الجمعة، 7 أكتوبر 2011

قصة جميل في التربية ../ لعلى الناس تتعظم .




السؤال هنا كم واحد بعد قراءته لهذا المقال سيتغير ؟؟؟
.. وهل الشعب كامل يتفاعل ....!!!!


على الكافى 
يسحب الزوج نفساً عميقاً من لي المعسل ثم يدخل يده في جيبه ساحباًالمجمول ليهاتف أم العيال: وصلتوا...! أنا سأتأخر قليلاً في استراحةالشيشة !... ثم يأتي لمنزله قبالة الفجر..الأولاد من أن يدخلوا المنزل يرمون كل شيء في أيديهم ... حقائبهم المدرسية، أحذيتهم، بقايا فسحتهم... ثم يصيح الصبي ذو العاشرة في وجه الخادمة : 'جيبي لي مويه'، فتركض فزعة لتحضر كوب الماء لهذا الصبي العاطش ، وهو لا يريد ماء، قدر ما كان يريد أن يلقي أوامر! أطفالنا ما أطول ألسنتهم أمام أمهاتهم والخادمات ولكنهم أمام الكاميرا يصبحون كالأرانب المذعورة، لا أدري كيف يحدث هذا ..
أحسن شيء سائق وشغالة، من يتحمل مشاوير أم العيال، ومن يتحمل قيادة السيارات في شوارعنا المكتظة بالمخالفات المرورية والطائشين والسائقين الفهلوية ، فليتحمل المسئولية السائق  فكلها حفنة جنيهات . ومن يتحمل تغسيل الصحون والملابس وشطف البلاط وتسقية الحديقة وكي الملابس.... آه ما أثقل دم كي الملابس ... هاهي حفنةجنيهات أخرى لخادمة تعمل كل هذه الأعمال الشاقة... ولتتفرغ أم العيال لتصليح  المكياج
 والبنات لمتابعة الفضائيات والتجول في الأسواق والأولاد لمضايقة بنات الناس في الأسواق! وهو لا يدري أنها ممكن أن تكون أخته في يوم من الأيام،
الكسل أحلى من العسل.. ماذا جنى الأولاد والبنات من هذا الكسل؟ لا شيء سوى الطفش! دائماً صغارنا وكبارنا ونسائنا طفشانين.. لأنهم لا يعملون شيئاً.. من لا يتعب لا يحس بطعم الراحة ومن لا يجوع لا يحس بطعم الأكل، كل مشاوير بيتزاهت وماكدونالد لم تعد تسعد صغارنا ولم يبق إلا 
هذا السيناريو السائد في معظم المنازل، المصيبة لا تحدث الآن ولكنها تحدث بعد عشرين سنة من الفراغ  تكون نتيجتها بنت غير صالحة للزواج وولد غير صالح لتحمل أعباء الزواج ، لأنه ببساطة غياب تحمل المسؤولية لمدة عشرين عاماً لا يمكن أن يتغير من خلالها الابن بسبب قرار الزواج أو بسبب تغير سياسة المنزل، لأن هذه خصال وقدرات إذا لم تبن وتزرع مع الزمن فإنه من الصعوبة بمكان استعادتها. الانضباط ممارسة يومية لا يمكن أن تقرر أن تنضبط في عمر متأخرة لكي يحدث الانضباط. وبلا انضباط لا يمكن أن تستقيم حياة.
بيل غيتس أغنى رجل في العالم يملك 49 ألف مليون دولار أي ما يعادل 294/0 ألف مليون جنية مصرى   ويعمل في منزله شخصان فقط! تخيلوا لو كان بيل غيتس خليجياً كم سيعمل في منزله من شغاله؟ 30، 40، ألف، أو أهل اندونيسيا كلهم ولو كان فى مصر لعمل كل الناس فى خدمته  من ضعاف النفوس والغششين والفهلوية واصحاب النفاق اليومى وبائعي ال          !
أذكر أيام دراستي انى جلست مع شخص كان يدرس  في أمريكا وكان يقص على هذة  القصة انه كان  سكن مع عائلة أمريكية ثرية ولم يكونوا يأكلون في ماكدونالد إلا مرة في الشهر وتحت إلحاح شديد من أولادهم، ولم يكن أولادهم يحصلون على مصروف إلا عن طريق العمل في شركة والدهم عن أجر بالساعة. لا أحد 'يبعزق' الدولارات  على أولاده كأهل الخليج  واغنياء العرب الجهلا ء  
فى الخليج مثلا 
جيل الآباء الحاليين في الخليج عانى من شظف العيش وقسوة التربية فجاء الإغداق المالي والدلال على الجيل الحالي بلا حدود كتعويض عن حرمان سابق. حتى أثرياء عرب الشام ومصر أكثر حذراً في مسألة الصرف على أولادهم  بعض الشيء .
الآن أجيال كثيرة فيالوطن العربي  قادمة للزواج لن تستطيع تحمل الأعباء المالية للعيش ، حتى وإن كانت بعض الاعنات من  الأهل تقوم بهذا الدور مؤقتاً فإنها لن تستطيع على المدى الطويل.. والابن الفاضل سيتأفف من أول مشوار لزوجته الجديدة ثم تبدأ الشجارات الصغيرة والكبيرة التي تتطور وتصل للمحاكم وتنتهي بالطلاق وهذا مايفسر ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة.
نحن كمن يلعب مباراة كرة قدم ومهزوم فيها تسعة صفر وفي الدقيقة 49 من الشوط الثاني للمباراة لا يريد أن يتعادل فقط بل يريد أن يفوز! وهذا في حكم المستحيل، هذا ما يحدث بالضبط على المستوى الأسري وأحياناً على المستوى الدولي ..
الحياة كمباراة كرة القدم إذا أردت أن تكسبها، فلابد أن تعد نفسك لها إعداداً جيداً بالتدريب والممارسة الجيدة والأهم من ذلك أن تلعب بجد من الدقيقة الأولى من المباراة وليس في الدقيقة89!
في الوطن العربي  يعيشون الحياة على طريقة 'تتدبر'! يذهبون إلى السينما متأخرين ثم يجدون التذاكر نفدت ثم يجادلون بائع التذاكر 'دبر لنا يا أخي'!!
هذه التذاكر ينطبق عليها ما ينطبق على تربية الأولاد وتحمل المسؤولية والمستقبل وتبعاته، في المجتمع المدني يجب أن تدبر أمورك مبكراً وفي أمور الحياة يجب أن تبذل عمرك كله، الطفل الذي يرمي حقيبته بجانب أقرب جدار في المنزل سيدفع ثمن هذه اللامبالاة حينما يكبر ومن أصعب الأشياء تغيير الطبائع والسلوك.
'تتدبر' هذه تصلح قديماً في زمن الغوص وزمن الصحراء والحياة في انتظار المطر، ولكنها لا تصلح للحياة المدنية التي تحتاج إلى انضباط ومنهج وتخطيط وتدبير منا نحن في كل شؤون حياتنا منذ الدقيقة الأولى من المباراة!
الآن من نلوم على هذه اللامبالاة، هل نلوم؟ أم الآباء أم الأمهات، أم الأولاد أم البنات؟ أم تتدبر!! 




لله درك من يحس بما يعانية هذا الشعب
أنا لا أقول حرمان الأطفال ولكن أقول لا تجعلوهم يأخذون كل شيء بالسهل
فقد لا يكون غدا كاليوم

الحياة صعبة جدا علينا وعلي أولادنا والعالم يسير بسرعة جنونيه ونحن مكانك سر 

ليست هناك تعليقات: