الأحد، 4 سبتمبر 2011

ملف شامل عن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله (الجزء الخامس) من اربع

ملف شامل عن الامين العام لحزب الله .. حرب تموز 
نصرالله للمجاهدين : انتم القادة.. والسادة.. وتاج رؤوسنا وفخرنا 
من المشاهد اللافتة في حرب تموز كانت عبارته الشهيرة »الآن البارجة الاسرائيلية تحترق في عرض البحر« يومها كان السيد يستخدم وسيلة الاعلام والخطابة والامر العسكري الصادر عن قائد المقاومة، وواقعة اصابة البارجة الاسرائيلية في لحظة مهمة ونوعية في سياق الحرب بعد قصف اسرائيلي على احياء الضاحية، وتحولت كلمة »الآن« التي اطلقها يومها الى تعبير شاع في الخطاب السياسي، لكنه في خطاب السيد آنذاك ومنذ الايام الاولى لحرب تموز كان جمعا بين كل الخطوط والصفوف لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب، فمشهد البارجة المحترقة في عرض البحر كان ايذانا بخروج البحرية الاسرائيلية من ميدان الحرب كما تبين لاحقا، وهذا دلالته على مصداقية المقاومة وقائدها وبراعتها في الانجاز السياسي على المستوى العسكري وتسخير الاعلام من ضمن دائرة الصراع الميداني، وهذا ما يعتبر اداء نوعيا لقائد متعدد المواهب والقدرات والامكانات وتعبير عن رقي تقني في عمل الآلة التنظيمية والاعلامية والميدانية التي يقودها من ضمن المقاومة اللبنانية والعربية والاسلامية، فيومها كان الاتصال هاتفيا بقناة »المنار« وتأمين النقل المباشر في تلك الظروف عملا بالغ الصعوبة اظهر براعة تقنية عالية اتاحت انجازا سياسيا واستراتيجيا نوعيا كان له اثره في الفصول الثانية من حرب تموز. 
فهذه الحرب المجيدة التي غيرت مجرى التاريخ و»هزت العالم« بنتائجها لجهة تغيير مفاهيم بائدة سادت عالمنا العربي منذ 1948 عن القدر الاسرائيلي والتفوق الاسرائيلي، وهزيمة الانسان العربي وعجزه حيث بدلت حرب تموز كل هذه المفاهيم، دفنت نهائيا كل صور المرحلة الماضية واكدت على عظمة شعوبنا العربية والاسلامية في قهر الباطل واعلاء الحق واستعادة الكرامة والعنفوان والشرف على ايدي رجال الله في الميدان، الذين حولوا جيش العدو الى جيش من كرتون، وحولوا دولة اسرائيل الى »بيت من عنكبوت«. 
فتحية الى كل شهداء المقاومة الاسلامية وجرحاها الذين تصدوا ببسالة لجنود العدو في كل مواقع القتال وكتبوا لنا الفجر العربي الجديد، وتحية لكل الشهداء الذين سقطوا خلال القصف الوحشي الاسرائيلي وتحية الى كل اللبنانيين الذين التفوا حول المقاومة وفتحوا بيوتهم وقلوبهم لاستقبال اخوانهم النازحين حيث تجلت الوحدة الوطنية بأبهى صورها، وكان الانتصار الكبير الذي غير مجرى التاريخ واذل قادة العدو جنرالاته وجبروتهم، وطرح زوال هذه الدولة في »التداول« ومن »يعش يرَ« وقريبا جدا. 
»الديار« تفتح ملفا شاملا عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتتحدث في هذه الحلقة عن حرب تموز وانتصارات المقاومة. 

دماؤنا ستنتصر على السيف وبصمودنا سنغير وجه المنطقة والعالم 
اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان البنية القيادية للحزب لم تصب بأذى جراء الغارة الاسرائيلية التي استهدفت امس (الاول) »مجمع سيد الاوصياء« في محلة برج البراجنة في منطقة الضاحية الجنوبية، نافيا ما قاله مسؤولوناسرائيليون عن تدمير خمسين في المئة من قدرات الحزب، وتعهد بأن يقدم الحزب مزيدا من المفاجآت في الفترة المقبلة. 
وفي حديث مع قناة »الجزيرة« بثته في الواحدة بعد منتصف ليل21 تموز، وقطعت من خلاله الشائعات التي ترددت بعد الغارة على المجمع قال السيد نصرالله: »استطيع في هذه اللحظة ان اؤكد ومن دون مبالغات ولا حرب نفسية وانما وقائع، ان البنية القياديةللحزب لم تصب بأي أذى بعد الغارة العنيفة جدا على الضاحية الجنوبية. وهم تحدثوا عن 22 طنا من المتفجرات وعدد من الطائرات نفذت الغارة، وتحدثوا عن قيامهم بانجاز، بأنهم قتلوا قادة من حزب الله وعددا كبيرا من افراد المقاومة، وهذا لم يكن صحيحا واستطيع ان اؤكد ان كل الكلام الاسرائيلي عن انهم ضربوا 50٪ من قدرتنا الصاروخية ومن مستودعاتنا هو ليس صحيحا، وهم لم يتمكنوا حتى هذه اللحظة من ضرب اي شيء على هذا الصعيد، أو استطع ان اؤكد اولا ان حزب الله صمد واستطاع ثانيا ان يستوعب الضربة، وثالثا ان ينتقل الى مرحلة المبادرة، ورابعا ان يقدم بعض المفاجآت التي وعد بها، وما زال هناك عدد اخر من المفاجآت نحتفظ بها لأنفسنا للمرحلة المقبلة. وحزب الله لا يزال على المستوى الميداني يدير المعركة بهدوء وبتأن وبترو، وأنتم تشاهدون هذا الامر من دون تهديدات من دون طائل ومن دون خطاب عشوائي، ونحن نتابع الامور بدقة وهدوء ونحسب للزمان والمكان والعدد والامكانات والقتال والنقطة والجبهة وكل تفصيل على المستوى العسكري كل حساب«. 
واكد السيد نصرالله انه »لو جاء الكون كله لن يستطيع ان يستعيد الجنديين الاسرائيليين الا بتفاوض غير مباشر وتبادل الاسرى«. وقال: أنا لا اقاتل بالنيابة عن الامة، لكن اقول ان نتيجة المعركة التي يخوضها حزب الله في لبنان سلباً او ايجابا هي نتيجة للامة. فالهزيمة في لبنان هي هزيمة للامة، والنصر في لبنان هو نصر للامة كما حصل في العام 2000، مشددا على انه »لدينا قدرة للاستمرار لوقت طويل خلال مواجهتنا مع العدو الصهيوني«، مشيرا الى ان »اسرائيل تلجأ الى اخفاء حقيقة الوضع العسكري خوفا من الرأي العام الاسرائيلي«.
وقال ان صمودنا الى اليوم امام اسرائيل هو نصر كبير للمقاومة وان عبارة »تدمير حزب الله« لم تعد مستخدمة من قبل السياسيين الاسرائيليين. وتابع ان »الحرب على لبنان هي لتصفية القضية الفلسطينية«، مشيرا الى ان حزب الله اعتقل عددا من عملاء اسرائيل كانوا يحاولون مساعدتها في عدوانها الحالي على لبنان عبر تقديم المعلومات والخدمات لها. 
وكشف نصرالله »ان وفد الامم المتحدة اقترح تسليم الجنديين الاسرائيليين الى الحكومة اللبنانية قبل التفاوض، وبعد ذلك تتولى الحكومة التفاوض خلال شهر وهو اقتراح رفضته اسرائيل« مضيفا: »نحن لا نريد اي وساطة فليتحدثوا مع المسؤولين في الدولة، ونحن نعطي جوابنا. ولا سبيل لاطلاق سراح الجنديين الا بالتفاوض وتبادل الاسرى وسيكون سمير القنطار والاسرى اللبنانيون على رأس الاسرى والمعتقلين الذين ننوي مبادلتهم بالجنديين. 
واكد انه لا يمكن للاميركيين ان ينجحوا بلعبة الفتنة بين السنة والشيعة في لبنان، و»حربنا على اسرائيل حصنت المسلمين، شيعة و سنة، ضد الفتنة«، وقال انا لا اخشى من اي فتنة بين مختلف اطياف الشعب اللبناني. 
اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نهار الاربعاء في 26 تموز 2006 »اننا سندخل من الان في مرحلة ما بعد حيفا«، وقال »ان هناك مرحلة جديدة من الصراع يفرضها العدو علينا، ولن يبقى قصفنا في حدود حيفا وسننتقل الى مرحلة جديدة، مشيرا الى ان التطورات ستحدد ما اذا كان يجب الانتقال الى ما بعد بعد حيفا، وقال السيد نصرالله امامنا ايام حاسمة ومصيرية وهي بحاجة الى مزيد من الثبات والتماسك الداخلي. 
واعلن السيد نصرالله في خطابه »ايايكن التوغل البري الذي يمكن ان يجتازه العدو الا ان هدف هذا التوغل لن يخفف وهو منع قصف المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة وقال: عندما اخترنا هذا الطريق كنا نعرف اننا نمضي في طريق ذات الشوك والشهادة التي تصنع النصر، نحن مصرون على الوقوف والصمود وعلى ان نحفظ كرامتنا وسيادتنا وحريتنا وحرية وطننا المطلوب ان نصبر ونصمد وان نواصل وبالتالي الامور لم تبق كما هي ونحن ان شاء الله موعودون بالنصر وسوف ننتصر في هذه المعركة كما انتصرنا في غيرها، صمودنا سوف يجعل الواقع من حولنا يتغير، الواقع الاقليمي، الواقع الدولي، لن يكون هناك وقت طويل متاح للعد ايا تكن التغطية التي تقدمها الادارة الاميركية لهذا العدو، في نهاية المطاف هذه الدماء الزكية التي تنزف من النساء والاطفال والمدنيين المظلومين ومن الشهداء والمجاهدين المقاومين المظلومين سواء في المقاومة او في الجيش الوطني اللبناني، او في اي موقع من مواقع التضحية، اليوم هذه الدماء لا بد ان تنتصر على السيف وهذه هي سنة الله. 
- ونهار السبت في 29 تموز قال السيد نصرالله عبر شاشة المنار ان الانتصار الذي تحققه المقاومة سيكون لكل لبنان ولكل طوائفه ومناطقه وتياراته ومؤساته الرسمية والشعبية بالدرجة الاولى، وسيكون انتصارا لكل عربي ومسلم ومسيحي وشريف في هذا العالم وقف ضد العدوان ودافع عن لبنان بالكلمة او بالفعل او بالمساندة. 
واضاف: ان المعلومات تفيد ان الاسرائيلي بات جاهزا او ناضجا لوقف العدوان لانه بات يخشى من المجهول ومن المزيد من التورط وان الذي يصر على مواصلة العدوان على لبنان هو الادارة الاميركية، وشدد على ان لبنان بحاجة اليوم الى ارادة وطنية جامعة حتى لا تذهب كل هذه التضحيات هدرا، مؤكدا الحرص ان تكون الحكومة قوية لتتحمل مسؤولياتها الوطنية من اجل لبنان وشعبه، ونحن حريصون ان نتعاون مع الحكومة ومع كل القوى السياسيةوالتيارات لتقدم لبنان موحدا متماسكا حول ما يحفظ ويضمن مصالحه الوطنية. 
وختم السيد نصرالله كلمته للناس الطيبين الصامدين الصابرين الواثقين بالنصر، للذين ادهشوا العالم بصبرهم وصمودهم وثقتهم وتماسكهم، للشيوخ الكبار والنساء والاطفال والمرضى، للعائلات التي تفترش الارض وتلتحف بالسماء دون ان ينال ذلك من ارادتها وشهامتها وشجاعتها، وماذا اقول لكم وهل هناك قول يفي بعض حقكم ومقاومتكم، اقول لكم انا واخواني فداؤكم ارواحنا ودماؤنا وانفسنا فداء لدموعكم وجراحكم وصمودكم وشموخكم. ايها الاحبة ستعودون الى الديار هاماتكم مرفوعة اعزاء كما كنتم وكما انتم كما ستبغون، ليس عندنا سوى الوعد بالنصر الذي تحبون والقول لكم جزاكم الله خيرا في الدنيا وفي الاخرة يا اشرف الناس واكرم الناس واطهر الناس. 
اما للمجاهدين فاقول لهم، وصلتني رسالتكم وسمعت مقالتكم وانتم والله كما فعلتم، نعم انتم الوعد الصادق، وانتم النصر الاتي باذن الله، انتم الحرية للاسرى والتحرير للارض، والحمى للارض والوطن والعرض والشرف، يا اخواني انتم اصالة تاريخ هذه الامة وانتم خلاصة روحها، انتم حضارتها وثقافتها وقيمها وعشقها وعرفانها، انتم عنوان رجولتها انتم خلود الارز في قممنا وتواضع سنابل القمح في ديارنا، انتم الشموخ كجبال لبنان الشامخة العاتية على العاتي، وعالية على المتعالي انتم بعد الله تعالى الامل والرهان كنتم وما زلتم وستبقون الامل والرهان، اقبل رؤوسكم التي اكلت كل رأس واقبل اياديكم القابضة على الزناد، يرمي بها الله قتلة انبيائه وعباده والمفسدين في الارض، واقبل اقدامكم المتفرسة في الارض فلا ترتجف ولا تزول من مقامها ولو زالت الجبال يا اخواني يا من اعرتم الله جماجمكم ووقفتم بوجه العدو، جوابي لكم هو شكر لكم اذا قبلتموني واحدا منكم. واخالكم لانكم انتم القادة وانتم السادة وانتم تاج رؤوس ومفخرة الامة ورجال الله الذين بهم ننتصر. 
وللعدو وللعالم اقول مهما طالت الحرب نحن اهلها ومهما عظمت التضحيات فنحن لم نولد الا من رحمها وفي معركة الارادة لم ننكسر ولن نهزم، لبوش واولمرت وكل طاغية معتد اقول: فاسع سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا، وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعافية للمتيقن. 
- وفي 3 آب 2006 حذر الامين العام السيد حسن نصرالله اسرائيل من قصف بيروت لان ذلك سيعني ان ترد المقاومة على ذلك بقصف تل ابيب، وحمل الرئيس الاميركي جورج بوش وادارته مسؤولية ما لحق بلبنان من مجازر وتدمير نتيجة الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل واكد ان لبنان لن يكون اسرائيليا ولا اميركيا وشرح في رسالته طبيعة المواجهات البرية وصمود المقاتلين وتدمير الميركافا في وادي الحجير بالاضافة الى الدبابات، واصابة البارجة ساعر واكد بان المقاومة ليست جيشا نظاميا والصهاينة يتعمدون قتل النساء والاطفال في قانا واخفاق الانزال العسكري في بعلبك عسكريا وامنيا، وتحدث عن التهديد الاسرائيلي بقصف بيروت ورد المقاومة بقصف تل ابيب، وتحدث عن العقدة النفسية لاولمرت الذي يريد ان يثبت انه قائد كبير وانه مثل شارون ورابين ومثل القادة الاسرائيليين الذين حكموا هذا الكيان الغاصب. 




دراسة اميركية تؤكد تفوق حزب الله تكتيكيا وعسكريا خلال حرب تموز 
انتهى عدوان تموز عسكريا... وسقط بفضل صمود المقاومة وشعبها في لبنان... الا ان الحرب التي دارت في الجنوب اللبناني على تخوم عيتا ومارون وبنت جبيل وغيرها، ستبقى هدفا لدراسات العديد من الباحثين حول العالم. 
»حزب الله في الحرب« تقييم عسكري اعده الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى، والضابط السابق في الجيش الاميركي (اندرو اكسوم) مقسما الحرب الى ثلاثة اجزاء: معركة القرى، معركة المضاد للدروع، معركة الصواريخ. 
(اكسوم) الذي شارك في غزو العراق وافغانستان، اكد في مستهل تقريره ان صانعي السياسات في الولايات المتحدة يجب ان يستفيدوا من هذه الحرب. كون الطرف الذي عانى كثيرا في الحرب اي اسرائيل مجهز بعتاد وتقنيات اميركية. 
ويضيف الباحث الذي زار لبنان وفلسطين المحتلة من اجل تقييم هذا، ان مقاتلي حزب الله يملكون خبرة وتكتيك عسكريينيفوقون تلك التي يملكها الايرانيون، الامر الي يدفع المراقبين المستقلين للقول بان حزب الله هو من يدرب الايرانيين لاالعكس. 
وفي هذا الاطار يضيف اكسوم ان اداء حزب الله في حرب تموز الاخيرة، يحث على ضرورة الاخذ بجدية ان الحزب مستقل بقراره العسكري بشكل تام عن اي قوة خارجية، وان القرارات بما فيها قرار الاسر اتخذ في الضاحية. 
في الجزء الذي يتحدث فيه عن الحزب يؤكد (اكسوم) ان التكتيك الذي استعمله حزب الله في الحرب الاخيرة كان ملائما لها، وعلى الرغم من ان الحزب فوجئ بقوة واتساع الرد فانه تمكن من مفاجأة اسرائيل برده على الهجوم، بحيث استطاع ان يفرض على الجيش الاسرائيلي المعركة التي يريدها المقاومون لا التي جاء لاجلها الاسرائيليون. 
ثم ينتقل التقييم الى اجزاء اكثر تفصيلا حيث يسرد لمعركة القرى التي يرى فيها (اكسوم) ورطة للجيش الاسرائيلي، فحزب الله لم يفاجئ الجنود الاسرائيليين فقط بل اغضبهم ومكنهم من تجربة قتال مجموعة عربية تحترف المناورات التكتيكية تحت وابل النيران. ويضيف اكسوم ان حزب الله جعل اسرائيل تدفع من دماء جنودها ثمن كل سنتمتر من اراضي القرى التي حاولت احتلالها. 
حرب تموز برأي اكسوم ستبقى على مدى العصور تعرف بحرب مضاد الدروع، وفي الجزء المعنون معركة مضاد الدروع يشير الكاتب الاميركي الى ان تكتيك حزب الله الناجح في استعمال الصواريخ المضادة للدروع جعله يستفيد من الاخطاء الاسرائيلية التي ارتكبت على الارض. 
في القسم الاخير، معركة الصواريخ يشيراكسوم الى ان حزب الله حقق نجاحا تكتيكيا، وفشلا استراتيجيا. فهو تمكن من الاستمرار في ضرب العمق الصهيوني على مدى الايام الثلاثة والثلاثين وبالكميات نفسها وهذا نجاح تكتيكي، اما الفشل الاستراتيجي فهو عدم القدرة على كسر ما اسماه بارادة المستوطنين. 
في الختام يوضح الكاتب ان حزب الله يعرف كيف يوزع قوته النارية اي كان السلاح الذي يملكه وهذا الذي يجعله قادرا على ادارة المعركة، مراهنا بان حزب الله بدأ بالتحضير للمواجهة المقبلة عبر التحضير لضرب نقطة تفوق الجيش الاسرائيلي وهي سلاح الجو. 

التعامل بجدية مع كل طارئ 
تقول بعض الروايات انه وفي احدى مهرجانات النصر تبين ان سماحته غادر المنصة فورا واختفى حيث نقله مرافقوه الى مكان مجهول بعد معلومات وصلتهم وتعاملوا معها بجدية، حيث يتمتع سماحته باعلى حماية شخصية على الاطلاق والحديث يدور عن المئات من الاشخاص الذين يتوزعون على الارض ويكونون في دائرة قريبة منه والشرط الاول والدائم لا مجال لاي استعراض ولا يجب ان يعرف احدا اي شيء وهم يحرصون على الصبر والهدوء والحذروالتروي والقناعة هذا في المهرجانات العادية اما فياوضاع الحرب فالامور لها اجراءاتها ايضا لكن امن »السيد« وعون الله تعالى حماه من كل التقنيات الاسرائيلية والاميركية والاستخباراتية وانتصر عليهم وهزم كل عنجهيتهم. 

اصر ان ينام على فراش من الاسفنج 
طوال الحرب اصر السيد على ان ينام على فراش من الاسفنج رافضا ان يميز نفسه عن المقاتلين كما اصر على ان يتناول الغذاء من نفس الوجبات التي تحضر للمقاتلين ويقال بانه بعد انتهاء الحرب طلب سماحته من »المقاتلين« الذين وتحت وطأة القتال في القرى الامامية دخلوا العديد من البيوت وتناولوا الطعام والشراب فيها ان يزوروا اصحاب هذه البيوت ووضعهم في الاسباب التي دفعتهم للدخول الى هذه المنازل وطلب السماح...
شقيقة الامين العام قاومت في مارون الراس 
شقيقة الامين العام لحزب الله بقيت في مارون الراس مع عائلتها الى جانب المقاومين الابطال، وغادرت البلدة معهم بعد انسحابهم التكتيكي، حيث واجهت جنود الاحتلال بكل بسالة وشجاعة الى جانب مجاهدي المقاومة الاسلامية. 

لدينا شريط مصور لخطف جنود العدو 
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان لدى المقاومة الاسلامية من المفاجآت ما لا يتوقعه عدو او صديق ولديها الجاهزية لكل الاحتمالات. 
واشار الى ان حزب الله حرص منذ اللحظة الاولى لعملية اسر الجنود الصهاينة عن عدم الاعلان او اظهار اي صورة وتفاصيل عن العملية لظروف انسانية ليعرف الجميع آلام اهل واطفال المعتقلين لدى العدو الصهيوني. وليعرف العالم كله احترامنا لهذه الامة. 
واكد نصرالله ان لدى المقاومة الاسلامية شريطا كاملا مصورا عن عملية اسر جنود الاحتلال. 
وقد تم اعتقال الجنود في 12 تموز بذكرى ميلاد عماد مغنية، والشريط المصور تم اخذ المشاهد اثناء العملية والذي خطط لهذا الامر الشهيد مغنية لاظهار عجز اسرائيل وبث الروح المعنوية في صفوف المواطنين. 


نصرالله متوجهاً الى الجماهير المليونية في مهرجان النصر.. »يا أشرف الناس« 
انتهت حرب تموز على هزيمة كبرى للكيان الاسرائيلي سوف يكون لها نتائج مدمرة لهذا الكيان الذي يعيش الآن اوضاعاً صعبة ومعقدة، بفعل بطولات المجاهدين الشرفاء في المقاومة الاسلامية وتضحياتهم ورصدهم وصبرهم وتفانيهم وشجاعتهم الذين »قيدوا« تحركات هذه الدولة وحدوا من غطرستها وغطرسة كل الداعمين لهذا »السرطان« الذي زرعه الغرب في منطقتنا لنهب خبراتنا وثرواتنا، و»هتك شرفنا واعراضنا«. 
حرب تموز قلبت كل المعادلات العسكرية، حيث »التكتيك« الذي اعتمده مجاهدو المقاومة الاسلامية يدرس اليوم في اضخم الجامعات العسكرية ويتم استخلاص الدروس والعبر منها وكيف سقطت اسطورة »الميركافا« وكيف انهزم »الجيش الذي لا يقهر« وتعجرفه وغطرسته وتفوقه امام »رجال الله في الميدان« في بنت جبيل وعيتا الشعب ومارون الراس وميس الجبل وكل القرى الجنوبية. 
حرب تموز فرضت موازين جديدة وغيرت مفاهيم اعترف بها العالم الا عند بعض »الموبوئين« بوباء »الثورة المضادة« حيث شهدت كل حركات التغيير في العالم مثل هذه الظواهر. 
فتحية الى كل المجاهدين الذين كتبوا الفجر العربي والاسلامي الجديد، وجعلوا منا أمة تستحق الحياة وشرف الحياة، ولها مكان تحت الشمس وفي مصاف الامم والشعوب المتقدمة. 
فنصر تموز اذهل العالم، وحول ايامنا كلها الى ايام مجد وعزة وفتح بارقة الامل امام شرف عربي جديد على انقاض الشرق الاوسط الجدد ومنظريه الجديد امثال »رايس السمراء« و»هيلاري كلينتون الشقراء« وكل ذلك بفضل قيادة حكيمة وواعية واستثنائية تعرف جيداً كيف تتعامل مع التطورات والظروف وتستثمرها لتحقيق الانجازات التي تصب في خدمة شعوبنا العربية والاسلامية وستظهر نتائجها قريباً. 
فمن حقك يا أخي ان »ترفع رأسك« لانك تعيش في زمن حسن نصرالله، زمن الانتصارات والتحولات التاريخية التي ستتحقق على يديه باذن الله، وكل ذلك سيظهر قريباً، ومن يعش ليرَ؟ 
»الديار« تفتح ملفاً عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله 

حرب تموز وانجازات المقاومة 
في 15 تموز عام 2006 اعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله »أن العون المباشر للمتضررين سيبدأ اعتباراً من اليوم خصوصاً الذين تهدمت منازلهم حيث سيعطى لهم بدل ايجار لمدة سنة مع اثاث لائق«. 
ودعا سماحته الى اعادة النقاش حول سلاح المقاومة الى قنواته الطبيعية المسؤولة وسحبه من التداول الاعلامي الى مكانه الطبيعي، فقوة لبنان في مقاومته ليس بالمعنى الخاص، مقاومته العامة التي تشمل الصمود والتضامن وايـضا الحضـور المباشر في الميدان والمقاومة الخاصة، المقاومة والوحدة الوطنية، واذا حافظنا على عنصري القوة نستطيع ان نبني الدولة القوية القادرة بجيشها ومؤسساتها الامنية ومؤسساتها السياسية والمدنية وبالتالي تشكل الحل لكل المشكلات القائمة حاليا في البلد. لا تضيعوا عنصر القوة الحالي في البلد يعني الا تدخلوا في امور وفي سجالات تضيعوا المقاومة وتضيعوا الوحدة وان هذا لا يساعد على بناء الدولة القوية القادرة التي تجمع جميعاً على انها الحل والمخرج الوحيد لمستقبل لبنان لنعيش جميعاً في لبنان في ظل هذه الدولة التي تحمي الجميع وتحافظ على كرامة الجميع وتدافع عن الجميع ونطمئن الجميع، اذا فلنعد هذا النقاش الى دوائره الطبيعية والى نقطة النقاش الحقيقية الآن، وبالتالي انا اقول من خلال المناقشة الجديدة من خلال الحكماء الموجودين لدينا في البلد احساسنا جميعاً بالمسؤولية وبعيداً عن المناقشات الاعلامية والعلنية والمزايدات، انا واثق اننا نستطيع ان نصل الى المعالجات المناسبة التي تحقق المصلحة الوطنية في جهاتها المختلفة. 
وختم سماحته بالمباركة للعائدين الى ديارهم عودتهم المنتصرة واطمئنكم انتم اهل هذه الارض، انتم اصحابها، انتم شرفها، انتم كرامتها، بكم تعمر الديار وتقوم الكرامة ونصنع التاريخ. 
في 12 آب عام 2006، حمل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بشدة على قوى الرابع عشر من آذار، ولم يوفر رئىس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة من الانتقاد لاستقباله رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير الذي وصفه بأنه »شريك في القتل« واعتبر أن استقباله في بيروت بعد الحرب الاسرائيلية المدمرة يعتبر تصرفاً غير اخلاقي وغير انساني تجاه مشاعر الناس الذين قتلوا وجرحوا ودمروا وهجروا. 
وقال السيد: في اللحظة التي كنا نقاتل فيها عدو العرب والمسلمين واللبنانيين جميعاً، وكنا نخوض اشرس معركة كنا في الوقت نفسه نصبر على الكثير من الطعن والاذى الداخلي المعلن. ولاحظ ان بعض الاعلام الاسرائيلي والصحافة الاسرائيلية كانت ونحن عدوها تنصفنا اكثر من بعض هؤلاء ومن بعض وسائل اعلام هؤلاء، مضيفاً انه كانت هناك شركة في الحرب بهذا المعنى وليس فقط طعناً في الظهر. 
نهار الخميس في 13 اب، اعلن الامين العام لحزب الله »اننا لسنا نادمين على خطف الجنديين والجيش الوطني لن يصطدم بالمقاومة«، مؤكدا أن الجيش لن يتحول الى اداة اميركية او اسرائيلية لانه جيش وطني سائلاً عن الحتمية المستجدة لتسليح الجيش الان، بينما لم تتم الدعوة الى هذا الأمر في السابق. 
وقال السيد نصرالله: ان ما حققته المقاومة شكل انتصاراً استراتيجياً وتاريخياً لها ولكل من ساندها، وذكر بأن الاسرائىليين اعلنوا منذ اليوم الاول للحرب عن اهدافها وعادوا فاكدوا هذه الاهداف بعد انتهاء الحرب، وهي تفكيك حزب الله بالكامل لكن مع صمود المقاومة وصمود الشعب اللبناني والمؤيدين، بدأت هذه الاهداف بالتراجع شيئاً فشيئاً مع الاعلان عن النية بضرب البنية التحتية العسكرية للحزب ثم قوته الصاروخية ثم ايجاد منطقة عازلة من السلاح جنوب الليطاني، وحتى الان ليست هناك منطقة من هذا القبيل. وكل مخططاتهم لم تتحقق. 
وقال السيد نصرالله ان الحرب ليست بسبب خطف الجنديين والحرب كانت تعد ضد لبنان، وكان الحزب على علم بها وليس بتوقتيها، وقال: »أتحدى رجلا صادقاً يقول ان خطف الجنديين كان سيؤدي الى حرب بهذا الحجم« وان عملية الاسر سرعت في توقيت شن الحرب ولولاها لكانت الحرب ستقع ايضاً في توقيت آخر ليخلص الى القول: »اننا لسنا نادمين ولا آسفين« على اسر الجنديين. وأكد السيد أن المقاومة لم تهزم في اي معركة خاضتها ضد اسرائيل، ومذكراً ايضاً بانه تلقى معلومات اشارت الى ان اسرائىل قامت بعدوانها بعد تلقي الضوء الاخضر من الاميركيين. 
يوم الجمعة 22 ايلول كان مهرجان النصر في الضاحية الجنوبية حيث زحف اللبنانيون وفاق الحضور مليون ونصف المليون مواطن حملوا الاعلام والرايات وهتفوا للسيد وللبنان وللعرب وللمسلمين وللاحرار في كل العالم وكان المهرجان يوما وطنيا بكل معنى   الكلمة كما حضرت وفود من الكويت والبحرين والسعودية ومن سوريا جاء الالاف. كما شاركت وفود دولية بالإضافة الى حشد اعلامي من كل الوسائل الاعلامية المحلية والعربية والدولية وعند الخامسة اعتلى سماحة السيد المنبر فهاج الحضور تهليلا وتكبيرا وصراخا بكاء ودعوات الى الله سبحانه وتعالى بطول العمر فطلة السيد هذه المرة لها معنى وطعم مختلفان فهو خارج من مكان ما قاد منه الحرب السادسة ضد اسرائىل التي عجز جيشها امام شباب المقاومة من فعل اي شيء. 
ولم تهدأ الجموع الا بعد تمنيات السيد متوجها الى الحشود يا اطهر الناس واشرف وانبل الناس. 
ورد سماحته على التهديدات الاسرائىلية وتحدث عن معاني النصر بكل جوانيه الداخلية والخارجية وقال: ان نصركم وصمودكم جعل رجلا عربيا عربيا عربيا مثل شافيز يقول ما قاله على منبر الامم المتحدة ضد »بوش« وانتقد العرب على مواقفهم وطالبهم باستخدام سلاح النفط وقال انهم لا يريدون ان يحاولوا ولا يتركون احدا يحارب. 
وقال السيد نصرالله: »يجب ان ندخل العصر الذي نملي فيه شروطنا على العدو. 
- قلوبنا ومشاعرنا الان في فلسطين ويجب ان نقدم كل الدعم لاهلها. 
- املنا ورجاؤنا في بناء الدولة العادلة القادرة والنظيفة 
ان اي كلام عن التقسيم والفيدرالية والكانتونات هو كلام اسرائىلي وقدرنا ومصيرنا نحن اللبنانيين ان نعيش معا في دولة واحدة. 
- نريد الدولة القوية التي تحمي المواطن من العدو بالسلاح، اما الدموع فلا تحمي احدا. 
ان المدخل الطبيعي لتسليم سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة الحالية يعني ابقاء لبنان مكشوفا امام اسرائىل لتقتل وتقصف وتسرق المياه وان الرهان على جر المقاومة الى مواجهة مع الجيش هو رهان خاسر. 
- ان الحكومة الحالية ليست قادرة على حماية لبنان وتوحيده واعماره وان بناء الدولة القوية العادلة يبدأ بحكومة وحدة وطنية وبقانون انتخاب عادل هذا هو مشروعنا الجديد الذي سنعمل له بكل قوة في المرحلة المقبلة. 
- المقاومة اليوم تملك اكبر من عشرين الف صاروخ وهي استعادت كامل قدرتها التسليحية والتنظيمة وهي اقوى مما كانت عليه قبل 12 تموز. 
- الاسرى سيعودون ولن يتم التخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. 
- نجدد ترحيبنا باليونيفيل في اطار مساندة الجيش اللبناني ولا يحق لها التدخل في الشؤون الداخلية. 
- لنوقف السجالات ولن نسكت عن شخص اهان شعب المقاومة وتوجه الى وليد جنبلاط من غير ان يسميه ليس مسموحا لاحد ان يقول ان جمهور المقاومة بلا تفكير ولا يمكن ان نقبل ان يهين احد جمهور المقاومة وعليه ان يعتذر. 

مهرجان النصر 
سماحة السيد حسن نصرالله مطيع لأوامر حراسه خاصة انهم مسؤولون عن حمايته في ظل التهديدات الصهيونية المستمرة ضده وبسبب طاعة السيد نصرالله اضطرحراسه الى خطفه عقب احتفالية مهرجان النصر الذي كان اول ظهور جماهيري لنصرالله عقب 70 يوما من حرب تموز، وذهب معهم نصرالله المخطوف الى حيث لا يدري. 
فلم يشعر المشاركون في مهرجان »النصر« الذي اقامه حزب الله ـ والذي حضره ما يزيد عن 2 مليون لبناني ـ بالامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وهو يدخل اليهم للمشاركة في المهرجان والقيام بأول اطلالة علنية له منذ 12 يوليو عندما عقد مؤتمرا يشرح فيه ملابسات خطف الجنديين الصهاينة. 
لم يعرف احد كيف دخل، ولم يعرف احد كيف خرج، رغم انه كان منزعجاً جداً لدى مغادرته الاحتفال قائلاً لحراسه »لا يجوز ان اغادر واخاطب الناس من وراء الشاشة، علماً ان الشاشة كانت قريبة من مكان الاحتفال وهذا ما سمح للسيد بالتفاعل مع عاطفة الناس وردود افعالهم. 
ويقول احد مرافقيه: »اننا كنا نعلم ان هناك خطورة على ظهور السيد حسن نصرالله بين الجماهير خاصة ان موعد ظهوره معلن من قبل لكن بفضل الله واجهزتنا نستطيع احباط اي مخطط«. 

متابعة كل التفاصيل 
اثناء متابعة »السيد« لنشرات الاخبار خلال الحرب، اذيع خبر استشهاد والدة زميل اعلامي في قرى المواجهة، وبعد انتهاء الحرب مباشرة وجه للزميل الاعلامي برقية تعزية، وهذا ما يشير الى متابعته كل التفاصيل. 

سؤال يحير اسرائىل : كيف وصل نصرالله الى دمشق ؟ 
اثارت الزيارة العلنية التي قام بها امين عام حزب الله حسن نصرالله الى دمشق والاجتماع علنا بالرئيس السوري وضيفه الايراني احمدي نجاد عاصفة من التحليلات والتفسيرات التي وصلت حد التخيلات التي عجت بها الصحف الاسرائىلية ولسان حال معظمها يتساءل »كيف وصل المطلوب الاول والاكثر متابعة على الاطلاق من قبل المخابرات الاسرائىلية الى دمشق؟«. 
وفي هذا السياق نقلت صحيفة »يديعوت احرونوت« ان حسن نصرالله وصل العاصمة السورية مستعينا بحركات تضليلية واسعة اضافة الى عمليات تنكر حسب تعبيرها. واضافت الصحيفة في تحليل لها ان المسافة بين العاصمة اللبنانية والعاصمة السورية دمشق ليست بالبعيدة وتكفي سفرة واحدة قصيرة لتحط في دمشق. ويبدو حسب المصادر الاسرائىلية ان نصرالله سافر بسيارة قديمة وغير فخمة وكان معه مساعده الشخصي حسن خليل واثنان من قادة حزب الله محمد يزبك وابراهيم الامين. 
ويتخذ حزب الله حين يقرر نصرالله الخروج من مكانه السري في بيروت وهي مرات نادرة اجراءات امنية مشددة وغاية في السرية حفاظا عليه وخشية استغلال اسرائىل الفرصة لاغتياله ما جعل الحزب يتصرف بانتباه وحرص شديد. 
واوضحت الصحيفة ان هناك مجموعة محدودة جدا من رجال جهاز الامن المحيط بحسن نصرالله عرفت الاسبوع الماضي عن نيته بالسفر الى سوريا ومن بينهم عدد قليل جدا عرفوا موعد السفر بالتحديد. 
ومن الواضح انه استخدم السيارة لان اية رحلة جوية خاصة كانت ستثير الشكوك والريبة ما سيجعل عملية اسقاطها او اعتراضها امرا واقعيا. 
واستمرت الصحيفة في سرد السيناريو الذي تعتقد حدوثه قائلة »حين وصول نصرالله وحاشيته الى دمشق كانت سيارة تابعة للمخابرات السورية في انتظارهم وقادتهم مباشرة الى القصر الجمهوري ولم يشعر نصرالله ومرافقوه بالراحة الا عند دخولهم القصر معتقدين بأن اسرائىل لن تجرؤ على قصف القصر الرئاسي وعلى من فيه. ويعتقد بأن نصرالله استغل المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيسان السوري والايراني ليشق طريق العودة الى بيروت من دون ان يثير الشكوك. 

الشهيد عماد مغنية 
اثناء مهرجان النصر، تقدم احد الشباب من حزب الله والذين كانوا بالقرب من منبر الاحتفال، باتجاه نجل الامين العام لحزب الله جواد حسن نصرالله، وناده باسمه، وسأله ما اذا كان يريد اي شيء، فتفاجأ جواد كيف عرفه الشاب وعلم باسمه، وهذه الحادثة نقلها جواد لوالده الذي ابتسم للأمر، وبعد استشهاد القائد عماد مغنية كشف السيد لنجله بان الشاب الذي اهتم به في مهرجان النصر هو نفسه القائد الشهيد عماد مغنية. 

حرب نفسية 
شنت اسرائىل حرباً نفسية قبل أيام من المهرجان، وهددت بقصف المكان وتدمير المنبر اذا تحدث الامين العام لحزب الله لكي يبثوا الخوف في الناس ويبعدوهم عن حضور الاحتفال. لكن السيد تحدى تهديداتهم واطل على المنبر مخاطباً الجمهور وقال: »ان اقف امامكم وبينكم فيه مخاطرة عليكم وعليَّ، وكانت هناك خيارات اخرى، ولكن الى قبل نصف ساعة ونحن نتناقش الا ان قلبي وعقلي وروحي لم تأذن لي ان اخاطبكم من بعيد ولا عبر شاشة، اقصى ما يتوقعه انسان هو ان يقدم العدو على خطأ او جريمة، ولكن لا يعرف هذا العدو من نحن! نحن ابناء ذلك الامام الذي قال »أبالموت تهددني يا بن الطلقاء ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة«. 
وعلم انه خلال الاحتفال كانت كل صواريخ حزب الله موجهة باتجاه اسرائيل في حال اقدمت على أي خطأ، وابلغ الأمر الى مراجع دولية، ولكن قادة الاحتلال تراجعوا كي لا يشهدوا مجدداً صواريخ المقاومة تتساقط على القرى في فلسطين المحتلة وما خلفته على السكان المحتلين. 

ريم حيدر.. وعباءة السيد 

من الروائع التي حصلت في حرب تموز وبدلت حياة ريم حيدر كليا، عندما حضرت الى لبنان لقضاء فصل الصيف قبل ايام من بداية حرب تموز، ولم تتمكن من مغادرة البلاد بسبب اعمال القصف الاسرائيلي. 
في اليوم الرابع للحرب وبينما كانت ريم حيدر تمارس »رياضة المشي« الصباحية في شارع الحمرا، تقدم منها مندوب تلفزيون   »المنار« وتردد قبل ان يسألها عن رأيها لاعتقاده بأن ما تمارسه لا يوحي بأن لها علاقة بالاحداث التي تحصل في البلاد، ورغم تردده تقدم منها وسألها عما يجري، فردت بالقول: »يقولون عنهم مغامرون، فالحياة لا تليق إلا للمغامرين، كرامتي معلقة بأرضي المحتلة وكرامتي بالارض والسماء وبحدودي، ماذا يفيدني الجسر بلا كرامة وبدون ارض، جربنا خيار الانظمة ويا ربيالسترة، وغيرها وما طلع شيء فليجربوا خيارنا، وليس خيارهم«. 
قلت هذا الكلام ولم يكن لي اية علاقة مع حزب الله، حتى خطابات السيد لم اكن اتابعها لانني كنت اعتقد ان اجمل ما في المقاومين ان يبقوا غير مرئيين وان يسكنوا قلوبنا وعقولنا. 
وبعدها، سألني مندوب »المنار« ماذا تقولين لسماحة السيد؟ 
فردت حيدر: ارى في السيد صورة القدس وفلسطين وبلادي الجميلة كلها، والله يحمي المقاتلين. واستطردت بالقول: كانت عباءة جدي في القرية ملاذي الوحيد وكنت اشعر بالدفء والامان تحت عباءته. وتابعت اعرف ان لبنان كله محمي بعباءة السيد الان، ولا اريد منه اي شيء، هو يحقق كل طموحاتنا وكل ما احلم به واستطيع الان ان انام وارتاح، اريد عباءة السيد التي عرق فيها، ودافع فيها عن شرفي، واريد ان »امرمغ« وجهي ووجه اولادي بعرقها، واقطعها، قطعة قطعة، وخيطا خيطا واوزعها على الناس لكي يشعروا بالعزة، والكرامة والشرف. 
واضافت حيدر: وفي اليوم التالي كان »صباحي« غير عادي مطلقا، لقد سمع سماحة السيد مقابلتي على »المنار«، وشعر واحس بأن كلامي غير عادي، فطلب الشريط واستمع اليه مجددا، وابتسم رغم انشغالاته في عز ايام الحرب، وسأل من تكون هذه السيدة وطلب من مكتبه السؤال عني وقال: انه يحارب من اجل ما ذكرته ريم حيدر، وطلب شخصيا من تلفزيون »المنار« اخذ مقتطفات من كلامي اختارها بنفسه شخصيا وطلب ان تعرض طوال العدوان الاسرائيلي، على قناة »المنار«. 
حصلت هذه الامور ولم اكن اعلم شيئا وتفاجأت لان الناس بدأوا ينظرون نحوي بشكل لافت، وعلمت بعدها ان صورتي على قناة »المنار« وسمعت ما قلته فتغيرت حياتي كلها، بعد ايام اتصلوا بي من مكتب سماحته ايضا بعدما رأوا صورتي مجددا في تظاهرة امام الاسكوا ضد مجزرة قانا والحرب الاسرائيلية ونقلوا إلي تحيات سماحته وفخره بعملنا وبهذا الشعب المقاوم. 
وفي اول مقابلة لسماحته على »الجزيرة« واثناء الحرب لبس عباءة جديدة مطرزة، تحدثت عنها وسائل الاعلام، ويلبسها العرب بمناسبة اعلان الانتصار والافراح، ومن كرم اخلاقه اهداني عباءة النصر وليس عباءة الحرب، وقال: هذه العباءة اقدمها للسيدة ريم حيدر التي طلبتها اثناء مقابلة مع »المنار« وقد خصني بشرف عظيم. 
اتصلوا من مكتب السيد واخبروني ان عباءتك حاضرة ولقد »عرق« فيها السيد كثيرا جراء الاضواء والفلاشات، واثناء تسلمي العباءة بقيت للحظات متماسكة ثم انفجرت بعدها بالبكاء. 
وسألني مسؤول مكتب السيد هل تريدين ان تلتقي بالسيد فقلت »لا« وتفاجأ بجوابي وقال ما السبب فقلت: اقصى احلامي ان يكون بخير، واخجل ان اضيع وقته فربع الساعة التي سيجلسها معي دعوه يستفيد منها بمشاغله الكثيرة، وليستغلها للقاء عائلته. 
ومنذ ذلك الوقت، اطلق الناس عليّ لقب »ام العباءة«. 
حياتي كلها تغيرت بعد هذه اللحظة، فسماحة السيد هو همس »الله« في قلبي وعقلي ووجداني واجزم بأن الله كافأ اهلي ايضا بهذه العباءة وهذه العباءة لن يلبسها احدا من بعده لانها لا تليق بأحد غيره. 


الوثيقة السياسية وورقة التفاهم تضمنتا رؤية شاملة للوضع اللبناني 

الثابت والمطلق والحتمي في تاريخ الأمم والشعوب ان القادة الاستثنائيين الذين يكتبون المستقبل المشرق لشعوبهم لا يولدون »بالدزينات« على حد تعبير أحد الفلاسفة العظام. 
ولقد أكدت التجارب التاريخية أن دور الفرد في التاريخ حقيقة ثابتة، وان الظروف الموضوعية حين تنضج لثورة فانها ربما تكون أمام فرصة ضائعة او مهدورة اذا لم تتح لها قيادة تاريخية تتجسد بقائد فرد ينظر الى حركة التاريخ بمنظار المستقبل دون الغرق في موازين القوى منطلقاً من الايمان بحركة الناس والامل الذي لا يستسلم لرتابة الانتظار ولا الرهان السلبي على الغد. 
والقادة الذين لا تنجب منهم الامم الا النوادر يتميزون بصفات فريدة ومتعددة ولكن جوهرها أربعة: 
1ـ ربط الفكر بالممارسة. 
2ـ الصدق ـ البساطة ـ الشفافية ـ والخطاب المباشر 
3ـ الكريزما الذي تتوفر بشخصية القائد 
4ـ القدرة البارعة على ربط التكتيك بالاستراتيجية والتمكن من كل التفاصيل، والقدرة على معالجتها بطريقة ابداعية. 
وبالخلاصة فان كل هذه المميزات تجتمع بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. 
ولو عقدنا مقاربة بين السيد حسن نصرالله والقادة العظام في التاريخ، من صلاح الدين الايوبي الى نهرو الى المهاتماغاندي، الى قائد الاتحاد السوفياتي العظيم لينين، الى ملهم الثورة الصينية ماوتسي تونغ، الى هوشي منه في فيتنام الى ديغول الى القائد جمال عبد الناصر، فان السيد حسن نصرالله يوازيهم بالفكر والممارسة بل يملك قدرات اضافية لجهة التقاط اللحظة التاريخية لصناعة الاحداث الكبرى وصياغة المستقبل. 
ولو عقدنا ايضاً مقاربة مع القادة المتطهرين من الصحابي الى الرسل وصولا الى غيفارا وجياب، فان الفارق الوحيد هو العصر والزمان والوحي عند الرسل، وتحت الرسل لا أحد يوازيه. 
فالسيد حسن نصرالله احد تلاميذ المدرسة الفكرية والنضالية لقائد اسلامي طبع نهاية القرن العشرين باسمه وفكره وهو الامام الخميني، واحدث تغييراً في مجرى البشرية. 
فنشأة السيد حسن نصرالله كنشأة كل القادة التاريخيين، ولد في بيئة فقيرة وتربية صالحة اجتماعياً وكفاحياً، فواجه الفقر بعصامية وانخرط في النضال بأشكال مختلفة. 
تحصيل علمي ليس بالمعنى الاكاديمي بل بالمعنى الفكري والنضالي، وتجربة فذة منذ أن كان شبلا في حركة أمل الى تأسيس حزب الله الى قائد لمنطقة البقاع الى قم والنجف الى امين عام لحزب الله الى قائد للأمة كلها. 
هذه التربية النقية خلقت »كاريزما« جعلت منه قادراً على حلحلة كل القضايا واشاعة الاطمئنان لدى الناس عند سماع كلماته ووعده وصدقه، حيث الناس تأخذ نفساً عميقاً ومريحاً عند كل اطلالة وموقف. 
قدم ابنه شهيداً ليكون من ذوي الشهداء وليس من الذين يجلسون في الصالونات السياسية، وينظرون على الناس، فارسل اولاده الى جبهات القتال قبل اولاد الناس، وهذه الجبهات ايضاً عرفته في الكثير من الملاحم البطولية وهذه هي قيم القادة العظام. 
زاهد بالمناصب، تاريخ ناصع بالصدق والشفافية ونكران الذات والتمسك بالكرامة والشرف وقيم النضال وعشق الحياة وثقافة الحياة، احتشدت به القيم النبيلة فتجاوز بها تخوم ذاته ليذوب في الذات الجماعية وليغدو رمزاً للوطن والأمة ولنهضتها وعنفوانها. 
قارىء صادق وعميق وصحيح للتاريخ، واجه التحديات وشق الطريق الى تغييرات تقارب المستحيل مواصلاً العمل والكفاح للوصول بالامة ومستقبلها الى شط الامان. 
نقل زمام المبادرة الى يد المقاومة على حد قول قادة اسرائىل، قلب موازين القوى حيث ولى زمن الهزائم والانكسارات، وفتح الطريق لريادة مشروع الشرق العربي والاسلامي على انقاض مشروع الشرق الاوسط الجديد. 
فالسيد حسن نصرالله قائد فذ عبر 20 سنة من الانجازات والانتصارات والمواجهات على الأرض التي اكدت كلها على عظمته، حيث استطاع ان يحل التناقض المزمن في حركة التحرر العربية بين النظرية والممارسة بين العمل والهدف فنزل الى ساحات النضال جامعاً الحزم في المبادىء والوفاء للثوابت والسياسات الواقعية المرنة في ادارة الصراع الداخلي. ونجح فيهاجميعاً، وانقذ لبنان من آتون الصراعات المذهبية والفئوية، حيث كان ضعيفاً جداً أمام الصراعات الداخلية بعكس ما بان منه من شجاعة نادرة وصلابة في ادارة الملفات مع العدو الصهيوني ان كان في المفاوضات لاطلاق الاسرى أو في ساحات المواجهات في الجنوب اللبناني. وكل هذا المسلك جاء ليعبر عن مدى عظمة هذا الرجل وقدراته الهائلة ونفاذ بصيرته. 
قيل عنه انه يسبح عكس التيار ، ووقف بوجهه كم هائل من الاعداء المتربصين شراً لكنه واجه الفواجع وعواصف الثورات المضادة وامسك بقوة بناصية التاريخ بقلب لا يعرف الخوف ويد لم ترتجف ابداً واطلق العنان لعوامل المقاومة العنيدة لانهاك العدو فكانت الانتصارات ثمرة أكيدة للاستراتيجية التي فتحت الطريق لزوال الدولة الغاصبة واستعادة ارض فلسطين كل فلسطين. 
»الديار« اعدت ملفا شاملاً عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بالاضافة الى انطباعات قيادات سياسية عن شخصيته ومواقفه التي لم تتبدل ولن تتبدل منذ تسلمه الامانة العامة لجهة تحرير الارض وبناء الدولة القوية والعادلة. 


وثيقة التفاهم الوطني بين السيد نصرالله والعماد عون 

رغم الحملة الشرسة على حزب الله تمكن وبعد اجتماعات ولقاءات واتصالات وتشكيل لجان مع التيارالوطني الحر في شباط عام 2006 من الوصول الى وثيقة مع التيار الوطني الحر سميت وثيقة التفاهم واكدت الوثيقة على ان الحوار الوطني هو السبيل الوحيد لايجاد الحلول للازمات التي يتخبط فيها لبنان وذلك على قواعد ثابتة وراسخة، هي انعكاس لارادة توافقية جامعة ما يقضي توفر الشروط الضرورية الاتية : 
أ - مشاركة الاطراف ذات الحيثية السياسية والشعبية والوطنية وذلك من خلال طاولة مستديرة للحوار. 
ب - الشفافية والصراحة وتغليب المصلحة الوطنية على اي مصلحة اخرى وذلك بالاستناد الى ارادة ذاتية وقرار لبناني حر وملتزم. 
 ج - شمول كل القضايا ذات الطابع الوطني والتي تقتضي التوافق العام حولها. 
كما تطرقت الوثيقة الى الديموقراطية التوافقية وقانون الانتخاب بالاضافة الى التوافق على فكرة بناء دولة عصرية تحظى بثقة مواطنيها وقادرة على مواكبة احتياجاتهم وتطلعاتهم وتوفير الشعور بالامن والامان وعلى حاضرهم ومستقبلهم، يتطلب النهوض بها على مداميك راسخة وقوية لا تجعلها عرضة للاهتزاز وللازمات الدورية كلما احاطت بها ظروف صعبة او متغيرات مفصلية، الامر الذي يفرض مراعاة الاتي :
اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة، قيام قضاء عادل ونزيه والاستقلالية التامة لمؤسسة القضاء واختيار القضاة المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، واحترام عمل المؤسسات الدستورية وابعادها عن التجاذبات السياسية ومعالجة الفساد من جذوره وتفعيل مؤسسات ومجالس الرقابة واجراء مسح شامل لمكامن الفساد واسترجاع المال المنهوب وتشريع ما يلزم من قوانين تسهم في محاربة الفساد والعمل على اصلاح اداري شامل ووضع مهل زمنية لمعالجة هذه القضايا. 
كما تطرقت الوثيقة الى وضع المفقودين خلال الحرب، واللبنانيون في اسرائيل كما تطرقت الوثيقة الى مسألة الاغتيال السياسي وادانة كل شكل من اشكال الاغتيال السياسي وهذا الامر مدان ومرفوض. كما تحدثت الوثيقة عن الاصلاح الامني ووضع السجون ووضع خطة امنية متكاملة تقوم على مركزية القرار وتحييد الاجهزة الامنية عن المحسوبيات على الا تتناهض الاجراءات الامنية مع الحريات الاساسية التي نص عليها الدستور.  
كما تحدثت الوثيقة عن العلاقة اللبنانية - السورية وضرورة تصحيحها ومراجعة التجربة السابقة باستخلاص ما يلزم من الدروس والعبر. 
كما تحدثت الوثيقة عن ضرورة اتخاذ الحكومة كل الاجراءات لتثبيت لبنانية مزارع شبعا وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بعيدا عن التشنجات وكشف مصير المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية بعيدا عن الاستفزاز واقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين. 
كما تحدثت الوثيقة عن العلاقات اللبنانية والفلسطينية وضرورة معالجة ملف السلاح خارج المخيمات وبسط سلطة الدولة داخل المخيمات وتحديد العلاقة بين الدولة اللبنانية والفلسطينيين ومعالجة الوضع الاجتماعي للاجئين. 
كما تضمنت الوثيقة في فقرتها الاخيرة كيفية حماية لبنان وصيانة استقلاله وتحدثت الوثيقة عن سلاح حزب الله الذي يجب ان ينظر اليه من ضمن مقاربة شاملة تقع بين حدين: الحد الاول هو الاستناد الى المبررات التي تلقى الاجماع الوطني الذي يشكل مكامن القوة للبنان واللبنانيين في الابقاء على السلاح والحد الاخر هو تحديد الظروف الموضوعية التي تؤدي الى انتقاء اسباب ومبررات حمله وبما ان اسرائىل تحتل مزارع شبعا فإن على اللبنانيين تحمّل مسؤولياتهم وتقاسم اعباء حماية لبنان وصيانة كيانه وامنه والحفاظ على استقلاله وسيادته. 
وقد وقع على الوثيقة كل من الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون في كنيسة مار مخايل في كاليري سمعان حيث لهذه الكنيسة رمزية معينة تعود الى الحرب اللبنانية. 
وتمكن السيد نصرالله والعماد ميشال عون من نسج افضل العلاقات بينهما وخصوصا على الصعيد الشخصي حيث يكن الرجلان لبعضهما مودة خاصة. فالعماد عون هُدِّد خلال حرب تموز بقصف دارته ولم يتراجع عن دعم المقاومة كما اتهم احيانا ان السيد حسن نصرالله متواجد في منزله ووجهت له الكثير من التهديدات ولم يتراجع. وحتى الآن فإن التحالف بينهما لم يهتز مطلقا في كل المفاصل، حتى التباينات بينهما ضئىلة في بلد يسود الخلاف فيه على كل نقطة. فالعماد عون مقتنع بخياراته ومعجب بصدق السيد نصرالله وشهامته لجهة الوفاء لحلفائه حتى يوم القيامة وهذه ميزة نادرة في هذه الأيام في التحالفات السائدة في البلاد. 
فالتحالف لم يهتز ولن يهتز في ظل النظرة المشتركة لمشاكل البلاد. 


تسعى لعملية امنية لا تحمل بصماتها 

يبدو ان اسرائىل لا تزال مصممة على اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لكنها تسعى الى تحقيق هذه »الامنية« في عملية امنية لا تحمل بصماتها الواضحة على غرار مجموعة من الاغتيالات التي نفذتها في الاراضي اللبنانية على مدى الاشهر والسنوات الماضية. 
ولا تزال الاوساط الاسرائىلية مشغولة بتحليل الأسباب التي دفعت صناع القرار في اسرائىل الى الامتناع عن تصفية نصرالله عندما ظهر الى العلن في 22 ايلول 2006. 
وقال بن دافيد ان »تصفية نصرالله في الوضع الحاضر هي عملية معقدة للغاية وهناك شك في ان تتخذ القيادة السياسية والعسكرية الحالية مثل هذا القرار مضيفا ان ضرب اسرائىل نصرالله في احتفال من هذا النوع بغض النظر عن عدد اعضاء حزب الله الذين سيقضى عليهم سيستدرج ردة فعل على شاكلة اطلاق صواريخ كاتيوشا على الجليل والقيادة الحالية بعد تجربة حرب تموز غير مستعدة لإعادة ادخال المستوطنين الى الملاجئ في رأس السنة (العبرية) رغم تشديده على ان اغتيال نصرالله كان »سيسعد الجميع«. 
واشار بن دافيد الى ان »اغتيال نصرالله سيكون جراء عملية (امنية) لا تظهر فيها اسرائىل بوضوح كما كان يحدث في الماضي من خلال سيارات مفخخة في لبنان قتل خلالها اشخاص مثله مشددا على ان هذه العملية لن تكون فاضحة كهجوم جوي من اسرائىل. 
واوضح المعلق العسكري ان اجهزة الاستخبارات الاسرائىلية لا تزال تعمل على تحديد مكان نصرالله بهدف تصفيته مذكرا بما قاله وزير الدفاع عمير بيرتس في بداية العدوان على لبنان من ان الاستخبارات العسكرية لا تملك ملفا لنصرالله وهو ملف ضروري لتصفيته. مضيفا ان طاقما خاصا من اجهزة الاستخبارات عكف طوال الوقت ومنذ بداية الحرب على جمع معلومات تتعلق بمكان نصرالله ولحسن الحظ لا يزال الطاقم يعمل. 
وشدد بن دافيد على ان هجوما واضحا وعلنيا في قلب بيروت وبعد وقف اطلاق النار سيكون عملية كبيرة جدا على القيادة الحالية لكنه اكد ان اسرائىل لن تتخلى عن فكرة اغتيال نصرالله. 
اما المراسل العسكري شاي حزقاني فقال من جهته ان اسرائىل كانت على وشك اغتيال نصرالله بعد 14 آب 2006 لكن عدم ظهوره علنا احبط عملية الاغتيال وقال ان »معلومات استخبارية توافرت لدى اجهزة الاستخبارات بعد ايام من وقف اطلاق النار افادت ان نصرالله سيظهر علنا في احتفال ما في احدى البلدات الشيعية واعطي الامر بتصفيته لكنه لم يظهر في البلدة. 
ورد بن اليعزر على سؤال يتعلق بإطلاعه على خطة اغتيال نصرالله بالقول »ليس ضروريا ان اكون مطلعا على كل قرار يتخذه المجلس الوزاري المصغر لكني ارى وجوب ان يكون نصرالله بين الاموات. 

3 ساعات لتلاوة الوثيقة 
اخذت قراءة الوثيقة السياسية لحزب الله من قبل الأمين العام السيد حسن نصرالله ساعة ونصف الساعة وردّ بعدها على اسئلة الصحافيين لمدة ساعتين وأكثر شارحاً مضمون الوثيقة كما ردّ على سيل من الأسئلة دون ان تتغيّر مطلقاً حركات عينيه واشارات يديه وابتسامته الدائمة والتحيات للزملاء الصحافيين منادياً على البعض بأسمائهم كما ان سماحته خرج عن النص المكتوب للوثيقة شارحا بعض البنود التي وردت فيها. 

المخابرات الاسرائيلية 
نقلت الجزيرة عن جريدة »صنداي تايمز« البريطانية انه في اليوم الذي دفن فيه مغنية استدعى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مدير الموساد الى بيت اجازته بالجليل، وتقول مصادر مطلعة انه اثنى عليه ووعده بأن يحتفظ بمنصبه حتى نهاية العام 2009. 

بعد 4 سنوات عذراً »حاج« محمد 
في ليلة مجنونة من ليالي القصف على الضاحية الجنوبية، أطل السيد حسن نصرالله مساء تلك الليلة موجـهاً التهديدات لاسرائيل معلناً تدمير دبابتين. 
لقد كنت على قناعة تامة بأن حزب الله لن يغير »دينامـية« عمله وماكنته الاعلامية وانتظرت ان ترسل الدائرة الاعلامية في حـزب الله »خطـاب السـيد لنشـره« ولما تأخر الأمر، وربما لسذاجة منـي، اتصـلت بمسـؤول العلاقـات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف الذي كـان يـزودنا بكل شيء عن تفاصيل المـعارك وبيـانات حـزب الله، فلـم يرد فكـررت المحـاولة لاكثر من مـرة وبعـدما رد معتـذراً سائلاً: ماذا اريد، فقلت له »هل ستوزعون خطاب السيد«، فقال مستـغرباً »الا تـدرك صعـوبة الاوضاع الذي نمر بها« فنأمل ان تساعدونا، فكان جوابي واي ظروف، فتعجب لسذاجتي وقال : سنـرى، كلمـني لاحقاً. 
وبعدما اقفلت الخط الهاتفي شعرت بخطئي وسذاجتي على هذا التصرف غير المسؤول، لكن اقسم لك »يا حاج محمد« ان اتصالي كان نابعاً نتيجة شعور داخلي يتملكني بانكم قادرون على صنع المعجزات، وبانكم ما كنت تقومون به في الايام العادية   سيتواصل، وكنت على ثقة بأن لا صعوبات امامكم وبانكم رجال الله في الميدان القادرون على فعل المعجزات وفعلتم. 
4 سنوات مرت وهذه الحادثة تؤلمني وتزعجني جداً وتؤنب ضميري وجاء الوقت لاعتذر فيها من الحاج محمد عفيف ولاوضح له ما كنت اريد ان اسمعه بانكم قادرون على تحدي العالم المتسلط، فعذراً مجدداً اذا كان الحاج محمد عفيف ما زال يتذكر هذه الحادثة التي لم تفارقني وجاء وقت الاعتذار والتوضيح. 

المؤتمر السابع والوثيقة السياسية الثانية 
المؤتمر الاخير لحزب الله الذي عقد في تشرين الثاني 2009 بغياب القائد عماد مغنية الذي كان يمثل الجسم الجهادي العسكري في مجلس الشورى، وقد انتهى المؤتمر الاخير الى انتخاب السيد حسن نصرالله امينا عاما للحزب والشيخ نعيم قاسم »الراديكالي« نائبا للامين العام، السيد هاشم صفي الدين »الرجل الثاني في الحزب« رئىسا للمجلس التنفيذيالشيخ محمد يزبك »يقدر حراجة المواقف« رئيسا للهيئة الشرعية السيد ابراهيم امين السيد »الوجه الاول« رئىسا للمجلس السياسي النائب محمد رعد »المحاور الصلب« رئىسا لكتلة الوفاء للمقاومة والحاج حسين الخليل »كاتم الاسرار« معاونا سياسيا للأمين العام. 
اما العضو الثامن غير المعلن على الدوام والذي كان يشغله القائد عماد مغنية فهو اسم سري وغير معروف وهناك من يقول ان الحزب لجأ الى تسمية اكثر من قيادي عسكري لشغل منصب القائد مغنية لكي يعززز صعوبة اختراق جسم المقاومة. 
وشهد المؤتمر الثامن تنقلات وتعينات على مستوى الصفين الثاني والثالث ادت هذه التغييرات الى توزيع جديد للأدوار بعد حرب تموز واعادة ضخ دم جديد في شرايين الحزب. 
ولكن ما ميز المؤتمر السابع هو اعلان الوثيقة السياسية الثانية بعد الوثيقة التأسيسية التي تلاها السيد ابراهيم امين السيد في حسينية الشياح بذكرى الشهيد راغب حرب عام 1985. 
وقد خرجت الوثيقة الجديدة بمضمون واضح في التوجهات حيث دخلت الوثيقة في التفاصيل السياسية اللبنانية والتي تضمنت رؤية الحزب لكل التطورات وركزت على القضية الفلسطينية وعلى استمرار ودعم المقاومة ضد الاحتلال في لبنان وفلسطين ورفض منطق التسويات مع العدو الصهيوني واكدت الوثيقة في الموضوع الداخلي ان لبنان هو وطننا ووطن الاباء والاجداد، كما هو وطن الابناء والاحفاد وكل الاجيال الاتية، وهو الوطن الذي قدمنا من اجل سيادته وعزته وكرامته وتحرير ارضه اغلى التضحيات واعز الشهداء. هذا الوطن نريده لكل اللبنانيين على حد سواء يحتضنهم ويتسع لهم ويشمخ بهم وبعطاءاتهم ونريده واحدا موحدا، ارضا وشعبا ودولة ومؤسسات، ونرفض اي شكل من اشكال التقسيم او الفدرلة الصريحة اوالمقنعة، ونريده سيدا حرا مستقلا عزيزا كريما منيعا قويا قادرا، حاضرا في معادلات المنطقة، ومساهما اساسيا في صنع الحاضر والمستقبل كما كان حاضرا دائما في صنع التاريخ. 
وتطرقت الوثيقة الى رؤية الحزب لقيام الدولة والنظام، فقالت: ان قيام النظام على اسس طائفية يشكل عائقا قويا امام تحقيق ديموقراطية صحيحة، يمكن على ضوئها ان تحكم الاكثرية المنتخبة وتعارض الاقلية المنتخبة، ويفتح فيها الباب لتداول سليم للسلطة بين الموالاة والمعارضة او الائتلافات السياسية المختلفة. ولذلك فان الشرط الاساسي لتطبيق ديموقراطية حقيقية من هذا النوع هو الغاء الطائفية السياسية من النظام، وهو ما نص اتفاق الطائف على وجوب تشكيل هيئة وطنية عليا لانجازه. والى ان يتمكن اللبنانيون ومن خلال حوارهم الوطني من تحقيق هذا الانجاز التاريخي والحساس - نعني الغاء الطائفية السياسية - وما دام النظام السياسي يقوم على اسس طائفية، فان الديمقراطية التوافقية تبقى القاعدة الاساس للحكم في لبنان، لانها التجسيد الفعلي لروح الدستور ولجوهر ميثاق العيش المشترك. 
وحددت الوثيقة 17 بندا حول بناء الدولة وعلاقاتها مع مواطنيها، وعرجت على علاقات لبنان العربية لتؤكد ان ثمة حاجة اكيدة الى تضافر الجهود لتجاوز حالة الصراعات التي تشق الصف العربي، وضرورة التمسك بالعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا بوصفها حاجة سياسية وامنية واقتصادية مشتركة، تمليها مصالح البلدين والشعبين وضرورات الجغرافيا السياسية وموجبات الاستقرار اللبناني ومواجهة التحديات المشتركة. ودعت الى انهاء كل الاجواء السلبية التي شابت علاقات البلدين في السنوات القليلة الماضية والعودة بهذه العلاقات الى وضعها الطبيعي في اسرع وقت ممكن. 
وتطرقت الى علاقات لبنان مع الدول الاسلامية وركزت بشكل خاص على دور ايران المحوري في دعم قضايا العرب، وعلاقاته مع دول العالم. ورأت ان الالتحاق بالسياسات الاميركية - وخاصة في مرحلة اخفاقها التاريخي - يشكل خطا استراتيجيا لن يؤدي الا الى مزيد من المشكلات والتعثر والتعقيدات في العلاقات الاوروبية - العربية، وان واجب اوروبا الاخلاقي والانساني- قبل السياسي - يفرض عليها الاعتراف بحق الشعوب في مقاومة المحتل على قاعدة التمييز بين المقاومة والارهاب، وان مقتضيات الاستقرار والتعاون في العلاقات الاوروبية - العربية تستوجب بناء مقاربة اوروبية اكثر استقلالية واكثر عدالة وموضوعية. 

ليست هناك تعليقات: