الجمعة، 23 سبتمبر 2011

إنهاء لهذه المسرحية الهزلية في مصر!!




صلاح المراكبي
\22q-8.htm

لا ازال في حال من الشعور بالاسى لما هو في مصر الان.. فقد سقط نظام، لكن نظاما جديدا لم تتحقق بوادره بعد ثمانية اشهر من الفوضى والتخبط وغياب الامن وشحوب الامل! والمدهش ان امكانية تحقيقه موجودة، وواضحة!
فرأس النظام السابق واسرته وكل من كان حوله ومعه، اصبحوا خارج السلطة، وفي السجون.. لكنهم يدخلون الى قفص الاتهام ويخرجون، وامامهم قاض، وفي ملفاتهم ضحايا وشهداء، وشعب عانى من الفساد بما لا يحتاج الى شرح: في الصحة والتعليم والزراعة والاقتصاد والبطالة، اضافة الى جرائم واضحة الاركان من تصدير الغاز الى اسرائيل، بأسعار وتسهيلات لا يمكن تبريرها الا انها في مواجهة شعب عربي محتل، وتوفير حياة آمنة وميسرة للدولة التي تحتله، ومن نهب وتهريب المليارات وملء الحقائب بها، وهروب رؤوس الفاسدين، في فرص اتيحت لهم قصدا او تهاونا او اهمالا!
فما هو الوضع الان بعد ثمانية اشهر بايامها ولياليها القاسية على شعبنا؟
لم يتحرك فيها تحقيق الثورة او بدء الاصلاح شبرا واحدا؟ ويعيش الناس كل يوم امام مواجهات لتفاصيل تغرقهم في التوقف عندها والتعامل معها، وهم في الواقع: قصدا او تهاونا او اهمالا، واقفون دائما (محلك سر)! بينما القضايا الرئيسية التي يجب ان يتعامل معها الجالسون الان على كراسي السلطة لا يتم التعامل معها، فليس من المعقول ألا تكون هناك وقفة كاملة مع هؤلاء البلطجية الذين يحكمون حياة الناس، ويقاومون مسيرة حركة الشباب الثورية لمجرد انهم يريدون التعبير عن رأيهم.
فهل القيادة الموجودة وهي تملك الجيش والامن ومفاتيح المدن والقرى وابواب البيوت وسطوح العمارات.. عاجزة عن وقف هذه البلطجة واقرار الامن؟ ام انها تريدهم وتتعامل معهم كما يتعامل الاسد في سورية مع شبيحته؟ ام انها تغض الطرف عنهم، وتتهاون، او تهمل؟ لكن يظل السؤال معلقا على رأسها: لمن ينتسبون اذن، ومن الذي يمولهم، ومن المسؤول عن استمرارهم امام جيش وأمن قادر على سحقهم في ايام؟

' ' '

واذا كانت هذه المحاكمات ستظل مسلسلا لا نهاية له، يتابعها الناس، فيرتاحون ويتسلون، ويملون الى درجة الرغبة في العفو عنهم، ليستريحوا من متابعة تفاصيل لا قيمة لها ولا امل في مصداقيتها، ولا تحرك منها الى خطوات جادة فكيف ستكون النهاية في هذه المسلسلات، بالقصد او التهاون او الاهمال؟ وكيف تستمر الوزارة القائمة، ورئيس وزرائها الذي تطارده سمعته الطيبة وماضيه المشرف، من دون ان تكون له يد قادرة على تحقيق الامن والاصلاح، وقد بدا وكأنه لا قدرة ولا سلطة له، أليس من الواجب عليه ان يشرح لنا الموقف، وهو يعرف ويواجه كل التفاصيل اليومية؟ او ان يستقيل، ليضع النقاط على الحروف، فيصبح الفراغ احراجا وأملا في وزارة اقدر واملك للسلطة؟

' ' '

ان الحل الذي أراه، وقد اوجزته في مقالي السابق، ان يقدم الراغبون في الترشح لرئاسة الجمهورية، بتشكيل مجلس ادارة لكل منهم، يتم الاعلان عنه.. مع برنامج العمل، وتفاصيل الخطوات.. فاذا اكتمل اعلان هذه المجالس الرئاسية، تتم المطالبة بطرحها في استفتاء عام شعبي، ليفوز احدها بتسلم السلطة من المجلس العسكري.. الذي يريد ويريد له الجميع ان يسلم سلطاته الى مجلس مدني منتخب.. يقوم بتشكيل وزارة، ويبقى في السلطة لمدة عام بوزارته، يتم بعدها انتخاب مجلس الشعب ورئيس الجمهورية.. يشترك فيها المصريون جميعا في الداخل والخارج، وباشراف قضائي ومحلي ودولي، لتبدأ الحياة خروجا من هذا النفق الذي يراد لنا ان نبقى فيه.. قصدا، او تهاونا، او اهمالا!

' ' '

انني اعرف ان هناك ضغوطا خارجية، لكن هذه الضغوط لا تملك ان تفعل شيئا الا لمن يستجيب او يتعاون او يتهاون ويتحجج بانها السبب.. ومفهوم السياسية الدولية ألا نسمح لهذه الضغوط ان تدخل الحدود، او تعبث بمقدرات الوطن؟
ان الجريمة التي ارتكبتها اسرائيل على ارض مصر، كان يجب ان تتم مواجهتها على الاقل بتطبيق القانون الدولي، الذي يسمح لنا بالمطالبة بالقبض على هؤلاء القتلة، ومحاكمتهم في مصر، لان الجريمة تمت على ارض مصر.. لا ان نطالبهم بالاعتذارومن الطبيعي اذا هانت علينا كرامتنا ألا يعتذروا!؟
فيكون رد الفعل ان تهاجم سفارة اسرائيل، بما يتيح لها الان ان تكرر ما فعلت، فلا نحن حافظنا على كرامتنا، ولا نحن تعاملنا مع تلك الضغوط الدولية بحساب النفس، ومراجعة الذات، وتصحيح الجبهة الداخلية.. اقول.. ان هذه هي مصر، التي كانت والتي يجب ان تكون، اما الاستمرار فيما نحن فيه، فهو امر مخجل، ومثير، وليس الا مسرحية هزلية يجب ان تنتهي!!

ليست هناك تعليقات: