الخميس، 22 ديسمبر 2011

الصجف المصرية فى 21/12/2011

سلفي يثير ضجة بتصريحه التراجع عن تطبيق الشريعة.. وعلاء وجمال يهددان هايدي وخديجة بالطلاق
حسنين كروم
2011-12-21



القاهرة ـ 'القدس العربي' معظم أخبار وموضوعات الصحف المصرية الصادرة امس كانت مهمة، مثل إعلان المجلس العسكري اعتذاره، عما تعرضت له السيدات والفتيات، وإعلان اللواء عادل المرسي رئيس هيئة القضاء العسكري أنه تمت إحالة الضباط والجنود المتورطين في حادثة كشف العذرية على بعض المشاركات في التظاهر الى المحاكمة، والتحقيق في ما تعرضت له غادة كمال عبدالخالق من سحل وتعرية، ونشرت 'الشروق' رسماً لزميلنا وصديقنا الرسام الموهوب عمرو سليم عن ضابط جيش وأب يقرأ في جريدة عنوانها ـ كذابون وصورة لضابط جيش وابنه يسأله، الكذاب بيروح النار يابابا، فرد عليه، لا بيروح قصر العروبة ياحبيبي.
وقامت مظاهرة نسائية من نقابة الصحافيين إلى ميدان التحرير تحتج على ما تعرضت له النساء والفتيات، والدعوة الى مليونية يوم الجمعة القادم في ميدان التحرير، لرد الشرف، وقام صاحب قناة الفراعين توفيق عكاشة، بالدعوة الى مليونية مضادة يوم الجمعة سيكون على رأسها، وصاح مساء الثلاثاء مناشدا أهالي أحياء القاهرة، حيا، حيا، والفلاحين والصعايدة الجدعان بالحضور، وقال لهم، أبوس ايديكم ورجليكم، وإعلان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، انه تم القبض على مدحت أمين طلبة سائق زميلنا وصديقنا والإعلامي عمرو الليثي، بعد أن اتضح انه الذي أرسل التهديدات لعمرو ووائل الابراشي ومجدي الجلاد وعادل حمودة، كما تم القبض على السيدة التي وزعت أرغفة الحواوشي على المعتصمين أمام مجلس الوزراء، وهي السيدة نيللي عصمت صبري محمد، ربة منزل، قالت انها اشترت اللحوم، والأسماك وجهزتها في منزلها، واستخدمت سيارة ابنتها، وكانت بدون لوحات.
وأشارت الصحف الى انتخابات الإعادة على المقاعد الفردية في المحافظات التسع بالمرحلة الثانية للانتخابات. وإلى بعض مما عندنا:

اتهام حزب النور السلفي
بإجراء اتصال مع إسرائيل

ومن الأخبار المهمة اتهام حزب النور السلفي بإجراء اتصال مع إسرائيل، استنادا إلى تصريحات أحد المتحدثين الرسميين باسمه وهو الدكتور يسري حماد، الذي قال لزميلنا في 'المصري اليوم' حمدي دبش: 'قلت لمراسل الراديو الإسرائيلي انه مادامت مصر وقعت هذه الاتفاقية فانها ملزمة، لكن الشعب المصري يريد تعديل بعض البنود التي يراها مجحفة في الاتفاقية، بحيث تتمكن مصر من السيطرة على سيناء بشكل كامل، وعلى إسرائيل أن تقوم بحماية حدودها من دون الاعتداء على الجنود المصريين مثلما حدث من قبل، وفي الوقت نفسه تتمكن مصر من مساعدة الأخوة الفلسطينيين في غزة وتوصيل المساعدات المطلوبة لهم من دون تعرضها لأي منع أو اعتداء، وأن صعود التيار الإسلامي في الانتخابات كان متوقعا وأن النظام السابق كان يحاول إضعاف كل القوى لإظهار انه الوحيد القادر على إدارة شؤون البلاد.
وحول موقف حزب النور من الحوار مع الكيان الصهيوني قال حماد: نحن في حزب سياسي ولا يلزمنا إجراء هذه الحوارات، لكننا من منطلق المسؤولية سننظر في هذه الحوارات بما يحقق مصلحة البلد، ويضمن الأمن والاستقرار وبعض الناس يتوقعون اننا كإسلاميين جئنا لتسجيل موقف ولكننا جئنا لتحقيق مصلحة المواطن البسيط الذي يريد الأمن والاستقرار بعيدا عن الفوضى والإثارة'.
هذا ما قاله يسري، وهو يعني ـ والعياذ بالله ـ التطبيع مع إسرائيل، وخرق قرار المقاطعة.

جمال وعلاء لم يطلبا الخلوة الشرعية

كما نشرت جريدة 'روزاليوسف' موضوعا قالت فيه: 'نفى مصدر مقرب من عائلة الرئيس المخلوع حسني مبارك أن يكون علاء أو جمال مبارك قد طلبا الخلوة الشرعية بزوجتيهما كما اثير في عدد من وسائل الإعلام، والموضوع أن علاء تشاجر عدة مرات هو وجمال مع عدد من المخبرين بسبب الانصات إلى الحوارات الأسرية التي تتم بينهما وبين والدتهما وزوجيتهما، وانهما طلبا أن يبتعد هؤلاء خلال الزيارة حتى يتحدثا في موضوعات أسرية شخصية، وأن الأخوين يمنعان زوجتيهما من الخروج فرادى وأن جمال وعلاء هددا بالطلاق لو تصرفت احداهما عكس أوامر الزوجين. وأكد المصدر أن غرفة مبارك لا يوجد بها تليفون متصل بالخارج أو حتى محلي ولديه تلفزيون خاص اثنا عشر بوصة وأن قنوات التلفزيون مبرمجة على عدم عرض قنوات اخبارية يمكن أن تزعج حالة مبارك النفسية المتدهورة'.

الشرطة العسكرية ومعها
وزارة الداخلية خانتا المهمة

والى ردود الأفعال التي تزداد عنفاً ضد المجلس العسكري بسبب سقوط القتلى والجرحى في الاشتباكات الأخيرة، والمشهد المروع الذي ترك أثراً أشد من أثر القتلى والجرحى، وهو تعرية غادة كمال، فقال زميلنا وصديقنا سعيد شعيب يوم الاثنين في 'اليوم السابع': 'الشرطة العسكرية ومعها وزارة الداخلية مهمتها، أولاً حماية المتظاهرين من أي اعتداء، ولا يجب أن تقبل منهم أبداً التحجج بأنهم 'ياعيني ياحرام' يتعرضون لاعتداء، فهم مدربون على القبض على من يخالف القانون من المحتجين من دون قتله وضربه وحتى إهانته، فلهذا هو يحصل على راتب ولهذا يتم الإنفاق عليه من أموال دافعي الضرائب لكي يتم تدريبه، وإذا فشل في هذه المهمة، فلابد من إقالته.
و'لأنها مش خناقة' في حي شعبي، فالسلطة التنفيذية مهمتها تطبيق القانون، وهو الحل السهل، أياً كان المخالف من الجيش أو الشرطة أو المتظاهرين، ولكن هذا للأسف لا يحدث بتعمد من المجلس العسكري، وبالتالي تتكرر الاعتداءات ويتكرر القتل، بل الأغرب أن يتحول المجلس العسكري إلى خصم وحكم.
ففي مجزرة ماسبيرو على سبيل المثال هو متهم بالقتل والاعتداء ومع ذلك تولى القضاء العسكري التحقيق في الأمر، وهذا انتهاك فاضح للعدالة، ناهيك عن أننا لا نستطيع الاطمئنان، خاصة في هذه الظروف، أنه سيجري التحقيق الجاد مع ضباطه وجنوده الذين اعتدوا على المواطنين بوحشية، فحتى الآن لم نعرف أسماء وحتى الآن لم نعرف هل تم التحقيق مع قائد الشرطة العسكرية؟'.

نحن أمام حكم عسكري جهول

أما الكاتب والشاعر عبدالرحمن، فقد صاح بصوت مرتفع في نفس العدد قائلا: 'مشاهد الضرب والسحل والقتل التي رأيناها على الشاشات 'قبل إيقاف البث' لتؤكد أننا أمام حكم عسكري جهول، وأن استمراره عار على كل من شارك في هذه الثورة المجيدة، وأن ساعة الحقيقة قد حانت، وأننا وصلنا إلى اللحظة التي ستسقط فيها ورقة التوت الأخيرة عن كل من يدعي الحكمة والتعقل، وبحكم أن الحكماء في هذا البلد صاروا قلة فلا يندهش المشاهد حين يرى نفس الأشخاص قد ارتكبوا نفس الأخطاء على الهواء مباشرة، وأن أحدا لم يتعظ مما جرى في يناير الماضي وسوف يساق الذين أحسنوا إلى مصيرهم زمرا، والذين أساءوا إلى مصيرهم زمرا.
إنها أخلاق العبيد! عبيد على الشاشة، وعبيد بحقائب وزارية، وعبيد بحقائب دبلوماسية وعبيد ببزات عسكرية وعبيد في أرقى مناصب الدولة، عبيد بالفطرة، لم يعش واحد منهم يوماً حراً ولا يستطيع أن يتصرف إذا أعطيته حريته فهو يريد إلهاً يتلقى منه الأوامر ليل نهار، ويتقرب إليه، ويتودد له، ويكتب في خصومه التقارير، ويكتب في مديحه القصائد.
لقد سمعنا خطبة في تأبين الشيخ الشهيد عماد عفت يصعب وصفها، ولا يمكن وصفها سوى بأنها 'كلام خنثى' لا تستطيع أن تصفه بأنه ذكر أو أنثى للأسف، في مؤسساتنا الدينية كثير ممن يتحلى بأخلاق العبيد، وذلك أمر يحتاج إلى ثورة حقيقية ستأتي قريباً.
ليس في كلامي إهانة للأزهر أو للفقهاء، بل هي كلمة حق لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد!'.

تخبط المجلس العسكري بإدارة البلاد مرفوض

ولعل ذلك ما دفع زميلتنا ناهد فريد ـ ناصرية ـ بمجلة 'صباح الخير' الحكومية لأن تفسر الأمر على الوجه الآتي: 'بعد مضي كل هذه الشهور التي أذاقنا فيها المجلس العسكري المر، لم يعد هناك شيء يغيظني أكثر من العبارة التي يلوكها الجميع كاللبانة من دون أي تفكير، قال إيه المجلس العسكري لم يتعود ممارسة السياسة وهذا سبب تخبطه في إدارة البلاد، كان يمكن تقبل هذا الكلام الممجوج في البدايات الأولى، يوم خرج أول اعتذار مبطن عقب تصرفات همجية شبيهة بما يحدث الآن، وقالوا يومها: رصيدنا لم يسمح، وقتها كان يمكن تقبل مقولة أنهم لم يتعودوا ممارسة السياسة، ولكن وبعد مرور عشرة أشهر بكل التجارب المريرة التي مررنا بها تصبح هذه المقولة مرفوضة جملة وتفصيلا، فالواضح لكل ذي عينين أن المجلس يمارس السياسة بحرفية عالية للوصول لهدف معين وضعوه نصب أعينهم من اليوم الأول ولا أعرف كم سيلزمهم من الشهداء والمصابين بعاهات ليدركوا أن ما يريدون الوصول إليه بعيد المنال جدا'.
لا يمكن تخيل ما فعله
الجيش المصري خلال الأيام الماضية

وتوالت الهجمات على المجلس العسكري، فيوم الثلاثاء، قال زميلنا وصديقنا إبراهيم منصور رئيس التحرير التنفيذي لجريدة 'التحرير': 'لا يمكن لأي عاقل أن يتخيل أن الجيش المصري فعل ويفعل بالمواطنين ما جرى خلال الأيام الماضية، ومنذ يوم الجمعة من ضرب وقتل وهتك عرض، لفض اعتصام مجلس الوزراء، لا يمكن أبدا أن يقوم جندي مصري بضرب امرأة أو فتاة، بل إنه قام بسحلها وتعرية جسدها!
وهو الذي يربي مجنديه على أن الجندية شرف، لكن ما يحدث ليس من الشرف بشيء، لكن قد فعلوها.
ضربوا عرض الحائط بشرف الجندية، لقد أساء كل ذلك الى الجيش وسمعته، وشرفه وبطولاته التي شارك فيها الشعب المصري وأفراده، الذي يشكل من أبناء الشعب، وقد دفع أبناء الشعب من دمائهم في خدمة هذا الجيش من أجل الدفاع عن تراب الوطن في حروب ضد الأعداء والمحتلين، وجعلوا صفحاته من نور، فالجيش المصري لم يكن أبدا مثل الجيش السوري الذي تسيطر عليه طائفة معينة، تدين بالولاء للأسد، أو كتائب القذافي أو مرتزقته، فهو جيش الشعب الذي يشكل من أبناء الشعب، لكن فعلها جنرالات المعاشات بالمجلس العسكري، ضربوا، وأحرقوا، وهتكوا الأعراض، كانت فضيحتهم على الهواء مباشرة، لقد أرادوا أن يجهضوا الثورة، بدا واضحا أنهم طمعوا في السلطة بعد أن جاءت إليهم على دماء الشهداء في ثورة عظيمة قام بها الشعب، وألهمت شعوب العالم بالثورة ضد الاستبداد والطغيان، وبعد أن وثق فيهم الشعب، وادعوا أنهم حموا الثورة فما كان منهم إلا تشويه الثورة والثوار، والانقلاب على الثورة وإجهاضها، واتفقوا مع قوى سمحوا لها بالوجود، رغم مخالفاتهم القانونية، من أجل إبقائهم. يا أيها الذين في المجلس العسكري، أسأتم إلى الجيش المصري وعيب عليكم'.
وإبراهيم يقصد بالقوى التي سمح لها المجلس رغم مخالفة القوانين، جماعة الإخوان، لا حزبهم السياسي، الحرية والعدالة.

عن اي دولة يتحدث اللواء عمارة؟

أما زميله وائل عبدالفتاح فقد تقدم ببطء ليأخذ نصيبه في مهاجمة المجلس وبيان اللواء عادل عمارة، بقوله: 'يتحدث اللواء والمجلس كله بفخر عن عقيدة حماية الدولة وينسى أن يقول أي دولة؟
لأن الدولة التي تقتل وتسحل وتدوس على الأجساد بالمدرعات وعلى الكرامة بكل ما تمتلك من ميليشيات غشيمة لابد أن تسقط، نريد دولة تحترم الفرد وتقدس حقوقه، وتحاسب المسؤول فيها وإن علت مناصبه؟
الدولة التي لا تستطيع محاسبة القاتل فيها ليست دولة.
الدولة التي تقتل متظاهرين سلميين ليست دولة.
الدولة التي تسحل فيها النساء وتعرى أجسادهن في الشارع ليست دولة.
الدولة التي يحرض إعلامها على حرب طائفية ليست دولة.
الدولة التي تتردد في محاكمة عصابة أفسدتها وسرقتها وتحميهم في منتجعات طرة والمركز الطبي ليست دولة.
إنها مافيا تحكمها شبكات سرية، إذا أراد اللواء عمارة أن يعرف من يخطط لحرق مصر ومجلس الشعب فليسأل ضباط المباحث الذين يجمعون البلطجية من عابدين والسيدة زينب.
يسأل من يريد حرق القاهرة على طريقة نظام الملك فاروق في 1952، مشاركا معه كل عناصر الفاشية والاحتلال؟
ليسأل اللواء من حرق المجمع العلمي بقنبلة مولوتوف سقطت من أعلى، حيث تقف ميليشيات الهيبة التي تتبول على المتظاهرين وتشير إليهم بالإصبع الوسطى؟ من هؤلاء ياسيادة اللواء؟ هل عرفتم من هم؟'.

لماذا لم يحم الجيش المنشآت العلمية؟

وإلى وجهات نظر أخرى، بدأها زميلنا جمال سلطان رئيس مجلس إدارة وتحرير جريدة 'المصريون'، اليومية المستقلة بقوله يوم الاثنين: 'كان من الضروري أن تتصرف قوات الحماية والتأمين من الجيش للمنشآت العامة بكل صرامة للتصدي لتلك المحاولة الإجرامية لاقتحام البرلمان ومقر الحكومة، ولو لم تفعل لكانت آثمة ومتورطة في الجريمة، وسلوكها أمام البرلمان كان منضبطاً للغاية إلا أن سلوك بعض الجنود في ميدان التحرير وشارع قصر العيني أثناء مطاردة بعض المتظاهرين كان غير منضبط ويسيء كثيرا للقوات المسلحة، مثل سحب فتاة على الأسفلت أو ضرب كل من يقابلونهم بدون تمييز أثناء تطهير المكان، اعرف ورأيت بنفسي وسمعت بنفسي كيف تتصرف بعض المتظاهرات والشبان بأساليب مترعة بالبذاءة وقلة الحياء، كأن يوجهون حركات بأصابعهم ـ يفعلها فتيات أحيانا مع الأسف في وجه الجنود على مدار اليوم ـ مع شتائم للأب والأم والألفاظ الفاحشة وطعن في الرجولة وبصق على الوجوه، وكل ذلك يتشربه الجنود ويترسخ في مشاعرهم مرارات حتى إذا وقع أي اشتباك فرغوا هذه المرارة فيمن أمامهم أعرف ذلك، ولكن القيادة مسؤولة عن التأهيل والمران النفسي للجنود وتعويدهم على ضبط النفس تحت اقسى الظروف.
هناك تداخل معقد الآن في الشارع، والمتظاهرون بينهم فلول وبينهم بلطجية وبينهم أبناء شوارع وبينهم رجال أمن وبينهم أيضا شبان أبرياء ذهبوا للاحتجاج وفق قناعاتهم وبينهم أيضا عابرو سبيل للفرجة وهؤلاء جميعاً عندما يبدأ الشرر الصغير تجدهم جميعا مندفعين في 'الهوجة' والمشكلة أن 'الضحايا' غالباً ما يكونون من الأبرياء أو عابري السبيل بينما البلطجية وأطفال الشوارع المدفوع لهم من قبل 'مقاولي أنفار'، والمحترفون الآخرون يعرفون خريطة اللعبة جيدا فيفلتون'.

يطاردون رجال الأمن بالطوب والحجارة!

وإذا انتقلنا لـ'الأهرام' نفس اليوم سنجد زميلنا وصديقنا صلاح منتصر الذي كان حائرا امام ما يحدث، ولذلك قال: 'عندما لا يذهب الناشطون السياسيون ورجال الأحزاب والذين يتطلعون الى رئاسة مصر وأعضاء مجلس الشعب الجدد الذين وضع الشعب ومصر أمانة في أيديهم ليقولوا كلمة حق للذين يحرقون مصر ويحذرونهم وإلا أحلوا استخدام العنف ضدهم، فلا عجب إذا تواصلت الحرائق وتسابق الذين نراهم في التلفزيون وهم يطاردون رجال الأمن بالطوب والحجارة ويحولون الكفاح الوطني إلى ضرب أي رجل أمن سواء كان من الجيش أو الشرطة! يصعب علينا بلا شك كل شهيد يقع وكل نقطة دم تراق وكل أسرة تفجع في عزيز غال لديها، لكن مصر تستحق أيضا أن تصعب علينا وترق قلوبنا لها وهي تحترق وتنزف نارا!'.

الأزمة لا تقل عن الخيانة العظمى في الحروب

بينما زميله جميل عفيفي، كان أشد غضباً ونقداً ضد الذين انسحبوا من المجلس الاستشاري بقوله عنهم: 'ما حدث منهم يمكن توصيفه بأنه مزايدة رخيصة على الوطن وشعب مصر، وتخليهم عن دورهم في هذه الأزمة لا تقل عن الخيانة العظمى في الحروب، لقد تسابق البعض من هؤلاء المستقيلين الى القنوات الفضائية التي أدمنوها ليعلنوا أنهم تركوا مناصبهم في المجلس وأخذوا يكيلون الاتهامات من دون أية أدلة في أيديهم وكان الأجدى بهم أن ينزلوا الى الشارع ويتحاوروا مع المعتصمين والمتظاهرين لإنهاء تلك الأزمة الحقيقية التي ستعصف بالبلاد ولكنهم غلبوا مصلحتهم الشخصية على مصلحة الوطن وأرادوا أن يصنعوا أمجادا ولكنهم للأسف كشفوا عن وجههم الحقيقي.
المعضلة الحقيقية أن هؤلاء هم من ملأوا الأرض صراخا وعويلا منذ فبراير الماضي وأن لهم رؤية في إدارة الأزمات وعندما وضعوا في المسؤولية هربوا منها، مما يؤكد أنهم غير جديرين بذلك الموقع وإذا كانوا يعتقدون أنهم الآن أبطال فإن الجميع تأكد انهم لا يستطيعون إدارة شؤون حياتهم وليس دولة بحجم وقيمة مصر'.

التحذير من تراجع
بعض اجنحة السلفيين

وإلى إخواننا السلفيين ومعاركهم، وقيام أحد مؤسسي حزب النور، ونائب رئيس جماعة الدعوة السلفية ياسر برهامي يوم الجمعة في جريدة 'الفتح' الاسبوعية الناطقة باسم الجماعة، بالتحذير مما اعتبره تراجعاً من بعض أجنحة حزب النور عن مواقفهم بسبب الانتخابات وتحت ضغط الهجمات التي يتعرضون عليها، ودعاهم الى التمسك بثوابتهم، وقال: 'إن محاولة تغيير العقل السلفي من الداخل وتغيير الخطاب السياسي السلفي، من خلال إيجاد أصوات ناشزة عليه تريد أن تثبت بخطاب موافقة ولو جزئية لليبرالية، والعلمانية لا تقبله القاعدة السلفية العريضة التي تربت على تعظيم النصوص هي محاولات مآلها الغش والاضمحلال، لأن الوعي السلفي قد بلغ ـ بفضل الله ـ مرحلة فات معها إمكانية نجاح هذه المحاولة.
إن من طرق أهل الباطل أن يجمعوا في الفزاعة التي يستعملونها لتخويف الناس من أهل الحق بين تهمة بحق وتهمة بباطل، لكي ينفر بعض الجهال من التهمتين معاً فيقعوا في أسر قبول جزء من الباطل، كما قال فرعون 'ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد'، التهمة الأولى هي تهمة بحق وهي أن موسى يريد أن يبدل دينهم فعلا وهي تهمة شريفة عند أهل الحق لا يمكن أن يتنصلوا منها وإن عدها أهل الباطل جريــــمة، أما الثانية وهي إظهار الفساد في الأرض فهي باطلة قطعا والبعض قد يقع في الفــــخ، ويقول للناس نحن لا نريد أن نغير الباطل ولا نريد نشر الفساد كما قال بعضهم لن نغير البنوك الربوية، لن نمس سياحة الخمر والعري، والفواحش، لن نطبق الشريعة بصرامة كما يقول غيرنا، ولا أدري ما الصرامة في هذا الموضع، لن نقيم الحدود، لن نأمر بالمعروف وننهي عن المنكر، لن نلزم الناس بصلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حجاب، بزعم أنه لا إكراه في الدين، لا ولن ولن، في طمأنة فاسدة لمن يكرهون الدين ويخافون على دنياهم التي شقوا بها وأشقوا الناس معهم وهذا من أعظم الخطر، إن الألم الذي شعر به كثير من أبناء حزب النور لفقدهم نصرة من توقعوا نصرته هو في الحقيقة من أعظم المصالح لهم ليتوكلوا على الله وحده فلا ناصر لهم إلا الله.
وفي الكيان السلفي بتحقيق 'التزام بالعمل الجماعي والجدية ومعرفة الفرق بين الانتماء للكتلة وبين الحركة الواجبة ضمن الكيان الذي بدونه يكون وزن الكتلة صفراً'، لا ننزعج من فقد مقعد أو مقاعد في البرلمان مادمنا وجدنا بقوة وسط أمواج الفتن ولم نغرق فيها والله المستعان'.

السلفيون وليلة زفاف التماثيل

ونوضح ان هجوم ياسر يتجه ايضا الى الإخوان المسلمين، ولذلك جاء رد زميلنا الإخواني خفيف الظل سليمان قناوي بأسرع من البرق على ياسر، إذ قال في نفس اليوم في 'الحرية والعدالة': 'مسيحي بيقول لصاحبه، صباح الخير، رد عليه، صباح الحرية والعدالة، قام قايله، طب ليه كده، رد تاني، مش أحسن مما لو قلت لك، صباح النور'.
ولم يكن ياسر يدري شيئاً عن التحالف الذي حدث بين الإخواني سليمان وغير الإخواني زميلنا في 'الأهرام' خالد الديب وهو ما تحقق في نفس اليوم بأن خصص ست فقرات كلها عن السلفيين تحت عنوان ـ ليلة زفاف التماثيل ـ كلها نصائح للسلفيين هي: ' ـ وأنت في طريقك للمسجد أو مررت بجوار تمثال فعليك الوضوء مرة أخرى، وإذا رغبت الالتحاق بوظيفة، فاكتب في السيرة الذاتية انك لم تقم يوما بزيارة متحف، أو لمس تمثال في ميدان، هذا ما ننتظره في قادم الأيام بعد أن خرج علينا بعض المتشددين بآراء، لو سمعها المتنبي لقال، هذا هو الضحك كالبكاء، عشنا وشوفنا تغطية التماثيل أولى من ستر الفقير بالكساء ومن رغيف الخبز.
ـ المرأة مطالبة بالنقاب إذا مرت أمام التمثال وفي نهار رمضان ممنوع على المصريين المرور أمام المتحف المصري حتى لا يفسد صومهم.
ـ الاقتصاد في نظر هؤلاء مناقصة عالمية لتغطية التماثيل وإغلاق كليات السياحة والآثار ليقام مكانها مصانع للعصير أبو شفاطة والعسلية أم سمسم.
ـ ممنوع على عمال المتاحف المبيت بداخلها بدون محرم والناظر الذي يصطحب تلاميذه لرحلة بالمتاحف، يتم وقفه عن العمل، والصحف التي تنشر على صفحاتها صورا لتماثيل تحتاج لمليونية لغلق هذه الصحف وتوزيع ورق الطباعة على ربات البيوت لاستعماله في المحشي كبديل لورق العنب.
ـ في البرلمان، اقتراح لنائب بأن تتعاقد الحكومة مع بعض المأذونين الشرعيين لعقد قران تماثيل الإناث على تماثيل الذكور، ثم تغلق المتاحف لانجاب تماثيل شرعيين، وأن لم تفعل الحكومة ذلك فالاستجواب في انتظارها، واسقاط الحكومة وارد، لأن سيدنا الشيخ يخشى من وجود التمثال مع التمثالة حتى لا يكون الشيطان ثالثهما.
ـ على احدى الفضائيات سؤال من مواطن لسيدنا الشيخ، ياشيخ، رمزك الانتخابي هو التمثال، حلال أم حرام انتخابك؟ يرد الشيخ، انتخاب رمز التمثال حلال، حلال، ياولدي'.
وهكذا أخطأ السلفيون عندما اطلعوا خالد على برنامجهم وان كانت لي ملاحظتان، أولهما على أول التعليمات، وهي إعادة الوضوء إذا حدث لمس تمثال، من دون أن يلاحظوا أن التمثال الوحيد الذي كان بإمكانه إفساد الوضوء، هو جدنا الأكبر رمسيس الثاني حيث كان مكانه في ميدان رمسيس، وتحته نافورة مياه، كان الناس يتندرون عليها بأن عم رمسيس يتبول، ولكنه تم نقله من الميدان في احتفال مهيب الى منطقة بالقرب من المتحف الجديد في أول طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي.
وثاني الملاحظات على البند الخامس، وهو الخوف من غلق أبواب المتاحف على التماثيل الذكور والاناث وإمكان ممارستهم الجنس غير الشرعي ـ وتحضرني هنا نكتة قديمة قد تؤكد هذا الاعتقاد، وهو أن رجلا سأل صاحب محل عطارة، عندك لبان ذكر، فقال له، ايوه، فسأله وعندك لبان نتاية، فرد، ايوه، فسأله، وبتقفل عليهم الدانة لما تروح، فقال، ايوه، فقال له، تبقى راجل قواد.
اللهم فرق جمعهم
وازغ أبصارهم عنا

أما زميلنا وصديقنا الساخر بمجلة 'روزاليوسف' عاصم حنفي فرفع يديه للسماء ودموعه على خديه داعياً الله، دعاء المضطر ضد السلفيين وهو: 'يارب، ابعد عنا حازم والشحات وشومان وحجـــــازي وبرهان والحويني وأمثالهم، اللهم فرق جمعهم، الله شتت شملهم، اللهــــم ازغ أبصــــارهم عــــنا، اللهم اصرفهم عن الفتك بنا والتربص بمشاعرنا بمعول الكلام، اللهم أشغلهم بزوجات اكثر، وافتنهم بمرسيدس أحدث، واجعلهم يارب ينصرفون عنا بمتاع الدنيا من الفيلات والشاليهات والفلوس الكثيرة وحساباتهم بالبنوك التي يحرمونها علينا'.

الإسلاميون وما سيتعرض له
الفن على ايديهم

ومن المخاوف التي يثيرها صعود الإخوان المسلمـــين والسلفـــيين، موقفهم من الفن وما سيتعرض له على أيديهم، مـــــن منع ومصادرة، وهو ما يقــــلق أهل الفن بأنواعه وأصنافه المتنوعة وقد نشرت 'الوفد' يوم الأحد في صفحة نجوم وفنون التي يشرف عليها زميلنا أمجد مصطفى تصريحات للموســــيقار الكبير حلمي بكر قال فيها: 'لو أن الإسلاميين يــــريدون الحرب على أغاني العـــري نحن معهم تماما، أما لو أنهم جاءوا لكي يحــــرموا الأمر في المطلـــق فهو أمر لا يستقيم مع حجم مصر كدولة لها حضارة، وهنا لابد أن أن اشـــير إلى أن ظهور العري في مصر كان نوعا من أنواع السياسة. مرحلة تلت الكرة، لأنهــــم كانوا يريدون تخدير الناس، عن طريق لفت الأنظار وإلهاء الشباب لكي تحل العين محل الأذن.
وهذه المرحلة أفقدتنا الريادة، لنجد موسيقى تغزونا من أوروبا تحض على الفجور والفسق مثل موسيقي البلوز وال اكس اكس ثم مرحلة السرقة من تركيا وإيران واليونان.
وهنا دخلنا في مرحلة اللفظ الخارج مثل أغنية الحصان أو 'قبل ما نطلع على السطوح'، لذلك أرجو من التيارات الإسلامية أن يكون لهم دور في دعم الغناء الجاد، أما إذا جاءوا معتنقين لغة الحلال والحرام، فهذا مرفوض، ومن حرم الغناء في المطلق حرمت عليه عيشته، أم كلثوم قدمت 'ولد الهدى' مثلا التف حولها العالم الإسلامي'.
أما المطربة غادة رجب فقالت: 'أنا متفائلة بالنسبة لوجود الإخوان لأنهم متفتحون، وإذا اجهضوا أغاني العري فهو أمر جيد، لأن مصر وصلت لريادتها الغنائية، بالغناء المحترم وليس العاري، واتصور انهم سوف يدعمون الحفلات الجادة وليس الحفلات التي تقام على الشواطئ ونرى فيها ما لا يليق بالفن المصري في المقابل لو وجدنا هناك تشددا في المطلق فهذا الأمر سوف يجعلنا جميعا نتصدى لهم'.

شقيقة المطربة والفنانة روبي:
لن امتثل لمنع الاسلاميين

طبعا، طبعا، ويا ويل الإخوان والسلفيين، إذا دخلوا في معركة مع أهل الموسيقى والغناء، والتمثيل كذلك، مثل الممثلة كوكي شقيقة المطربة والفنانة روبي، حيث نشرت لها جريدة 'روزاليوسف' في نفس اليوم ـ الاحد ـ في صفحة الفن، حديثا أجراه معها زميلنا عمرو عاشور قالت فيه: 'أعطيت صوتي في القوائم لحزب 'الوسط' ذي المرجعية الإسلامية لأنني اعتبرت أن خير الأمور الوسط، ولم أعط صوتي لتيارات سلفية أو أحزاب ليبرالية، كما أنني قرأت برنامج حزب 'الوسط' وأعجبت به جدا، لأن لديهم خططا واقعية وفعالة لكل المشاكل في مصر للنهوض بالاقتصاد المصري، وحزنت للغاية لعدم فوزهم في دائرتي، أما في الفردي فأعطيت صوتي في الفئات لمرشح حزب العدل الدكتور مصطفى النجار لأنه أحد شباب الثورة، ومعجبة جدا بتطلعاته وأفكاره، وأعطيت صوتي للعمال للمرشح المستقل عمرو عودة.
وسئلت، صرحت شقيقتك روبي من قبل بأنها في حال وصول الإسلاميين للحكم ستعمل في المحاماة فماذا ستفعل كوكي وقتها؟
فقالت ـ بصراحة أنا هشتغل ممثلة زي ما أنا ولن أترك التمثيل مهما حدث وسأتوافق مع كل الأهداف التي يطرحونها، وأنا غير قلقة من وصول الإسلاميين للحكم لأن الأهداف الرئيسية بالنسبة لهم أهم بكثير من الفرعيات ولن يشغلوا بالهم بها.
ـ إذا طلبوا مني الحجاب على المستوي الفني وكان الدور يستلزم ذلك فسأوافق على الدور والمحجبة على الشاشة لها صــــورة جميلة، وأنا كنت في مسلسل 'دوران شبرا'، محجبة وكنت سعيدة جدا بالعـــــمل، ولكن إذا طلبوا مني الحجاب على المستوى الإنساني فسأرفض ذلك لأنني أعتبر الحجاب فريضة بيني وبين ربي وعند اقتناعي بالحجاب سأرتديه من دون أي توجيهات من أي شخص'.

الإخوان يقدمون عودا هدية للشريعي ويزورون
الموسيقار هاني شنودة بصحبة فرقة إنشاد ديني

لكن الإخوان طمأنوا أهل الفن، مسلمين ومسيحيين فقد نشرت 'الشروق' يوم الثلاثاء خبرا لزميلنا أحمد عبدالحليم جاء فيه: 'أوفدت الجماعة عددا من نوابها الناجحين في المرحلتين الأولى والثانية في الانتخابات البرلمانية لزيارة الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي أهدوه عودا، والملحن هاني شنودة، سعيا لطمأنة المتخوفين من صعود أسهمهم في الانتخابات البرلمانية والتأكيد على أن الجماعة تولى اهتماما للثقافة والفنون ودورهما في بناء المجتمعات، وأن الجماعة تنظر للفن الراقي والثقافة الحقيقية باعتبارهما عنصرين أساسيين في نهضة وبناء الحضارة الإنسانية.
ورافق وفد الجماعة في زيارة شنودة فرقة الإنشاد من أبناء الجماعة بعد أن قام الأخير بتلحين أغنية في مدح الرسول، كما حضرت اللقاء فرقة موسيقية كنسية، بحسب ما قاله مسؤولون بالجماعة لـ'الشروق'، 'إن الثنائي الشريعي وشنودة أبديا سعادتهما بزيارة الوفد الإخواني والاستماع لوجهة نظر الإخوان حول تعاملها المرتقب مع الثقافة والفنون والمسرح'.

ليست هناك تعليقات: