ملف يحي سكاف
يبقى ملف الاسير يحيى سكاف ما زال موضع متابعة شخصية من الامين العام بالتعاون مع عائلة سكاف.
اذ نقل افراد عائلته عن فلسطينيين واسرى محررين وجوده اسيرا لدى القوات الاسرائىلية واكد احد الاسرى انه رآه في سجن عسقلان وانه فاقد للذاكرة جزئىا ومريض جدا من جراء التعذيب كما ذكر شقيقه جمال انه عام 1983 اجرت اذاعة اسرائىلية مقابلة على الهواء مع الاسرى الجرحى في احدى المستشفيات في برنامج بعنوان »لقاء مع المخربين« سمع خلاله من عدد كبير من المواطنين شهادة ليحيى.
ويشار الى ان سكاف من مواليد 1959 في بلدة بحنين في الشمال وكان في عداد مجموعة بقيادة الشهيدة دلال المغربي تضم ١١ فدائىا لبنانيا وفلسطينيا قامت في اذار 1978 بعملية تحمل اسم الشهيد كمال عدوان وخطفت باصين اسرائىليين وتمكنت من عبور عشرات المستوطنات الاسرائىلية وحصلت بعدها مواجهة مع الجيش الاسرائىلي ادت الى مقتل اكثر من 100 اسرائىلي واستشهاد 9 من افراد المجموعة واسر اثنين بينهم يحيى سكاف.
»جلسات« بين السيد والقنطار
وضع عميد الاسرى في السجون الاسرائيلية سمير القنطار السيد حسن نصرالله في كيفية تنفيذ العملية البحرية ضد قوات الاحتلال الاسرائىلي في ذكرى الرئىس الخالد جمال عبد الناصر كما وضعه في اجواء ما تعرض له داخل السجن على ايدي الجلادين الاسرائىليين واوضاع المساجين العرب حصل ذالك خلال جلسات عديدة عقدت بين السيد والقنطار بعد ايام من اطلاق سراحه.
ملف شامل عن الامين العام لحزب الله... إغتيال الشهيد رفيق الحريري
نصرالله يكتب عن الشهيد : خسرناه جميعاً.. من حالفه ومن خالفه
كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاءات مع اصدقاء ووسائل اعلامية بعد ايام من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 الكثير من التفاصيل عن علاقاته مع الرئيس الشهيد بالاضافة الى اللقاءات التي كانت تعقد لاكثر من مرة في الاسبوع بينهما والتي ادت الى كثير من التفاهمات على مستقبل الاوضاع في لبنان وتحصينه وتمتين وحدته الوطنية وصولا الى علاقات عربية - عربية جيدة.
فقد جمعت »السيد« والشهيد رفيق الحريري صداقة عميقة، ومودة كبيرة، رغم الاختلاف في وجهات النظر احيانا على امور داخلية لكنها لم تفسد في الود قضية، فيما التوافق بينهما كان شاملا على ضرورة تمتين الوقوف في وجه الخطر الاسرائيلي الساعي لبث الانقسامات بين اللبنانيين.
كل اللبنانيين يعترفون ويقرون ويشهدون للرئيس الشهيد وقفاته الى جانب المقاومة والجهود التي بذلها مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد لتوقيع »تفاهم نيسان« بعد العدوان الاسرائيلي، هذا التفاهم الذي شرّع المقاومة وحمى المدنيين في الجنوب.
كما يشهد اللبنانيون للرئيس الشهيد وقفاته في المحافل الدولية للمحاولات الداعية الى اعلان حزب الله منظمة ارهابية ونجاح الرئيس الشهيد في منع هذا الامر.
واللبنانيون يعترفون بأن المقاومة حققت انتصاراتها وانجازاتها ما بين العام 1991 و1998 في عهد حكومات الرئيس الشهيد وهو قاد معادلة »التزاوج« بين الانماء والمقاومة عبر تنفيذ الانماء في المناطق اللبنانية وترك الحرية للمقاومة لممارسة عملها، وهذه المعادلة أمنت الاستقرار والمنعة للبنان والقوة للمقاومة ويسعى حزب الله الى تحقيقها الان والعودة الى مضمون هذه المعادلة.
فانجازات الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاعمارية ودعم المقاومة يعترف بها كل اللبنانيين وتحديداً »حزب المقاومة« في لبنان وأمينه العام السيد حسن نصرالله الذي كشف عن علاقاته ولقاءاته الدائمة مع الرئيس الشهيد والوصول الى تفاهمات مشتركة قبل اغتياله كادت تنقذ لبنان وتفوت على المتآمرين فرصة بث التوترات المذهبية.
المقاومون في لبنان هم أول من خسروا رفيق الحريري الذي استشهد دفاعاً عن مبادئه ورفضه لأي شكل من أشكال ضرب المقاومة وعزلها فيما اسرائيل تنتهك الحرمات والاجواء والمقدسات يومياً.
»الديار« اعدت ملفا شاملا عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وتتضمن هذه الحلقة ما كتبه الأمين العام عن الشهيد رفيق الحريري بعد ايام من استشهاده، ما كتبه في الذكرى الثانية في 14 شباط 2007.
اعوام مضت على الزلزال الذي هز لبنان بعنف وكاد يقطّع اوصاله، وما زالت تداعيات هذا الحدث الخطير حاضرة بقوة في ساحة الأحداث المتلاحقة، وهذا بحد ذاته شاهد اضافي على أهمية وحجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري (رحمه الله).
في السنة الاخيرة من حياته أتيحت لي فرصة التواصل الدائم معه. وعلى مدى أشهر كانت لقاءاتنا الاسبوعية تُعقد بعيداً عن العيون والآذان، وكانت الساعات من كل لقاء تحوّل المتحاورين سياسياً الى أصدقاء وأحباء. نعم، كنا على خلاف عميق وطويل، لكن الإرادة الصادقة أعانتنا على ان نتصارح ونقيّم بصدق كل المرحلة السابقة، لنقول ما لنا وما علينا، وليقول الرئيس الشهيد ما له وما عليه. والصراحة الصادقة هنا كانت السبيل الصحيح لتأسيس قاعدة متينة وصلبة لعلاقة وطنية واضحة، كما يُقدَّر لها - لو استمرت - ان تُحدث تحولاً كبيراً على كل الصعد الوطنية في لبنان. بل كان يمكن ان ترقى الى مستوى التأثير الاقليمي من موقع الصداقات والعلاقات التي يقيمها كل منا.
نعم، لقد خسرناه جميعاً: مَن حالفه، لأنه فقد برحيله الحليف القوي، ومن خالفه، لأنه فقد برحيله المحاور العاقل والصبور الذي كان يتسع صدره وقلبه حتى لمن يعارضه بقوة ويعانده بشدة.
نعم، خسرناه جميعاً، لانه في مرحلة الانقسام السياسي الذي بدأ يشهده لبنان آنذاك، كان وحده القادر على ان يكون الجسر بين طرفي الصراع محلياً، والجسر بين لبنان وسوريا، ومركز التواصل الذي يملك قدرة فائقة على جمع المشتركات، والتأسيس عليها لأي تفاهم يحفظ لبنان ومصالحه الوطنية.
وكما كان الرئيس الشهيد في حياته السياسية، وخصوصاً منذ حضوره المباشر في الساحة السياسية اللبنانية، محوراً للكثير من الاحداث والتطورات، كانت شهادته كذلك.
لقد أجمع اللبنانيون على إدانة الجريمة، وعلى وجوب كشف الحقيقة، وعلى لزوم معاقبة القتلة، وعلى الإحساس بالفجيعة، وعلى القلق - بل الهلع - من ان ينهار بلدهم بفعل الزلزال الذي ضربه.
أصبحت الحقيقة مطلباً وطنياً جامعاً، وتولدت، مع الأيام، مخاوف كثيرة من ان يضيع دم هذا الشهيد الكبير.
مَن منا لا يريد الحقيقة؟ ولكن كيف نصل الى الحقيقة من دون سواها؟ إن أسوأ ما قد يُقدم عليه بعضنا هو ان يسلك طريقاً يؤدي الى تعمية الحقائق، وتضييع هوية القتلة، بل خدمة أهداف القتلة.
ايها الشهيد الكبير...
في يوم شهادتك نؤكد لك انك حاضر في كل وجدان، وفي كل قلب وعقل. ونعتذر اليك ان غبنا عن احياء ذكراك مع المحتشدين في ساحة الشهداء في العام الماضي، وفي هذا العام لأن ذنبنا الوحيد اننا رفضنا ان نتهم بلا دليل، وأبينا ان ندين بلا حجة، أو أن نحوّل دمك الزكي الى سلاح للثأر بلا بيّنة. ولأنك كنت نموذجاً للانسان الذي يحركه عقله - لا حقده - أصررنا على ان نحكّم العقل، في محنة تتحكم فيها أحقاد وأغراض وثارات واتهامات مسبقة واحكام مبرمة، وينصّب فيها بعض الناس نفسه مدعياً ومتهما ومناديا بالويل والثبور.
وللبنانيين جميعا اقول، وبالاخص لمحبي الرئيس الشهيد ومريديه: ان الوفاء لهذا الشهيد الكبير في يوم شهادته هو ان نعاهده على انجاز الهدف الذي كان يتطلع اليه علي مستوى الوطن. كلنا يعرف ان الرئيس رفيق الحريري كان يدافع عن وحدة لبنان، ارضاً وشعباً ومؤسسات. والوفاء له ان نَحذَر ونحذّر من مشاريع التقسيم والكانتونات ودعوات الفدرالية، تحت اي اعتبار، وهذا هو جوهر مشروع الشرق الاوسط الجديد الأميركي.
كلنا يعرف ان الرئيس الحريري كان يتطلع بقوة الى دولة قانون ومؤسسات حقيقية، والى دولة سيادة واستقلال حقيقيين.
كلنا يعرف ان الرئيس الحريري كان حريصاً، كل الحرص، على هوية لبنان وموقعه من الصراع العربي - الاسرائيلي. وكلنا يعرف موقفه من المقاومة وجهوده الجبارة، عربياً ودولياً، لدفع العدوان وحماية المقاومة واستمرارها.
في ذكرى شهادته... يبقى المعيار الصحيح للاقتراب منه - او الابتعاد عنه - هو الوفاء لما آمن به، وليس التنافس في اطرائه ومدحه - وإن كان أهلاً لذلك - او تحويل ذكراه الى دعوات للثأر من متهمين مفترضىن، من دون انتظار لتحقيق او محكمة.
أسأل الله تعالى ان يحفظ لبنان، الذي استشهد الرئيس الحريري من اجله، وان يكشف الحقيقة كما هي ناصعة واضحة، فيعاقب الجناة، وتسقط الفتنة، وان يلهم الله تعالى عائلته المفجوعة الصبر على قضائه والتسليم لمشيئته، وان يُعين هذه العائلة الكريمة على حفظ نهجه وإرثه السياسي والإنساني الكبير.
حسن نصرالله
ملاحظة: كتبها »السيد« بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري 14 شباط / 2007
وصف السيد حسن نصرالله اغتيال الرئىس رفيق الحريري بالكارثة الوطنية. وتقدم بالتعزية لعائلة الرئىس الشهيد والشهداء معه وحذر من خطورة المرحلة.
و قال السيد بعد أيام من استشهاد الرئيس الحريري : خصوصية الرئىس رفيق الحريري في هذه المرحلة خصوصا في الاشهر الماضية انه غادر السلطة ولا مع الموالاة ولا مع سوريا. صحيح ايضا انه بات جزءا من المعارضة ولكن الصحيح ايضا انه لم يذهب الى المعارضة بالمطلق ولم يذهب الى المعارضة لتذهب هي به الى حيث تشاء لا حيث يشاء هو وبقي له هنا الموقع والموقف المتميز الذي كان يختلف فيه مع بعض المعارضة في الحد الادنى حول بعض الثوابت التي يتفق فيها مع الفريق الآخر. هنا هذه الخصوصية والميزة جعلت من الرئيس الحريري في الفترة الماضية وفي هذه المرحلة يمثل صلة وصل قوية وحقيقية بتعبير اخر بات يمثل جسرا قويا ولعله الجسر الاقوى الذي يمكن ان يصل ما بين هذين الفريقين اللبنانيين لأنه يتكلم مع هؤلاء ومع هؤلاء يلتقي مع هؤلاء في امور وقضايا ويلتقي مع هؤلاء في امور وقضايا ولم يغلق الابواب وكان مستعدا للحوار الحقيقي والجدي لم يغلق ابواب الحوار ولم يضع شروطا للحوار وكان لديه استعداد عال للتوصل الى تسويات معينة في القضايا الخلافية.
وتابع نصرالله: اردت ان اقول: خسرنا هذا الجسر صلة الوصل القوية الضمانة، الرجل الذي كان يمكن من خلال جهده ومن خلال علاقاته بالموالاة والمعارضة وكل الافرقاء اللبنانيين كان يمكن ان يشكل فرصة كبيرة جدا لإعادة انتاج تفاهم وطني او توافق داخلي للخروج من الازمة الحادة التي يعيشها لبنان . هذا الموقع خسره لبنان ولذلك نحن نتحدث عن خسارة وطنية لا نتحدث عن خسارة للمعارضة كما تقول المعارضة او خسارة للاخوة المسلمين السنة كما يقول بعض اخواننا من المسلمين السنة هو خسارة على كل صعيد بالتحديد هو خسارة وطنية حقيقية.
وكشف نصرالله تفاصيل لقاءات بينه وبين الرئىس الحريري وقال: ان طبيعة التحديات في المرحلة الماضية فرضت علي شخصيا ان ادخل في العملية السياسية الداخلية اكثر من اي وقت مضى والتقيت مع كثيرين ولكن هذه اللقاءات كانت مع الرئىس الحريري اسبوعيا ولم نكن نعلن ذلك في الاعلام لمصالح عديدة. وبحضور اصدقاء مشتركين كنا نلتقي في كل اسبوع مرة واحيانا مرتين وفي اماكن مختلفة. وهذا التواصل بدأ بالتحديد منذ احداث الضاحية الجنوبية التي سقط فيها شهداء في منطقة حي السلم يعني اثناء توليه رئاسة الحكومة وبعد تخليه واستقالته من رئاسة الحكومة.
اضاف: كان هناك تواصل ولقاءات طويلة ونقاش بالعمق في هذه المسائل الاساسية. حتى قبل اسبوع من استشهاده التقينا على ان نحسم قضايا اساسية واستراتيجية وكان يراهن على لقائنا كما كنا نراهن على لقائه. وكنا جميعا ندرك ان البلد في مرحلة حساسة وصعبة جدا.
وتابع: في لقائنا الاخير قبل ايام تحدثنا طويلا عن مشروع الدولة حاجة اللبنانيين جميعا الى الدولة ومؤسساتها على ان يكون هذا من الثوابت التي تجمع اللبنانيين. موضوع الامن والاستقرار وركائز وضمانات الامن والاستقرار في لبنان وخشيتنا جميعا من انهيار السلم الاهلي في البلد نتيجة التجاذبات القائمة. موضوع الطائف وكان رأيه حاسما وشديدا في التمسك باتفاقية الطائف حرفيا وهو قال لي: انا لست موافقا على القضاء لكن اذا كانت الحكومة اللبنانية تريد القضاء لن امانع في ذلك.
وقال: في الموقف من التوطين حيث كان يؤكد في اللقاء انه اذا عاد الى رئاسة الحكومة لا يمكن على الاطلاق ان يوقع على قرار التوطين لأسباب وطنية ولأسباب قومية ولأنه يرى في التوطين شبح التقسيم.
وهذه نقطة مهمة جدا لم يتم إثارتها حتى الآن. هناك اليوم في بعض الدوائر الدولية وللأسف الشديد هناك بعض اللبنانيين الذين كانوا دائما ضد التوطين بعض هؤلاء يسوقون اليوم في بعض الدوائر الدولية مشروع توطين الفلسطينيين ليبرروا لاحقا تقسيم لبنان. وقال لي الرئىس الشهيد: انا ضد التوطين ليس فقط لأسباب قومية وإنما ايضا لأسباب وطنية، لأنني أرى في التوطين شبح التقسيم«. مع العلم أن وحدة لبنان هي مسألة اساسية وحاسمة بالنسبة إلينا جميعاً.
أضاف: في موضوع العلاقات مع سوريا وضرورة هذه العلاقات وأن لبنان لا يجوز أن يكون معادياً لسوريا ولا متآمراً عليها. نعم، يجب أن تنظم هذه العلاقات ويعالج الخلل.
وتابع: في مسألة سلاح المقاومة، كان واضحاً جداً في اللقاء، والأصدقاء المشتركون ما زالوا والحمد لله على قيد الحياة، قال: »إذا عدت الى رئاسة الحكومة، أنا اؤكد لك من موقع القناعة بأنه لا يمكن أن أوافق على نزع سلاح المقاومة، وأن مسألة المقاومة وسلاح المقاومة هي مسألة بحاجة الى حوار وتفاهم وإجماع وطني ولا يمكن الدخول فيها بلغة القوة والفرض والاجبار«. ووصلنا الى نقاشنا في الانتخابات النيابية المقبلة، وضرورة التفاهم وعدم أخذ البلد الى صدام حاد على المستوى الانتخابي.
وقال نصرالله: ناقشنا بالتحديد مسألة الدائرة الثانية في بيروت، وهو كان يخشى وبحق أن يؤدي الصراع الانتخابي في الدائرة الثانية الى نتائج سلبية جداً على مستوى العلاقات الشيعية السنية في لبنان، لأنه بطبيعة الحال، في الدائرة الثانية هناك ناخب سني اساسي وناخب شيعي اساسي وناخب مسيحي اساسي. إن لم يحصل تفاهم ما سوف يكون هناك لوائح وسوف يكون هناك تنافس انتخابي حاد وقد تستخدم فيه لغة المذهبية ولغة العصبية ولغة الطائفية، وهذا لا يمكن ان تتحمله لا في بيروت ولا في لبنان وفي هذه المرحلة بالتحديد. نحن هنا نتحدث عن إمكانية تفاهم ما في الدائرة الثانية ليس على سبيل المقايضة كما طرح في بعض وسائل الإعلام ان نقايض تقسيم الدوائر بتفاهم حول عدد النواب، وإنما الحيثية كانت أوسع وأشمل، كنا نتحدث عن الأوضاع العامة والعلاقات التي تسود العالم العربي في بعض البلدان العربية بين الشيعة والسنة والتي يجب أن نعترف أيضا بأنها ليست علاقات على ما يرام في هذه المرحلة. كنا دائماً نقول اذا كانت هناك علاقات غير مناسبة أو غير جيدة او متوترة أحياناً بين الشيعة والسنة في أي مكان من العالم، لا يجوز ان ينعكس هذا على مكان آخر في العالم، وخصوصا في لبنان حيث تقوم علاقات بين المسلمين الشيعة وبين المسلمين السنة منذ أمد طويل على الأخوة والتقارب والتعاون وصولا الى وحدة المواجهة في معركة التحرير والمقاومة التي فيها سقط الشهداء. من هذه الزاوية اتفقنا على مبدأ ان نتفاهم وان نصل الى صيغة ما حول ترتيب المرشحين واللوائح في الدائرة الثانية يجنب هذه الدائرة صداماً حاداً على المستوى الانتخابي والسياسي والشعبي، وكان بنيتنا ان نكمل النقاش التفصيلي في هذه النقطة.
أضاف: قبل يومين بالتحديد من استشهاده كان سعيداً عندما أرسل لي بواسطة أحد الاصدقاء المشتركين انه بذل جهوداً كبيرة مع أصدقائه الاوروبيين لمنع وضع حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية في مقابل الجهود الاسرائيلية الحثيثة، كان متفائلاً جداً بأن مساعيه ستؤدي الى نتائج طيبة.
وقال نصرالله: في مثل هذا الواقع الذي نعيشه الآن، جاءت حادثة الاغتيال المفجعة. لبنان كله اليوم أمام مرحلة خطيرة جداً. كيف يجب أن نواجه هذه المرحلة؟ كيف يجب أن نتعاطى مع هذه الحادثة ومع تداعياتها؟
وأكد نصرالله أن الواجب الوطني والديني يقضي أن نتعاون جميعاً على تعطيل أهداف الاغتيال المفترضة، سواء كانت تعني ضرب الأمن والاستقرار أو الفتنة أو تضييع كل الانجازات السابقة والماضية. ويجب أن نتصرف جميعاً من موقع المصاب على المستوى النفسي والعاطفي والوطني، وطبعاً هنا نقدر عالياً الروح المسؤولة التي تعاطت بها عائلة الرئيس الشهيد، وكذلك نضم صوتنا الى كل كلمة صدرت في البيان الذي أعلنه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والمجتمعون في دار الفتوى حول هذه الحادثة ووجوب وكيفية التعاطي مع هذه الحادثة.
وشدد نصرالله على وجوب عدم التسرع في اطلاق الاتهامات، داعياً السلطة الى تحقيق جدي، وكشف الفاعلين. وحذر من اصوات التحريض مناشداً »أن نتعاون لتجاوز هذه المحنة«.
يبقى ملف الاسير يحيى سكاف ما زال موضع متابعة شخصية من الامين العام بالتعاون مع عائلة سكاف.
اذ نقل افراد عائلته عن فلسطينيين واسرى محررين وجوده اسيرا لدى القوات الاسرائىلية واكد احد الاسرى انه رآه في سجن عسقلان وانه فاقد للذاكرة جزئىا ومريض جدا من جراء التعذيب كما ذكر شقيقه جمال انه عام 1983 اجرت اذاعة اسرائىلية مقابلة على الهواء مع الاسرى الجرحى في احدى المستشفيات في برنامج بعنوان »لقاء مع المخربين« سمع خلاله من عدد كبير من المواطنين شهادة ليحيى.
ويشار الى ان سكاف من مواليد 1959 في بلدة بحنين في الشمال وكان في عداد مجموعة بقيادة الشهيدة دلال المغربي تضم ١١ فدائىا لبنانيا وفلسطينيا قامت في اذار 1978 بعملية تحمل اسم الشهيد كمال عدوان وخطفت باصين اسرائىليين وتمكنت من عبور عشرات المستوطنات الاسرائىلية وحصلت بعدها مواجهة مع الجيش الاسرائىلي ادت الى مقتل اكثر من 100 اسرائىلي واستشهاد 9 من افراد المجموعة واسر اثنين بينهم يحيى سكاف.
»جلسات« بين السيد والقنطار
وضع عميد الاسرى في السجون الاسرائيلية سمير القنطار السيد حسن نصرالله في كيفية تنفيذ العملية البحرية ضد قوات الاحتلال الاسرائىلي في ذكرى الرئىس الخالد جمال عبد الناصر كما وضعه في اجواء ما تعرض له داخل السجن على ايدي الجلادين الاسرائىليين واوضاع المساجين العرب حصل ذالك خلال جلسات عديدة عقدت بين السيد والقنطار بعد ايام من اطلاق سراحه.
ملف شامل عن الامين العام لحزب الله... إغتيال الشهيد رفيق الحريري
نصرالله يكتب عن الشهيد : خسرناه جميعاً.. من حالفه ومن خالفه
كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاءات مع اصدقاء ووسائل اعلامية بعد ايام من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005 الكثير من التفاصيل عن علاقاته مع الرئيس الشهيد بالاضافة الى اللقاءات التي كانت تعقد لاكثر من مرة في الاسبوع بينهما والتي ادت الى كثير من التفاهمات على مستقبل الاوضاع في لبنان وتحصينه وتمتين وحدته الوطنية وصولا الى علاقات عربية - عربية جيدة.
فقد جمعت »السيد« والشهيد رفيق الحريري صداقة عميقة، ومودة كبيرة، رغم الاختلاف في وجهات النظر احيانا على امور داخلية لكنها لم تفسد في الود قضية، فيما التوافق بينهما كان شاملا على ضرورة تمتين الوقوف في وجه الخطر الاسرائيلي الساعي لبث الانقسامات بين اللبنانيين.
كل اللبنانيين يعترفون ويقرون ويشهدون للرئيس الشهيد وقفاته الى جانب المقاومة والجهود التي بذلها مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد لتوقيع »تفاهم نيسان« بعد العدوان الاسرائيلي، هذا التفاهم الذي شرّع المقاومة وحمى المدنيين في الجنوب.
كما يشهد اللبنانيون للرئيس الشهيد وقفاته في المحافل الدولية للمحاولات الداعية الى اعلان حزب الله منظمة ارهابية ونجاح الرئيس الشهيد في منع هذا الامر.
واللبنانيون يعترفون بأن المقاومة حققت انتصاراتها وانجازاتها ما بين العام 1991 و1998 في عهد حكومات الرئيس الشهيد وهو قاد معادلة »التزاوج« بين الانماء والمقاومة عبر تنفيذ الانماء في المناطق اللبنانية وترك الحرية للمقاومة لممارسة عملها، وهذه المعادلة أمنت الاستقرار والمنعة للبنان والقوة للمقاومة ويسعى حزب الله الى تحقيقها الان والعودة الى مضمون هذه المعادلة.
فانجازات الرئيس الشهيد رفيق الحريري الاعمارية ودعم المقاومة يعترف بها كل اللبنانيين وتحديداً »حزب المقاومة« في لبنان وأمينه العام السيد حسن نصرالله الذي كشف عن علاقاته ولقاءاته الدائمة مع الرئيس الشهيد والوصول الى تفاهمات مشتركة قبل اغتياله كادت تنقذ لبنان وتفوت على المتآمرين فرصة بث التوترات المذهبية.
المقاومون في لبنان هم أول من خسروا رفيق الحريري الذي استشهد دفاعاً عن مبادئه ورفضه لأي شكل من أشكال ضرب المقاومة وعزلها فيما اسرائيل تنتهك الحرمات والاجواء والمقدسات يومياً.
»الديار« اعدت ملفا شاملا عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وتتضمن هذه الحلقة ما كتبه الأمين العام عن الشهيد رفيق الحريري بعد ايام من استشهاده، ما كتبه في الذكرى الثانية في 14 شباط 2007.
اعوام مضت على الزلزال الذي هز لبنان بعنف وكاد يقطّع اوصاله، وما زالت تداعيات هذا الحدث الخطير حاضرة بقوة في ساحة الأحداث المتلاحقة، وهذا بحد ذاته شاهد اضافي على أهمية وحجم الرئيس الشهيد رفيق الحريري (رحمه الله).
في السنة الاخيرة من حياته أتيحت لي فرصة التواصل الدائم معه. وعلى مدى أشهر كانت لقاءاتنا الاسبوعية تُعقد بعيداً عن العيون والآذان، وكانت الساعات من كل لقاء تحوّل المتحاورين سياسياً الى أصدقاء وأحباء. نعم، كنا على خلاف عميق وطويل، لكن الإرادة الصادقة أعانتنا على ان نتصارح ونقيّم بصدق كل المرحلة السابقة، لنقول ما لنا وما علينا، وليقول الرئيس الشهيد ما له وما عليه. والصراحة الصادقة هنا كانت السبيل الصحيح لتأسيس قاعدة متينة وصلبة لعلاقة وطنية واضحة، كما يُقدَّر لها - لو استمرت - ان تُحدث تحولاً كبيراً على كل الصعد الوطنية في لبنان. بل كان يمكن ان ترقى الى مستوى التأثير الاقليمي من موقع الصداقات والعلاقات التي يقيمها كل منا.
نعم، لقد خسرناه جميعاً: مَن حالفه، لأنه فقد برحيله الحليف القوي، ومن خالفه، لأنه فقد برحيله المحاور العاقل والصبور الذي كان يتسع صدره وقلبه حتى لمن يعارضه بقوة ويعانده بشدة.
نعم، خسرناه جميعاً، لانه في مرحلة الانقسام السياسي الذي بدأ يشهده لبنان آنذاك، كان وحده القادر على ان يكون الجسر بين طرفي الصراع محلياً، والجسر بين لبنان وسوريا، ومركز التواصل الذي يملك قدرة فائقة على جمع المشتركات، والتأسيس عليها لأي تفاهم يحفظ لبنان ومصالحه الوطنية.
وكما كان الرئيس الشهيد في حياته السياسية، وخصوصاً منذ حضوره المباشر في الساحة السياسية اللبنانية، محوراً للكثير من الاحداث والتطورات، كانت شهادته كذلك.
لقد أجمع اللبنانيون على إدانة الجريمة، وعلى وجوب كشف الحقيقة، وعلى لزوم معاقبة القتلة، وعلى الإحساس بالفجيعة، وعلى القلق - بل الهلع - من ان ينهار بلدهم بفعل الزلزال الذي ضربه.
أصبحت الحقيقة مطلباً وطنياً جامعاً، وتولدت، مع الأيام، مخاوف كثيرة من ان يضيع دم هذا الشهيد الكبير.
مَن منا لا يريد الحقيقة؟ ولكن كيف نصل الى الحقيقة من دون سواها؟ إن أسوأ ما قد يُقدم عليه بعضنا هو ان يسلك طريقاً يؤدي الى تعمية الحقائق، وتضييع هوية القتلة، بل خدمة أهداف القتلة.
ايها الشهيد الكبير...
في يوم شهادتك نؤكد لك انك حاضر في كل وجدان، وفي كل قلب وعقل. ونعتذر اليك ان غبنا عن احياء ذكراك مع المحتشدين في ساحة الشهداء في العام الماضي، وفي هذا العام لأن ذنبنا الوحيد اننا رفضنا ان نتهم بلا دليل، وأبينا ان ندين بلا حجة، أو أن نحوّل دمك الزكي الى سلاح للثأر بلا بيّنة. ولأنك كنت نموذجاً للانسان الذي يحركه عقله - لا حقده - أصررنا على ان نحكّم العقل، في محنة تتحكم فيها أحقاد وأغراض وثارات واتهامات مسبقة واحكام مبرمة، وينصّب فيها بعض الناس نفسه مدعياً ومتهما ومناديا بالويل والثبور.
وللبنانيين جميعا اقول، وبالاخص لمحبي الرئيس الشهيد ومريديه: ان الوفاء لهذا الشهيد الكبير في يوم شهادته هو ان نعاهده على انجاز الهدف الذي كان يتطلع اليه علي مستوى الوطن. كلنا يعرف ان الرئيس رفيق الحريري كان يدافع عن وحدة لبنان، ارضاً وشعباً ومؤسسات. والوفاء له ان نَحذَر ونحذّر من مشاريع التقسيم والكانتونات ودعوات الفدرالية، تحت اي اعتبار، وهذا هو جوهر مشروع الشرق الاوسط الجديد الأميركي.
كلنا يعرف ان الرئيس الحريري كان يتطلع بقوة الى دولة قانون ومؤسسات حقيقية، والى دولة سيادة واستقلال حقيقيين.
كلنا يعرف ان الرئيس الحريري كان حريصاً، كل الحرص، على هوية لبنان وموقعه من الصراع العربي - الاسرائيلي. وكلنا يعرف موقفه من المقاومة وجهوده الجبارة، عربياً ودولياً، لدفع العدوان وحماية المقاومة واستمرارها.
في ذكرى شهادته... يبقى المعيار الصحيح للاقتراب منه - او الابتعاد عنه - هو الوفاء لما آمن به، وليس التنافس في اطرائه ومدحه - وإن كان أهلاً لذلك - او تحويل ذكراه الى دعوات للثأر من متهمين مفترضىن، من دون انتظار لتحقيق او محكمة.
أسأل الله تعالى ان يحفظ لبنان، الذي استشهد الرئيس الحريري من اجله، وان يكشف الحقيقة كما هي ناصعة واضحة، فيعاقب الجناة، وتسقط الفتنة، وان يلهم الله تعالى عائلته المفجوعة الصبر على قضائه والتسليم لمشيئته، وان يُعين هذه العائلة الكريمة على حفظ نهجه وإرثه السياسي والإنساني الكبير.
حسن نصرالله
ملاحظة: كتبها »السيد« بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري 14 شباط / 2007
وصف السيد حسن نصرالله اغتيال الرئىس رفيق الحريري بالكارثة الوطنية. وتقدم بالتعزية لعائلة الرئىس الشهيد والشهداء معه وحذر من خطورة المرحلة.
و قال السيد بعد أيام من استشهاد الرئيس الحريري : خصوصية الرئىس رفيق الحريري في هذه المرحلة خصوصا في الاشهر الماضية انه غادر السلطة ولا مع الموالاة ولا مع سوريا. صحيح ايضا انه بات جزءا من المعارضة ولكن الصحيح ايضا انه لم يذهب الى المعارضة بالمطلق ولم يذهب الى المعارضة لتذهب هي به الى حيث تشاء لا حيث يشاء هو وبقي له هنا الموقع والموقف المتميز الذي كان يختلف فيه مع بعض المعارضة في الحد الادنى حول بعض الثوابت التي يتفق فيها مع الفريق الآخر. هنا هذه الخصوصية والميزة جعلت من الرئيس الحريري في الفترة الماضية وفي هذه المرحلة يمثل صلة وصل قوية وحقيقية بتعبير اخر بات يمثل جسرا قويا ولعله الجسر الاقوى الذي يمكن ان يصل ما بين هذين الفريقين اللبنانيين لأنه يتكلم مع هؤلاء ومع هؤلاء يلتقي مع هؤلاء في امور وقضايا ويلتقي مع هؤلاء في امور وقضايا ولم يغلق الابواب وكان مستعدا للحوار الحقيقي والجدي لم يغلق ابواب الحوار ولم يضع شروطا للحوار وكان لديه استعداد عال للتوصل الى تسويات معينة في القضايا الخلافية.
وتابع نصرالله: اردت ان اقول: خسرنا هذا الجسر صلة الوصل القوية الضمانة، الرجل الذي كان يمكن من خلال جهده ومن خلال علاقاته بالموالاة والمعارضة وكل الافرقاء اللبنانيين كان يمكن ان يشكل فرصة كبيرة جدا لإعادة انتاج تفاهم وطني او توافق داخلي للخروج من الازمة الحادة التي يعيشها لبنان . هذا الموقع خسره لبنان ولذلك نحن نتحدث عن خسارة وطنية لا نتحدث عن خسارة للمعارضة كما تقول المعارضة او خسارة للاخوة المسلمين السنة كما يقول بعض اخواننا من المسلمين السنة هو خسارة على كل صعيد بالتحديد هو خسارة وطنية حقيقية.
وكشف نصرالله تفاصيل لقاءات بينه وبين الرئىس الحريري وقال: ان طبيعة التحديات في المرحلة الماضية فرضت علي شخصيا ان ادخل في العملية السياسية الداخلية اكثر من اي وقت مضى والتقيت مع كثيرين ولكن هذه اللقاءات كانت مع الرئىس الحريري اسبوعيا ولم نكن نعلن ذلك في الاعلام لمصالح عديدة. وبحضور اصدقاء مشتركين كنا نلتقي في كل اسبوع مرة واحيانا مرتين وفي اماكن مختلفة. وهذا التواصل بدأ بالتحديد منذ احداث الضاحية الجنوبية التي سقط فيها شهداء في منطقة حي السلم يعني اثناء توليه رئاسة الحكومة وبعد تخليه واستقالته من رئاسة الحكومة.
اضاف: كان هناك تواصل ولقاءات طويلة ونقاش بالعمق في هذه المسائل الاساسية. حتى قبل اسبوع من استشهاده التقينا على ان نحسم قضايا اساسية واستراتيجية وكان يراهن على لقائنا كما كنا نراهن على لقائه. وكنا جميعا ندرك ان البلد في مرحلة حساسة وصعبة جدا.
وتابع: في لقائنا الاخير قبل ايام تحدثنا طويلا عن مشروع الدولة حاجة اللبنانيين جميعا الى الدولة ومؤسساتها على ان يكون هذا من الثوابت التي تجمع اللبنانيين. موضوع الامن والاستقرار وركائز وضمانات الامن والاستقرار في لبنان وخشيتنا جميعا من انهيار السلم الاهلي في البلد نتيجة التجاذبات القائمة. موضوع الطائف وكان رأيه حاسما وشديدا في التمسك باتفاقية الطائف حرفيا وهو قال لي: انا لست موافقا على القضاء لكن اذا كانت الحكومة اللبنانية تريد القضاء لن امانع في ذلك.
وقال: في الموقف من التوطين حيث كان يؤكد في اللقاء انه اذا عاد الى رئاسة الحكومة لا يمكن على الاطلاق ان يوقع على قرار التوطين لأسباب وطنية ولأسباب قومية ولأنه يرى في التوطين شبح التقسيم.
وهذه نقطة مهمة جدا لم يتم إثارتها حتى الآن. هناك اليوم في بعض الدوائر الدولية وللأسف الشديد هناك بعض اللبنانيين الذين كانوا دائما ضد التوطين بعض هؤلاء يسوقون اليوم في بعض الدوائر الدولية مشروع توطين الفلسطينيين ليبرروا لاحقا تقسيم لبنان. وقال لي الرئىس الشهيد: انا ضد التوطين ليس فقط لأسباب قومية وإنما ايضا لأسباب وطنية، لأنني أرى في التوطين شبح التقسيم«. مع العلم أن وحدة لبنان هي مسألة اساسية وحاسمة بالنسبة إلينا جميعاً.
أضاف: في موضوع العلاقات مع سوريا وضرورة هذه العلاقات وأن لبنان لا يجوز أن يكون معادياً لسوريا ولا متآمراً عليها. نعم، يجب أن تنظم هذه العلاقات ويعالج الخلل.
وتابع: في مسألة سلاح المقاومة، كان واضحاً جداً في اللقاء، والأصدقاء المشتركون ما زالوا والحمد لله على قيد الحياة، قال: »إذا عدت الى رئاسة الحكومة، أنا اؤكد لك من موقع القناعة بأنه لا يمكن أن أوافق على نزع سلاح المقاومة، وأن مسألة المقاومة وسلاح المقاومة هي مسألة بحاجة الى حوار وتفاهم وإجماع وطني ولا يمكن الدخول فيها بلغة القوة والفرض والاجبار«. ووصلنا الى نقاشنا في الانتخابات النيابية المقبلة، وضرورة التفاهم وعدم أخذ البلد الى صدام حاد على المستوى الانتخابي.
وقال نصرالله: ناقشنا بالتحديد مسألة الدائرة الثانية في بيروت، وهو كان يخشى وبحق أن يؤدي الصراع الانتخابي في الدائرة الثانية الى نتائج سلبية جداً على مستوى العلاقات الشيعية السنية في لبنان، لأنه بطبيعة الحال، في الدائرة الثانية هناك ناخب سني اساسي وناخب شيعي اساسي وناخب مسيحي اساسي. إن لم يحصل تفاهم ما سوف يكون هناك لوائح وسوف يكون هناك تنافس انتخابي حاد وقد تستخدم فيه لغة المذهبية ولغة العصبية ولغة الطائفية، وهذا لا يمكن ان تتحمله لا في بيروت ولا في لبنان وفي هذه المرحلة بالتحديد. نحن هنا نتحدث عن إمكانية تفاهم ما في الدائرة الثانية ليس على سبيل المقايضة كما طرح في بعض وسائل الإعلام ان نقايض تقسيم الدوائر بتفاهم حول عدد النواب، وإنما الحيثية كانت أوسع وأشمل، كنا نتحدث عن الأوضاع العامة والعلاقات التي تسود العالم العربي في بعض البلدان العربية بين الشيعة والسنة والتي يجب أن نعترف أيضا بأنها ليست علاقات على ما يرام في هذه المرحلة. كنا دائماً نقول اذا كانت هناك علاقات غير مناسبة أو غير جيدة او متوترة أحياناً بين الشيعة والسنة في أي مكان من العالم، لا يجوز ان ينعكس هذا على مكان آخر في العالم، وخصوصا في لبنان حيث تقوم علاقات بين المسلمين الشيعة وبين المسلمين السنة منذ أمد طويل على الأخوة والتقارب والتعاون وصولا الى وحدة المواجهة في معركة التحرير والمقاومة التي فيها سقط الشهداء. من هذه الزاوية اتفقنا على مبدأ ان نتفاهم وان نصل الى صيغة ما حول ترتيب المرشحين واللوائح في الدائرة الثانية يجنب هذه الدائرة صداماً حاداً على المستوى الانتخابي والسياسي والشعبي، وكان بنيتنا ان نكمل النقاش التفصيلي في هذه النقطة.
أضاف: قبل يومين بالتحديد من استشهاده كان سعيداً عندما أرسل لي بواسطة أحد الاصدقاء المشتركين انه بذل جهوداً كبيرة مع أصدقائه الاوروبيين لمنع وضع حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية في مقابل الجهود الاسرائيلية الحثيثة، كان متفائلاً جداً بأن مساعيه ستؤدي الى نتائج طيبة.
وقال نصرالله: في مثل هذا الواقع الذي نعيشه الآن، جاءت حادثة الاغتيال المفجعة. لبنان كله اليوم أمام مرحلة خطيرة جداً. كيف يجب أن نواجه هذه المرحلة؟ كيف يجب أن نتعاطى مع هذه الحادثة ومع تداعياتها؟
وأكد نصرالله أن الواجب الوطني والديني يقضي أن نتعاون جميعاً على تعطيل أهداف الاغتيال المفترضة، سواء كانت تعني ضرب الأمن والاستقرار أو الفتنة أو تضييع كل الانجازات السابقة والماضية. ويجب أن نتصرف جميعاً من موقع المصاب على المستوى النفسي والعاطفي والوطني، وطبعاً هنا نقدر عالياً الروح المسؤولة التي تعاطت بها عائلة الرئيس الشهيد، وكذلك نضم صوتنا الى كل كلمة صدرت في البيان الذي أعلنه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني والمجتمعون في دار الفتوى حول هذه الحادثة ووجوب وكيفية التعاطي مع هذه الحادثة.
وشدد نصرالله على وجوب عدم التسرع في اطلاق الاتهامات، داعياً السلطة الى تحقيق جدي، وكشف الفاعلين. وحذر من اصوات التحريض مناشداً »أن نتعاون لتجاوز هذه المحنة«.
5555555555
جلسات مصارحة
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان يضع رئيس الحكومة سعد الحريـري في اجــواء علاقات الصداقة التي كانت تربطه مع والده الشهيد وما »يتخلل الجلسات، بينهما من مناقشات حيث كان يخيم عليها اجواء الود« والمعروف ان السيـد كما الشهيد رفيق الحريري يتميزان »بروح النكتة« مما يضفي على لقاءاتهما اجواء »حميمية« وودية.
تجاوز كل المحاذير
رغم كل المحاذير الامنية التي وجهت لسماحة السيد بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري لكنه اصر على زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني وكل القيادات السنية، بالاضافة الى قيادات من مختلف الطوائف للعمل على وأد الفتنة يومها، وتحصين البلاد لتجاوز هذا القطوع الكبير.
ورغم ان معظم »المواعيد« كانت يومها معروفة مسبقاً ومحددة، لكن السيد تجاوزها رغم كل التحذيرات حرصاً على وحدة البلاد.
إطمئنان على سلامة »السيد«
تحدى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كل المخاطر الامنية على حياته بعد استشهاد الرئىس رفيق الحريري بأيام في مرحلة تكاد تكون الاصعب في تاريخه وانتقل شخصيا الى منزل الرئىس الشهيد في قريطم وقدم التعازي للعائلة وقد لاقت بادرة السيدة كل التقدير عند افراد العائلة.
وقال السيد نصرالله لافراد العائلة انني موافق على كل ما تطلبونه للوصول الى الحقيقة وحماية لبنان.
ويقال ان السيدة نازك الحريري اجرت اكثر من اتصال بأكثر من مسؤول للاطمئنان على سماحة السيد وما اذا كان وصل الى مقره بالسلامة بعد مغادرة قريطم وعندما ابلغت بالإيجاب قالت شكرا والحمدلله.
وبعد ايام اوفد السيد حسن نصرالله معاونه السياسي حسين خليل لشكر السيدة نازك الحريري على عاطفتها رغم مصابها الكبير.
كما وجهت السيدة نازك الحريري رسالة الى سماحة »السيد« في الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس الحريري شكرته فيها على مواقفه وما كتبه عن الرئىس الشهيد.
ملف شامل عن الامين العام »لحزب الله« ... استشهاد هادي نصرالله
نصرالله : سأبقى اخجل امام ابي شهيد وزوجة شهيد وام الشهيد واطفاله
من الملامح الآسرة في شخصية السيد كونه اب شهيد ينظر اليه الرأي العام اللبناني والعربي نظرة احترام وتقدير، وهو في الوقت نفسه القائد الميداني الذي عرفته الجبهات وميادين عمل المقاومة مبكراً، فهو الطراز الجديد من القادة والزعماء الذين يحملون هموم الناس العاديين والبسطاء وهو المشبع بالتفاعل العاطفي والانساني مع كل العذابات الذي ما ان يتحدث عنها حتى يغرق في الدمع. وحصل ذلك اكثر من مرة في صورة عفوية حين تناول الحديث موضوع الاسرى الفلسطينيين وعائلاتهم وحين يتطرق الى موضوع عائلات الشهداء والفقراء مبشرا بقيم واخلاقيات يقيم حراسة دائمة عليها في محيطه المباشر، اخلاقيات التواضع والتمثل بالقادة والشهداء الكبار في التاريخ الاسلامي والعربي بعيداً عن عالم المنافع والامتيازات.
ويوم استشهاد نجله وقف الامين العام يتلقى التبريكات لساعات وساعات من الرسميين والسياسيين والمواطنين قبل الظهر وبعده والقى خطابا متميزا بانفتاحه ولبنانيته وتواضعه وضمنه دعوة الى الحزب قيادة وكوادر واعضاء الى المزيد من الحب والانفتاح والعمل من اجل تقديم نموذج راق ومتطور ومتلألئ.
وقال: ان حزب الله مدعو الى المزيد من التواضع الى المزيد من الحب والانفتاح شاكرا كل من شاركوا المقاومة عرس الشهادة والمباركة والمواساة وقال: »يكفيني ما كنت اسمعه من المباركين والمواسين لقد رفعتم رؤوسنا فهذا افضل جزاء وجائزة يمكن ان ينالها او يسمعها اب شهيد في مباركة شهيده.
واشار الى ان استشهاد هادي واخوانه هو انتصار للبنان ولكل العرب وحركات التحرر المناضلة في الدول العربية والاسلامية.
»الديار« اعدت ملفا شاملا عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي هذه الحلقة تتحدث عن استشهاد نجل الامين العام الشهيد هادي حسن نصرالله في عملية بطولية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي في جبل الرفيع
رافعا رأسه مطلقا العنان لابتسامته اختار السيد نصرالله ان يكون واحدا من عوائل بحر الشهداء تقدم نحوه الآلاف فردا فردا للتبريك له بشهادة نجله هادي وعلي محمد كوثراني اللذين سقطا في مواجهة جبل الرفيع البطولية ضد قوات الاحتلال ليل1997/09/13..
زحف لم تشهد مثيلا له باحة شورى »حزب الله« في حارة حريك نصبت الخيام لاتقاء حر الشمس تغيرت وجوه الوافدين طيلة ساعات قبل الظهر وبعده لكن وجه »الأمين العام« بقي ثابتا يستقبل الشخصيات والوفود التي لم تهدأ كما الاتصالات والبرقيات المتدفقة من لبنان والعالم.
وكان امين عام »حزب الله« قد زف خبر استشهاد نجله في الاحتفال الذي اقامه الحزب في باحة الشورى في حارة حريك لمناسبة ذكرى 13 ايلول فقال في الحشد المشارك ان نجله اختار طريق الشهادة بمحض ارادته واود ان اقول للعدو وللصديق لا يتصورن احد ان هذا الشاب لأن والده الامين العام ضغط عليه وبعث به الى الجهاد وان كانت هذه النقطة بحد ذاتها قد تعتبر في وجه من الوجوه شهادة جيدة.
هذا الشاب سار ككل مجاهدي المقاومة وككل شهداء المقاومة الذين استشهدوا او المجاهدين الذين ما زالوا اليوم على خطوط المواجهة هؤلاء الشرفاء الاطهار اختاروا هذا الطريق بملء وعيهم وارادتهم واختيارهم واذا كان لي او لأمه او لأبي شهيد وام شهيد فضل فهو اننا سهلنا ولم نمانع ولم نقطع طريق على هذا الشاب او ذاك ليمضي الى حيث يحب وحيث يختار والى حيث يعتقد. هذه مسألة اود ان اوضحها في البداية. وثانيا يمكن ان يفكر الاسرائىلي انه حقق انتصارا انه قتل ابن الامين العام هم لم يقتلوا ابن الامين العام لأن ابن الامين العام لم يكن يمشي في حارة حريك وقتلوه، لم يكن هذا عملا امنيا او انجازا امنيا لم يكن في عين تيبة يخطف طائرة وقتلوه. هذا المجاهد مع بقية اخوانه كان في خط المواجهة الامامية مع العدو هو ذهب اليهم ولم يأتوا هم اليه هو ذهب اليهم بقدم وببندقية وارادة وهذا هو الفارق هذا ليس ولا يمكن ان يقبل بأن يكون نصرا للعدو.
هذا نصر لحزب الله وعز لحزب الله هذا نصر لمنطق المقاومة في لبنان اين هو النصر؟ في الماضي وما زلنا وسوف نبقى الى قيام الساعة نفتخر اننا مسيرة واننا مقاومة واننا حركة جهادية استشهد بعض قادتها وبعض عظمائها كالشهيد الشيخ راغب حرب ونفتخر ونعتز ونشمخ برؤوسنا عاليا ان من بين شهدائنا قائدنا واستاذنا وحبيبنا واميننا العام السيد عباس الموسوي وزوجته ايضا وطفله ايضا واليوم نحن نريد ان نقول لهذا العدو نحن لسنا حركة او مقاومة يريد قادتها ان يعيشوا حياتهم الخاصة ويقاتلونكم بأبناء الاوفياء والاتباع والانصار الصادقين الطيبين من عموم الناس. شهادة الشهيد هادي هي عنوان اننا في قيادة »حزب الله« لا نوفر اولادنا للمستقبل نفخر بأولادنا عندما يذهبون الى الخطوط الامامية ونرفع رؤوسنا بأولادنا عندما يسقطون شهداء. هنا قيمة المقاومة الاسلامية وحزب الله وانا اقول صادقا انه بين الاخوة القياديين الذين يتحملون مسؤوليات اساسية ورئيسية في هذه المسيرة لديهم ارادة الاستشهاد وعشق الشهادة وتصميم كامل حتى على تنفيذ عمليات استشهادية ولكن نحن لا نأذن لهم ونقطع عليهم الطريق. اقول لكم بدماء هؤلاء الشهداء الاطهار، بعض هؤلاء القياديين يمكن ان يظن البعض ان هؤلاء القياديين قد انتهى بالنسبة لهم موضوع الجهاد والشهادة وان هذا الموضوع سلم الى غيرهم في هذه الدماء الطاهرة اقول لكم بعض هؤلاء بيني وبينه يأتي ويبكي ويطلب اذنا بتنفيذ عملية نحن ما زلنا بألف خير طالما ان رجالنا ونساءنا وقياديينا ومجاهدينا يحملون هذه الروح. وهنا اود ايضا ان اقول لهذا العدو عليه ان يفهم رسالة شهادة السيد هادي واخوانه الشهداء على وجهها الحقيقي. اننا في حزب الله في كل المواقع رجالا ونساء واطفالا مصممون على متابعة طريق السيد عباس والشيخ راغب والإمام الخميني وعلى مواصلة درب الجهاد مهما كانت التحديات والاخطار والتضحيات. هذا عهد وهذا قسم وهذه بيعة لا عودة عنها على الاطلاق هذه رسالة استشهاد هؤلاء الشهداء الطيبين هذه الليلة.
انني اشكر الله سبحانه وتعالى واحمده على عظيم نعمه ان تطلع ونظر نظرة كريمة الى عائلتي فاختار منها شهيدا وقبلني وعائلتي اعضاء في الجمع المبارك المقدس لعوائل الشهداء الذين كنت عندما ازورهم اخجل امام ابي الشهيد وام الشهيد وزوجة الشهيد واطفال الشهيد. وسأبقى اخجل امام هؤلاء. الحمدلله الذي قبل ان اكون مواسيا وان تكون عائلتي مواسية لعوائل الشهداء ليس فقط في الشهادة وانما ايضا في احتجاز جسد الشهيد لأقول لعوائل الشهداء الذين ما زالت اجساد ابنائهم محتجزة لدى هذا العدو. لقد اصبح ايضا بيننا وبينكم شراكة من هذا النوع.
وخاطب نصرالله قيادة وكوادر »حزب الله« بالقول ان »حزب الله« اليوم مدعو الى المزيد من التواضع الى المزيد من الحب والانفتاح وانا اعلن بوعي وبالنيابة عن كل اخواني واخواتي انكم ستجدون ايها الناس عقولنا وقلوبنا وصدورنا مفتوحة اكثر من اي زمن مضى لقد تعاهدنا وبايعنا الله وكتبنا في جملة اهدافنا ان نعمل لتقديم نموذج راق ومتطور ومتلألئ وجذاب لحركة اسلامية ينظر اليها العالم فيحاول ان يقرأ الاسلام صحيحا بأعلى نسبة ممكنة ولا اقول بنسبة مئة في المئة فنحن لا نستطيع ان نصل الى هذا المستوى.
اضاف: نحن بجهادنا نتقدم ولكننا بحاجة الى التقدم على كل خط وعلى كل صعيد لنصل الى هذه النقطة التي نطمح اليها ونعتبرها مسؤوليتنا في الوقت الذي تشوه فيه صورة الإسلام وتشوه صورة الحركة الاسلامية في العالم اما بأيدي جماعات اسلامية جاهلة او بأيدي جماعات دخيلة تحمل اسم الاسلام وتقف خلفها اجهزة الاستخبارات الاميركية او بفعل السيطرة الإعلامية لبعض الانظمة التي تذبح عوائل الاسلاميين وآباءهم وامهاتهم ونساءهم واطفالهم في بعض القرى ثم تأتي اجهزة الاعلام لتقول لنا: لقد ذبح الاسلاميون اهل هذه القرية. في مثل هكذا وضع كل حركة اسلامية في لبنان وفي فلسطين وعلى امتداد العالم العربي والاسلامي ان تبذل الجهد على حساب اعصابها ودمها وان تضحي من اجل ان تقدم تجربة الحركة الاسلامية بشكل مشرق للعالم ولا تساهم عن وعي او غير وعي عن قصد او غير قصد في الاساءة الى هذا الإسلام الإلهي الرباني الذي ضحى من اجله نبينا الاعظم والانبياء والرسل والشهداء والمجاهدون والصالحون عبر التاريخ.
كلمات محمد حسنين هيكل
وجه محمد حسنين هيكل كلمات الى السيد تعكس الى حد بعيد الموقف، حينما كتب اليه معزيا بوفاة نجله البكر »هادي« قائلا: (لقد رأينا الابوة تمتحن بالجهاد الى درجة الشهادة، ورأينا الجهاد يمتحن بالابوة الى درجة البطولة. انني لا اعرف ماذا اقول لك؟ فلا انا راض عن كلمة عزاء اواسيك بها، فاي كلمة عاجزة، ولا انا قادر على الصلاة من اجلك، فصلاتك اقرب الى عرش الله من اي قول او همس يصدر عني او عن غيري).
نصره من الله وفتح قريب
في حدث هو الاول من نوعه قام وفد من هيئة مقام الامام الرضا في مشهد في الجمهورية الاسلامية الايرانية بتسليم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله راية الامام الرضا المرفوعة على القبة المقدسة. وللراية قصة استثنائىة.
فقد جاءت الفكرة عندما زار وفد صحافي ايراني مدينتي الخيام وبنت جبيل اثر انتصار تموز فعاد الى بلاده وقدم طلبا بتسليم الراية المرفوعة على مقام ثامن ائمة اهل البيت الإمام علي بن موسى الرضا الى السيد حسن نصرالله كعربون وفاء وتقديرا لما انجزه حزب الله.
ويقول محسن خزاعي ممثل هيئة حرم الامام الرضا: قالوا لي ان الطلب لن يقبل لانه لم تحصل هذه السابقة في تاريخ المقام. لكننا اصررنا على تقديم الطلب الى هيئة حضرة الروضة المقدسة وجاءنا وفي ليلة ذكرى استشهاد الامام الرضا جاءت الموافقة من مسؤول الهيئة اية الله الشيخ واعظ طبسي ممثل الامام الخامنئي في الروضة الشريفة.
اللافت ان هذه الراية لم تحضر لمثل هذا الهدف بل هي كانت مرفوعة قبل الطلب والاكثر جذبا في القصة ان جميع الرايات التي رفعت على القبة المشرفة كانت تحمل فقط الحديث القدسي: كلمة لا اله الا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي اما هذه الراية فكان مكتوب عليها وبشكل غير مقرر مسبقا الآية الكريمة نصر من الله وفتح قريب. كذلك فإنه لم يحصل تاريخيا ان سلمت الراية الى اي شخص بل ان الرايات ترفع وتوضب في مستودعات خاصة لها في حرم الروضة الشريفة.
ويقول في هذا المجال محسن خزاعي: بعد ان تسلمنا الراية جلنا بها على مقام السيدة فاطمة المعصومة اخت الامام الرضا عليه السلام في قم المقدسة ومسجد جمكران وكذلك مقام السيدة زينب عليها السلام والسيدة رقية والرؤوس في سوريا حيث كان استقبال مميز للراية. بعدها بدأنا زيارتنا الى لبنان حيث كان استقبال حميم في بنت جبيل والخيام للراية الرضوية. وزرنا نحملها منزل قمر الاستشهاديين علي منيف قمشر وشقيقه الشهيد محمد وعائلته الشهيد القائد عماد مغنية وروضة الشهيدين.
وزار الوفد مقام سيد شهداء المقاومة الاسلامية السيد عباس الموسوي في النبي شيت.
واخيرا قام بتسليم الراية لسيد المقاومة السيد حسن نصرالله.
نصر من الله وفتح قريب هو عنوان الراية المحمولة من الإمام الرضا الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استثنائىة الحدث مع استثنائىة المدون على الراية يساوي الشيء الكبير.
بكى دمعتين... وقبّل جبين هادي.. وانصرف
مشهد اخر من مشاهد القيادة عندما وقف الامين العام خطيباً في تأبين فلذة كبده، الشهيد هادي كما يقف خطيباً في تأبين اي مقاوم استشهد في »حزب الله« بل حرص على ان يكون التأبين عاديا جدا.
يومها، ذهل الحضور من تماسك السيد وهو يتحدث كيف ودّع هادي والدته ثم قبله ومضى في مهمة جهادية، وكيف انه عندما تلقى الخبر صلى معتبرا ان الله اكرم عائلته بالشهادة. كان يتحدث بحزن ولكن بطلاقة، وكان حريصا على الا تأخذ صورة ابنه حجما اكبر من صور غيره من الشهداء. وان كانت صورته هو كقائد اخذت حقيقة حجما اكبر من صور اقرانه من الزعماء الذين لم يورثوا ابناءهم اساليب جهاد، وانما ورثوهم عباءات الزعامة السياسية.
ويقول الذين وقفوا الى جانب السيد يتلقون التعازي بهادي انه اغمض عينيه على دمعتين فقط ثم انصرف الى الصلاة، وعندما عاد ابنه جثة بعد عملية التبادل الشهيرة اختلى به مكفناً وبكى وقرأ لروحه آيات ادعية ومسح رأسه ثم قبل جبينه وانصرف.
تأثر كثيراً باستشهاد هادي
وفي عام 1997 فقد السيد نصرالله ابنه البكر هادي في مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب وجيش العدو الاسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان، وقد تأثر بهذا الحدث ايما تأثير لمكانته الكبيرة لديه. لكن ذلك لم يؤثر عليه حتى نجحت المقاومة اللبنانية في تحريرمعظم جنوب لبنان عام 2000 ولا تزال المواجهة مستمرة.
عندما ابلغ بفقدان الاتصال
ساعة ابلغ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان الاتصال فقد مع نجله هادي بعد المعركة البطولة استقبل الخبر بهدوء وروية اذ كان ينتظر ما هو اعظم، كأن تقصف قوات الاحتلال منزله وتنال من عائلته، وحين ابلغوه بعدها باستشهاد هادي اختلى السيد نصرالله بنفسه وبكى، مفتقدا ابنه الاكبركأي والد وما يعزيه انه سيلتقيه يوماً، لكنه فرح له بنعمة الشهادة التي يعتز بها ويرجو الله ان ينالها بدوره.
ملف شامل عن الامين العام لحزب الله... اغتيال القائد عماد مغنية
نصرالله : ثأرنا سيكون بحجم الشهيد عماد مغنية ولدينا الجهوزية
اختلى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بنفسه لاكثر من ساعات بعد تلقيه خبر استشهاد القائد عماد مغنية باكيا شهيد المقاومة وعقلها المفكر الباحث دوما وبروية عن افضل السبل لإزالة اسرائىل كما كتب الاستاذ ابراهيم الامين وكانت هذه العبارة لازمة في ذهنه وكان يسخر من الذين يرون في قناعته حيالها سذاجة او طفولية لكنه لم يكتف برفع الشعار فنزل الى ساحات الميدان مجاهدا وناشطا من دون تعب على انهاك دولة اسرائىل التي كانت تشعر بظله في كل سواعد المقاومين الذين يحاربون الظلم في كل مكان.
ويقول الشهيد عماد مغنية »لقد رأينا الموت في عيون الاسرائىليين والهزيمة ايضا عندما اطلقنا الدفعة الاولى من الصواريخ على حيفا قلت لمن كان في جانبي خسرت اسرائىل الحرب.
كان الشهيد عماد مغنية مساعدا اساسيا للسيد حسن نصرالله وكان السيد يحب عماد وامضى الرجلان معا اياما على الثغور وباستشهاد عماد ترك عيتا ثقيلا على سماحة السيد.
تقول والدة عماد مغنية الظلم هو الذي يولد الشجاعة ونار الثورة والجهاد كانت تتجذر مع الحاج عماد مع كل اعتداء اسرائىلي واميركي ضد اهلنا في لبنان وفلسطين والعراق وفي كل بقعه على هذه الارض وكان يعمل لرد الصاع صاعين وهذه هي ميزته.
فعماد مغنية كان انسانا قبل كل شيء يدافع عن الحق ضد الظلم ولذلك اتهم بكل ما اتهم به.
شرف للشهيد عماد مغنية ان يتهم بأنه قصف اسرائىل ونفذ عمليات ضد قوى الظلم لان هذه القوى لا تفهم الأ لغة العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم.
اطلقت عليه ألقاب كثيرة. تم تشويه صورته ألصقت به عمليات دفعت ملايين الدولارات لكنه في النهاية كان الرمز لعمليات المقاومة الذي هزمت اسرائىل بتوجيهات قائد المقاومة السيد حسن نصرالله الذي كان الشهيد عماد يكن له كل الحب والاحترام والتقدير.
شرف لعماد مغنية انه قبل استشهاده رأى دولة اسرائىل تجر اذيال الخبية في حرب تموز وكيف تفوق بعقله وفكره واستراتيجيته العسكرية على كل التقنيات والاستراتيجيات والخبراء لانه يملك الايمان بعدالة قضيته. ومن كان مثل عماد مغنية لا يموت ابدا.
»الديار« تنشر ملفا عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وتتحدث هذه الحلقة عن ذكرى استشهاد القائد عماد مغنية.
استشهاد عماد مغنية ان حزب الله
خاطب السيد حسن نصر الامين العام لحزب الله اثناء ذكرى عماد مغنية ان حزب الله مستعد لنوع جديد من الحرب المفتوحة مع اسرائىل مشيرا الى ان هذه الحرب ستكون خارج الحدود.
واضاف نصرالله ايها الصهاينة... ان كنتم تريدون هذا النوع من الحرب المفتوحة فلسيمع العالم كله... فليكن هذا النوع من الحرب المفتوحة.
واوضح نصرالله نحن نملك كما كل البشر - حقا مقدسا في الدفاع عن النفس وكل ما يؤذي هذا الحق في الدفاع عن بلدنا واخواننا وقادتنا وشعبنا سنقوم به ان شاء الله.
وقال نصرالله: انه بدماء الحاج عماد مغنية سنمحوهم (الاسرائليين) من الوجود ان شاء الله. واكد على ان كلامه هذا ليس من موقع العاطفة... لكنه في لحظة تأمل.
وشدد على ان عماد مغنية كان ضمن القياديين في المقاومة اثناء حرب اسرائىل على لبنان... وانه آن الاوان للكشف عن بطولاته التي قدمها لأمته.
وذكر نصرالله بأن دم القيادي في حزب الله الذي اغتالته اسرائىل الشيخ راغب حرب في 1984 ادى الى خروج الصهاينة من لبنان باستثناء الشريط الحدودي ودم السيد عباس الموسوي الامين العام لحزب الله الذي اغتالته اسرائىل في 1992 اخرجها من الشريط الحدودي باستثناء مزارع شبعا. واكد ان دم الحاج عماد سيخرجهم من الوجود.
واضاف: ليعرف العدو انه ارتكب حماقة كبيرة جدا مشددا على ان خسارة مغنية رغم فداحتها لم تضعف المقاومة.
وشدد نصر الله على ان حزب الله والمقاومة الاسلامية في اتم الجهوزية لمواجهة اي عدوان اسرائىلي محتمل على لبنان.
وقال: اقول للصديق والعدو لا وهم ولا ضعف ولا خلل في جسد المقاومة... اخوته سيواصلون طريقه ومشروعه وجهاده في اي حرب مقبلة... لن ينتظركم عماد واحد لقد خلف وراءه عشرات آلاف المقاتلين المدربين الحاضرين للشهادة.
وقد شارك في تشييع الشهيد مئات الآلاف من المواطنين وحمل بعض المقاتلين نعش الشهيد ملفوفا بعلم حزب الله وساروا وسط الحشود الضخمة التي سارت تحت المطر في ضاحية بيروت الجنوبية وراء قائد طالما سمع اسمه من دون ان يشاهد منذ 25 عاما.
وقال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في ذكرى اسبوع واربعين الشهيد عماد مغنية اننا سنعاقب قتلة عماد مغنية ونحن من يختار الزمان والمكان والعقاب وطريقته ووسيلته، وسيكتشف الاسرائىليون في مستقبل الايام في اي مواجهة اي حماقة ارتكبوها عندما اقدموا على اغتال الشهيد عماد مغنية واشار الى ان الاسرائليين قلقين فليبقوا قلقين بل يجب ان يبقوا قلقين وعليهم ان يعرفوا ان دمنا لا يسفك او يترك في الطرقات الذي قتل شهيدنا القائد يجب ان يعاقب ويجب ان يذوق طعم العقاب لاننا قوم ثأر لأننا قوم نؤمن بأن لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لنحفظ بقية الحياة سنعاقب القتلة وسيعاقبون ان شاء الله وكما قلت لكم نحن سنختار المكان والزمان والتوقيت.
وقال سماحته سندافع عن انفسنا بالطريقة التي نختارها وفي الزمان الذي نختاره وفي المكان الذي نختاره معا بقرارنا.
نحن بقرارنا الوطني المستقل وبإراداتنا وعزيمتنا وشجاعتنا سندافع عن انفسنا ودمائنا في اسبوعك يا عماد المقاومة وانت جدير بهذه الصفة لانك كنت عمادها في لبنان وستبقى عمادها في الشهادة وبين يدي سيد الشهداء الامين العام عباس الموسوي وشيخ الشهداء راغب حرب اقول كلمة واحدة واختصر الموقف كما قلتها في يوم التشييع ولكن بتعبير اخر يا حاج عماد اقسم بالله ان دمك لن يذهب هدرا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعافية للمتقين.
ووصف السيد نصرالله الحاج عماد مغنية بقائد الانتصارين بحق الانتصار في 25 ايار عام 2000 والانتصار في حرب تموز عام 2006 وقال ان الشهيد عماد مغنية بدأ مبكرا في دراسة وتحليل ما جرى في حرب تموز وانجزنا تقييمنا قبل ان ينجز العدو نقاط القوة والضعف عندنا ونقاط القوة والضعف عند العدو وبدأ الحاج عماد مبكرا في تقوية عناصر القوة عندنا ومعالجة عناصر الخلل او الضعف عندنا نعم لقد رحل عماد مغنية شهيدا وقد انجز المهمة لم يبق هناك شيء يحتاج عماد مغنية لينجزه.
وقال السيد لقد جاءت عملية الاغتيال بعد 25 عاما بالتحديد من الملاحقة والمتابعة والتعاون الاستخباري الاميركي الاسرائىلي في محاولة لخطف الحاج عماد او قتل الحاج عماد ولكن ما هو الفارق بين الحاج عماد وغيره من المطلوبين؟ كان يمكن للحاج عماد ان يختبئ في مكان ويقيم مجموعة من الاجراءات الامنية ويبتعد عن الناس وعن العمل وانا اؤكد لكم انهم ما كانوا لينالوا منه ابدا وحينئذ من الطبيعي ان يعش الحاج عماد الحياة الطبيعية المفترضة والمرتبطة بمشيئة الله في اذهان الناس يموت على فراشه ميتة طبيعية هم يعتبرون ان انجازهم قتلوا الحاج عماد مغنية ونحن نعتبر ان انجاز الحاج عماد انه بقي 25 سنة يقاتلهم لم يختبئ في كهف وكان دائم الحضور وخصوصا في السنوات العشر الاخيرة دائم الحضور في كل الساحات ونفى السيد حسن كل الشائعات التي وردت في وسائل الاعلام عن التحقيق ومحاولة حرفه عن مساره الصحيح واكدان كل المعطيات التي توفرت حتى الآن من خلال التحقيق زادت قناعتنا بمسؤولية اسرائىل عن هذا الاغتيال.
واكد السيد ان خصمنا وعدونا وثأرنا عند الاسرائىلي.
صديق يكشف تفاصيل حياته
كان يهوى كرة القدم والصور المنشورة ليست له
عماد مغنية الذي اعطاه المراقبون والخبراء ألقابا من قبيل »الثعلب« و»الحاج القاتل« »وبن لادن الشيعي« هو ليس »عماد مغنية« الذي ظهر في الصور المنشورة في كل مكان ولم يكن في يوم من الايام في حراسة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وليس سنيا متشيّعا كما يكشف لـ»العربية نت »صديقة ورفيق عمره أنيس النقاش.
ومغنية القيادي في حزب الله الذي لاحقته استخبارات دول كبرى في العالم واغتيل بدمشق كان يلعب كرة القدم بشكل دائم في منطقة الشياح بالضاحية الجنوبية في بيروت كما يقول النقاش وانيس النقاش كان من الاصدقاء المقربين جدا الى عماد مغنية وتعود بداية الصداقة بينهما الى سبعينات القرن الماضي عندما جاء مغنية الى النقاش طالبا ان يدربه حيث كان مسؤولا في حركة فتح.
وسبق ان سجن النقاش 10 سنوات في فرنسا بعد محاولة اغتيال رئىس الوزراء الايراني الاسبق شهبور بختيار في باريس وافرج عنه عام 1990 كما شارك مع كارلوس في عملية اختطاف وزراء النفط في فيينا عام 1975. وهو حاليا منسق شبكة الامان للدراسات الاسلامية في لبنان.
عماد مغنية... لاعب كرة
بداية اكد انيس النقاش في حديثه للعربية نت انه كان صديقا مقربا من عماد مغنية ويلتقيه بشكل دائم.
ويقول عنه لم تكن لديه هموم شخصية او عائلية او اهداف سياسية يسعى اليها بل كان يركز دائما على اسرائىل.
وعن حياته اليومية يقول كانت طبيعية اكثر مما يتصور البعض واحترازية بأقصى انواع الاحتراز. كان يحب لعب كرة القدم في الضاحية (الشياح) بشكل دائم ينزل الى هناك ويلعب الكرة مع بعض الشباب من دون ان يعرفوا انه عماد مغنية كما كان يهوى ركوب الدراجة والسفر الى الجنوب وكان يتسوق بشكل طبيعي مع عائلته.
واللافت ايضا في كلام انيس النقاش ان الكثيرين في حزب الله لم يعرفوا عماد مغنية. يقول النقاش الاكثرية كانوا يلتقون به بأسماء متعددة ولا يعرفون انه عماد فقد كان نفسه بأسماء اخرى مثل مرتضى ومصطفى ويقوم بمباحثات امنية وسياسية ويلقي محاضرات وندوات فكرية داخل الحزب من دون ان يعرفوا ان المتحدث هو نفسه الحاج رضوان او عماد.
الصور وعمليات التجميل
وعن سر الصور المتعددة والمختلفة لمغنية وقصة عمليات التجميل التي خضع لها. يقول النقاش لم يخضع عماد ابدا لعمليات تجميل وهذا كلام قاطع اقوله لكم. هناك صور نشرت له واصلا ليست له. والصور الصحيحة هي فقط التي نشرها إعلام حزب الله. وقريبا سيظهر فيلم وثائقي عنه واصلا في إعلام حزب الله لم يكن لديهم صور له بسبب التكتم عليه.
ويضيف اعرفه منذ 1976 ولم احس ابدا انه خضع لعملية التجميل وانما تغير وزنه وملامحه نتيجة التقدم في السن والصورة الصحيحة له هي تلك في الثياب العسكرية والتي التقطت له قبل حرب تموز 2006 بأسابيع.
ولكن ما هي حقيقة ان عماد مغنية من اصل فلسطيني؟ وهو من عائلة سنية وتشيع لاحقا كما ذكرت تقارير وكتب تحدثت عن نسب عائلات جنوبية؟ يجيب النقاش هذا الكلام ليس صحيحا. عماد من عائلة شيعية معروفة فيها علماء شيعة معروفون مثل محمد جواد مغنية وهو مفسر قرآن.
ونفى النقاش ما اثير حوله شخصيا من انه تشيع او انه من اصل فلسطيني قائلا عائلة النقاش لبنانية سنية ولكن انا فعلا ناضلت كثيرا مع حركة فتح.
ولا يكتفي النقاش بالكشف عن حقيقة صور عماد مغنية بل ينفي بشدة كل ما ذكر بأنه كان في القوة 17 التي كانت تتولى حراسة الرئىس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في وقت مبكر من ثمانينات القرن الماضي.
ويقول النقاش لـ »العربية نت« اتاني عماد عام 1976 وكان عمره لا يتجاوز 15 سنة وقال نحن مجموعة من الضاحية (الشياح) نريد ان نتدرب وكنت انا مسؤول تنظيم طلابي في فتح. لكنه قال نحن لا نريد ان ندخل في فتح كأعضاء. فهمت فيما بعد انهم مجموعة اسلامية يتلقون دروسا اسلامية تدربوا وصاروا اصدقاء لفتح. وفي عام 1976 انتقلنا الى المقاومة اللبنانية في الجنوب فان يتصل بالكتيبة الطلابية لفتح في الجنوب ولكن دائما احتفظوا بخصوصيتهم كتيار اسلامي لبناني. لن يكون في حراسة عرفات والقوة 17 وعلاقته فيها كانت من الخارج مجرد تبادل ومساعدة وتبادل الإمكانات.
وبخصوص التقارير المتضاربة حول منصب عماد مغنية في حزب الله يقول النقاش هو مسؤول الامن في الحزب اي الاستخبارات. يضيف كانت عنده مسؤولية عسكرية وامنية بنفس الوقت لكنها لم تكن مسؤولية فردية.
وكان حزب الله اعلن عن تعيين شخص جديد في المنصب الذي كان يشغله مغنية وهذا ما وصفه النقاش بأنه اجراء للتطمين اكثر مما هو تعيين... لأن كل شخص يعرف موقعه وفي حال فقدان اي قيادي فإن قيادة الحزب تعرف من هو خلفيته بوقت مبكر.
واشار النقاش الى ان عماد مغنية كان يمضي اكثر وقته في لبنان نافيا ان يكون مغنية اشترك معه في أية عملية بما فيها عملية اختطاف وزراء النفط في السبعينيات قائلا ان هذه العملية تمت عام 1975 وكان مغنية ولدا آنذاك.
وقال لم اسأله عن العمليات التي اتهم بها. الذين كان يعطيهم الثقة لم يكونوا يسمحون لأنفسهم بالسؤال عن هذا العمليات. ورغم كل علاقتي الوطيدة به ردعت نفسي عن سؤاله عنها وهو اصلا لم يكن يتحدث عن اي عمل يقوم به.
ألقاب اطلقت عليه حياته ونشاطه
لا يعرف الكثير عن عماد فايز مغنية ولكن المخابرات الاميركية تعتقد انه مسؤول امني رفيع في حزب الله وهناك جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار الى 25 مليون دولار بعد احداث ايلول 2001 عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22 اسماً وزعتها الولايات المتحدة.
اطلقت عليه ألقاب كثيرة علي نوري زاده، الحاج رضوان، الثعلب بن لادن الشيعي كما يسمونه في اسرائىل او القاتل الاكبر كما تسميه الولايات المتحدة الاميركية ورجل الظل وكان الشهيد عماد مغنية طوال حياته شبحا يخيف اعداؤه ولذلك اطلق عليه ايضا »المجاهد الشبح«.
العمليات التي اتهم بتنفيذها
المعلومات الاعلامية اشارت الى ان الشهيد عماد مغنية كان في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا لاتهامه... بتفجير السفارة الاميركية في بيروت عام 1983 وتفجير مقر قوات المارينز وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين. وخطف طائرة »تي.دبليو. ايه« الاميركية وتفجير مركز يهودي في بونيس ايرس عام 1994 وانه شارك في تفجير الخبر بالسعودية عام 1996 كما ذكر عنه انه وراء العديد من العمليات التي استهدفت القوات الاميركية في العراق وهو مطلوب من اكثر من 42 دولة ولذلك اطلق عليه بعد استشهاده اسم »اللغز«.
رغم مرضه حضر
اصر والد الشهيد عماد مغنية ورغم مرضه على حضور احتفال الذكرى الثانية لاستشهاد ولده وذكرى الشهداء حيث جلس بين الحضور وعلامات التعب على محياه وجلس الى جانبه جهاد عماد مغنية، والد الشهيد لم يمتثل لارشادات الاطباء الذين طلبوا منه عدم مغادرة المشفى حيث عاد ونقل اليه بعد انتهاء المهرجان، فوالد الشهداء الثلاثاء اصر على سماع »السيد« وما سيقوله.
حياة عماد مغنية
تعود عائلة عماد مغنية الى قرية طيردبا في قضاء صور الجنوبي وهو من مواليد 12 تموز 1962 في النبعة (اسر الجنديين الاسرائىليين حصل يوم ولادته) ومن النبعة التي هجر قاطنوها الشيعة خلال حرب السنتين انتقل الى الشياح كان والده مؤمنا تقليديا لم يعرف له مواقف في السياسة. نشطت والدته في العمل النسائي الاسلامي بعد تأثرها بحزب الدعوة الاسلامي ولقنته لابنائها الثلاثة وفي الشياح انضوى عماد فايز مغنية في حركة فتح التي تولت تدريبه ثم التحق بالقوة الامنية التابعة لها. وهو لئن توقف في دراسته عند المرحلة المتوسطة لقب »بالحاج« لتأديته المناسك في مكة وهو يافع ويقال ان السيد حسن نصرالله اطلق عليه لقب »الحاج« كما توجه الى قم بعد ثورة الخميني فتابع في حوزتها بعض الدروس الدينية وفيما كان حزب الله قيد التأسس كانت اجهزة تراقب اعمال عماد مغنية الذي يحمل بحسب التقارير اكثر من جواز سفر ايراني. وبجلاء مقاتلي »فتح« عن بيروت انضم مغنية الى جهاز حراسة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله وكان يومذاك المرشد الروحي لـ »حزب الله«.
وبعد حصار بيروت الذي دام ما يقرب من ثلاثة اشهر وخروج فتح ومنظمة التحرير من لبنان، انتقل مغنية للعمل في صفوف »حركة امل« ثم انتقل للعمل ضمن صفوف حزب الله. وذلك بالتزامن مع انتقال حسن نصرالله من صفوف حركة امل الى حزب الله. تذهب احدى الروايات الى ان حجة الاسلام علي اكبر محتشمي وكان سفير بلاده في دمشق التقى بالشاب الشيعي المتحمس الذي سبق له ان انتمى الى حركة »فتح« الفلسطينية وتدرب على يديها عماد مغنية. حصل ذلك قبيل الاجتياح الاسرائيلي للبنان في 1982 وترتب عليه بعد حين تأسيس »حزب الله«.
لم يكن الشهيد عماد مغنية الشهيد الاول الذي تقدمه عائلة الحاج فايز مغنية فقد سبقه الى الشهادة اخواه جهاد وفؤاد.
الشهداء جهاد فؤاد وعماد مغنية اخوة لم تجمعهم قرابة الدم فحسب فكان الاستشهاد جامعا جديدا لعائلة فايز مغنية .
فعائلة الحاج فايز قدمت اول شهدائها جهاد في الحادي عشر من حزيران عام ألف وتسعمئة واربعمة وثمانين وهو كان مجاهداً في المقاومة الاسلامية استشهد اثناء محاولته انقاذ عائلة تعرضت للقصف في محلة بئر العبد حيث كان يحاول سحب الجرحى ونقلهم الى المستشفى فاستشهد عن عمر ثمانية وعشرين عاما.
المحطة الثانية كانت في الحادي والعشرين من كانون الاول عام اربعة وتسعين حيث استشهد الحاج فؤاد مغنية عن عمر واحد وثلاثين عاما بعد تفجير سيارة فان مقابل مكان عمله قرب تعاونية الانماء في محلة الصفير في الضاحية الجنوبية.
وقد تم إلقاء القبض على الشبكة التي نفذت الاغتيال وكان من اهم المشاركين فيها العميل احمد الحلاق الذي راقب الشهيد ورسم خطة تفصيلية لمكان عمله وبيته باشراف الموساد الاسرائىلي فرّ بعدذلك الى الفيليبين وثم الى اسرائىل ليستقر لاحقا في الشريط الحدودي المحتل عام ستة وتسعين حيث تمكنت مخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع المقاومة الاسلامية من استدراجه واخراجه من الشريط المحتل حيث حوكم ونفذ به حكم الاعدام.
وبعد اربعة عشر عاما التحق القائد الكبير الحاج عماد مغنية بأخويه واستشهد بعد تاريخ حافل بالانجازات البطولية ضد العدو الاسرائىلي وعملائه، في شهر شباط 2008 في دمشق بسيارة مفخخة وقد اتهم السيد حسن اسرائىل بالوقوف وراءها.
لعماد مغنية 3 اولاد (صبيان وبنت) وقالت والدته »الظلم هو الذي يولد الشجاعة مع السنوات كنا نقوي عزيمتنا، يساعد احدنا الاخر لكي نتماسك ونكمل المسيرة«. وتنجح الام في منع دموعها من الانهمار حتى نهاية التشييع لكنها حين يطل السيد حسن نصرالله لا تخفي انفعالا تقضي عليه سريعا تتهيب جلستها للاستماع اليه يبارك الاصطفاء الالهي لعائلتها.
33 يوما هزوا العالم وأسقطوا هيبة إسرائيل وجيشها
نصرالله خاطب المقاتلين : أثبتم أنكم موضع كل رهان وبكم تحفظ الكرامات
وقال السيد نصرالله في رسالته خلال اليوم الاول للحرب: »ما يجري اليوم ليس رد فعل على عملية اسرى، وانما هو تصفية حساب مع الشعب والمقاومة والدولة والجيش والقوى السياسية والمناطق والقرى والعائلات التي ألحقت الهزيمة التاريخية بهذا الكيان المعتدي الغاصب الذي لم يعتد على الهزيمة«.
واعلن نصرالله: اننا امام خيارين: اما ان نخضع للشروط التي يريد العدو الصهيوني املاءها علينا جميعا وبضغط وتأييد ودعم اميركي ودولي وللاسف عربي، وهذا يعني ادخال لبنان في العصر الاسرائيلي، وفي الهيمنة الاسرائيلية واما ان نصمد وان نصبر وان نواجه، واعدا الشعب اللبناني بالنصر، كما كنت اعدكم دائما.
وفي اليوم الثالث للعدوان الاسرائيلي على لبنان أطل سماحته عبر شاشة »المنار« في رسالة صوتية ليطلق المفاجأة الاولى في اطار المفاجآت التي وعد بها العدو الاسرائيلي، ويزف للشعب اللبناني نبأ تدمير بارجة حربية اسرائيلية للمرة الاولى في تاريخ المواجهة بين المقاومة الاسلامية والعدو الصهيوني، داعيا اللبنانيين ان ينظروا الى البارجة تحترق وتغرق، ومعها عشرات العسكريين الصهاينة، وهو ما اكده جيش العدو لاحقا.
وفور انتهاء السيد نصرالله من إلقاء رسالته حتى اشتعل لبنان بالمفرقعات والاسهم النارية وخرج اللبنانيون الى الشوارع فرحا ورقصا واطلقوا الزغاريد والاناشيد الوطنية، وهتفوا للمقاومة وسيدها، وعم الفرح كل ارجاء الوطن العربي ومعظم دول العالم، ونزلت مظاهرات الفرح في القاهرة ودمشق وكل العواصم.
وخاطب سماحته المجاهدين في ساحة المواجهة ومن خلال قتالهم لهذا العدو قتال الشجعان الابطال اقول لهم انتم اليوم بعد الله سبحانه وتعالى رهاننا رهان امتنا، انتم عنوان شرفنا وكرامتنا بكم يبقى هذا الشرف، بكم تحفظ هذه الكرامة، الانجاز في عام 2000 انتم كنتم الاصل فيه بعد الله سبحانه وتعالى، اليوم انتم معنيون قبل غيركم ان تحافظوا على انجاز النصر وعلى انجاز التحرير وعلى انجاز الصمود وعلى انجاز الكرامة، وهذا يتطلب منكم انتم بالفعل وكما اثبتم حتى الآن في هذه الايام انكم موضوع كل رهان وكل حسن ظن، وان كل ما اتكل بعد الله عليكم، سهمه صائب وعافيته حسنة ونصر عزيز وقريب وفتحه مبين.
وللصهاينة اقول: لشعب الكيان الصهيوني في هذه الساعة اقول له، ستكتشف سريعا ايها الشعب كم ان حكومتك الجديدة وقيادتك الجديدة حمقاء وغبية ولا تعرف تقدير الامور وليست لديها اية تجربة على هذا الصعيد.
انتم ايها الصهاينة تقولون في استطلاع الرأي انكم تصدقونني اكثر مما تصدقون مسؤوليكم، وهذه المرة ادعوكم جيدا لان تسمعوني وان تصدقوني. اليوم نحن صبرنا بالرغم من الاعتداء الذي حصل ليلا على الضاحية الجنوبية، وتراكم الاعتداء على كل قرية وحي وشارع وبيت في لبنان، لا فرق بين الضاحية الجنوبية ومدينة بيروت واي بيت في جنوب لبنان او البقاع او الشمال او جبل لبنان او زاوية من زوايا لبنان، هذه المعادلة انتهت، لن اقول اليوم اذا ضربتم بيروت سنضرب حيفا، لن اقول لكم اذا ضربتم الضاحية سنضرب حيفا، هذه المعادلة اردتم ان تسقط فلتسقط، نحن وإياكم، انتم اردتم حربا مفتوحة، نحن ذاهبون الى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، حربا على كل صعيد، الى حيفا وصدقوني الى ما بعد حيفا، والى ما بعد.. ما بعد حيفا.
الذي سيدفع الثمن لسنا وحدنا، لن تدمر بيوتنا وحدنا، لن يقتل اطفالنا وحدنا، لن يشرد شعبنا وحده، هذا الزمن انتهى وهذا كان قبل العام 1982 وقبل 2000 للميلاد. هذا الزمن انتهى، وانا اعدكم بأن هذا الزمن انتهى وبالتالي عليكم ايضا، ان تتحملوا مسؤولية ما قامت به حكومتكم، وما اقدمت هذه الحكومة. من الآن وصاعدا انتم اردتم حربا مفتوحة فلتكن حربا مفتوحة، حكومتكم ارادت تغيير اللعبة فلتتغير، اذن، قواعد اللعبة، انتم لا تعرفون اليوم من تقاتلون، انتم تقاتلون ابناء محمد وعليوالحسن والحسين واهل بيت رسوال الله وصحابة رسول الله، انتم تقاتلون قوما يملكون ايمانا لا يملكه احد على وجه الكرة الارضية، وانتم اخترتم الحرب المفتوحة مع قوم يعتزون بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم، وايضا يملكون القدرة المادية والامكانات والخبرة والعقل والهدوء والحلم والعزم والثبات والشجاعة، والايام المقبلة بيننا وبينكم ان شاء الله.
وفي 17 تموز اطل الامين العام عبر شاشة »المنار« بالصوت والصورة، مبشرا الاسرائيليين بالهزيمة، وكشف عن تدمير دبابتين للعدو حاولتا التقدم في اتجاه بلدة عيتا الشعب.
وأعلن السيد نصرالله عن تحييد المصانع الكيميائية والبتروكيميائة في حيفا وهي تحت مرمى صواريخنا حرصا منا على عدم دفع الامور باتجاه المجهول لكننا في اي لحظة سوف نلجأ الى كل وسيلة تمكننا من هذا الدفاع طالما ان العدو يمارس عدوانه بلا حدود.
وقال: هناك ايضا احاديث اليوم في الدوائر الصهيونية عن فكرة هجوم بري باتجاه بعض الاماكن، فهم جربوا في موقع »الراهب« غرب عيتا الشعب، وهم ايضا في منتصف الليل جربوا ان يفعلوا ذلك، سمعنا اليوم انهم قد يلجأون الى بعض الاسلحة المحرمة دوليا، بكل الاحوال نحن في الجنوب موجودون، ومجاهدونا على اهبة الاستعداد ولديهم عشق المواجهة، ولديهم ارادة هزيمة العدو، لا اتحدث هنا عن قوم يائسين يبحثون عن الشهادة، بل اتحدث عن قوم متفائلين ومؤمنين بالنصر يريدون ان يقدموا مشهدا جديدا للنصر امام العالم. وبالتالي كما فاجأناهم في البحر، وكما فاجأناهم في حيفا، سنفاجئهم بما بعد حيفا، وانا اعدهم بمفاجآت على مستوى المواجهة البرية التي نحن ننتظرها بفارغ الصبر وبأمل كبير لانها ستتيح لنا التماس المباشر مع دبابات العدو ومع جنود العدو هؤلاء الذين يختبئون الان في القلاع المحصنة وفي الطائرات التي بالتأكيد هي اقوى سلاح جوي في المنطقة قد لا نملك امكانية مواجهته وهو يقصف من اماكن بعيدة في السماء، اي تقدم بري سيكون بشارة طيبة للمقاومة لانه يقربنا من النصر واذلال جنود هذا العدو الاسرائيلي كما تم اذلالهم في الايام القليلة الماضية. هذه لا تشكل بالنسبة إلينا اي نقطة قلق.
اقول للناس الطيبين الصامدين، بتأييدكم وباحتضانكم وبمحبتكم وبصبركم وبصمودكم سننتصر.
البارجة »فيتز« أصابها صاروخان للمقاومة
البارجة الحربية الاسرائيلية التي اصابتها المقاومة هي من فئة »فيتز« وقد اصابها بالتحديد صاروخان، اطلقا عليها من قبل رجال المقاومة، تم اطلاق الصاروخ الاول من البر، وقد اصاب منصة اطلاق الصواريخ في البارجة، اما الصاروخ الآخر، فقد تم اطلاقه من البحر، وقد اصاب متن البارجة وهو الامر الذي ادى الى دخول المياه اليها بشكل كبير.
وقد تحدثت معلومات من اسرائيل عن فقدان اربعة من بحارتها يجري البحث عنهم من قبل الدولة العبرية، وبينما قال شهود عيان على شاطئ الروشة انهم شاهدوا اشارات استغاثة من طاقم البارجة، افيد عن اطلاق طاقم السفينة لنداءات استغاثة متقطعة نحو السلطات الاسرائيلية.
وفي معلومات عن القدرات الادائية للبارجة، انها تتمتع بأربعة محركات ديزل وقدرتها تبلغ 15 الف حصان مع 31 عقدة، وباستطاعتها حمل 53 بحارا وضابطا وجنديا.
اما تسليحها فهي تحمل 8 صواريخ هاربون، ، و6 صواريخ غابريال و4 صواريخ باراك. وعلى صعيد التسليح المدفعي، تحمل البارجة مدفع اتو ميلار عيار 76 ملم، مدفع فولكن فالاتكس مارك 15 عيار 20 ملم. مدفع اورليكون عيار 20 ملم، رشاش عيار 12.7 ملم و72 فوهة للقواذف، كما ان البارجة تحمل رادارا للبحث الجوي طراز نبتون ورادارين لادارة النيران.
من المشاهد اللافتة في حرب تموز كانت عبارته الشهيرة »الآن البارجة الاسرائيلية تحترق في عرض البحر« يومها كان السيد يستخدم وسيلة الاعلام والخطابة والامر العسكري الصادر عن قائد المقاومة، وواقعة اصابة البارجة الاسرائيلية في لحظة مهمة ونوعية في سياق الحرب بعد قصف اسرائيلي على احياء الضاحية، وتحولت كلمة »الآن« التي اطلقها يومها الى تعبير شاع في الخطاب السياسي، لكنه في خطاب السيد آنذاك ومنذ الايام الاولى لحرب تموز كان جمعا بين كل الخطوط والصفوف لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب، فمشهد البارجة المحترقة في عرض البحر كان ايذانا بخروج البحرية الاسرائيلية من ميدان الحرب كما تبين لاحقا، وهذا دلاله على مصداقية المقاومة وقائدها وبراعتها في الانجاز السياسي على المستوى العسكري وتسخير الاعلام من ضمن دائرة الصراع الميداني، وهذا ما يعتبر اداء نوعيا لقائد متعدد المواهب والقدرات والامكانات وتعبير عن رقي تقني في عمل الآلة التنظيمية والاعلامية والميدانية التي يقودها من ضمن المقاومة اللبنانية والعربية والاسلامية، فيومها كان الاتصال هاتفيا بقناة »المنار« وتأمين النقل المباشر في تلك الظروف عملا بالغ الصعوبة اظهر براعة تقنية عالية اتاحت انجازا سياسيا واستراتيجيا نوعيا كان له اثره في الفصول الثانية من حرب تموز.
فهذه الحرب المجيدة التي غيرت مجرى التاريخ و»هزت العالم« بنتائجها لجهة تغيير مفاهيم بائدة سادت عالمنا العربي منذ 1948 عن القدر الاسرائيلي والتفوق الاسرائيلي، وهزيمة الانسان العربي وعجزه حيث بدلت حرب تموز كل هذه المفاهيم، دفنت نهائيا كل صور المرحلة الماضية واكدت على عظمة شعوبنا العربية والاسلامية في قهر الباطل واعلاء الحق واستعادة الكرامة والعنفوان والشرف على ايدي رجال الله في الميدان، الذين حولوا جيش العدو الى جيش من كرتون، وحولوا دولة اسرائيل الى »بيت من عنكبوت«.
فتحية الى كل شهداء المقاومة الاسلامية وجرحاها الذين تصدوا ببسالة لجنود العدو في كل مواقع القتال وكتبوا لنا الفجر العربي الجديد، وتحية لكل الشهداء الذين سقطوا خلال القصف الوحشي الاسرائيلي وتحية الى كل اللبنانيين الذين التفوا حول المقاومة وفتحوا بيوتهم وقلوبهم لاستقبال اخوانهم النازحين حيث تجلت الوحدة الوطنية بأبهى صورها، وكان الانتصار الكبير الذي غير مجرى التاريخ واذل قادة العدو وجنرالاته وجبروتهم، وطرح زوال هذه الدولة في »التداول« ومن »يعش يرَ« وقريبا جدا.
»الديار« تفتح ملفا شاملا عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وتتحدث في هذه الحلقة عن حرب تموز وانتصارات المقاومة.
النصر حليفنا ولا داعي للقلق
بعد الأيام الاولى للحرب وتراجع مقاتلي حزب الله تكتيكيا عن مارون الراس، حاول الكثير من قيادات المعارضة وقوى صديقة عربية ودولية الاطمئنان على حسن سير المعارك وحرص »السيد« على الرد وبث روح الاطمئنان لجميع الذين اتصلوا قائلا: »المقاومة ما زالت بألف خير« وهناك مفاجآت في الايام القادمة والنصر حليفنا بإذن الله، واشاع ذلك اجواء الارتياح عند كل قيادات المعارضة.
نصرالله : نحن لها
بعد انتهاء المؤتمر الصحافي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والذي اعلن فيه عن اسر الجنديين الاسرائيليين حيث اطلق على العملية اسم »الوعد الصادق« ابلغ من احد الاصدقاء العرب الكبار عن القرار الاميركي الاسرائيلي بشن حرب شاملة على لبنان ستبدأ خلال 24 ساعة فكان رد السيد »نحن لها« ووضع الصديق الكبير السيد نصرالله بالمعلومات التي وصلت له عن ضخامة العملية الاسرائيلية والقصف الذي سيستهدف كل مقرات حزب الله، علما انه بعد تنفيذ العملية كان حزب الله يتوقع ردا اسرائيليا وبالتالي اخلى كل مراكزه العلنية بعد ساعات وبالتالي فإن الضربة الاولى التي راهن عليها العدو لحسم المعركة فشلت.
سقوط هيبة الميركافا
نصرالله شرح لزواره تفاصيل المواجهات البرية
منذ اليوم الاول للحرب الاسرائيلية على لبنان، لبس سماحته بدلته العسكرية، وقاد سير المواجهات على خطوط التماس، كان يطلع بنفسه على كل التقارير والتفاصيل الصغيرة والكبيرة معطيا الاوامر والتوجيهات حيث كان يخاطب المقاتلين وقادتهم بنفسه لبث روح العزيمة.
كانت الصحف اليومية والعربية وما تنقله وسائل الاعلام تصله بانتظام، لم ينم خلال الايام الاولى للمعركة الا لساعات فقط، كان همه وقلقه الدائم اوضاع الناس واحوالهم جراء القصف الوحشي ويعطي التوجيهات للاهتمام بهؤلاء الناس، لم يجلس داخل زوايا مقره كما يظن الكثيرون وكان يتفقد خلال الليل واحيانا في النهار احياء الضاحية والتقى عائلته باستمرار وكذلك والده ووالدته بعد ان دمر العدو منزلهم في الساعات الاولى لبداية الغارات.
اجرى عدة مقابلات صحافية في عز القصف الوحشي واجرى اتصالات سياسية وكان يتابع اللقاءات الرسمية ومبادرات الموفدين ويرد عليها رافضا الشروط الاسرائيلية.
لكن اللحظة الاجمل لسماحة السيد كانت بعد انتهاء الحرب وحديثه عن تفاصيل المواجهات البرية بين رجال المقاومة وجنود الاحتلال، وماذا فعلت صواريخ المقاومة بـ»الميركافا« وهيبتها، وكيف دمرت الآليات وانقلبت في وادي الحجير، وكان يعطي شرحا وافيا عن الصواريخ وتقنيات »الميركافا« وكيف اعطبتها الصواريخ.
تقرير فرنسي يكشف خفايا وتفاصيل الخسائر الاسرائيلية في حرب تموز
ذكر تقرير فرنسي نشر في الولايات المتحدة ان الحرب على لبنان جاءت نتيجة لـ»تفاهم اسرائيلي اميركي مسبق«. وقام بترجمة التقرير المنشور في مركز »أكسيس اوف لوغيز« في الولايات المتحدة الباحث الاميركي المشهور بريان هارينغ،والتقرير عبارة عن 300 صفحة، يتضمن صور وخرائط ومخططات بيانية حول الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز عام 2006.
واوضح التقرير ان »الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان لم تكن رد فعل مباشر على إقدام حزب الله على اسر جنديين اسرائيليين في 12 تموز الماضي، بل كانت وليدة خطة اسرائيلية مدبرة وتفاهم اميركي - اسرائيلي مسبق«. وقام افراد من حزب الله باختطاف اثنين من الجنود الاسرائيليين في ذلك الوقت، الامر الذي ادى الى اشتعال حرب تموز والهجوم الاسرائيلي على بيروت وتدمير البنى التحتية وقتل المئات. واشار التقرير الى ان »خسائر اسرائيل الحقيقية هي اقرب الى الخيال اذا ما قورنت بما صرحت به الحكومة الاسرائيلية رسميا«. واضاف باستناده الى مصادر رسمية اسرائيلية ان »خسائر اسرائيل من العسكريين بلغت 2300 قتيل وليس 119 فقط منهم 600 توفوا في المشافي نتيجة اصاباتهم البليغة، اما عدد الجرحى العسكريين ذوو الجروح البليغة الذين بقوا على قيد الحياة فقد بلغ 700 جريح، وهناك 65 منهم قتلوا بطريقة مرعبة تحت الانقاض من خلال تدمير البيوت اللبنانية التي لجأوا إليها على رؤوسهم بالصواريخ المضادة للدبابات«. واستمرت الحرب الاسرائيلية على لبنان 34 يوما في الفترة ما بين 12 تموز الى 14 آب، وقتلت نحو 1200 شخص، تحت ذريعة قيام حزب الله بخطف الجنديين الاسرائيليين.
وجاء في التقرير ان »عدد الدبابات وناقلات الجنود الاسرائيلية التي دمرت بشكل كامل في الحرب بلغت 35 دبابة وناقلة جنود منها 38 من طراز ميركافا دمرت بالصواريخ المضادة للدروع، في حين دمرت 15 دبابة بالعبوات الناسفة المزروعة في الارض، اما عدد الدبابات وناقلات الجنود التي اصيبت في الحرب فبلغ 93 دبابة وناقلة جنود. كما اوضح التقرير ان مقاتلي حزب الله »استطاعوا قتل 18 جنديا اسرائيليا دفعة واحدة في بنت جبيل بتاريخ 27 تموز، وفي لاحق من نفس اليوم والمكان قتل 41 جنديا اسرائيليا، وتم تدمير 12 مدرعة وثلاث ناقلات جنود و8 اصيبت بشكل بالغ، من خلال كمين نصبه مقاتلو حزب الله«. وتابع التقرير انه في 9 آب تمكن مقاتلو حزب الله من قتل 23 جنديا من خلال تدمير المنزل الذي لجأ إليه الجنود الاسرائيليون، وفي 12 آب تمكنوا من قتل 24 جنديا خلال اشتباك واحد، فضلا عن خمسة آخرين في طائرة الهيليوكبتر التي اسقطتها صواريخ حزب الله في اليوم نفسه. وتدهورت شعبية اولمرت ووزير الحرب عمير بيريتس منذ الحرب على لبنان التي قتل فيها 158 اسرائيليا بينهم 117 جنديا و41 مدنيا واطلق حزب الله خلالها آلاف الصواريخ على اسرائيل.
وحول المدمرة الاسرائيلية البحرية »ساعر« التي اصابتها صواريخ حزب الله بتاريخ 14 تموز قبالة الشواطئ اللبنانية ذكر التقرير ان عدد الضباط والجنود الاسرائيليين الذين قتلوا فيها بلغ 24 ضابطا وجنديا.
وكانت السلطات الاسرائيلية نفت بعد استهداف المدمرة ان يكون حزب الله قد اصابها بصواريخه، الا انها اعترفت في وقت لاحق بإصابة المدمرة، واعلنت عن مقتل اربعة في ذلك الحادث.
وكشف التقرير ان عدد الغارات الجوية التي نفذت الطيران الحربي الاسرائيلي بلغت 12 الف غارة جوية، في حين استخدمت القوات البحرية الاسرائيلية 2500 قذيفة وصاروخ، كما استخدمت القوات البرية مئة ألف قذيفة.
واشار التقرير الى ان خسائر لبنان كانت ذات طبيعة مدنية في اغلبيتها، حيث بلغت نسبة الاطفال الذين قتلوا جراء القصف الاسرائيلي، ممن هم دون سن ال13 عاما ما نسبته 30٪ من مجموع الضحايا.
وتابع التقرير ان اسرائيل دمرت نحو 600 كيلومتر من الطرق، 73 جسرا، 31 هدفا مدنيا مثل مطار بيروت والموانئ ووحدات معالجة الصرف الصحي، بالاضافة الى تدمير 25 محطة وقود، 900 محل تجاري، 350 مدرسة ومشفيين، 15 الف منزل، في حين تضرر 130 الف منزل بنسب مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق