السبت، 8 أكتوبر 2011

واشنطن بوست: توتر في العلاقات بين أمريكا ونظام صالح والولايات المتحدة أخفت عملية العولقي عن المسؤولين اليمنيين وسحبت خبرائها في مجال مكافحة الإرهاب




على الرغم من الانتصار الذي حققته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي بقتل احد أهم ناشطي القاعدة في الجزيرة العربية ومنظريها الجهاديين، انور العولقي، وما قاله الرئيس علي عبدالله صالح من دور اضطلعت فيه حكومته الا ان العلاقات بين امريكا واليمن تعيش حالة من التوتر حول الطريقة التي يتم بها التعاون الأمني ومواجهة ناشطي القاعدة.

فمقتل العولقي الذي قالت اليمن انه لم يكن ليتم لولا المعلومات الأمنية التي قدمتها للقوات الخاصة الأمريكية لما تمت ملاحقة العولقي وقتله، واعتبرت اليمن الأخيرة دليلا على التعاون الأمني الوثيق بين البلدين في الحرب ضد القاعدة.

لكن صحيفة 'واشنطن بوست' نقلت عن كبار من المسؤولين اليمنيين ان حكومتهم ليست راضية عن الولايات المتحدة لان الأخيرة لا تقدم العون لها من اجل مكافحة معارضيها التي قالت إن لدى معظم أحزابها علاقات من القاعدة. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح العائد من السعودية التي كان يتلقى فيها العلاج قد صرح لنفس الصحيفة، ومجلة 'تايم' ان الأخوان المسلمين على صلة بالقاعدة.

ويرى مسئولون أمريكيون ان امريكا ليست مهتمة بالمقاومة ضد النظام ويرون ان نشاطاتهم في مكافحة الإرهاب متركزة على أقلية من الجماعات المرتبطة بالقاعدة التي تخطط لمهاجمة امريكا.

ويعتقد المسئولون ان أمريكا لا تريد الدخول في دوامة اليمن والفوضى التي يعيشها الآن، وأكدوا ان الحكومة الأمريكية مصممة على ان لا تجر لمطالب صالح لمواجهة المقاومة المسلحة ضد نظام حكمه. وتشير المقابلات التي أجرتها الى بعض ملامح من العلاقة بين الطرفين في مكافحة الارهاب ورؤية كل طرف لها.

ونقلت عن الجنرال يحيى صالح، من عائلة الرئيس والذي يقود الوحدة الخاصة لمكافحة الارهاب المدربة امريكيا ويدير قوات الأمن المركزي ان 'الدعم الأمريكي محدود جدا'. وأشار ان الأمريكيين لا يهتمون كثيرا بالوضع السياسي أكثر من اهتمامهم بمكافحة الإرهاب.

ورفض مسؤول بارز في إدارة اوباما الاتهامات اليمنية، وفرق بين مكافحة الإرهاب من خلال استهداف أشخاص يهددون امن أمريكا، والدعم من اجل مكافحة جيوب القوى المسلحة المعارضة للنظام.

وفرق بين العمليات التي تقوم بها القوات اليمنية ضد القاعدة وبين العناصر المسلحة التابعة للقبائل ومن المقاتلين المتطوعين الذي يجمعهم هدف واحد وهو التخلص من نظام صالح. وبحسب مستشار الرئيس الامريكي لشؤون الارهاب جون برينان فان أعداد المقاتلين التابعين للقاعدة لا يتجاوز المئات.

وأشار المسؤول انه يعرف ان هناك عدم رضا من عائلة صالح حول طبيعة الدعم العسكري لها لتواجه المعارضة المسلحة، مشيراً أن صالح وعائلته تريد من الامريكيين القيام بمهمات أخرى لقمع المعارضة، خاصة في ابين وفي اي مكان يمثل تهديدا لمصالح صالح.. وكانت ادارة اوباما قد اعتبرت منطقة اليمن والقرن الافريقي من اكثر مناطق نشاط القاعدة وعززت من وجودها في المنطقة عبر إنشاء عدد من القواعد العسكرية في دول الجوار وجزر سيشل إضافة لقواعدها في اليمن وجيبوتي وأثيوبيا كما أقامت مهبط للطائرات بدون طيار في عمان والسعودية. وكجزء من ملاحقة الارهاب كثفت من طلعات الطائرات الموجهة وبدو طيار.

ونقلت واشنطن بوست عن يحيى صالح قوله انه مع زيادة العنف نتيجة للانتفاضة التي مر عليها أكثر من ثمانية اشهر فقد سحبت أمريكا بهدوء المستشارين في مجال الحرب على الإرهاب والمدربين والخبراء الذين كانوا يعملون مع القوات اليمنية، وأشار الجنرال صالح إلى أن التدريب قد توقف وهناك نقص في الذخائر والمعدات، وأكد ان الدعم الأمريكي بشكل يقل شيئا فشيئا. وكمثال عن هذا التراجع في الدعم قال ان القوات اليمنية طلبت منهم المساعدة في التخطيط لمواجهة التوتر في منطقة أبين، ومع انهم وعدوا الا ان شيئا لم يحدث. ويرد الامريكيون انهم قدموا دعما إنسانيا للجنود الذين حوصروا في ملعب رياضي كما زودوا الجيش بمعلومات أمنية.

وفي الآونة الأخيرة وجدت ادارة اوباما نفسها تواجه وضعا محرجا حيث لاحظت أن نظام صالح بدأ يطلق النار على المتظاهرين والمعارضة التي تتهم الجنرال صالح بنشر القوات الخاصة المدربة أمريكيا لقمع اتباعهم. وهو ما ينفيه يحيى صالح.

ونقلت الصحيفة الأمريكية في هذا السياق عن دبلوماسي غربي في العاصمة صنعاء قوله انه لا توجد أدلة عن استخدام القوات الخاصة التي دربها الأمريكيون في الشوارع. ولكنه قال إن أدلة موجودة تظهر استخدام هذه القوات لمواجهة القبائل المسلحة.

وقال المسؤول البارز في إدارة اوباما ان الامريكيين اشترطوا على اليمنيين انه في حالة استخدام القوات المدربة والأجهزة في أهداف أخرى فهذا يعني قطع التعاون، مشيرا ان اليمن لم يقم حتى الآن بخرق الاتفاق. ويبدو ان القلق اليمني وشكوى المسؤولين من قلة الدعم الأمريكي مرتبط بالموقف السياسي للإدارة الأمريكية من مسألة تنحي صالح حيث اكد مسؤولون بعد قتل العولقي ان هذا لا يعني تخفيفا لمطالبها بتسليم السلطة سلميا وتطبيق المبادرة الخليجية.

كما ان اعتماد ادارة اوباما على الغارات يعني عدم حاجتها للتعاون الكبير لملاحقة القاعدة لكن المسؤولين اليمنيين يخشون ان تؤدي العمليات المتكررة لآثار عكسية وإثارة مشاعر معادية لأمريكا كما هو الحال في الباكستان. وبدا عدم التعاون او غيابه في ملاحقة العولقي التي قالت مصادر ان سي اي ايه اخفت تفاصيلها عن المسؤولين اليمنيين خاصة الجنرال صالح وقواته المدربة أمريكيا.

ليست هناك تعليقات: