ركزت التعليقات البريطانية على مستقبل ليبيا بعد مقتل العقيد القذافي، وعبرت عن اسفها لانه قتل بدون ان تتاح للليبيين تقديمه للمحاكمة واهانته، وقال عبدالباري عطوان (رئيس تحرير القدس العربي)، في مقال بـ'الغارديان' ان محاكمته كانت ستعطي صورة عن عدالة النظام الليبي الجديد، فيما تساءل روبرت فيسك في 'اندبندنت' عن كيفية مقتله وان كان قاوم او اعدم بدم بارد مضيفا ان وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون سعيدة بمقتله. وشككت 'الغارديان' في افتتاحيتها بقدرة محمود جبريل، رئيس الحكومة الانتقالية على قيادة التحول الديمقراطي وحذرت الصحف من سلاح الميليشيات والخوف من الفوضى. كما قالت اندبندنت ان هناك شكا في قدرة المجلس الانتقالي الذي لم يكن سجله جيدا في مجال احترام حقوق الانسان وقام افراد الميليشيات بهجمات انتقامية على من شكوا بولائهم للقذافي. وان كان اوباما قد ادعى النصر بطريقة غير مباشرة فان وان كان المنتصرون كثرا فان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني ظهر الى جانبه نيكولاي ساركوزي بزي نابليون العسكري وهما يحملان علم ليبيا الحديثة ولكن كاميرون ركل للخلف العلم الجديد وهذا في كاريكاتير صحيفة 'الغارديان'. وفي هذا الاتجاه فقد تسابقت الصحف الشعبية بعناوين مثيرة مثل استجداء القذافي لقاتليه المنتصرين 'لا تقتلوني.. نهاية دموية للقذافي' وهو عنوان ديلي ميل فيما كان عنوان 'الغارديان' وهي صحيفة رصينة متحفظا 'نهاية الديكتاتور'. مات وهو يتحدى ففي تحليل لـ 'الغارديان' جاء فيه ان الديكتاتور ترك وراءه بلدا ممزقا، بدون احزاب سياسية وتقاليد مجتمع مدني ولا ديمقراطية التي قال انها فكرة يتحدث عنها المجلس الانتقالي بدون جذور. وقال الكاتب ان القذافي وان كان ديكتاتورا كذابا او قاتلا لكنه ظل وفيا لكلامه، حيث قال انه سيقاتل حتى الموت، وانه لن يسلم نفسه كما حصل مع صدام حسين او يهرب كما فعل زين العابدين بن علي، فلا طائرة خاصة تنقله ولا استسلام. ويقول ان التدخل الغربي بعد كل الشك والقتل نجح و 'حررت ليبيا'. وقارن بين الشعور العالمي والخوف من مقتل ونهاية الديكتاتور كما حدث في ايران الشاه وشاوشيسكو رومانيا لكن في حالة القذافي كان ذبيحة من الذبائح. وقال ان الفرح العام بالنهاية يجعل الليبيين الان يهنئون انفسهم ان ليبيا 'حفظت للغرب' وربما تم تشكيلها على شاكلته. وشكك في هذه الثقة التي قد لا تكون في محلها. وايا كان الحديث عن التدخل الغربي ونهاية القذافي التي قد تجعله في عين اقلية شهيدا فالسؤال هو عن وجهة ليبيا، والجواب لن يكون سريعا بسبب ما اسماه ارث القذافي السام، حيث ترك بلدا بلا حكومة او نظام سياسي حزبي وبلا مؤسسات مدنية مستقلة، كما ان الجيش مدمر وحدودها مخترقة وسيادتها منتهكة مما يعني ان الديمقراطية فيها فكرة بدون جذور او وجود جوهري، وبالمقابل فان الاسلامية والقبلية حية في اكثر من شكل. وتحدث عن اسلوب القذافي في الحكم وتقلباته الشخصية، وفرديته وارهابه مع الغرب الذي عزله وجعله منبوذا ولم يثق به احد حتى بعد ان سوى ازمة لوكربي وفتح بلاده للاستثمارات الغربية. وفي النهاية يقول الكاتب ان الحرب تركت بلدا مدمرا اقتصاديا ومعنويا ويقول ان المصابين بعاهات بسبب الحرب منذ الان يهاجمون المجلس الانتقالي بسبب فشله في العناية بهم. اضافة الى انتهاكات ارتكبها المقاتلون. ويقول ان وضع ليبيا ومستقبلها يعتمد منذ الان على قدرة المجلس الانتقالي للسيطرة على الوضع الامني اولا ثم التحرك نحو حكومة انتقالية كي تقود البلاد الى انتخابات. لا مفر من الصراع على السلطة ويشير الكاتب الى انه على الرغم من الاعتراف الدولي فان قدرة المجلس ظلت محل تساؤل فقادته منقسمون على انفسهم. كما ان فصائل مثل كتيبة مصراتة سلحت نفسها بشكل كبير مما يهدد قدرة المجلس. ونقل عن روزماري هوليس الباحثة في جامعة سيتي قولها انه لا ترى مفرا من حدوث صراع على السلطة. وفي مقال لعبد الباري عطوان في نفس الصحيفة قال فيه انه كان من الانسب لو اعتقل القذافي وحاكمه كما فعلت حكومة العراق بصدام عام 2004 مما اظهر مميزات النظام الجديد القانونية وعدالته او تعاون الحكومة الجديدة مع المجتمع الدولي بتسليمها. وقال عطوان ان الادلة تظهر ان القذافي كان حيا عندما القي القبض عليه، وايا كانت صحة الروايات فانها ستؤدي لتعزيز صورته في عين الموالين له. وقال ان الحكومة التي ستشكل يجب ان تكون ذات مصداقية وتتفق على دستور، ولكنه اشار الى معوقات الاتفاق وهو الخلاف بين الاسلاميين والعلمانيين في المجلس خاصة ان معظم قيادات المجلس هم ممن عملوا مع القذافي او نجله سيف الاسلام. وختم بالقول انه مهما سيحدث فان النهاية الدموية للقذافي هي تحذير للقادة العرب الذين لن يفروا من موجة التغيير. بلد يبحث عن قائد واشات 'الغارديان' في افتتاحيتها ' ليبيا: بلد يبحث عن قائد جديد'. واشارت في البداية الى ان القذافي صدق فيما قال وهو التحدي حتى النهاية، وقد قدم خدمة بهذا لبلده لان وجهه المدمى كان شهادة اثبات على ان عهده قد انتهى، فالرجل الذي تحكم بحياتهم وارسل الالاف منهم الى المنفى واعدم وارهب الكثيرين ونصب نفسه على انه ملك ملوك افريقيا قد ذهب ولن يعود. وقالت انه لا توجد اوضح من صورة القذافي نصف عار لكي يعلن الليبيون عن تحررهم وهذا قد يكون مصير الاسد او صالح في سورية واليمن. وقالت ان التخلص منه لم يكن بدون ثمن كبير، فيما اشارت الى ارثه وبلده الممزق المدمر والحاجة الى قيادة ذات كفاءة وقالت ان الفراغ الذي تركه مكون من الاسلاميين ممن كان لبعضهم علاقات مع تنظيم القاعدة، والمجلس الانتقالي المكون بشكل كبير من اركان النظام السابق الذين ركبوا الموجة في ايام النظام القديم، واشارت الى الخلافات بين الفصائل خاصة فرقة مصراتة. وقالت انه لم يظهر بعد القائد الذي سيملأ فراغ دولة مدمرة، وقالت ان محمود جبريل، رئيس الحكومة الانتقالية الذي هدد بالاستقالة ليس الرجل المناسب، وبدون رجل قائد فالميليشيات ستحتفظ بسلاحها. وايا سيظهر كقائد في المرحلة الانتقالية فهو امام تحديات صعبة وعليه ان يسير برفق داخل الانقسام القبلي خاصة ان اكبر قبائل ليبيا الورفلة ظلت موالية للقذافي حتى النهاية. ومن هنا فمنذ اليوم على ليبيا ان تبدأ صفحة جديدة من تاريخها بوعود كبيرة. شكوك حول المجلس الانتقالي وفي افتتاحية 'اندبندنت' تحت عنوان ' مع موت الديكتاتور بدأت المرحلة الانتقالية'. وقالت ان لحظة موت الديكتاتور ينتظرها الليبيون منذ 40 عاما وجاءت بعد ثمانية اشهر دموية ومرعبة. وقالت ان التخلص من الديكتاتور قد يكون سهلا اكثر من المهمة التي تنتظر، وعبرت عن اسفها من عدم تقديم القذافي للمحكمة بدلا من قتله. وقالت ان هذا يؤسف له اذا اخذنا بعين الاعتبار ان تحقيق عدل بطريقة فظة مفهوم من منتصرين. وقالت ان مما يثير القلق هو ان القذافي مات مقاتلا في مدينته سرت مما سيسمح لولادة اسطورة حوله. وتساءلت عن الخطوة القادمة. وقالت ان الثروة التي ستضخ للخزينة الليبية من المال المجمد وعوائد النفط الذي ستعيد تشغيل منشآته الشركات الغربية لا يكفي لتحقيق التحول. وقالت ان المشكلة الاساسية هي سلاح الميليشيات. واشارت الى سجل المجلس الوطني غير المشجع في مجال حقوق الانسان خاصة ان عمليات الانتقام ضد مؤيدي القذافي قد زادت منذ سقوط طرابلس قبل شهرين. وفي ضوء الفوضى التي تعيشها ليبيا يجب على المجلس الانتقالي ان يثبت نفسه. وختمت بالقول ان موت القذافي ليس الا بداية النهاية فالجزء الصعب جاء. لا لوم عليه فقد احببناه ثم كرهناه...الخ وعلق الكاتب روبرت فيسك ساخرا على علاقة الغرب مع القذافي حيث احبه الغرب ثم كرهه ثم احبه وكرهه وهكذا دواليك واضاف في مقاله 'علينا ان لا نلوم القذافي اعتقاده ان كان رجلا من الاخيار'. واشار الى خداع الغرب في تصويره للقذافي خاصة بلير الذي اعلن ان العقيد قد تخلى عن اسلحة الدمار ساخرا منه 'هذا بلد لا يمكنه اصلاح مرحاض'. ومن هنا فقد ذهب الرجل الذي تخلص من الملك ادريس ثم ارسل اسلحة للجيش الايرلندي الحر والخ والخ وتساءل هل نلوم الرجل اعتقاده انه كان طيبا؟ وطرح اسئلة عدة منها ان العواصم الغربية شعرت بالارتياح لانه ذهب ولم يترك اثرا عن التعذيب والترحيل القسري وتعاونه معها. وختم مقاله بالقول علينا ان ننتظر لكي نرى كيف قتل، هل قتلوه عن سبق اصرار؟ ام هل قاوم؟ في النهاية لا تقلقوا يقول لان هيلاري كلينتون التي شاهدت صوره على نقالها 'بلاكبيري' سعيدة بمقتله. |
الجمعة، 21 أكتوبر 2011
صحف بريطانية: القذافي مات متحديا... ونفذ كلماته والمرحلة الاهم بدأت
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق