الأربعاء 26 أكتوبر 2011 04:52 مساءً
محتجات مناوئات لصالح أثناء إحراق أغطية وجه في صنعاء اليوم-وكالات
صنعاء ((عدن الغد)) أنيس البارق:
أحرقت محتجات من المعارضة في العاصمة صنعاء صباح اليوم الأربعاء أغطية وجه وجسد يعرف بعضها محلياً باسم «المقارم», وذلك وفق تقليد اجتماعي قبلي سائد في الشمال تلجأ له المرأة عند حدوث اعتداء فيما يبدو.
وهذا التقليد الذي تقوم به النساء في مجتمع قبلي في الشمال يستهدف في العادة استنهاض همم الرجال وشد عزمهم لرد الاعتداءات.
وذكرت مصادر حزبية في العاصمة صنعاء أن المتظاهرات قمن بذلك للتعبير عن استيائهن من أعمال القتل الدائرة في صنعاء وتعز.
وأظهرت صور بثتها وكالات الأنباء العالمية نساء يتحلقن حو أكوام من أغطية الرأس تلتهمها النيران في شارع الستين الذي تحتله جماهير المعارضة وأنصارها للمطالبة بإسقاط الرئيس علي عبد الله صالح.
ومن شأن هذه الطريقة المرتبطة بالأعراف القبلية في التعبير إثارة استياء لدى التيار المدني والليبرالي بعد تسعة أشهر من الاحتجاجات السلمية المطالبة بالدولة المدنية, والرافضة لإقحام التعاليم القبلية في نضالها.
وهذا التقليد القبلي يمكن أن يعتبر دعوة للحرب في ظل أوضاع متأزمة تشهدها صنعاء واليمن بصفة عامة, حيث ينقسم الجيش إلى نصفين في بلد تحكمه العادات القبلية.
وقال شهود عيان لـ«عدن الغد» أن بعض النسوة خلال عملية الإحراق كن يرددن شعارات «حرق المقارم واجب.. واجب علينا واجب» وهو شعار استلهم من شعار نادت به حركة عمالية في الجنوب قبل الوحدة واستخدمته تيارات فكرية وسياسية شمالية بهدف الانتقاص من الدولة في الجنوب خلال فترات زمنية لاحقة.
ووصف نشطاء هذا الفعل بأنه يعادي الدعوات المدنية في اليمن التي قامت عليها حركة الاحتجاجات والتي دعت عند انطلاقتها إلى محاربة سطوة القبيلة ووجودها في الحياة العامة لصالح الأفكار الليبرالية الحرة التي تمنح المرأة فرص مشاركة متساوية.
وفي صفحتها على «فيسبوك» اعتبرت الناشطة السياسية والحقوقية «سامية الأغبري» أن «حرق المقارم والاستنجاد بالقبيلة دعوة لحرب مرفوضة, وحرق لكرامة المرأة التي خرجت وقادت الثورة وقدمت روحها فداء للوطن مثلها مثل أخيها الرجل, حرق المقارم إهانة للنساء, ومحاولة لحرق دولة نريد أن نبنيها دولة القانون, لا دولة تسيطر عليها القبيلة».
من جانبه قال القيادي البارز في الثورة اليمنية والكاتب «عبدالكريم الخيواني» أن ما حدث في صنعاء اليوم «هو امتهان بالغ القسوة لكرامة المرأة اليمنية التي أكدت وخلال فعاليات الثورة اليمنية في الأشهر الماضية أنها رمز للفداء وأنها ليست بحاجة لكي تستنجد بأحد ولا لكي تلجأ إلى عادات قبلية مناهضة لروح الثورة».
واتهم الخيواني وهو كاتب وصحفي ومعتقل سابق في سجون نظام الرئيس اليمني صالح لأشهر طويلة اتهم «اللجنة التنظيمية بساحة التغيير بالوقوف خلف هذا العمل الذي قال انه ينافي روح الثورة».
وقال الخيواني في تصريح خاص لـ«عدن الغد» أن ما حدث اليوم في صنعاء «لايعبر أبداً بأي شكل من الأشكال عن دور المرأة وحضورها في الثورة اليمنية», متهماً الأشخاص الذين قاموا باقتراح وتنفيذ هذا العمل بأنهم «متخلفين».
وقال «لا ندري كيف جاءت هذه الفكرة لهذا العمل الذي نرفضه جملة وتفصيلاً لقد تم التعامل اليوم مع المرأة على اعتبارها قطيع وهذا ما قامت الثورة لأجله أساساً ثورة ضد القيم المتخلفة والفاسدة, ما حدث إهانة بالغة بحق المرأة».
الناشطة الحقوقية من عدن لينا الحسني أبدت أسفها لما حدث وقالت في تصريح لـ«عدن الغد» أن ماحدث اليوم بصنعاء «هو إساءة بالغة لحركة الاحتجاجات المدنية التي تنادي بمشاركة فاعلة للمرأة في الحياة العامة في اليمن وليس استحضارها بصفتها كائن يتم انتهاكه دائماً», مؤكدة أن «المرأة شاركت بفعالية في كافة فعاليات الثورة وقدمت ذات التضحيات التي قدمها الرجل وأن ماحدث اليوم لا يعبر أبداً عن روح الثورة».
وتشهد العاصمة صنعاء ومدينة تعز توترات وأعمال عنف مسلح بين جنود نظاميين من جهة وآخرين منشقين أو مسلحين يتبعون المعارضة منذ أيام خلفت عشرات القتلى والجرحى وأضراراً في عدد من المباني والمنشئات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق