السبت، 24 سبتمبر 2011

مجدى راسخ مستر 10% الذى بدأ موظفًا بسيطاً وانتهى صهراً للرئيس




9/14/2011   9:51 AM
مجدى راسخ  مستر 10% الذى بدأ موظفًا بسيطاً وانتهى صهراً للرئيس

سيقبض عليه فى النهاية.. لكن أغلب الظن أن أمواله لن تعود
 
مجدى راسخ
 
مستر 10% الذى بدأ موظفًا بسيطاً وانتهى صهراً للرئيس
 
 
cv
 
■ مجدى راسخ
 
■ رجل أعمال
 
والد هايدى زوجة علاء مبارك
 
 
«مجدى راسخ».. يبدو أن ظاهرة «زوار الفجر» لم تختف من الحياة السياسية المصرية.. «زوار الفجر» تعبير ظهر فى الستينيات واستمر حتى أوائل السبعينيات.
 
كان لزوار الفجر طقوس.. فهم يتحركون بأعداد كبيرة جدا حتى لو كان الهدف من المهمة هو القبض على متهم أو مواطن واحد فقط.. حدث أن توجه زوار الفجر إلى عمارة بجانب شيراتون الجيزة.. صعدوا حتى وصلوا إلى باب الشقة المقصودة.. فتحت سيدة الباب ولما وجدتهم أمامها فزعت من منظرهم.. سألوها: أين زوجك؟.. قال لهم: مش موجود.
 
كان المطلوب هو القبض على زوج هذه السيدة بشكل ملح وعاجل.. ولم يكن الزوج إلا السيد مجدى راسخ الذى كان موظفاً بسيطاً عند رجل الأعمال محمد نصير.
 
ونصير هذا رجل أعمال بدأ حياته العملية مع رجل أعمال آخر، وتاجر سلاح شهير هو رشدى صبحي، الذى كوّن إمبراطورية اقتصادية مهولة هى «ألكان».. وكان مجدى راسخ مجرد موظف صغير فى إحدى شركات هذه الإمبراطورية.
 
كانت الشركة التى يعمل فيها راسخ هى «جيزة سيستم» وهى شركة تعمل فى برامج الكمبيوتر.. وبعد وفاة محمد نصير، ظل مجدى راسخ موجودا فى مجموعة «ألكان» محافظا على مكتبه.. وكان يدير من خلاله كل شركاته واستثماراته الكبيرة جدا.. فعلى ما يبدو أنه كان يتفاءل به.
 
مجدى راسخ هو «حما» علاء مبارك.. وهنا لابد أن نثبت مفارقة غريبة جدا فى حياة ابنى الرئيس.. فالابن الهادئ الوديع علاء يكون حماه رجلاً شرساً جدا مثل مجدى راسخ.. أما الابن المغرور الشره للمال فيكون حماه رجلاً «جنتل مان» ومثقفاً ومتواضعاً ولديه علاقات اجتماعية كثيرة جدا.. وكثيرا ما كان الجمال لا يتوافق مع زوج ابنته.
 
وكنت قد رأيت محمود الجمال.. ولم أكن أعرف اسمه.. وكان يفتتح مصنع «أسيندا» الذى يمتلكه هو وطاهر الشيخ وشهاب مظهر، نجل الفنان أحمد مظهر، وعديل محمود الجمال فى الوقت نفسه.
 
ورغم أن محمود الجمال وشهاب مظهر كانا شريكين إلا أن اسم شهاب كان الألمع والأكثر ظهورا.. لكن فى هذه الحفلة جاء محمود الجمال إلى وقال لى يا أخى أنا زعلان منك، إنتم بتكتبوا عن شهاب مظهر لوحده ليه؟.. كان محمود الجمال مقاولا صغيرا فى تلك الفترة، ولم يكن يعرف أنه سيزوج ابنته لجمال مبارك.. لكن بعد أن حدث نسينا شهاب مظهر ولم نتذكر إلا محمود الجمال.
 
أعود مرة أخرى إلى مجدى راسخ.. كانت هايدى ابنته مخطوبة لشاب اسمه أيمن قبل أن يراها علاء مبارك فى أحد الأفراح فأعجب بها جدا وقرر أن يتزوجها.. كان مجدى فى هذا الوقت موظفا من الطبقة الوسطى وينتمى لشريحة وسطى منها.. ولم يكن غنيا، كان الرجل يعيش بالكاد براتبه.
 
لكن بعد هذا الزواج انتقل نقلة هائلة.. فقد كانت أول هدية من مبارك لمجدى راسخ، وكان شريكه فيها رجل الأعمال شفيق بغدادي، عبارة عن كوبونات النفط.
 
كانت هذه الكوبونات من مشروع النفط مقابل الغذاء.. فعندما حدث حصار العراق، اخترعت الأمم المتحدة مشروعاً اسمه النفط مقابل الغذاء، وكان صدم حسين يمنح كوبونات يحصل بمقتضاها من يحملها نفطا مقابل أن يقدم طعاما للعراقيين.
 
كان النفط مقابل الغذاء هذا مصدر ثراء لكثيرين من الصحفيين ورجال الأعمال.. ولم نكن نسمع عن أحد منهم، لكن هؤلاء فى النهاية هم الذين حصلوا على الكوبونات، ثم ذهبوا ليبيعوها لشركات بترولية ليربحوا من ورائها الملايين.
 
كانت أول فلوس يربحها مجدى راسخ وشفيق بغدادى من النفط مقابل الغذاء.. ويمكن أن يكون هذا ما جعله يطمع فى دخول عالم البترول.. وهو ما جعله أيضا منافسا بدرجة ما مع حسين سالم.. وإن كانت هناك مقارنة فهى بالطبع لصالح حسين سالم.. ففى هذا المجال يمكن أن يكون حسين سالم ديناصوراً.. أما مجدى راسخ فهو مجرد فيل.
 
دخل مجدى راسخ مجالات كثيرة من الاستثمار كان منها مثلا بيع الأراضي.. وكانت له كذلك شركات تتاجر فى المعدات والمستشفيات والأدوات الطبية.. دخل مثلا فى شركة تاكسى العاصمة.. وعموما أى شركة كان يجدها مجدى راسخ مناسبة له كان يدخل فيها شريكاً على الفور.. وكانت نسبتها لا تقل عن 10% من أى شركة يدخل فيها.. وكان هذا سببا فى أن يطلق على مجدى راسخ رجل الـ10%.
 
عندما تنحى مبارك وترك الحكم وذهب إلى شرم الشيخ ربما كان معه مجدى راسخ فى نفس الطائرة التى أقلته.. والأهم من ذلك أنه ظل يتردد على مبارك فى مقر إقامته بشرم الشيخ، إلى أن أصبح هو شخصياً مطلوباً القبض عليه.. لكنه لم يبق حتى يلحق بزوج ابنته فى مزرعة طرة فقد هرب.
 
هناك سر يمكن أن أكشف عنه الآن وهو أن مجدى راسخ كتب كل ممتلكاته باسم شاب كان شريكه فى أعمال البترول، وأنا أعرف اسم هذا الشاب لكن لا أستطيع أن أفصح عنه.. وربما يكون هذا الشاب هو الذى يعرف المكان الحقيقى الذى يختفى فيه مجدى راسخ.
 
قبل ثورة 25 يناير بفترة وجيزة كانت هناك شركة تعمل فى تحويل الأموال.. وبدأت تجرى تحريات عليها وكانت هناك إشارات إلى أنها يمكن أن يكون لها نشاط فى غسيل الأموال.. بحثت الشركة عما يمكن أن ينقذها.. ولم تجد أمامها إلا باب مجدى راسخ حيث طلب أصحابها منه أن يشاركهم.. فمشاركته لهم حماية لوجودهم فى مصر.. لكن الثورة قامت فأطاحت بكل شيء فى طريقها.
 
صحيح أن مجدى راسخ سيقبض عليه فى النهاية فلن يظل هارباً حتى النهاية.. لكن أعتقد أن أمواله المخفية والمكتوبة بأسماء أشخاص آخرين ـ سواء داخل مصر أو خارجها ـ لن تعود بسهولة.

ليست هناك تعليقات: