بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نقرأ القرآن على المريض
كيف نقرأ القرآن على المريض؟
ينبغي علينا أن ندرك بأن أفضل من يقرأ القرآن هو المريض نفسه، لأن الأبحاث الجديدة في
هذا المجال أثبتت أن صوت المريض هو الأكثر
تأثيراً على مرضه، وأن الخلايا تستجيب للترددات الصوتية الناتجة عن
صاحبها أكثر من استجابتها لصوت آخر، ولذلك فإنني أنصح كل مريض أن
يقرأ على نفسه الآيات الخاصة بمرضه، وهذا ما سمَّيته "الرقية الذاتية"
ولكن أحياناً يكون المريض في حالة صعبة فلا
يستطيع التركيز والقراءة الصحيحة فيمكن الاستعانة بمن يقرأ له، وينبغي
على من يقرأ آيات الشفاء أن يركز تفكيره على المرض ويتخيل وكأن
المرض قد شُفي تماماً ببركة هذه الآيات.
كما أنصح بأن تكون القراءة بصوت مرتفع قليلاً بحيث يسمعه المريض، أي
أن تكون القراءة جهرية وليست سرية. وذلك لأن الأبحاث أثبتت أن الترددات
الصوتية تؤثر على خلايا الجسد المريض وبخاصة مرض السرطان أعاذن
الله منه.
ما هو الوقت المفضل للقراءة؟
لا يوجد وقت محدد للعلاج بالقرآن إنما كل الأوقات مناسبة وبكل الوضعيات
أي قائماً وجالساً ومضطجعاً، ولكنني أفضل أن يقرأ المريض على نفسه
صباحاً ومساءً، أي بعد الاستيقاظ من النوم وقبيل النوم، وأن يكرر الآيات
التي يراها مناسبة لمرضه سبع مرات لأن هذا الرقم له دلالات كثيرة وقد
كان النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام يكرر بعض آيات الشفاء وأدعيته
سبع مرات . .
العلاج بسماع القرآن :ينبغي على المريض كعلاج مكمل أن يسمع القرآن
كل يوم لعدة ساعات، وكلما أمكنه ذلك، وينبغي عليه أن يفكر في الآيات
التي يسمعها، أن يتدبّرها لأن تدبر القرآن وفهم معانيه هو نوع من العلاج
أيضاً.
ولكي يكون العلاج فعّالاً أنصح بأن يستمع المريض إلى القرآن المرتل أثناء
النوم، لأن الدماغ يبقى في حالة نشاط ويستجيب لصوت القرآن حتى لو
كان الإنسان نائماً! وهذه آية من آيات الله تبارك وتعالى، ولذلك قال:
(وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
هناك آيات محددة ينبغي على المريض أن يتلوها دائماً ولأي مرض كان
لأنه ثبت أنها مفيدة لشفاء جميع الأمراض وهي:
1- قراءة سورة الفاتحة سبع مرات:
وهذه خطوة مهمة في أي علاج لأن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في
القرآن الكريم. وقد أودع الله في كلماتها أسراراً لا تُحصى، وهي التي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقّها: (والذي نفسي بيده لم
ينزِّل الله مثلها في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان!). وسبب قراءتها سبع مرات هو أن الله تعالى سمَّاها بالسبع المثاني.
2- قراءة آية الكرسي:
وهي الآية رقم 255 من سورة البقرة، وهي قوله تعالى:
(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ
مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
، وهذه أعظم آية من القرآن كما أخبر بذلك سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم، ولذلك فهي مهمة جداً في الشفاء، لأن الله تعالى سيحفظ من
يقرؤها من كل سوء أو شر أو مرض. وأنا أنصح بقراءة آية الكرسي كل يوم
صباحاً ومساءً لأن الله قد وضع فيها قوة حفظ لمن يقرؤها، إذن كإجراء
وقائي فإن هذه السورة لها مفعول قوي جداً في حفظ الإنسان من شر
الأمراض بأنواعها. لأن فيها قوله تعالى:
(وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
3- آخر آيتين من سورة البقرة:
وهما قوله تعالى: (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ
رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ
نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا
أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا
تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
وقد أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وآله
وسلم أنه من قرأ هاتين الآيتين في ليلة كفتاه من أي شر ومرض وهم
وغم.
4- سورة الإخلاص:
وهذه السورة تعدل ثلث القرآن كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه
الصلاة والسلام. وهي السورة التي أودع الله فيها صفات الوحدانية التي
انفرد بها، ولذلك فهي سورة مهمة جداً في العلاج لجميع الأمراض.
ويفضل أن نقرأها 11 مرة بعدد حروف (قل هو الله أحد)، ولأن هذا العدد له
إعجاز مذهل في هذه السورة.
5- آخر سورتين من القرآن:
وهما المعوذتين، سورة الفلق وسورة الناس، اللتين قال عنهما النبي
الأعظم: ما تعوذ المؤمن بأفضل منهما، أي أن المؤمن عندما يلجأ إلى الله
تعالى ويقرأ هاتين السورتين فإن الله سيحميه ويحصّنه من شر الأمراض.
وكما قلنا إن هذه السور نقرؤها في جميع حالات المرض، ولكننا نضيف
لها الآيات المناسبة للمرض. وسوف أضرب لكم أمثلة على ذلك:
أمراض القلق والتوتر النفسي والخوف ::
بالإضافة للسور السابقة نقرأ قوله تعالى:
(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ
تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
ونكرر هذه الآية سبع مرات صباحاً ومساءً..
كذلك يمكننا قراءة سورة قريش:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * لإِيلافِ قُرَيْشٍ * إِيلافِهِمْ
رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [سورة قريش].
وهذه السورة يمكن أن نكررها مرات كثيرة لأن الله تعالى أودع فيها الأمن
من الخوف.
أمراض الإحباط والفصام والخمول::
يمكن قراءة سورة يوسف لأن هذه السورة العظيمة نزلت في أصعب
الأوقات التي مر بها النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، نزلت لتواسيه
في دعوته إلى الله وتثبته على الحق وهي سورة التفاؤل والسورة التي
تجعل المؤمن أكثر صبراً وفرحاً.
كذلك يمكن قراءة قوله تعالى ثلاث مرات:
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا
يَجْمَعُونَ) [يونس: 58].
ففي هذه الآية أودع الله سراً عظيماً حيث تبعث الفرح والسرور في قلب
صاحبها.
أمراض السرطان بأنواعها ::
السرطان هو خلل في برنامج عمل الجسم، ولعلاجه لابد من تلاوة الآيات
التي تصلح هذا الخلل، ومن الآيات الرائعة لعلاج هذا الخلل قوله تعالى
على لسان سيدنا موسى عليه السلام:
(إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْكَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 81-82]
وهذه الآيات مفيدة لعلاج السحر أيضاً. ويجب تكرار هذه الآيات سبع مرات على الأقل.
*كذلك يمكن قراءة سورة يس كاملة على هذا المرض، ويمكن الاستماع
كل يوم لسورة البقرة كاملة أو لجزء منها، وتكرار سماع سورة البقرة
وذلك كل يوم حسب المستطاع. كذلك أنصح مرضى السرطان أن يقرأوا
سورة الطور، وسورة الروم.
أمراض الجلد والأمراض المزمنة بأنواعها ::
نقرأ بالإضافة للرقية السابقة دعاء سيدنا أيوب الذي مسَّه المرض سنوات
طويلة فكشف الله عنه هذا الضر ببركة هذا الدعاء: (
(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83].
كذلك قراءة قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا
مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ
وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ
فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23]
أمراض الوساوس والقهر والخوف والغم والهموم ::
يقرأ دعاء سيدنا يونس وهو في بطن الحوت: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء: 87].
فقد استجاب
الله لسيدنا يونس ببركة هذا الدعاء. وأنصح من أصيب بالوساوس أن يكثر
من التسبيح أن يقول: (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، فإن
التسبيح ينجي الإنسان من الغم والهم والحزن.
أمراض العقم والإنجاب::
يدعو بدعاء سيدنا زكريا عليه السلام عندما طلب من ربه أن يهبه غلاماً
زكياً فاستجاب الله له ببركة هذا الدعاء: (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) [الأنبياء: 87].
كما أنصح من تأخر في الإنجاب أن يكثر من قراءة سورة الإخلاص، وسورة
مريم.
مشاكل في السمع والبصر والتشوهات الخلقية ::
أنصح بقراءة سورة الأعلى سبع مرات مع
الرقية الشرعية السابقة. والإكثار من قراءة فاتحة الكتاب. وكذلك سورة البلد.
من أجل أمراض السحر والحسد والعين والمس والعقد ::
أنصح بقراءة سورة البقرة على مراحل، كل يوم يقرأ ما يستطيع من هذه
السورة العظيمة، كذلك يستمع إلى سورة البقرة حسب المستطاع كل
يوم. مع الإكثار من قراءة المعوذتين.
فالعلاج بالقرآن لا يكلف شيئاً، وقد جربته كما جربه الملايين من المسلمين
وحصلوا على نتائج مبهرة، فلا تجعلوا اعتمادكم على الطب فقط، بل
جربوا علاج القرآن، ولن تخسروا شيئاً، بل إن أثر القرآن مؤكد مئة بالمئة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق