضافة شرعية للإخوان باعتبارها كيان سياسي. والملاحظة الثانية هي أن القيادة السابقة للإخوان كانت أقل اهتماما بالابتعاد عن المشاكل مع الحكومة المصرية. فالتلمساني لم يطلب موافقة مسبقة، على الأقل ليس من خلال المسئولين في السفارة، رغم اتصالاته المتكررة مع المسئولين بها.
وخلال محادثة منفصلة بين المسئول الأمريكي وصحفي متصل بالإخوان، أشار إلى أن الجماعة يساورها القلق إزاء الاعتقالات الأخيرة للأصوليين من خارج الجماعة والتي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، وقد تكون حملة الحكومة المصرية على الأصوليين من غير الإخوان أحد العوامل وراء إصرار الجماعة  غير المسبوق على الحصول على إذن أمني للاجتماع بالأمريكيين.
وأشارت السفارة في تعليقها الثالث أن قيادة الجماعة بدت تفتقر إلى الثقة بالنفس والتماسك، وهو ما قد يكون عاملا آخر  وراء الحذر. كما بدا أبو النصر ضعيفا بدنيا وصوريا أكثر من كونه شخص مهم في الاجتماع. ورغم أنه جلس في مكان متميز خلف مكتبه، إلا أن مشهور الذي جلس في الغرفة على الأريكة، كان أكثر من مجرد شكل. فمشهور، الذي بدا في منتصف الستينيات من العمر، كان محترما، ورغم أنه لم يقاطع أبو النصر، إلا أنه لم يبال به، وسيطر بشكل واضح على الحوار بصوت ثابت تواصل بصري وكان الشخص الذي يدون الملاحظات ينظر مرارا نحو مشهور بينما كان يدون الحديث. وعلاوة على ذلك، كانت تعليقات موظفي المكتب حول أسفهم لخسارة التلمساني تبدو وكأنها تهدف إلى نقل تصور عن عدم كفاءة أبو النصر لخلافته.
وأشارت السفارة إلى أنها لا تنوي التدخل بين القيادة الهشة للإخوان والحكومة المصرية. وخاصة أن القيادة التالية للتلمساني تبدو وأنها تحاول استخدام الولايات المتحدة لاختبار ما إذا كانت مستعدة لإضفاء الشرعية على جماعة الإخوان. وأضافت أنه من خلال اتصالات على مستوى منخفض في وزارة الخارجية، تعتزم السفارة توضيح أن لديها عمل دبلوماسي طبيعي يشمل الاتصال بمساحة واسعة من أطياف المجتمع المصري. وستواصل الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين، وسنبلغهم بأننا أرسلنا لوزارة الخارجية بطريقتنا في التعامل.

ليست هناك تعليقات: