السبت، 8 أكتوبر 2011

لرئيس الإسرائيلي الأسبق يكشف: السادات اقترح على تل أبيب تزويدها بمياه النيل لريّ النقب الصحراويّ لكنّ اغتياله منع ذلك



2011-10-07

 
: كشف رئيس الدولة العبريّة الأسبق، إسحاق نافون، النقاب عن أنّ الرئيس المصريّ، محمد أنور السادات، اقترح على الإسرائيليين خلال المفاوضات التي جرت بُعيد توقيع اتفاقيّة السلام بين أكبر دولة عربيّة، مصر، وبين إسرائيل، كما قال، اقترح تزويد تل أبيب بمياه النيل لكي تقوم الأخيرة باستعمال المياه لإنعاش منطقة النقب الصحراويّة، وقال نافون أيضًا إنّ السادات بـأنّه كان معجبًا جدًا برئيس الوزراء الإسرائيليّ الأول، دافيد بن غوريون، الذي يُعتبر في تل أبيب مؤسس الدولة العبريّة، وقال أيضًا إنّ السادات قدّر عاليًا خطوة بن غوريون الانتقال للسكن في النقب، حيث تُوفي هناك.
وأضاف الرئيس نافون إنّ السادات لم يتمكن من إخراج مخططه إلى حيّز التنفيذ لأنّه اغتيل من قبل مجموعة إسلاميّة متطرفة في العام 1981. وجاءت أقوال الرئيس الإسرائيليّ الأسبق، خلال البرنامج الخاص الذي أعدّه وقدّمه محلل شؤون الشرق الأوسط، جاكي حوغي، في إذاعة الجيش الإسرائيليّ بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على اغتيال السادات.
وخلال البرنامج الذي استمر ساعة كاملة أجرى المحلل حوغي عدّة مقابلات، منها مقابلة مع كريمة الرئيس السادات التي تكلّمت باللغة الإنجليزية. وقال نافون أيضًا إنّ السادات كان يقول له إنّه وُلد في الـ24 من شهر كانون الأوّل (ديسمبر)، أيْ مثل السيّد المسيح، عليه السلام، وهذا الكلام برأي الرئيس الإسرائيليّ يدل على أنّ الحديث يدور عن رجل يؤمن بأنّه أُرسل إلى الأرض لتنفيذ مهمة، وزاد أنّ السادات كشف له أنّه بدأ بالتفكير بصنع السلام عندما كان في السجن، مؤكدًا له أنّه شعر في ذلك الحين بأنّ مهمة من الأعلى ملقاة عليه، وهو يريد تنفيذها. كما كشف الرئيس الإسرائيليّ النقاب عن أنّه خلال أحد اللقاءات مع السادات قال له إنّ الشعب المصريّ هو شعب طيّب، فردّ السادات بالقول، نعم، ولكن إذا غضب هذا الشعب، فإنّه سيقوم بذبحك.
وكشف نافون النقاب عن أنّه خشي من عدم تمكن رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيغن، من تمرير اتفاقيّة السلام مع مصر داخل الحكومة، بسبب معارضة وزيرين، فردّ بيغن بالقول: علينا أنْ نعمل المستحيل من أجل المصادقة على الاتفاق، وهكذا كان، فقد صادقت حكومة بيغن على الاتفاق التاريخيّ مع مصر، على حد تعبير نافون. وبحسب نافون، فإنّ الرئيس المصريّ الأسبق استدعى ذات مرّة، كما كشف له في أحد اللقاءات، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، عمر التلمساني، وقال له: لو لم تكن تلك إرادة الله لما كنت جلست على كرسيّ الرئاسة، إنّك كافر، في نفس السياق قالت كاميليا السادات، ابنة الرئيس الأسبق أنور السادات، إنّ والدها أعرب عن رغبته في الموت قبل ثلاثة أشهر من اغتياله، بدعوى أن رسالته في العالم انتهت بعقد اتفاقية السلام مع إسرائيل واستعادة سيناء للسيادة المصرية.
وقالت كاميليا في الحوار الذي أجراه معها، المحلل حوغي ضمن نفس البرنامج : قال لي: تعرفين يا كاميليا، أتمنى أن أموت الآن، هذا سيسعدني كثيرًا، وأضافت إنّه قال أيضًا: قمت بحرب ونجحت في استرداد الكرامة، كل شخص خلق في هذا العالم لأداء مهمة، وأنا أديت مهمتي. وعن زيارة والدها للقدس في نوفمبر 1977 قالت كاميليا لإذاعة الجيش الإسرائيلي: في اليوم الذي سافر فيه إلى إسرائيل، ذهبنا كلنا إلى بيت أمي، كما فعلنا في فترة الحرب، وشاهدنا التليفزيون، خفنا من أن يقتل، لم نعتقد إطلاقاً أن إسرائيلياً سيقتله، قلنا إن من سيفعل ذلك سيكون واحدًا من أعداء السلام، الإسرائيليون لن يقتلونه، بل سيحمونه كما يحمون أنفسهم، على حد تعبيرها.
هذا ولأوّل مرّة منذ عملية الاغتيال أدلى موشيه غاي، الحارس الشخصي للسفير الإسرائيليّ في ذلك الوقت، موشيه ساسون، بحديث حول اغتيال السادات، حيث قال إنّه كان مسلحًا وبرفقة السفير، الذي جلس على مقربة من الرئيس السادات، وأضاف أنّه شاهد عن كثب كيف قام أفراد المجموعة بقتل السادات، لافتًا إلى أنّ الشخصيات الرسميّة المصريّة، التي كانت بالقرب من السادات كانت عاجزة عن فعل أيّ شيء، اللهم سوى ضرب الكراسي باتجاه الرئيس لحمايته، وفي معرض ردّه على سؤال قال غاي إنّه لم يستعمل سلاحه، لأنّه لو استعمله لكانوا اتهموه بالمسؤولية عن قتل السادات، على حد تعبيره، وكشف النقاب عن أنّ السادات كان يُحرس من قبل 8ى أجهزة أمنيّة مختلفة، لم تكن تنسق في ما بينها، لافتًا إلى أنّه لم يكن يؤمن أنّ عدم تنسيق من هذا القبيل يُمكن أنْ يحدث في إسرائيل، ولكن بعد مقتل رابين عام 1995 تبيّن أنّ المشكلة ذاتها وقعت أيضًا في تل أبيب، قال غاي، الذي كان يعمل في وحدة حماية الشخصيّات المهمة في جهاز الأمن العام (الشاباك). 

ليست هناك تعليقات: