السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة 17 / كمال الشاذلى.. رحلة برلمانى شهير من «عجلة الباجور».. إلى قصر مارينا




9/12/2011   7:23 PM
كمال الشاذلى.. رحلة برلمانى شهير من «عجلة الباجور».. إلى قصر مارينا


كتبت عن نهاية خرافته.. فتحول إلى «فيل هائج»
الأسم  : كمال الشاذلى 
 
تاريخ الميلاد : 1934
 
 مكان الميلاد: مصر - الباجور - المنوفية
 
 تاريخ الوفاة 16 نوفمبر 2010
 

تعلم كمال الشاذلى السياسة ولعبة الانتخابات وأسرار البرلمان على يد نوال عامر البرلمانية القوية والتى تزوج شقيقتها بعد ذلك.. هى التى نقلته من مجرد محامٍ فى الأرياف إلى أن يصبح عضوا فى البرلمان.. من رجل يتحرك بعجلة فى طرقات الباجور إلى صاحب قصر فى مارينا.
 
وصل به الحال إلى أنه كان واحدًا من أعمدة حكم مبارك.. أو بدقة أكثر كان أحد الفرسان الثلاثة الذين يديرون البلد ويتحكمون فيه.. إبراهيم سليمان فى الحكومة.. زكريا عزمى فى الرئاسة.. وكمال الشاذلى فى البرلمان. لكننى دخلت فى جملة مفيدة مع كمال الشاذلى فى العام 2000.. كان الرجل فى عز قوته.. كان الأقوى والأهم والأخطر فى مصر.. يسيطر على مجلس الشعب.. وفى انتخابات 2000 فاز بمقعد البرلمان بالعافية.. قبل إعلان النتيجة بساعات أعلنوا أنه سيدخل الإعادة.. وبدأت تتكشف حقيقة كمال الشاذلي.
 
لم أقاوم إغراء أن يكون مانشيت العدد الأول من جريدة «صوت الأمة» التى أصدرتها فى العام 2000 هو: «سقوط خرافة كمال الشاذلي».
 
قرأ الشاذلى ما كتبت فجنَّ جنونه.. تحول إلى فيل هائح ، بدأ يشتم ويسب ويلعن.. هدد بإيقاف الجرنال.. لكن كل ما استطاعه أن هدد رجال الأعمال وكان بعضهم فى البرلمان أو فى مجلس الشوري، ومنعهم من أن يعطوا الجريدة أى إعلانات.. لكن الجريدة استطاعت أن تقف على قدميها.. فقد كان ما نكسبه من التوزيع أكثر من عائد الإعلانات التى منعها.
 
ولم تكن هذه أول مرة أتعرض لكمال الشاذلي.. فعلت ذلك مبكًرا جدًا.. كنت أعرف أنه جاء من الباجور يركب العجلة حتى وصل إلى أول مركز فى القاهرة ليركب بعد ذلك تاكسى بالنفر.. لكنه عندما عاد إلى الباجور.. عاد على قصره الذى كان يطلق عليه البيت الأبيض.
 
رجع كمال الشاذلى إلى الباجور ومعه مرسيدس.. بل كان هناك أكثر من ذلك فقد عاد ومعه توكيلات المرسيدس فى شركات القطاع العام.. وهو ما جعلنى أفتح ملفات المحاسيب.. وكان ذلك فى ما بين 92 و93.. كتبت عن أبناء الوزراء والوزراء الذين كونوا ثروات.. وأشرت من طرف خفى إلى استغلال النفوذ.. وكانت الرقابة الإدارية تعمل دون ضغوط ضخمة كما حدث فى سنوات مبارك الأخيرة. وصلت تقارير من الرقابة الإدارية عما يفعله أبناء صفوت الشريف وكمال الشاذلى على وجه التحديد.. ووجدت الرئيس يتصل بى تليفونيًا الساعة الثامنة صباحًا ليقول لى الجملة التى سمعتها منه كثيرًا:لو الكلام ده مش مظبوط هقطع رقبتك.. وقد ظل مبارك يردد هذه الكلمة فى كل مناسبة حتى وصل الفساد إلى الدرجة التى كتبت نهاية مبارك شخصيًا. وعندما جاء جمال مبارك، وأتى برجاله إلى الحكومة والبرلمان كان لابد أن يدخل رجال مبارك الأب إلى الجراج ، وأن يختفى كمال الشاذلى ويتلاشى تماما.. جاءت حكومة رجال الأعمال.. ظهر رشيد محمد رشيد ومحمود محيى الدين وأحمد المغربي، وكان ضروريًا أن يطيحوا بإبراهيم سليمان.. ولما جاء الطفل المعجزة أحمد عز الذى رمى شباكه على أمانة التنظيم بالحزب الوطنى كان لابد أن ينزل كمال الشاذلى من على المسرح وبأقصى سرعة.. وحتى أحمد نظيف لم يرغب فى بقائه وزيرًا فى حكومته فأطاح به من منصبه كوزير لشئون مجلسى الشعب والشورى.. وهو ما جعل الشاذلى يكره الأحمدين.. عز ونظيف.. أقصر وأطول مسئولين فى مصر. اقتربت من كمال الشاذلى خلال هذه الفترة، أو هو الذى اقترب مني.. كان لا يزال يصارع على السلطة، ولم يجد أمامه إلا خصومه القدامى وعلى رأسهم صفوت الشريف الذى خرج هو الآخر من وزارة الإعلام إلى مجلس الشوري، كان المغضوب عليهم يجتمعون ويحرضون على جمال مبارك ومجموعته.. وبعد أن ينتهى اللقاء كل منهم كان يلعب بمفرده ولحسابه الخاص.. هذا رغم أن كمال الشاذلى كان أول من فكر فى التوريث.. وأول من دفع بجمال مبارك إلى معسكرات الشباب.
 
فى هذه الفترة عرفت الكثير عما يدور فى البلد من كمال الشاذلي، حكى لى مرة عن الجراج الذى يوجد تحت مبنى أمانة الحزب الوطنى على الكورنيش.. أكد لى أن به سيارات فخمة وحديثة.. وأن باب الجراج يفتح بكود إلكتروني.. ولا يوجد كثيرون يعرفون أمر هذا الجراج.
 
وقد حدث بعد يوم 25 يناير.. أن فُتح هذا الجراج وخرجت منه السيارات الفخمة والحديثة.. ولا أحد يعرف أين اختفت.. ولا من صاحبه.. وهو موضع مغرٍ بالتحقيق.. رغم أن أحدا لم يلتفت له حتى الآن.. وكان هو من قال لي: إن أحمد عز سيتزوج من شاهيناز النجار ، ويجعلها تترك المجلس لتتفرغ له.
 
فى العامين الأخيرين له قبل وفاته أُصيب بمرض خطير فى الأمعاء.. سافر إلى أمريكا ليجرى عملية جراحية، لكن يبدو أن العملية لم تنجح فقد نتج منها ما يطلق عليه «تعقيد الجراحة»، وكان لابد أن يجرى عملية أخري.. وظل لفترة طويلة جدًا فى الخارج.. وقد فقد أكثر من ثلثى وزنه.. أو نصف وزنه على الأقل. وقد يكون من كرم ربنا لهذا الرجل أنه مات قبل أن يسقط نظام مبارك.. فقد وجد من يمشى فى جنازته.. ومن ينعيه.. ومن يقول فى حقه كلمة حسنة على طريقة اذكروا محاسن موتاكم.. لكن لا شيء يكتمل.. فأولاده الذين كانوا من المفروض أن يرثوا ما تركه من مال ومنصب وبرلمان.. وجدوا أنفسهم يرثون عن أبيهم قضايا الكسب غير المشروع.. فما زرعه كمال الشاذلى حصده أبناؤه.
 

ليست هناك تعليقات: