السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة (16) عصام شرف .. عضو أمانة سياسات جمال مبارك رئيسًا لوزارة الثورة




9/12/2011   7:19 PM
عصام شرف  .. عضو أمانة سياسات جمال مبارك رئيسًا لوزارة الثورة


لم يحارب فسادًا.. ولم يعترض على تجاوز عندما كان وزيرًا للنقل
الاسم :  عصام عبد العزيز شرف
 تاريخ الميلاد: 1952
 
 مكان الميلاد: الجيزة
 
 المهنة: رئيس وزراء مصر
 
كان وزير نقل فى حكومة نظيف
 
 تدرج فى المناصب كأستاذ لهندسة الطرق جامعة القاهرة ثم أستاذ مساعد
 
حاصل على جائزة الدولة التشجيعية ثلاث مرات
 
النمر.. السفاح.. الطاووس.. المنجز.. كانت هذه كلها ألقاب تطلق على رؤساء الوزارات.. ألقاب تدل عليهم وعلى نفوذهم.. وما يقومون به من أعمال صعبة ومرهقة وما ينجزونه من مشروعات كبيرة.. وكان مضحكا ومؤسفا فى الوقت نفسه أن أسمع لقب «البسكوتة» يطلق على رئيس وزراء.. وهو ما فعله الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق وهو يتحدث عن رئيس وزراء الثورة الدكتور عصام شرف.
 
لقد نجحت الثورة التى قام بها ملايين الشباب.. الذين قدموا أفكارا جديدة ورؤى جديدة ليس فى السياسة فقط ولكن فى الحياة بشكل عام.. وكان مهما أن يتم اختيار من يدير البلاد فى هذه المرحلة.. وكانت المشكلة أنه لم يخرج أحد من الثوار ليتولى القيادة.. فكلهم شباب.
 
قبل أن يتنحى مبارك كان قد عين أحمد شفيق رئيسا للوزراء.. وكانت للرجل إنجازات واضحة فى المطار.. ويمكن أن نعتبره التلميذ النجيب لمبارك عندما كان قائدا للقوات الجوية.. فقد نجح وإلى حد بعيد فى عزل هذا السلاح عن الجيش باعتباره ملكية خاصة للرئيس.
 
وهنا سر أعتقد أنه ينشر للمرة الأولى، فقد كانت عائلة الرئيس تميل إلى أن يتولى أحمد شفيق منصب نائب الرئيس بدلا من عمر سليمان، لأنهم كانوا على ثقة أنه سيسلم المنصب بعد ذلك لجمال مبارك.. لكن حتى وجود أحمد شفيق كرئيس للوزراء أغضب الثوار ولم يسكتوا عليه إلا بعد أن رحل.. ولا فرق بعد كونه قدم استقالته أو أن هناك من أجبره على ذلك.
 
لكن ما هو الفارق بين أحمد شفيق وعصام شرف؟
 
من الناحية الشكلية إذا كان أحمد شفيق حلف اليمين أمام مبارك، فعصام شرف فى وقت من الأوقات حلف اليمين أمام مبارك عندما تولى وزارة النقل فى منتصف العام 2004.. ومن الناحية الشكلية أيضا هناك فارق لصالح أحمد شفيق الذى لم يكن عضوا فى أمانة السياسات.. بينما كان شرف عضوا فيها.. ولا أدرى على أى أساس اختاره الثوار.. هل كانوا يجهلون أنه كان عضوا فى أمانة السياسات؟
 
حقيقة الأمر فإن عصام شرف رجل طيب ومحافظ ومتدين.. تغلب عليه طبيعته الرومانسية.. وهو ما جعل كثيرين يصفونه بأنه لم يكن قويا بما فيه الكفاية ولا قادرا على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.. وإذا عرفنا أن كل وزراء شرف لا يقدمون ولا يؤخرون فهو أمر طبيعى.. فإذا كان رب البيت بالدف ضاربًا.
 
وهناك من المواقف ما يؤكد ذلك.. ففى أحد اجتماعات مجلس الوزراء طلب منه أن يأخذ قرارا بالأمر المباشر لشراء سيارات للشرطة.. فخاف أن يحاسب فيما بعد.. ولم يهتم بأن البلطجية يهاجمون أقسام الشرطة بالفعل.
 
أما الموقف الثانى فقد وافق المجلس العسكرى من حيث المبدأ على أن تحدث تسوية مع رجال الأعمال الشرفاء الذين لم يتورطوا فى قضايا خيانة.. لكنه قال لا.. ولا أدرى لماذا؟ فهناك طول الوقت حالة من النفاق للشارع وللإعلام بلا مبرر.
 
عندما كان عصام شرف وزير نقل لم يدافع أبدا عن صلاحياته أو اختصاصاته.. فالطرق والكبارى كانت تحت سيطرة إبراهيم سليمان.. والطيران فى يد أحمد شفيق.. ولم نعرف له تخصصا ولا ما الذى يجب أن يكون مسئولا عنه.. قلنا النقل البحرى فقيل إن من أخرجه من الوزارة كان ممدوح اسماعيل.. وهو ما لم يكن صحيحا فقد خرج من الوزارة فى ديسمبر 2005 ومصيبة العبارة حدثت فى فبراير 6002.. ما آلمنى فعلا أننى عندما سألته عن ممدوح اسماعيل أنكر أنه يعرفه تماما.
 
فى الوقت الذى كان فيه عصام شرف وزيرا للنقل كانت هناك جريمة تحدث ولم يفتح فمه ولو بكلمة واحدة.. وهى جريمة ميناء العين السخنة، كان هناك شخص مجهول.. قبطان بحرى أردنى اسمه أسامة الشريف، منحته عائلة مبارك امتيازا على البحر الأحمر لميناء السخنة لمدة 25 سنة.
 
كون الشريف شركة للإدارة ودفعت الحكومة 200 مليون جنيه ليكمل باقى منشآته، ووجدنا أسامة الشريف يبيع 90% من شركته لإدارة موانئ دبى بحوالى 800 مليون دولار، ولم يفتح عصام شرف فمه.. بل ابتلع لسانه ولم يتكلم عن الفساد.
 
الغريب أن محمد منصور وزير النقل الذى جاء بعده وهو رجل أعمال هو الذى فتح ملف القضية وأعاد الأموال التى دفعتها الدولة.. بل كان هناك شرط وهو أن الدولة لا تقيم أى ميناء على البحر الأحمر إلا بموافقة الشريف، لكن محمد منصور استطاع أن يلغى هذا الشرط تماما.
 
وهو فى الوزارة لم نسمع عنه شيئا، لم يعترض على فساد.. ولم يحارب تجاوزا.. بل إنه لم يتحدث فى الصحف عما جرى بعد خروجه من الوزارة كما فعل آخرون.. لكن وجدناه فجأة فى ميدان التحرير أيام الثورة.. ولما أصبح رئيسا للوزارة وقف فى الميدان مرة أخرى إلى يمينه رمز إخوانى وإلى يساره رمز إعلامي.. وعندما بدأ العمل وجدناه بالفعل مثل البسكوتة.. فقد وصفه يحيى الجمل بدقة.
 
أهم ما فى رئيس الوزراء البسكوته أنه غاوى تصوير.. ينزل يأكل فول وطعمية مع أسرته ويستدعى كاميرات التصوير لتسير خلفه، ويخرج علينا ليقول إن ابنه دفع مخالفة مرورية.. ثم إنه دائما على سفر وكأن السفر هو الذى سيحل مشاكل مصر كلها.
 
لذلك كله فقد المصريون تفاؤلهم به وبدأوا يمارسون معه سلاحهم الذى لا ينفد وهو السخرية.. فقالوا إنه ينفع مطرب لأنه يشبه عبدالحليم حافظ فى رومانسيته بالطبع.. ووجدتنى أتذكر جملة توفيق الدقن الشهيرة «أحلى من الشرف مفيش».. لتصبح مانشيتا فى «الفجر».. لكن بما يناسب الواقع: فـ«أسوأ من شرف مفيش».. والقافية تحكم كما يقولون.
 

ليست هناك تعليقات: