الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

أحلام النصر” تروي قصة رحلتها من الخليج إلى دولة الخلافة الإسلامية

أحلام النصر” تروي قصة رحلتها من الخليج إلى دولة الخلافة الإسلامية وتفاصيل مشاهداتها هناك


أخيرًا ربُّنا كتبَ السَّماحا
بقلم: شاعرة دولة الإسلام
أحلام النَّصر
توطئة:
(كنتُ أريد التعليق على “بغل اليهود والأربعين حرامي” الذين صاروا ثمانين، وعلى مهزلة اجتماعات مجلس أمن المجرمين، التي تنتهي بقرارات مصيرية (!!) قرارات مصيرية يا جماعة، تليق جدًّا جدًّا جدًّا بمن يسمّون أنفسهم دولاً عظمى (!!)؛ تتمثل تلك القرارات المصيرية في… إغلاق مواقع النت، وتسليح ما بقي مِن ذِماء الصحوات!!! يا لها مِن قرارات….
لكن بأمانة: هل يقدرون على غيرها؟! بل حتى هذه: هم عنها عاجزون، بفضل الله جل جلاله.
إذًا فقد غبتُ طويلاً جدًّا على غير عادتي ودون سابق إنذار، فأين كنتُ كل هذا الوقت؟!!
هذا ما سأذكره بعون الله تعالى في هذه الرسالة؛ التي ستكون مسهبة، جامعة بين الخاطرة والمقالة والشعر، وفي طياتها معلومات وإشارات كثيرات، أرجو أن تكون قراءة مشوّقة ومحفّزة للأنصار، ومغيظة وباعثة على الانتحار للكفار.
ما سأكتبه بعون الله تعالى؛ سيكون تحفيزًا للأنصار من واقع مشاهداتي وجولاتي، كما سيكون استعلاء على الكفار والمرتدين وأذنابهم، وممارسة لهوايتي الممتعة في قهرهم وسحق أعصابهم، ومَن رأى مِن المسلمين أن فيما أكتب تكبّرًا أو زهوًا: فقد وضع نفسه في خانة الأعداء بكل أسف، وأساء الظن، ويعلم الكل أنني لا أهتم، لكن وجب التنويه، وباسم الله تعالى أبدأ).
****
(1)
إلهي هذهِ زفراتُ قلبي *** تؤرِّقني اللَّياليَ وَالصَّباحا
متى يا ربُّ تكرمني بهذا؟! *** متى يا ربُّ تكتبُ ليْ السَّماحا؟!
فإنَّ سعادتي: قلمٌ وَسيفٌ *** لكي أحيا سِنِيْ عمري كفاحا
سيبقى ذاكَ أغلى أمنياتي *** وَلو حُزْتُ المعاليَ وَالنَّجاحا
وَيبقى هاجسي ما دمتُ أحيا: *** متى سيصافحُ الكفُّ السِّلاحا؟!
(من قصيدة “زفرة”http://www.gulfup.com/?7M6owT).
****
(2)
قبل أشهر طويلة؛ حاولت فتاة وشقيقها الشاب النفيرَ خفية إلى أرض الشام بعد إعلان التمدد وقبل إعلان الخلافة بمدة، لكن الله عز وجل كتب للأمر أن يفشل في لحظاته الأخيرة بعد أن كاد يتم! وأصبح فؤادي بعد ذلك فارغًا، وشعرتُ بألم لم أذق طعمًا أمرّ منه، وأفرغتُ طاقة الألم والقهر تلك في الكتابة المحمومة والمتواصلة، دون أن أكفّ عن المحاولة والدعاء والبكاء، واثقة بأن الله عز وجل لن يقدّر إلا الخير، ولن يحرمني مِن أهم وأعظم وأكبر أحلامي، وهو ما كان بفضله ومَنّه.
****
(3)
رباه! إنني أضرع إليك أن ترحمني وترأف بحالي؛ أتكون الخلافة الإسلامية حلم حياتي منذ فجر الطفولة، ثم لا يكون نصيبي منها إلا حسابات إلكترونية تُحذَف بين الفينة والأخرى؟! هل أستطيع تحمّل ذلك؟! في الواقع لا! رباه لا تكتبني في المحرومين!
****
(4)
إن حال البعيد عن الخلافة المتلهّف عليها؛ كحال سمكة عُلِّقت مِن ذيلها في غصن شجرة فوق البحر مباشرة؛ فهي تراه ولا تقدر على الوصول إليه! والشمس تلفحها بقيظ يمتص ما بقي فيها مِن قطرات الحياة! رباه ارحمني، أتوسل وأضرع إليك!
****
(5)
وماذا يصنع المرء بحياته إن لم يعمل للخلافة؟! أنقضي عمرنا هملاً على هامش الحياة لمجرّد أن الطواغيت يرون ذلك جيدًا؟! مَن ضحك عليهم وأخبرهم أن رأيهم مهم؟! مَن الذي أقنعهم بأنهم يملكون الأعمار والأرزاق والأقدار؟! مَن أدخل في عقولهم أننا سنتجاهل الدماءَ والأشلاءَ، وحرماتِ الإسلامِ المستباحةَ، والمجاهرةَ بالكفر والإلحاد: إكرامًا لخاطر رأيهم الكريه، وخوفًا من الاتهام بالإرهاب والوحشية والدموية إن نحن وَقَفْنا الكفار والفجار عند حدهم؟! هل يمزحون معنا؟!
****
(6)
لا يوجد خيار ثالث؛ فحين يقف كل امرئ بين يدي الله عز وجل يوم القيامة: سيُسأَل عن موقفه من الخلافة الإسلامية، وعن عمله وما قدّمه من جهود، وقد وجدتُ أمامي أحد احتمالين لا ثالث لهما: إما النفير إلى أرض الخلافة، أو عملية استشهادية في قواعد الأمريكان الموجودة في دويلات الخليج!
****
(7)
الله! الله عز وجل هو الذي قال إن الدين (كله) لله، وإن الحكم والسيادة والسلطة للإسلام! فأي ردّة وحماقة أكبر من مخالفة ذلك؟!! وأي خذلان أفظع مِن أن يخضع المرء لأولئك المخالفين؟!!! وكيف يفعل هذا وهو محتاج إلى رحمة الله عز وجل حتى في أنفاسه التي تتردد في صدره؟!!
****
(8)
وَإنِّي يكادُ يُجَنُّ جنوني؛ *** أريدُ الجهادَ لأرضي وَديني
وَهذا مَرامي الوحيدُ الحبيبُ *** رجاءً إليكمْ بأنْ ترحموني!
فقولوا: ضلولٌ، وَقولوا: جهولُ *** وَقولوا: تهوَّرَ، أو لا تقولوا
سِيانٌ، سأمضيَ لنْ أستكينَ *** إلى الحقِّ أسعى، بحقٍّ أَصُولُ
وَمهما لقيتُ مِنَ النَّائباتِ *** وَمهما تداعتْ جموعُ الطُّغاةِ
مُحالٌ أولِّي عنِ الصَّالحاتِ *** وَلنْ أخذلَ الدِّينَ وَالمكرماتِ!
****
(9)
جلستُ مع نفسي جلسة مصارحة، واتفقتُ معها على ترك كل معصية مهما صغرت، بل وعلى اجتناب المكروهات، وعلى الإكثار من كل طاعة بما في ذلك أداء المستحبّات، ورأيتُ أن الصدقةَ اليومية مهما كان المبلغ زهيدًا، والمحافظةَ على صلاة قيام الليل والتهجّد: لهما دور كبير بعد فضل الله عز وجل في تيسير الأمور، فواظبْ على ذلك يا طالب النفير، وأدّ ما عليك من حقوق لله تعالى وللعباد، قدر المستطاع.
****
(10)
(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّه وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء : 100
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة: ٢٤
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة
****
(11)
بأمانة: هل سيبارك المولى تعالى في الأشياء التي تصرفك عن النفير؟!!!!
****
(12)
أيرسل الكفرة بأبنائهم وبناتهم إلى حرب الخلافة، ويتخلّف المسلمون عن نصرتها؟!!
*******
وبعد صبر طويل مرير؛ شاء رب العزة بكرمه وفضله أن يرحمني ويرحم حالي، وفي الليلة الموعودة التي ترقّبتها طويلاً؛ كانت والدتي تروح وتجيء أمام غرفتي طول الوقت، تظاهرتُ بالنوم؛ إذ لا أريد أن أراها تبكي، ولا يمكن ولا لأي سبب أن أغيّر فكرة النفير بإذن الله تعالى، لا سيما وقد ذقتُ الأمرّين حتى وصلتُ لهذه المرحلة، ولكن أمي حفظها الله اقتحمت غرفتي واقتربت مني، كانت تبكي وتضمني وتردد كلمات الخوف والدعاء، ازدردتُ ريقي عدة مرات كي لا أبكي أنا الأخرى، ثم قلتُ لها وأنا أمسح على رأسها: “مهما نسيتُ… فلن أنسى ما قلته لي مرة يا أمي، أتذكرين؟ أخبرتني أنك حين حملتني لأول مرة بعد مجيئي للدنيا؛ قلتِ: هذه الطفلة ستخدم الإسلام، وأنا أريد أن أخدمه فعلاً، من أجل ماذا ربّيتني؟ وعلى ماذا؟! ما الشيء الذي تغنّيتُ به ونشأتُ على حبّه؟! الجهاد! الخلافة! الحكم بالإسلام! إنه واجبنا جميعًا! وسيجمعنا الله هناك في تلك الأرض المباركة إن شاء”.
وسافرتُ بصحبة أحد محارمي.
كنتُ باردة الأعصاب طول الوقت، ويسّر الله أخيرًا خروجنا مِن إحدى دويلات الخليج حيث كنت أقيم، كان فضل الله تعالى عظيمًا علي إذ يسّر لي رغم صعوبة الظروف، واستنفار الطغاة لمحاربة الموحّدين وخلافة الإسلام، رأيتُ في ذلك التيسير الإلهي قولَه تعالى: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) البقرة: ١٥
شعور الشماتة والتشفّي تملّكني إزاء الطواغيت، لقد كنتُ رغم أنوفهم وأنوف مخابراتهم أناصر الخلافة، وها أنا ذي بفضل الله عز وجل وكرمه ورحمته: أنفر إليها!
نظرتُ إلى تلك الديار من نافذة الطائرة وتمتمت: “لن أعود إلا فاتحة بإذن الله عز وجل”.
ثم جاءت المرحلة الأخطر؛ مرحلة عبور الحدود، وسبحان مَن يسّر كل شيء بأهون شكل لا يمكن أن يخطر على بال! والحمد لله على فضله؛ كل شيء كان سلسًا وميسورًا، والأمر أفضل وأسهل بالنسبة للسوريين؛ إذ لا يتعرّض لهم أحد، وكنتُ أسمع بعض النساء يرددن أسبابًا بسيطة دفعتهن للدخول؛ فهذه تريد أن تحضر حفلة ابنة صديقة جارتها، والأخرى تنوي زيارة زوجة شقيق زوجها لتطرد الملل، والثالثة لا أعرف ماذا تريد أن تجهّز مع معارفها، وهكذا…
ثم دخلنا إلى الشام، واستطعنا ركوب باص صغير.
كان سائق الباص الصغير يتكلم طول الوقت، ويدعو الله تعالى ألا نقف عند حواجز الجيش الحر(ثمة حرف أنسب من الحاء…) ولا حواجز الجبهة السلولية؛ لأنهم ثقيلو الدم مزعجون، ولصوص جائعو الأعين للمال والغرامات، ثم قال: “أمّا حواجز الدولة الإسلامية؛ فليس عليها مشكلات، ولا يطالبونك بالغرامات، ولا تجد منهم معاملة سيئة أو احتقارًا، بل إن جنودها مهذبون طيبون لطفاء، وعلى درجة كبيرة من الرقي والخلق، يشعرونك بالأمان”، كنت أستمع بكل حواسّي لكل ما يقول؛ فهذا كلام رجل من عامة المسلمين، وقد بدأتُ منذ اللحظة برؤية كل شيء بنفسي مباشرة عمليًّا بعد المناصرة المنطلقة من المنهج، وبحمد الله تعالى مررنا بسلام؛ فقد كانت حواجز العملاء إما فارغة وإما بجنود نائمين! قال لي مَحْرَمِي: “انظري؛ إنهم نائمون!”، همستُ: “فعلاً، يبدو أن عدمَ (طرد الكسل) مفيدٌ أحيانًا!”، فضحك، وأكملنا الطريق، وصلنا إلى حاجز من حواجز الخلافة الإسلامية، فتح الجندي الباب، ألقى نظرة سريعة على الباص، ثم دعا لنا بالسلامة وأغلق الباب بهدوء، وتابع الباص سيره حتى وجهة معيّنة، نزلنا عندها وركبنا باصًا آخر، وأخيرًا بدأتُ أرى رايات الخلافة ترفرف عاليًا، وأرى لوائح الولايات، وكان في استقبالنا في ولاية الرقة: حطام طائرة أسقطها الله عز وجل على يد ضياغم الخلافة!
نهر الفرات بدا رائقًا عذبًا، ساكنًا في هدوء الشيخ الوقور، يهفّ عليه النسيم، وتتمايل باتجاهه الأعشاب وأوراق الأشجار، والهواء نظيف عليل منعش، والمسجّل في الباص لا يكف عن ترديد السور القرآنية الكريمة، ويتبعها بدروس محفّزة على الجهاد، الحياة جميلة يا إخوتي، زاخرة بالنعم والعطايا الإلهية، ويمكننا أن نجعلها عامرة بالخير والصلاح، نحقق كل ذلك حين نحكم بالإسلام، ونطيع الله عز وجل، ولا نعبد سواه قولاً وفعلاً وحياة! لنجني بعدها ما هو أروع منها وأجمل بفضل الله تعالى وكرمه: جنة عرضها السماوات والأرض!
وصلنا أخيرًا، بالكاد كان يمكنني الوقوف من صدمة الفرحة والدهشة، هل حقًّا أنا هنا في أرض الخلافة؟! هل حقًّا وصلتُ؟! اللهم لك الحمد ولك الشكر!
****
احتجتُ إلى وقت طويل قبل أن أستوعب أنني وصلتُ فعلاً، وأن أحد أكبر أحلامي قد تحقق بفضل الله عز وجل، وأنه لا مزيد من القلق والهم وأشباح الاعتقال والملاحقة التي حماني الله تعالى منها، وبعد أيام الأرق والتعب والبكاء: لم أبكِ إلا في الليلة الأولى لوصولي؛ إذ ضرعتُ إلى الله تعالى ألا يعيدني إلى بلاد يحكمها الطواغيت، وألا يحرمني من العيش في الخلافة ولو تمددت إلى المريخ.
كنت أرى في أرض الخلافة الحجاب والصلاح، والناس التي تغلق متاجرها للصلاة، كما أرى الحركةَ التجاريةَ الدؤوبَ، والسلع الكثيرة، والخضر الطازجة المتنوعة، والأطفال الذين يلعبون بمرح وسعادة، ويرددون بحماس: “دولة الخلافة: باقية! دولة الإسلام: باقية! تكبير! الله أكبر!”، ويمسكون بأعواد الخشب ويلعبون بها على أنها أسلحة سيقتلون بها الكفار والمرتدين، ايه يا بغل اليهود! ما ظنك بجيل هذا شأنه وعلى هذا يترعرع؟! لله الحمد من قبل ومن بعد.
وقبل يوم العيد: كانت الولاية شديدة الازدحام، عامرة بالحياة، لدرجة أنني رأيتُ أن على بغل اليهود أن يقول باكيًا متألمًا بكل ما في العالم مِن خيبة أمل: “أرجوكم قدّروا ما أفعل! خافوا قليلاً يا جماعة! أعطوني ولو شيئًا من الاهتمام والاكتراث!”.
بالله عليكم؛ أي حلف وأي قصف وأي عنف؟! الناس تضحك من الحلف وتسخر من الكفار، والقصف يمكن اعتباره كحوادث السيارات في أي بلد في العالم؛ فهو شيء مُتَوقَّع من جهة، وقد يصيبك في أية لحظة ويقتلك أو يكسرك أو يحرق مالك، ولكنه أيضًا قد لا يصيبك، إلا أن هذا لا يعني بحال ألا تشتري سيارة، ولا أن تحبس نفسك في البيت، بل الحياة تستمر! تستمر بكل صورها وحيويتها رغم أنف الكفر وحزبه، هذه الحياة الإسلامية الراقية لا ترى الكفر من الأساس ولا تهتم به، والناس تتوافد إلى أرض الخلافة دون أن تعبأ بالقصف والعدوان، والمجاهدون يتقدمون وينتصرون، وما كان لكل ذلك أن يكون لولا فضل الله العظيم على عباده الفقراء إليه.
بل بالله عليكم؛ أليس هذا هو الواجب؟! أليس علينا أن نذكر الموت دائمًا ولا نغفل عنه؟! أليس علينا أن نكون مستعدين للقاء المولى تعالى في كل وقت؟! ألا يجب أن نعمل لدنيانا وكأننا نعيش أبدًا، وبنفس الوقت: نعمل لآخرتنا وكأننا نموت غدًا؟! الطواغيت يا إخوتي جعلوا الناس عبيدًا للدنيا، ولم يتركوها لهم مع ذلك؛ سلبوا الأموال، واحتكروا الموارد، وقتلوا المواهب، وصيّروا الناس لاهثين وراء لقمة العيش التي بالكاد يحصلون عليها، كارهين للموت مع أن الحياة تحت ظل ظلمهم أبشع منه! وهل سيموت أحد بعمر ناقص؟ أم سيحيق بأحد ما لم يكتبه الله تعالى عليه؟! أهذه أسباب وجيهة للتخلّف عن النفير؟!! ألا فليتّقِ اللهَ كلُّ خائف من الموت، وليعلم أنه سيموت حين ينتهي عمره ولو كان بين أهله، وإن من أهم الأمور أن تكون العقيدة قوية والإيمان راسخًا، لا يتزلزل ولو انهارت الجبال، أوامر الله عز وجل يجب تنفيذها في كل حال، وإلا وقعنا في المساومات والعياذ بالله!! وهذا لا يكون بين الرب والعباد! أبدًا! الدنيا فانية، فحذار ثم حذار! والكفر لن يترك أحدًا من شره ولا حتى عملاءه وأحذيته! فالمسلمون من باب أولى.
****
إنني أسأل الله تعالى أن تحظى كل أخت بما حظيتُ به؛ فلقد أذن لي (مَن معي) بالطهو للمجاهدين، كدتُ أطير فرحًا، وأصابني ما يشبه الوسواس؛ كل شيء يجب أن يكون نظيفًا وممتازًا، وأخذتُ أردد: هذا الطعام سيأكله المجاهدون، هذه الأواني سيستعملها المجاهدون، أنا الآن بين المجاهدين، في المجتمع الجهادي الرائع الذي لطالما رجوتُ أن أعيش فيه! هل حقًّا أنا في حقيقة؟ أم أن اسمي “أحلام” طغى على واقعي؟! يا رب لك الحمد!
****
(مَن معي) جزاهم الله كل خير: أخذوني في جولات في ولاية الرقة؛ رأيتُ مبنى إدارة المرور والشرطة الإسلامية، ومقرّ الحسبة الغرّاء، وديوان الزكاة، والمحكمة الإسلامية، والنقاط الإعلامية التي توزّع المنشورات الإسلامية على العوام، وشاشات العرض التي تبث إصدارات الخلافة، ومعهد أم المؤمنين عائشة، ودوّار النعيم رعب الكفر العالمي، سمعتُ في السيارات تلاوات القرآن الكريم، وخطب المشايخ وكلمات القادة، والأناشيد الجهادية الرائعة، رباه! هل هذا في سوريا التي كانت تسمى يومًا سوريا الأسد؟!! هل هذا في سوريا التي شاع فيها التبرج والغناء والموسيقا وشتى أنواع الحماقات التي طالت كثيرين إلا مَن رحم ربي؟! لا! بل هذه أرض الخلافة الإسلامية، أرض الشام التي اجتبى الله تعالى إليها خيرته من عباده الصالحين، في استبدالٍ أَخْبَرَ عنه ووعد به في محكم تنزيله!
الصدع بالحق والزجر عن الباطل، النظام والالتزام، النصح والمحاسبة، إكرام الرعايا والإغداق عليهم، وغير ذلك من أمور لم نعرفها إلا في كتب تاريخنا الإسلامي؛ تجدها كلها هنا! في أرض الخلافة! وتزعم المستحاثات العمياء أنها ليست دولة! بالله عليكم! لا يوجد دولة في العالم إلا دولة الإسلام! مع ملاحظة أن رأيَ أولئك المستحاثات في ذلك: يُؤْنِسُ وحدةَ الصفرِ على الشمال، وقد يثير غيرته في المنافسة على مكانته المعدومة…
****
أول متجر دخلتُه في الولاية؛ كان متجر سلاح! يا للروعة! كان متجر “عزّة الجهاد” متجرًا صغيرًا، بَيْدَ أنه إرهابي جميل، اشتريتُ منه بعض الأشياء، ولقد.. لقد أمسكتُ بالسلاح! فـ (مَن معي) بارك الله فيهم: أهدوني قنبلة صوتية، وخنجرًا، وطلقةَ “دوشكا”، إضافة إلى راية الخلافة، وأشياء أخرى كثيرة رائعة فاقت ما حلمتُ بامتلاكه، ليس هذا وحسب، بل لقد مَنّ الله عز وجل علي فتدرّبتُ على أحد أنواع السلاح أيضًا، وذهبتُ في نزهة تدريب رائعة في أول أيام عيد الأضحى المبارك، سأحكي لكم طرفًا إرهابيًّا منها؛ كان يجب أن تكون إعدادات الأمان مضبوطة: نمسك بالبندقية بشكل عمودي، لكن في زاوية معينة وليس بشكل مستقيم؛ لأن الطلقة قد تنطلق على السقف مثلاً، فيلفظ أنفاسه وقد يُقْسِمُ على قتل الناس تحته والله المستعان! بعد ذلك: ننزع مخزن الرصاص من مكانه، ثم نفتح الأمان، وإذا فعلنا: سحبنا الأقسام مرتين، وبعدها نعصر الزناد، ولكي نطلق: نفتح الأمان، ونسند أخمص السلاح إلى الكتف، ثم نسدد ونطلق، وهذا كله ليس صعبًا ولا يحتاج إلى قوة وعضلات وشدّة، وحين حاولتُ الإطلاق في المكان الكبير الفارغ في أطراف الولاية؛ (مَن معي) قالوا لي: “يا أحلام؛ تخيّلي أن أمامك زعماء تنظيمات الحلف الكافر وأطلقي”، بالكاد أكملوا جملتهم؛ كنتُ قد فتحتُ الأمان على وضعية “صَلِي” وأطلقتُ عدة طلقات متتابعات، أسأل الله تعالى أن أفجّر رأس كافر قريبًا! وحسنًا.. أن أنحر علجًا مرتدًّا.. يا للروعة والحماس!
كذلك تدرّبتُ على الفك والتركيب، عملية ممتعة جدًّا وسهلة؛ أولاً نقوم بإعدادات الأمان التي مرّ ذكرها، ثم نضع السلاح أمامنا، وتكون الفوّهة إلى الأمام، وثمة قاعدة في الفك والتركيب: “آخر قطعة تُفَكّ: هي أول قطعة تُرَكّب”، وبما أننا سنقوم بإعدادات الأمان أولاً: أي سوف ننزع “مخزن الرصاص”، بعد ذلك: ننزع “غطاء البدن”، وبعده: “نابض الإرجاع” ونلحق به”مجموعة الأقسام والإبرة”، ثم “أنبوب الغاز”، وأخيرًا “الغطاء السفلي الصغير”، أو سمّه ما شئت، ثم نركّب بالعكس من آخر قطعة إلى أول قطعة.
أمسكتُ ببندقية روسية وأخرى أمريكية، وقلتُ لـ (مَن معي): “بإذن الله تعالى ستحكم الخلافة الإسلامية روسيا وأمريكا، بأسهل مما أمسك به هاتين البندقيتين، وما ذلك على الله تعالى بعزيز”.
شيء رائع جدًّا، لم تصافح كفّي السلاح فقط، بل بات صديقي طول الوقت، لا يكاد يفارقني بفضل الله عز وجل ثم بفضل (مَن معي) أثابهم الله.
****
في أرض الخلافة؛ أنت كما قال أحد المجاهدين في إحدى حلقات “نوافذ من أرض الملاحم”: “تعال إلى هنا لتمارس الإسلام بحرية!”، قد صدق والله!
****
كان إصدار “صليل الصوارم الرابع” قد انتهى بجملة أثّرت بي كثيرًا:
(لن يحول أحد بعد اليوم بين المجاهدين وأهلهم في العراق بإذن الله).
نعم؛ بعون الله تعالى لن تكون هناك “عزلة” بين المجاهدين وعوام المسلمين كالتي فرضها الطواغيت من قبل؛ أيام كان الإصدار الواحد يحتاج لأشهر طويلة كي يصدر! أيام كانت الشائعات تنتشر، والحقيقة تقاوم الاختناق! بينما المجاهدون الآن بين عوام المسلمين رغم أنف الكافرين والمرتدّين والمنافقين؛ يصافحونهم ويسلّمون عليهم، يمازحونهم ويسأل بعضهم عن بعض، يتعاملون معهم في البيع والشراء، يناصحونهم ويساعدونهم.
“لن تكون هناك عزلة بعد اليوم يا طواغيت الكفر! بإذن الله عز وجل”.
****
إليكم بعض المواقف الرائعة؛ لتعلموا لماذا يحرص الكفار والمرتدون على محاربةِ الخلافة، وَمَنْعِ قيام مجتمع مسلم يعين الناس بعد فضل الله تعالى على الصلاح والاستقامة، وليعرف العالم كله أي أطهار أبطال هم المجاهدون، ولا أزكيهم على الله عز وجل؛ فالفضل فضل الله تعالى وحده، وهو الذي مَنّ عليهم بالهداية والجهاد، بينما كان يمكن أن يكونوا كفارًا ضائعين مجرمين والعياذ بالله.
****
خلال جولة مع (مَن معي)؛ دخلوا إلى متجر مليء بالبضائع كغيره من المتاجر، فقال لهم البائع: “المرة الماضية اشتريتم مني كيت وكيت، لكن بقيت لكم ستمائة ليرة سهوتُ عن إعادتها لكم!”، سبحان الله! يا للأمانة!
وأحسب أن الله تعالى جازاه على أمانته هذه؛ ففي نفس الوقت: سأل (مَن معي) البائعَ عن ثمن الحاجيات الجديدة، فأخبرهم أن المبلغ ألف وخمسمائة ليرة، وحين خرجوا من المتجر وراجعوا الحساب: وجدوا أنه أخطأ وأنقص ألفَي ليرة! فعادوا إليه ودفعوها، سبحان الله؛ ربما لو أكل الستمائة لَمَا جعل اللهُ تعالى (مَن معي) يفطنون للحساب ويعيدون له مبلغًا أكبر!
هذا حصل في الشام يا إخوتي، وأمام عيني! في الشام؛ حيث انتشرت السرقة والرشوة، ودخلتا كل أمر ومعاملة مادية، وخالطتا حتى الهواء!
****
دخلنا إلى حديقة الرشيد في عيد الأضحى؛ إذ كانت ضمن برنامج النزهة الإرهابية سالفة الذكر، والتفّ الأطفال حول (مَن معي)، فأعطوهم الكثير من العيديات، وكان الأطفال سعداء جدًّا، وأحد (مَن معي) أعطى مبلغًا جيدًا لأحد الأطفال كي يشتري له عصيرًا، وكان احتمالاً كبيرًا أن يفرّ الطفل بالمبلغ ولا يعود، لكنه عاد، فكافأه (مَن معي) بأن أبقى تتمة المبلغ معه هدية له، وتشجيعًا له على الأمانة.
****
(مَن معي) سألوا طفلة صغيرة: “هل أنت من الجيش الحر؟!”، فصرخت بصوت أفزعني: “أنا لست من الجيش الحر!!! بل أنا من الدولة الإسلامية!!”.
****
المجاهدون لا يَقِفون سياراتهم لتمر النساء فقط، بل ليمرّ كل مارّ كبيرًا كان أم صغيرًا، ويسلّمون على الناس بودّ وإخاء، سَمِحون – رغم قلّة أموالهم – في البيع والشراء، لا تحصل مشكلة إلا ويبادرون إلى حلّها، ولا يجدون محتاجًا للعون إلا ويتسابقون على مساعدته، تجد كل واحد منهم أبًا حنونًا عطوفًا على الناس، لا يبخل عليهم بعون ولا نصح ولا توجيه، بأسلوب حسن، وصوت هادئ، ولطف كبير، وإذا أمسكوا بمجرم: لم يفلتوه حتى يأخذ عقابه العادل.
****
أُخْبِرْتُ بقصة طفل صغير من “إعزاز” في ريف حلب، كان مع مجموعة من الأطفال على مشارف المدينة حين داهمها الجيش الحر (لا تنسوا أن ثمة حرف أنسب مِن الحاء…) والجبهة السلولية، وكان الأطفال يصرخون في وجوه هؤلاء: “يا مرتدين! لا نريدكم! نريد الدولة الإسلامية!”، وأكثرهم حماسًا وغضبًا كان ذلك الصغير، فقال أحد جنود العملاء: “لا، نحن لسنا مرتدين”، فصرخ الطفل ساخرًا: “حقًّا؟! هيا أخبرني عن نواقض الإسلام، ولا تنسَ تعريف الشرك الأكبر والأصغر!”، الطفل البطل أثار جنونهم؛ كان يلمزهم بعمالتهم للغرب وطواغيت الخليج، كان يتكلم بحرقة وشوق للدولة الإسلامية التي غدر بها هؤلاء الذين لم يجيدوا سوى الانسحابات التكتيكية أمام النصيريين! ثم.. قتل هؤلاء المجرمون ذلك الطفل الصغير!!!
****
اسم “أحرار الشام” بين عوام المسلمين: “أشرار السام”!
والناس لا يطيقون الصحوات العميلة اللصوصية، فسبحان الله! خسرتم الدنيا والآخرة لقاء سراب كاذب يا أولئك الخونة، وفيما كنتم تشحذون دعم الشرق والغرب، وترحبون حتى بالشياطين بذريعة أن يخلصوكم من بشار الجزار، معلّلين ذلك بالتركيز على المصلحة (!) مع أن الذي جعل من بشار حاكمًا هو الغرب الكافر محتلّ البلاد ورئيس المجرمين، بينما كنتم تفعلون ذلك: إذا بكم تغدرون بأحفاد الصحابة وأجناد الحق! لأنكم لا تركزون على المصلحة، ولا تريدون الخلاص، بل تريدون الشياطين!! الشياطين سيجعلونكم تحكمون كما تظنون، أما الخلافة الإسلامية: فلا ترضى إلا بالحق والتوحيد؛ ولذلك غدرتم بها! ألا سوّد الله وجوهكم! ولتعلموا وليعلم كل العالم أن أرض الشام هي أرض الله تعالى، يصطفي إليها مَن يشاء، وأن على الصحوات أن تفهم بالعقل قبل أن تفهم بلغة (شْلَخْتِنْ….schlachten) الشهيرة! ذبحًا!!
****
قال أحد سائقي سيارات الأجرة: “أنا من حلب، جئتُ إلى ولاية الرقة للعمل، الجيش الحر سرق سيارتي، هذا الجيش جيش لصوص وحرامية، لم يرحموا أحدًا من شرهم، لكن الخلافة الإسلامية لم تسرق منا شيئًا، ولم تحاربنا في أرزاقنا، بل أعطتنا الأمن والأمان، وها نحن نعمل ونعيش والحمد لله”.
****
ألا شلّ الله تعالى لسانَ وأركانَ كلِّ طاعن في أبطال الخلافة الإسلامية، وكل متّهِم لهم ومشنّع عليهم؛ لم أشعر بأمان أكبر مما شعرتُ به بينهم؛ يحرصون على المرء أكثر من حرصه على نفسه، كان بإمكانهم أن يقتلوني أو يعتقلوني، أو يصادروا جواز السفر بكل سهولة؛ فأنا بين ظهرانيهم، وتحت حكمهم، لكن لا شيء من ذلك! بل رعاية واهتمام وحرص، علمًا أن ليس كل (مَن معي) يعرف أنني “أحلام النصر”، بل قلة قليلة جدًّا تعرف ولأسباب وجيهة، لكنهم بهذه الأخلاق الرفيعة مع الجميع، ألا فأمّنوا على دعائي: اللهم شلّ لسان وأركان كل مَن يطعن بالخلافة، قليلاً كان طعنه أو كثيرًا، ومَن جهل حالهم: فليمسك لسانه وليتقِ الله في هؤلاء الأبطال، قبل أن يُنزِل الله تعالى به العقاب جزاء الظلم والافتراء!
لأول مرة أنام قريرة العين، لأول مرة لا أشعر بالقلق حين أرى شرطة، لأول مرة أدعو للحاكم! أساسًا لا يستطيع المرء أن يكفّ عن الدعاء للخليفة بالثبات والسداد، وهو يرى كل هذا الاحترام للإسلام، والإذلال للكفر، كل يوم انتصارات جديدة، كل يوم قرارات سديدة، بفضل الله عز وجل، ليس كحال البلاد التي يحكمها زعماء التنظيمات البلهاء المرتدّون: كل يوم خيبة وهزيمة ومهزلة وإلخ!
للهِ درُّكَ يا أميرُ فكمْ وَكمْ *** يهفو الفؤادُ لِشِرْعَةِ الرَّحمنِ!
للهِ درُّكَ كمْ يُثِيرُ صنيعُكمْ *** في قلبيَ المحزونِ مِنْ أشجانِ؛
قدْ طالما غابتْ شريعتُنا مدىً *** حكمَ الخَؤونُ بِسُلْطَةِ الشَّيطانِ
قتلَ المكارمَ وَالفضائلَ عنوةً *** وَمشى بنا للذُّلِّ وَالخذلانِ
فاليومَ أنتَ أميرُنا تُحيِي بنا *** معنى الكرامةِ بالهدى الرَّبَّاني
****
وقفت سيارة (مَن معي) أمام بائع مازوت، وسأله أحدهم: “لماذا تدخّن؟!”، رد البائع متلعثمًا: “أنا لا أدخن؛ هذه رائحة مازوت”، قال له: “بل هذا دخان، أنا كنت أدخن في الجاهلية لسنوات طويلة، فلا تكذب يا شيخ”، قال البائع: “نعم صحيح”، قال له مجاهد آخر: “يا عم؛ هل أنت فعلاً تدخن؟ لا تخف منا، بل خَف من الله عز وجل”، قال البائع: “لن أكذب عليك؛ أنا فعلاً أدخن”، قال المجاهد: “وماذا تستفيد من هذه المعصية حين تخالف أمر ربك وتؤذي صحتك؟”، رد البائع: “لا شيء يا شيخ”، قال المجاهد: “وهل تدخن أمام أولادك يا شيخ؟”، قال البائع: “نعم”، فسأله المجاهد: “وما هي القدوة التي تعطيها لهم من ذلك؟ أهذا هو الجيل الذي سيحرر الأقصى يا شيخ؟!”، قال البائع: “لا والله”، أشار المجاهد إلى المجاهد الذي تكلم أولاً وقال: “هذا الذي تراه بجانب السائق يا شيخ؛ كان مغنّي “راب” لسنوات، ثم أسلم وجاء مجاهدًا، أفيعقل أن يأتي الناس من أوربا للجهاد يا شيخ، بينما المسلمون في بلادهم يعصون الله؟”، رد البائع بخجل: “لا والله لا يعقل”، سأله المجاهد: “كم ثمن ما اشترينا من المازوت؟”، قال البائع: “ألفان وأربعمائة ليرة”، فأعطاه المجاهد ألفين وخمسمائة ليرة وقال: “أريد منك وعدًا”، قال البائع: “أن أعيد لك مائة ليرة؟”، قال المجاهد:”لا لن تعيدها، هي لك، لكن ستعدني أنك ستتوب إلى الله تعالى، ولن تدخن أبدًا بعد اليوم، أنا لا أعطيك مالاً لتشتري الدخان يا شيخ”، قال البائع: “أعدك يا شيخ”.
****
سلّم أحد (مَن معي) على طفل صغير، واشترى له زجاجة عصير، كان الطفل سعيدًا ويسلّم على المجاهد بحماس ومحبة؛ فمجاهدو الخلافة الإسلامية ليسوا مصدر رعب ولا إجرام كغيرهم تجاه الأهالي.
سأله المجاهد: “ما رأيك بهذه البندقية؟”، أجاب الطفل: “جميلة”، سأله المجاهد: “هل تريد واحدة مثلها؟”، قال الطفل: “نعم”، سأله المجاهد: “لماذا؟”، أجاب الطفل ببراءة: “لأقاتل الجيش الحر والنظام النصيري!”.
****
هذا كله غيض من فيض، فماذا أقول؟ لله دركم أيها المجاهدون!
****
ايه يا أنصار الخلافة! ماذا أقول بعد؟ تعالوا وعيشوا ما أعيشه من هناء واطمئنان، تعالوا ومارسوا الإسلام بحرية! تعالوا إلى حيث لا يُمنَع النقاب، ولا تكون اللحية سببًا للاعتقال، إلى حيث لا ظلم ولا طواغيت، ولا قهر ولا كفر، تعالوا فلا والله لا يضاهي شيء في الدنيا كلها حلاوة الإيمان، التي يذوقها المسلم في كل شبر في الخلافة.
كل شيء هنا متوفّر بفضل الله تعالى، والحياة عامرة حيوية، وأبرز سمة هي الراحة والاستقرار النفسي، إنني سعيدة جدًّا والحمد لله على فضله، وكفى بطاعة الله عز وجل وما تخلّفه من الراحة النفسية مغنمًا، تعالوا واطلبوا الآخرة فقط؛ عندها ستحصلون على الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
أتعلمون؟! هذا قهر للأعداء، وتحفيز للإخوة، ولكنه بالنسبة لمن يعيش في الخلافة: ابتلاء، نعم والله، وكأن الله عز وجل يقول للواحد منا: ها قد أكرمتك ومننتُ عليك بالهجرة إلى أرض الخلافة، فماذا أنت صانع؟! وكيف ستخدم الخلافة؟!
فبالله عليكم ادعوا لإخوانكم بالثبات والإخلاص، واعملوا على اللحاق بهم، وعيشوا في الدنيا وكأنكم ملوكها؛ فالعزة لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين.
وأنت يا تنظيمات الكفر! سترين العجب العجاب بعون الله عز وجل! أقسم على ذلك!!
وليفهم الجميع هذه الحقيقة الساطعة: أمير المؤمنين وخليفة المسلمين هو حاكم كل الأرض؛ لأن الإسلام حصرًا هو الذي يجب أن يحكم الجميع، والخليفة ثبّته الله على الحق: يحكم بالإسلام ولا أزكيه على الله تعالى، هذه هي الحقيقة رضي مَن رضي وسخط مَن سخط، ثمة جدران يمكن للمعترضين أن يصافحوها برؤوسهم، بل أنصحهم – بإخلاصي المعتاد والحمد لله – أن يغتنموا فرصة بقاء ناطحات السحاب حتى اللحظة، ويصافحوا جدرانها برؤوسهم قبل أن يقولوا: “يا ليتنا فعلنا من قبل!”، ولن يضر الخلافة انتكاس منتكس ولا تكذيب مكذّب، كما لا يضر الشمس إنكار ضرير، ولا والله لا وزن على الأرض لأي مخالف كبر في عين نفسه أم صغر؛ لأنه في الحقيقة وعلى الأرض صغير صغير لا يُكاد يُرى، ينعق من بعيد ولا يرجع إليه ولا رد الصدى!
****
اللهم يا حي يا قيوم؛ يسّر لكل مَن أراد النفير سبلَه، وأعمِ عنه وأعنه، تعالوا يا إخوتي؛ فو الله لا حياة إلا ما كان الإسلام فيها حاكمًا!
****
ملاحظة:
-استعملتُ مصطلح (مَن معي) بشكل غامض؛ من باب الأَمْنِيّات، سيتضح قريبًا فحواه بإذن الله تعالى، وعلى زعماء تنظيمات الكفر أن ينتحروا، والنصيحة كانت بجمل.
-هذه المفاجأة ليست سوى البداية بعون الله عز وجل، وثمة مفاجآت أقوى في الانتظار.
اللهم.. لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، عدد خلقك وزنة عرشك، ورضا نفسك ومداد كلماتك.
****
أختكم:
أحلام النصر الدمشقيّة

ليست هناك تعليقات: