الخميس، 22 سبتمبر 2011

تاريخ وسط البلد فى مصر

هذا المقال منقول  ( عن مدونة وسط اليلد)

وسط البلد - شارع شريف


شارع شريف

االشارع المسمي بشارع شريف هو من اهم شوارع وسط مدينة القاهرة واكثرها حيوية لا  يفتقد ابداً الي الطرز المعمارية الراقية (الروكوكو)و (الباروك) التي ميزت المعمار في اوروبا إبان عصر النهضة..تستطيع ان تدخل الشارع من شارع 26 يوليو  وتمضي به- في استقااااامة بديعة  صارت شبه معدومة في اكبر شوارع مصر الأن  فما بالك بشوارعها العادية- الي ان تنتهي الي شارع البستان ثم شارع عبد السلام عارف وميدان باب اللوق
الشارع يذخر بالمحلات والمتاجر ومكاتب الترجمة والمكتبات والبنوك المهمة ايضاً وإن كان يحمل سمة أهدأ كثيراً من شارع طلعت حرب الغاص بالمتاجر والرواد والسينمات



الرجل
يلقب "محمد شريف باشا" بأنه ابو الدستورية المصرية وهذا لإسهامه بفكره ونزوعه لرفض فكرة الحكم المطلق .. تزوج من كريمة سليمان باشا الفرنساوي علي ما وجد فيه الاخير من خلق رفيع وعلو الهمة وقد تدرج في مناصب كثيرة مع كل من الخديو سعيد الذي عهد اليه وزارة الخارجية عام 1857 والخديو اسماعيل الذي قدر كفائته وعفته وعلو نفسه فعهد اليه بوزارة الداخلية ايضاً ولما سافر للأستانة عام 1865 جعله "قائم مقام" عنه في غيبته وهو شرف لم ينله احد قبله من خارج عائلة محمد علي
جدير بالذكر ان وزير الداخلية انئذ كان هو الرجل الثاني في الحكم ..وقد افتتح الخديو اسماعيل "مجلس شوري النواب" وشريف باشا في هذا الموقع بما يعني انه كان في رعايته..وتواصلت إنجازات الرجل في أرفع المواقع السياسية الي ان جاء العام1879 وتقدم شريف باشا باستقالته رافضاً الخضوع للتدخل الأجنبي الذي عم الحكم في مصر ..ولفت هذا نظر الوطنية المصرية والنخبة فنادت بعودته رئيساً للنظارة مرة أخري وحينها عاد مقرراً مبدأ المسؤلية الوزارية امام مجلس شوري النواب بما وضع الحجر الثاني للأساس الدستوري المصري
وثالثة الأثافي التي ارتكزت عليها الحياة الدستورية المصرية في نشأتها كانت في وزارته الثالثة عام 1881 حين أتي هذه المرة مدفوعاً من الشعب ونخبته العرابية علي ان يؤسس مجلس شوري النواب بصورته الحديثة في بحث شؤن الحكم ومراقبة الوزارة علي كره من الخديو توفيق بالطبع
وما يعنيني من هذا كله ليس سرد الحوادث التاريخية او تبيان عظمة وحكمة الرجل فأخرين أقدر مني علي هذا او ذاك....إن كل ما اريد التركيز عليه وهو


الملاحظة ان دخول مصر الي نظام الحكم الدستوري كان رؤية رجل او رجال من النخبة لتلافي الشرور التي جلبها الحكم المطلق الأعمي-حكم اسماعيل- او المرتكن علي الأجانب وهو وصف مهذب لحكم الخديو توفيق..وهذا علي نبله الا انه يكشف الي ان مصر لم تتحول من الحكم المطلق الي الحكم الدستوري في ظروف طبيعية ولكن ضغط النفوذ الأجنبي الذي تحول بعدها الي احتلال وايضاً ضعف الحكام وانفصالهم عن عموم الشعب جعل المولود مشوهاً يحيا في ظروف غير صحية استمرت معه حقباً بالإحتلال والإقطاع وحقباً بالحكم العسكري المستبد بالرأي والمستأثر بالرؤية والقرار وأخيرا حقباً بالاستبداد واللصوصية ومص دماء المصريين
 1:08 AM
تصور مثلاً عدم وجود شخص مثل شريف باشا في موقعه أنئذ..او افترض مثلا صورة مصر حال تعقل اسماعيل عن طلب كل هذه القروض وفتح باب النفوذ الأجنبي والاحتلال من بعده!!ه


اي ان دخول مفهوم الدستور الي الحياة السياسية المصرية لم يكن باتفاق شعبي اجتمعت عليه فئات الشعب بعد ان تبينت اهميته ومكانته لتأسيس مجتمع وتنميته ولكنه كانت مبادرة من شخص مطلع  ومخلص لمجتمعه واجتمعت الصدف علي ان يكون متنفذاً في هذا الوقت!!ه


ما أريد أن أؤكد عليه هو اننا يجب ان ننظر للفترة الحالية علي انها المرة الأولي التي يجتمع فيها المصريون علي إختلاف طوائفهم ورتبهم وعقلياتهم ومرجعياتهم ليضعوا دستوراً كعقد بين الحاكم والمحكوم وبين المحكومين وبعضهم..وفي هذه الحالة ينبغي ان تكون مفاهيم الدولة والدستور والعقد الإجتماعي والقانون المدني وغيرها واضحة في أذهان الناس وايضاً تلاقي منهم إرتياحاً وتوافقاً مع معتقداتهم وتراثهم الديني
%%%%%%%%%%%
هل مفهوم الدستور والنصوص الوضعية يخاصم تراث الإسلام والمرجعية الإسلامية؟..نحاول الإجابة التدوين القادم

ليست هناك تعليقات: