الخميس، 13 أكتوبر 2011

تفاصيل دقيقة عن اغتيال الرئيس الحمدي ووجود الرئيس صالح وعلاقة الفتاتيين الفرنسيتين




تحل علينا اليوم الذكرى الرابعة والثلاثين لاغتيال  الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي الذي لقي ربه شهيداً في يوم الثلاثـــاء الأسود في حياة اليمنيين الموافــق  : 11 / من أكتوبر عام 1977 م ، بعد أن تربع على رئاسة اليمن ثلاث سنوات كثالث رئيسٍ للشطر الشمالي من الوطن اليمني بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، وذلك إثر حركة 13 يونيو التي قادها الحمدي واعتبرت العهد الثالث من الجمهورية كما وصفها الشاعر الراحل عبدالله البردوني وهي حركة لا يزال غالبية اليمنيين يرون أنها كانت تمثل ميلاد عهد جديد من التنمية والرخاء والاستقرار وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتثبيت النظام الجمهوري وتحقيق أهداف الثورة.
 

وتكمن أهمية هذه الحركة في أن قائدها لم يصل إلى الحكم عن طريق الانقلاب العسكري أو الدعم الخارجي أو المساندة القبلية أو الاغتيال إنما جاء باختيار ورضا السلطة التي كانت تحكم البلاد آنذاك بعد تأزم الوضع السياسي وانفلات أجهزة ومؤسسات الدولة واستفحال الصراع بين شخصيات الدولة وذلك في أواخر سنين حكم القاضي عبد الرحمن الإرياني زعيم حركة النوفمبريين.

وتأتي ذكرى استشهاد الرئيس الراحل في ظروفٍ استثنائية يعيشها اليمنيون بسبب الأزمة التي تشهدها البلاد منذ أكثر من ثمانية أشهر ، للمطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد من تاريخ : 17 يوليو 1978 بعد ما يقرب من عام على اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي .
 

رئيس إداري شجاع قوي كان شعاره دائماً:
 
ولست أبالي حين أقتل مسلماً   ....  على أي جنبٍ كان في الله مصرعي

لم يورث أبناءه درهماً ولا دينار ، كانت كل الهداي الشخصية التي تأتيه يقوم بوضعها في الخزينة العامة تقول شقيقته صفية : أتذكر يوما كانت زوجته مسافرة وذهبت أقيم معه في البيت , كانت هناك غرفة طلب من أحدهم عدم تركها مفتوحة وإغلاقها وإعطاني المفتاح فتعجبت من هذا الاهتمام بإغلاق الغرفة وأثار ذلك فضولي,ففتحت الغرفة ودخلتها وجدت شنطة كبيرة مليئة بالمال,أغلقتها, بعد ساعتين جاء إبراهيم رحمه الله وأخذ المفتاح وبعد ساعتين استدعاني ولم أجد الشنطة فقلت له أين الشنطة ؟ قال لي أية شنطة ؟ قلت له كانت هنا ومليئة بالأموال, أراني ورقة كانت سند بتحويل تلك الأموال إلى خزينة الدولة, قلت له هذه الأموال خاصة بك لما لم تتركها ربما نحتاج لها؟ قال وما المناسبة ؟قلت المناسبة أنها جت باسمك, قال لما لم تهدى لشخص آخر ؟ لو لم أكن رئيسا لما أهديت لي هذه الأموال وهي ملك الشعب.. هل تريدين أن أسرق مال الشعب؟ قلت له أعوذ بالله.

قالت عنه الأستاذة توكل عبد السلام كرمان - في كلمةٍ ألقتها في مهرجان الذكري الـ 33 لاستشهاد الرئيس إبراهيم الحمدي والذي أقامه شباب حزب التنظيم الوحدوي الناصري 14/أكتوبر/ : إن تجليات العظمة الأخلاقية للشهيد إبراهيم الحمدي تتجلى أيضا في حكمه القائم على العدالة والإنصاف ومراهنته على التصحيح الشفاف، وعدم مساومته على المساواة وسيادة القانون ، في إرساءه لفلسفة الدولة وفي احترام المال العام وهيبة القوانين وقداسة المؤسسات العامة، حتى غدت ثقافة شعبية تقدس كل ما هو عام وتعلي من شأن كل نزيه وتعاقب بازدرائها كل فاسد او مسؤول لا يعطي المال العام حقه من الحفظ والإدارة الرشيدة والأمينة، ثقافة بثها إبراهيم الحمدي على الناس تلقوها بصورة اكبر سرعة وسهولة ..بصورة كافية للاستدلال على عظمة إبراهيم الحمدي كقائد معلـّم وملهم, وأن أعظم مظاهر العظمة لدى تجربة الحمدي على الإطلاق :هي تلك التي تجلت في موقفه الرافض للتمييز الطبقي بين الشيوخ وأبناء القبائل من جهة ، وبين أبناء القبائل وأبناء المناطق التي غادرت النظام القبلي من جهة أخرى ، لقد انحاز للرعايا وساوى بين المناطق والجهات ، يروى عنه قوله أكثر من مرة " نحن خدام لكم لا مسؤولين عليكم" انه التمييز الايجابي الوحيد الذي تعايش معه الشهيد لصالح المواطنين على مسؤوليهم وإلا فما في دولته خدم وأسياد ، إنها مقتضيات أصول المعرفة الخالصة حين تتوج بالالتزام الصارم.
 

قصة الاغتيال  
 
في يوم 11/10/1977م وفي الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً نقلت إذاعة صنعاء للشعب اليمني وفاة المقدم إبراهيم الحمدي رئيس الجمهورية ومجموعة من رفاقه في حادثة اغتيال دنيء لا يزال الغموض يكتنفه حتى اللحظة. واغتيل برفقة شقيقه عبد الله الحمدي الذي كان قائدًا لأكبر وحدة عسكرية في اليمن ـ لواء المغاوير ـ آنذاك و تم تنفيذ مهمة الاغتيال القذرة  للرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله الحمدي في  صنعاء في منزل الغشمي الكائن بالدائري أمام السفارة السعودية .

قالت شقيقة الصغرى عن اغتياله
 
في مقابلةٍ أجرتها الصحفية سامية الأغبري مع الشقيقة الصغرى لإبراهيم الحمدي ( صفية الحمدي التي ذكرت تفاصيل مهمة قبل اغتيال الرئيس الشهيد / إبراهيم محمد الحمدي التي قالت إن الشهيد كان عندي  في البلاد "ثلا" قبل استشهاده بأربعة أيام قضاها معي ثم عاد لصنعاء, يوم الجريمة نفسها دخلت أنا إلى صنعاء ووصلت إلى البيت وكان هو في مقر القيادة , أتى ظهرا إلى البيت وطلب "بطاط وسحاوق" قبل الغداء ,

كان جائعاً لأنه لم يتناول فطوره, طلعوا إليه البطاط, وما بين الواحدة والواحدة والنصف وما أسوأها من لحظة - اتصل به أحمد الغشمي وطلب منه الذهاب لتناول الغداء, قال له الشهيد أنا مرهق والغداء الآن أمامي , أصر الغشمي (أجهشت بالبكاء) نزل وأنا كنت في المطبخ وجاء إلي وقال لي : أنتي هنا؟ قلت له أيوه, قال لي"لا تروحي إلا لما أرجع" ولكنه لم يعد, قبلته وكانت القبلة الأخيرة وخرج من باب المطبخ وشعرت كأن روحي خرجت معه,ذهب للغداء ولليوم وهو يتغدى . وأضافت  قائلة لم يكن يرتدي بزته العسكرية ، بل لبس  زنة"( ثوب )  وكوت وجنبية ,انتظرته طويلاً وجاء العسكر قالوا الفندم"الحمدي" يريد "قاته" لم يكونوا يعلموا حين أرسلهم القتلة إن إبراهيم قد مات"الله يجازي من كان السبب" سألتهم أين إبراهيم قالوا سيتأخر لن يأتي الآن , فقلت خلاص سأعود إلى القرية قد تأخرت , طلبت زوجته مني الانتظار لرؤيته, قلت لها قد رأيته بالظهر خلاص البيت وحدها, وعدت إلى البلاد , حوالي الساعة التاسعة ليلاً وككل الناس سمعنا الخبر من التلفاز "اغتيل الحمدي",عندما كانت حراسته تذهب تسأل عنه كان القتلة يراوغون مرة" روحوا هاتوا قاته" ومرة " خرج من الباب الخلفي الحقوا به" ونحن ننتظر.
 

رواية أخرى ذكرته شقيقة الرئيس إبراهيم الحمدي في مقابلةٍ لها مع صحيفة إيلاف قالت : وجدته ( أي الرئيس الحمدي ) عائدا من العمل وقال لي، أهلا أختي، متى جيت، قلت له الآن وصلت، ودار حديث عادي بيننا وقال إنه سيذهب لدعوة غداء عند الغشمي، رغم أنه كان يريد الغداء في بيته، لكن اتصلوا به وأصروا أن يحضر، قال لهم إنه تعبان ومرهق، وقدمنا له بطاط مع "السحاوق"-طماطم مسحوق مع الفلفل والبهارات- وكان قد بدأ يأكل البطاط وكان يحبها، وبعد قليل كنا سنقدم له الغداء، وكان معه شخص اسمه احمد عبده سعيد كان سيتغدى معه، وهو شخص قد توفي..
 وكان يقول لهم ما فيش سيارة وبعدها رأى السيارة التي أتت بي من القرية، وقال لهم خلاص سيارة "أم عادل" موجودة، وهذا الموقف ما زال يحز في نفسي، كانت السيارة لم يمض على شرائنا لها سوى أيام من واحد جارنا في "ثلا". تتابع: كنت أرغب في الجلوس معه لكنهم أصروا، وكان لم يمض على زيارته لي في القرية سوى 4 أيام، وقال لي خلاص انتظريني سأتغدى عند الغشمي وأرجع سريعا، وشفته آخر مرة من نافذة المطبخ".

وتضيف صفية: "انتظرت إلى الساعة الرابعة عصرا، ولم يعد، فغادرت منزله وعدت إلى القرية، وسمعت مثل الناس الفاجعة بأنهم اغتالوه هو وأخي عبدالله".
 
 "عرفنا فيما بعد أن عبدالله استدعوه بحجة أن هناك سيارات جاءت هدايا وسنوزعها للوحدات العسكرية تعال استلم نصيب وحدتك، وتم التمويه على الاثنين لأنه عبدالله لا يحضر مكان فيه إبراهيم وكذلك إبراهيم الشيء نفسه.

أما إبراهيم قالوا له تعال نتباحث حول مسألة المفاوضات على الوحدة وهو كان مسافرا في اليوم الثاني إلى عدن، وقالوا له إن عبد العزيز عبد الغني موجود –حاليا رئيس مجلس الشورى وحينها كان عضو مجلس القيادة.
 

وعلى عكس ما تم تلفيقه حينها تنقل شقيقة الراحل معلومة مهمة، وهي إن "السائق الذي أوصل الرئيس الحمدي "قال لنا إن أحمد حسين الغشمي هو الذي استقبله في الباب وسلم عليه وأدخله، وبعد ابتعاده مع السيارة بقليل سمع إطلاق نار، قال إنه لم يبتعد كثيرا وقد سمع إطلاق النار ولم يكن يتوقع أن الرصاص كان في صدر الرئيس الحمدي". وأضافت: "السائق كان هو السائق عندي، وأكد لي ذلك لكنه لم يكن يتوقع أن يكون إطلاق النار على الرئيس".
 
 هنا انتهت حكاية الرئيس الذي حلم بأن يبحث اليمني "عن كوامن القدرة في أعماقنا وسنجدها لأننا شعب كريم عظيم" كما أوردت خواطر بخط يده، وأن "كل مواطن هو أخي وحبيبي، وسعادتي أن أراه حرا سعيدا، إنسانا منتجا قادرا وليس عالة على أحد، ولا يطلب الاستجداء من أحد".

أما محمد الحمدي الشقيق الأكبر للرئيس الحمدي فيقول : يوم اغتيال إبراهيم جاء إلى عندي بالبيت ثلاثة ضابط من أبناء قبيلة حاشد وقت الظهيرة وأنا راجع من عمل تعاوني والذي أحضرهم إلى البيت أحد أصدقائي اسمه حمود علي الجائفي -رحمة الله تعالى- وعند اجتماعنا أنا والضباط في الغرفة .قالوا لي الضباط نريدك الآن تذهب إلى إبراهيم وتقل له الجماعة مرتبين ثلاث حاجات لقتلك وموجزها:
 
 أن إبراهيم كان مستهدفاً في ذلك اليوم وأن أحذره من الذهاب إلى بيت الغشمي للغداء سيقتل هناك وإن لم يستطيعوا سوف يقصفون منزلة الليلة .. من مكان الفرقة التي كانت وحدة عسكرية تتبع الغشمي آنذاك أو من الوحدة العسكرية التي بعصر لا أعرف بقيادة من هي كانت؟ و إن لم يستطيعوا قصف منزلة سوف يقصفوا الطائرة التي سوف يسافر بها إلى عدن .

ومن توي اتصلت تلفونياً إلى بيت إبراهيم وردت عليا أم الدكتور محمد “ زوجة إبراهيم “ قلت لها أريد إبراهيم أكلمه بشيء مهم قالت إبراهيم ذهب للغذاء في بيت الغشمي فصحت بانفعال قلت قد قتله وذهبت إلى بيت إبراهيم .
 

فذهبت إلى منزل إبراهيم فوجدت مرافقيه قد ذهبوا إلى بيت الغشمي لأنه ذهب وحده بسيارة أختي التي أتت إلى ساحة التغيير وشاركت بكلمة ، وعندما وصل إبراهيم إلى أمام بيت الغشمي التقى بمحمد الجنيد ودخلوا الاثنين إلى بيت الغشمي ودخل الجنيد عند عبد العزيز عبد الغني أما إبراهيم قالوا له معنا موقف نحن وإياك وأدخلوه ديوان غير الذي فيه الضيوف.أما مرافقي الحمدي عندما وصلوا إلى بيت الغشمي للبحث عنه أدخلوهم ديوان خاص بالعسكر وأعطوهم قات وتركوهم وبعد قليل قالوا لهم أن الرئيس قد خرج هو وأخيه عبد الله الحمدي ربما ذهبا إلى القيادة ، إلحقوهم فذهب المرافقين للحاق بالرئيس ناس ذهبت القيادة وناس جاءت للبيت وناس خرجت تبحث عن إبراهيم إلى وقت العشاء عندما سمعنا خبر التعزية بالتلفزيون .
 

الرئيس صالح كان موجوداً في منزل الغشمي
 
يقول شقيق الرئيس الحمدي : لقد أكد لنا مرافقي إبراهيم وعبد الله  الحمدي عندما كانوا يبحثون عنهم أنهم رأوا الرئيس علي عبد الله صالح المرة الأولى شاهدوه يخرج  من بيت الغشمي وركب سيارة.. والمرة الثانية قريب الساعة الخامسة والنصف أو السادسة تقريباً عندما ذهب علي قناف زهرة “ أبو عصام”إلى بيت الغشمي قالوا له أن الرئيس يبحث عنك فدخل علي قناف زهرة قال له علي عبد الله صالح رجاءً أستأذنك أأخذ السيارة معي قله خذها و لم يخرج علي قناف من بيت الغشمي وإلى الآن لم يعد.

هذا علي عبدالله صالح كان متواجد في منزل الغشمي ونحن متأكدين منه أما الغشمي عندما وصل إبراهيم منزله خرج وضرب له التحية العسكرية حتى طلع الغبار أثناء تأدية التحية العسكرية للرئيس إبراهيم كما قيل لنا ، أما الذين كانوا متواجدين في منزل الغشمي كما عرفنا فهم: مانع حمود مانع أو محمود مانع نسيب الغشمي وهو من بني حشيش والكود والحاوري عامل السنترال وسائق الغشمي ومحمد الآنسي سكرتير الغشمي وعبد العزيز عبد الغني وعبد السلام مقبل القباطي بعد تعيينه وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل ، أما محمد الجنيد لا يزال عايش إلى الآن ومن الأشياء التي قال لي بها محسن دحابة والد النائب فؤاد دحابة أنه كان متواجداً في منزل الغشمي قال أن عبد الله الحمدي كان مع عبد العزيز عبد الغني والمجموعة في الديوان وجاء محمد الغشمي واستدعاه يجاوب لأجل قتلة وعندما خرج وجدني بالطارود وتمازحنا قليلاً قال محسن دحابة عندما ذهب عبد الله إليهم سمعت طلاقات نارية ورجع الذين كانوا مع عبد الله وجوههم مقلوبة قال لي محسن دحابة لو كنت أدرك أنهم يخططون لقتل عبد الله لكنت قلت له وأن قتلوني .

ويضيف شقيق الحمدي :هناك حاجة جديدة تم نشر مقابلة في التلفزيون لعبد الله الراعي وهو من أعضاء مجلس القيادة آنذاك وكان زميلاً لإبراهيم وكان مختلفاً بالرأي مع إبراهيم لانتمائه لحزب البعث ، حيث قال: يوم اغتيال الحمدي كنت معزوماً للغداء ببيت الغشمي لكنني حضرت متأخراً واستقبلني الغشمي أمام باب منزلة وقال لي خلاص يا عبد الله لا يوجد غداء ونحن قد صفينا الموضوع   .
 

ويقول شقيق الرئيس الحمدي / تم تكليف القاضي حسين السياغي- رحمة الله تعالي - وقال لي القاضي السياغي أنه عندما ذهب إلى البيت الذي فيه جثامين إبراهيم وعبد الله والفتاتين الفرنسيتين ووجد معابر الرصاص النارية منتشرة مع جثامين إبراهيم وعبد الله والفرنسيتين قال لي القاضي السياغي أنه قال آنذاك أن القتلى موجودين والطلاقات النارية موجودة و لكن لا وجد لأثار الدماء للقتلى فأين أثار الدماء إن كان القتلى قد قتلوا هنا؟ مع وجود معابر طلقات الرصاص وبهذا تم إقفال القضية.
 

علاقة السعودية باغتيال الرئيس الحمدي
 
ويواصل شقيق الحمدي بقوله : أقول للتاريخ وللحقيقة أنه في يوم الجمعة قبل مقتل إبراهيم بأربعة أيام- لأنه قتل يوم الثلاثاء- كنا أنا وهو في المنزل بثلاء فقال لي: في مؤامرة علينا من السعودية لكننا لسنا عارفين من رأس المؤامرة لم يكن يعرف أن صاحبه أحمد الغشمي رأس المؤامرة وأضاف قائلاً: أنا لست عارفاً لماذا السعوديون- يعني السلطة- يريدون أن يتخلصوا مني وأنا في قرارة نفسي، أفضلهم على كثير من فئات الشعب السعودي، حيث أن السعودية عندما تآمرت على إبراهيم كانت خائفة من انتشار نظام حكم اليمن الذي أسسه الحمدي والرخاء والعدل الذي ساد البلاد وخشيت من أن ينقلب شعبها عليها ،

عن قصة الفتاتين الفرنسيتين
 
يقول الدكتور حسين عبد القادر هرهرة في إحدى مقالاته عن اغتيال الرئيس الحمدي : متسائلاً عن الفتاتين الفرنسيتين اللواتي ضاعت قصتهما في زحام الأحداث ، موضحاً أن أحد الأطباء اليمنيين الذي كان يكمل دراسته في فرنسا وحضر احتفالاً أقيم في السفارة اليمنية بمناسبة عيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر ، وقامت السفارة بدعوة الكثير من الشخصيات العربية والفرنسية إلى ذلك الاحتفال  ، كما حضر الطلبة اليمنيين الدارسين في فرنسا وقال الطبيب إنه كان ضمن فقرات الاحتفال عرض صورٍ عن اليمن في صالة خاصة بالسفارة وقد شاهد بعينيه فتاتان فرنسيتان جميلتان تعربان للسفير اليمني عن إعجابهما الشديد بجمال المناظر الطبيعية في اليمن وأنهما يتمنيان أن يزورا اليمن في يومٍ من الأيام للاستمتاع بجمال الطبيعة اليمنية ، وقد اهتم السفير بهذا الأمر لأن الفتاتين هما ابنتا دبلوماسيين فرنسيين لهما مركزين مهمين في الدولة الفرنسية وقدم لهما طلبين قاما بتعبئتها ، يقول الطبيب : لقد رأيتهما مع السفير تتحدثان وهما مسرورتان لأن السفير وعدهما أن يقوم بالاتصال بهما لاحقاً لتحقيق أمنيتهما ، وقام السفير بإبلاغ الخارجية اليمنية بضرورة الاهتمام باستضافة لفتاتين على نفقة الدولة اليمنية لأن ذلك لأن ذلك سوف يساعد على تحسين العلاقات مع الخارجية الفرنسية وسوف تكون لهذه الاستضافة نتائج إيجابية من قبل الحكومة الفرنسية التي كانت تقدم دعماً سخياً لليمن في تلك الفترة وقد تمت الاستضافة وحضرة الفتاتان إلى اليمن . 

ويعلق الكاتب بقوله :  تصوروا معي مستوى الإجرام الذي تم خلال عملية اغتيال الرئيس الحمدي حيث تم قتل الفتاتين ورمي جثتهما مع جثتي الحمدي وأخيه، ولكن يبقى السؤال المريع قائما بدون إجابة وهو من هو المجرم الجبان الذي قام بهذه الجريمة النكراء؟
 

وعن قصة الفتاتين الفرنسيتين يقول شقيق إبراهيم الحمدي فيقول : الغشمي كان له علاقة مباشرة بموضوع الفرنسيتين وقد قال لنا عباس الباشا من أبناء تعز أن الغشمي كان يقوم بإتصالات إلى فرنسا ويؤكد على ضرورة وصول الفتاتين الفرنسيتين ومجيئهن إلى اليمن وتم الحجز لهن وقطع التذاكر وعمل جميع الترتيبات لهن للوصل إلى اليمن وسافر معهن أحد الطلاب اليمنيين حيث وقال لي هذا الطالب وأنا في القاهرة أنه جلس بجوار الفرنسيتين وتكلم معهن وسألهن إلى أين أنتن مسافرات ؟ كانت إجابتهن أن معهن دعوة لزيارة اليمن قال الطالب عندما وصلنا إلى مطار صنعاء وأثناء نزولنا من سلم الطائرة كانت هناك سيارة تنتظرهن واستقبلهن محمد يحيى الآسي  وهو سكرتير الغشمي وما زال يعيش حتى الآن ولن يستطيع أن ينكر .
 

عن طفولة الشهيد ومواقفه الإنسانية أثناء رئاسته
 
وعن طفولة الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي تقول أخته صفية في نفس المقابلة : نحن اثنا عشر أخا وأختاً, ثمانية ذكور وأربع بنات إبراهيم قبل الأصغر من الذكور وهو عبد الرحمن , الشهيد إبراهيم يكبرني بما يقارب الأربع سنوات, عشنا طفولتنا في ذمار وقبلها كنا في قعطبة لكن لا أتذكر طفولتنا هناك لأني كنت صغيرة جدا،كانت علاقتي به قوية جدا كنت مرتبطة به, حينما كان رئيسا كان يقول لي لقد تعبت وسأقدم استقالتي قريبا لأني قد تعبت، حين يأتي إلى البلاد كان لا يأتي إلا إلي ولا ينام أو يأكل طعامه إلا عندي.

وعن بعض مواقفه الإنسانية تقول صفية الحمدي : أتذكر يوما كان قادما إلى "ثلا" وفي طريقه رأى جربة"مزرعة" بإحدى القرى ومواطنين يتناولون فطورهم , ترك حراسته وسيارته بعيدا وذهب إليهم وألقى عليهم التحية, وجلس يتناول الفطور معهم, وسألهم أليست لديكم مدرسة في هذه القرية؟ ردوا عليه انه لا توجد مدرسة, قال لهم وأين يدرس أبناءكم؟ قالوا له يذهبون إلى عمران أو مناطق بعيدة فيها مدارس, قال لهم ولما لا تقابلون الرئيس وتطلبون بناء مدرسة؟ قالوا له وما الذي سيوصلنا إليه؟ تعرف حينها أحدهم على شخصيته وقال له "نحن نبحث عنك في السماء وأنت في الأرض بيننا" فقال لهم إذا أردتم شيء لا تترددوا بالمجيء إلي وفي البوابة قولوا لهم نريد "الحمدي"واصدر الرئيس الحمدي أوامره ببناء المدرسة , بدأوا من اليوم التالي ببناء المدرسة.

وموقف أخر أتذكره أتى ألينا طالبا منا أن نتنازل عن منزل والدنا لتحويله إلى مستشفى, وقال لي "الناس بيموتوا في الطريق , قلت له ابني لهم مستشفى بأي مكان , قال وهذا أجر وأنا سأبنى لكم بيتا غيره, اقتنعت وتحول المنزل إلى مستشفى.وبدأنا نبنى منزلا أخر وقمنا نبنيه من حجر"حبش"( من الأحجار الفخمة) وحين علم الشهيد بذلك أرسل إلينا طقم تخربه فذهبت إلى أخي الكبير محمد وقلت له"شوف إبراهيم إحنا بنينا وبدأنا نسقف وهو أرسل طقم يخربه وقد حول بيت أبونا إلى مستشفى" ذهب إليه محمد بالكاد أقنعه وحين بدأنا نبني الدور الثاني أقسم يمين إذا بني بحجر حبش لن يسكن فيه ولن يدخله . وقال الدور حقي ابنيه بما أشاء انا وانتوا بنيتم الدور الأول بما تريدون, وبناه بحجر عادي ونوافذ قديمة.وبعد أن أكملت البناء اشتريت "مفرشتين" الواحدة بــ(150) ريال, جاء إبراهيم ورآهما وقال لي "حق من المفرشتين؟" قلت له حق جارنا جاء رهنهم يحتاج لــ500 ريال , قال مش حرام عليك يكمل بناء بيته وما فيش معه فرش؟ الآن ترجيعها له , ووعدته بأني سأعيدهما إلى جارنا وإلا كان سيأخذهما وسيتفاجأ الجار .وحين ذهب فرشتهما لكنها كانت أول وأخر فرشة لأنها كانت زيارته الأخيرة, وبعد استشهاده رميتهما.
 

أهدي للرئيس الحمدي قلمان سائل وجاف وتنازع عليه ابنه محمد وأخيه عبد الرحمن على القلم الجاف وذهبوا إليه كل واحد يريد أن يأخذ نفس القلم فأخذ القلمين منهما وقال: «بحق من تقتسموا هذا ملك الشعب»، واستدعاني ورجع الهدايا وكلفني بإيصالها إلى المتحف وقلت له يا أخي هذه الأشياء لا يحتاجها المتحف منها صحن صياني وبراد ما قيمته لما يروح المتحف مع الأقلام . فقال لي: كل ما يأتي لي هو باسم الدولة وليس باسمي وأوصلت الجميع إلى المتحف.
 

الاقتصاد الوطني في عهد الرئيس
 
كتب رشيد حداد في صحيفة الوسط بتاريخ الأربعاء , 13 أكتوبر 2010 مقالاً مطولاً عن حال الاقتصاد الوطني في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي قال فيه : مضت 48 عاما من عمر ثورة 26 سبتمبر ولم يتحقق الهدف الثالث من أهداف الثورة، كما مضى 576 شهراً ولم تترجم أهداف الثورة إلا في 41 شهرا عاش فيها الشعب حالة رخاء اقتصادي واستقرار نفسي وتلاشت فيها مظاهر الفقر والبطالة والبؤس والحرمان، حيث بدأت مرحلة العصر الذهبي للاقتصاد الوطني واقتصاد الفرد بتاريخ 13 يونيو 1974م وانتهت في أكتوبر 1977م ولم يتجاوز العصر الذهبي حدود عهد الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي الذي لم تتجاوز فترة حكمه 3 أعوام .

الأمن والاستقرار في كل ربوع الوطن اليمني
 
يقول شقيق الرئيس الحمدي : حتى القبائل تغير سلوكهم بدليل أنهم في أيام إبراهيم وبالسنة الأخيرة من حكمه كانت القبائل من أرحب ونهم والجوف ومن حاشدو من خولان يبيعون أسلحتهم للحكومة من أجل أن يعودوا ويزرعوا بلادهم ويشتروا حراثات ومضخات لضخ المياه وتفاعل الناس حتى كان تقبائلنا يأتون إلى عندي يقولون لي إذهبل إبراهيم وكنت لماأذهب إليه كان يفرح ويقول الآلي الذي يبيعونه بالسوق ب ـ75   ألف تشتريه الدولة منهم بـــ 150 ألف والبندق الذي يبيعونه بـ15 نأخذه بـــــ30 ألف و هكذا وكان الناس كلهم يسلمون أسلحتهم للدولة وهذا شيء معروف.

وبعد إغتيال إبراهيم عادوا يشترون السلاح من جديد وأصيب الوطن كله بنكسة .
 

العلاقة بين شمال الوطن وجنوبه
 
يقول محمد الحمدي الشقيق الأكبر للرئيس الحمدي /:   أول صداقة بين إبراهيم وسالم ربيع كانت في قمة بالجزائر “ قمة الرؤساء العرب “ وكان كرسي إبراهيم وكرسي سالم ربيع بجانب بعض مرتبين حسب الحروف الأبجدية وبعد أن عقدت الجلسة الأولي كان هناك بين الجلستين استراحة فقام الرؤساء كلهم إلا إبراهيم وسالم ربيع لم يخرجوا.

فألتفت إبراهيم إلى سالم فقال له يا سالم الأغنياء وأصحاب البترول خرجوا يتفسحوا في الاستراحة ونحن الفقراء جالسين نتقاتل بيننا البين قوم نشرب حاجة سواء، وهذه بداية الصداقة ووافق سالم ربيع وشربوا ألشاهي الاثنين وكان إبراهيم لبقاً وكان يقنع بكلامه الآخرين وإذا تحدث مع المخاطب له لا يملك إلا أن يسمع له ولم يتم المجلس إلا وهم متوافقين.   وقال إبراهيم لسالم ، لماذا لم نتفق ونصلح بلدنا وما كمل الكلام إلا وقام سالم ربيع ويبوس إبراهيم واتفقوا على هذه الصداقة وتبادلت الزيارات بمقرات الإقامة بالجزائر واتفقوا على أول اجتماع لهم في قعطبة،  وهذا الاجتماع كان بداية الخير لليمن الذي تم به فصل القتال والهدار وأساسها في قمة الجزائر.

ليست هناك تعليقات: