السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة 9/وزير الإسكان الذى كان يصلح سيفون حمام بيت الرئيس بنفسه



8/28/2011   12:43 PM
وزير الإسكان الذى كان يصلح سيفون حمام بيت الرئيس بنفسه

■ إبراهيم سليمان
 
■ استاذ بكلية الهندسة جامعة عين شمس
 
■ ووزير للإسكان والمجتمعات العمرانية من 1993حتى 2005
 
■ عضو مجلس الشعب عن دائرة الجمالية
 
■ رئيس شركة الخدمات البترولية البحرية
 
■ محبوس على ذمة قضايا فساد.
 
 
كان يسيطر على السياسيين والصحفيين بالمنح والعطايا.. ولم يتوقع أن ينتهى فى السجن أبدا
 
إبراهيم سليمان
 
وزير الإسكان الذى كان يصلح سيفون حمام بيت الرئيس بنفسه
 
فى كل مكان كان يذهب إليه.. يقول لمن يجلسون معه: أنا هحبس عادل حمودة.
 
وفى إحدي المرات قال هذه الكلمة أمام المستشار فتحي رجب محامي الرئيس مبارك، فقال له: القانون يمنع حبس الصحفيين، فرد عليه بغرور: لكن عادل حمودة هيكون أول واحد يتحبس
 
وعندما قابلته مرة بالصدفة فى فندق الشيراتون وكان يرتدي بدلة جملي اللون، فاستوقفته وقلت له: انت راجل بتاع رمل وزلط وأنا دارس سياسة.. أنا مش هتحبس.. وانت اللي هتتحبس.. الوزير هو اللي بيخش السجن ويخرج دون أن نسمع عنه، لكن الكاتب لا يدخل السجن وإذا دخل فالدنيا كلها تتحدث عنه.
 
قلت له: إن وزير الإسكان يدخل ويخرج من الوزارة دون أن نسمع عنه شيئا، لأنه لا يوجد وزير استطاع أن يحل مشاكل المصريين، وكان هناك الوزير حسب الله الكفراوي.. وهو رجل مستقيم وهو من بدأ فعليا تنمية الساحل الشمالي وروج له ودعا له شخصيات كبيرة مثل مصطفى أمين.
 
ابراهيم سليمان لم يكن كذلك، فقد كان حوتا كبيرا.. أعطوه مارينا ومنحوه صلاحيات غريبة، سيطر من خلالها علي مصر بالمنح والعطايا التي بذلها للمسئولين وبعض السياسيين وكبار الصحفيين، عندما كان يذهب إليه أحد كان يقول له سوف أخصص لك فيللتين.. تبيع واحدة وتسكن فى الأخري.. وهو نفس ما فعله فى القاهرة الجديدة والتجمع الخامس.
 
ولو ذهبت إلي التجمع الخامس سوف تجد هناك سورا يحيط بالمدينة بأكملها.. تكلف 20 مليون جنيه.. وأقام نفقا تكلف 5 ملايين جنيه، وكل ذلك من أجل التسهيل علي قاطني المكان العبور فى أمان.
 
تخرج ابراهيم سليمان فى كلية الهندسة جامعة عين شمس.. وحسب معلوماتي أنه سافر إلي ألمانيا ليحصل علي الدكتوراه التي حصل عليها فى البيئة - هو بالفعل لم يكن يصلح إلا أن يكون وزير بيئة.
 
بعد أن أصبح وزيرا للإسكان أعطي مكتبه الاستشاري إلي شقيق زوجته السيد ضياء المنيري.. وقد حصلنا علي جدول كبير يرصد العمليات الاستشارية التي قام بها المكتب، وهي عبارة عن مشروعات من وزارة الإسكان بلغت 8 مليارات جنيه حتي العام 2002، أخذنا الكتالوج ونشرناه فجن جنون إبراهيم سليمان.
 
لقد كتبنا عن كل الذين يقيمون فى السجن الآن ولم يسمع لنا، وكان شعار سليمان أنه من يأكل عيشي لا يشتمني.. كان يقول من أعطيه مشروعا لابد أن يسمع كلامي ويدافع عني، ومن الناس الذين منعهم إبراهيم سليمان من دخول الوزارة كان المهندس ممدوح حمزة.. وهو الذي صمم مكتبة الإسكندرية والبنك الأهلي الذي تمتد قواعده لأمتار كبيرة أسفل الأرض، وحصل علي جوائز دولية عديدة.. ومع ذلك كان سليمان يمنعه من دخول الوزارة كأنها وزارته.
 
لم أكن أعرف ممدوح حمزة.. لكني تعرفت عليه عن قرب عندما تم اتهامه فى لندن أثناء تكريمه من قبل الملكة ضمن تكريم الشخصيات البارزة والناجحة فى مجال التخصصات للهندسية.. لكن قبل أن يحصل علي تكريمه، ألقي البوليس البريطاني القبض عليه واتهموه بان كان يخطط لاغتيال أربعة من المسئولين الكبار وعلي رأسهم إبراهيم سليمان.
 
وعندما عرف مبارك الاتهام الموجه لممدوح حمزة فى لندن.. قال مازحا: وليه يقتل دول بس.. ما كان كمل علي الباقي.
 
وقفنا إلي جوار ممدوح حمزة.. وقدم فتحي سرور أحد الذين ورد ذكرهم فى قائمة المستهدفين بالاغتيال شهادة بالفيديو للمحكمة، والحقيقة أنه يحسب لمبارك أنه قال لإبراهيم سليمان أن يتوجه إلي المحكمة ويدلي بشهادة لصالح ممدوح.. لكن سليمان لم يفعلها.
 
عندما كان يذهب إبراهيم سليمان إلي بيت الرئيس مبارك ويحدث عطل فى الحمام بالصدفة كان يقوم بتصليح السيفون بنفسه، وتخيلوا أن وزير إسكان مصر يوطي ليصلح سيفون.. والأغرب من ذلك أن علاقته كانت قوية جدا بعلاء وجمال مبارك.
 
وكنت قد اخترعت شخصية اسمها البورمجي.. شخصية وزير فهلوي.. فاعتقد ابراهيم سليمان أنني أقصده.. فتقدم ببلاغ للنيابة لكنه لم يذكر كلمة البورمجي.. وتم التحقيق معي لأكثر من ثماني ساعات.. وبعد التحقيق قال لي المستشار حامد راشد الذي تولي التحقيق: المفروض إن إبراهيم سليمان هو اللي يروح الجنايات مش انت.
 
رفع المستشار حامد راشد مذكرة إلي النائب العام وكان وقتها ماهر عبد الواحد، لكن تم وضع القضية فى الدرج وبعد أن خرج إبراهيم سليمان من الوزارة حفظت القضية وكان يمكن أن أرفع قضية تعويض ضده.. وساعتها اتصلت بإبراهيم سليمان وقلت له: عرفت مين بقي يقدر يحبس التاني.. لكن أنا هاطلع أحسن منك ومش هحبسك.
 
كان ابراهيم سليمان يقول إنه ورث ثروته عن عائلته، فبحثنا عن هذه العائلة ووجدنا أنها عائلة طيبة جدا.. وصورنا محل والده المتواضع.. فعاد بعدها ليقول إن فلوسه أتي بها من السعودية.. ووقتها قال لي أحد المسئولين فى الرقابة الإدارية إن ملفات إبراهيم سليمان التي لدينا تملأ حجرة كاملة.
 
كلمني فتحي سرور مرة.. وذهبت إلي بيته، ووجدته يقول لي إن إبراهيم سليمان قدم ضدك بلاغاً، وأنا كتبته بنفسي، بس عاوز أقول لك إن فيه 3 ثغرات تقدر تبني عليها دفاعك.. وبالفعل قدمت المستندات التي نفعتني جدا.. ..وتعجبت لأن فتحي سرور كان بصورة أو بأخري أحد أسباب عدم عقاب إبراهيم سليمان الذي لم يخرج من الوزارة إلا بخلع الضرس كما يقولون.
 
وفى رحلة حج كنت أنا والدكتور حماد عبد الله ومحمد سعد خطاب - أكثر من هاجمهم محمد إبراهيم سليمان وهاجموه - وجدناه هناك يؤدي الفريضة، لم أحمل ضده أي مشاعر سيئة.. لكن فى الحرم وجدت سعد خطاب يصلي إلي جواره ويدعو قائلا: اللهم اقض علي الفاسدين والوزراء الذين أفسدوا البلاد.. وقد استجاب الله لدعاء خطاب فى الحرم.. وأصبح سليمان أحد نزلاء سجن طرة.

ليست هناك تعليقات: