السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة 25// منصور حسن الرجل الذى كرهه مبارك كما لم يكره أحداً فى حياته




9/12/2011   7:51 PM
منصور حسن الرجل الذى كرهه مبارك كما لم يكره أحداً فى حياته

 
لم يكن من عائلة السادات.. ولم يقدمه كيسنجر له
 
■ منصور حسن
 
■ أحد رجال السادات
 
دخل الانتخابات عام 1974 عن دائرة أبوكبير
 
■ وزير للثقافة والإعلام فى عهد السادات ثم وزير لشئون رئاسة الجمهورية
 

كان منصور حسن واحداً من أهم رجال الرئيس السادات.. وقد تعاون مع مبارك بالفعل.. لكن الواقع يشير إلى أن مبارك لم يكره أحداً فى حياته كما كره هذا الرجل.
 
عندما كنت صحفيا صغيراً فى روزاليوسف كان هو وزيراً للثقافة والإعلام.. قالوا إنه جاء للقضاء على الشيوعيين والترويج لفكرة السادات بتحويل نقابة الصحفيين إلى ناد اجتماعي.. وقتها قدت حملة صحفية كان عنوانها «انقلاب فى بلاط صاحبة الجلالة».. صدرت بعد ذلك فى كتاب بنفس الاسم.
 
كان منصور حسن ودودا ولطيفا جداً.. قابلته فقال لى إنه مستعد للتفاهم.. أخبرنى أنه رجل يترفع عن السلطة.. لكننى انسحبت من لسانى وقلت له: من يترفع عن السلطة لا تأتى له أبدا.. فأخذ كلامى باستهزاء.. لكننى أعتقد أن وجهة نظرى كانت هى الصحيحة.
 
مع بداية ظهور منصور حسن فى عصر السادات قالت عنه مجلة الحوادث اللبنانية إنه الرجل القادم فى مصر.. وهو العنوان الذى قلب الدنيا، فقد كان المعنى أنه سيكون بديل السادات.. وبالفعل نسبت أساطير كثيرة لمنصور حسن.. منها مثلا أن هنرى كيسنجر هو الذى قدمه للسادات.. ومنها أنه من عائلة السادات.. لكن الحقيقة أنه لم يكن قريبا للسادات.. ولم يقدمه كيسنجر.. الحقيقة أنه كان له صديق اسمه عبد الحميد رضوان فى مدرسة فيكتوريا.
 
كان حسن يعمل فى البيزنس.. لكن رضوان طلب منه أن يدخل معه فى حزب جديد يرأسه السادات هو الحزب الوطني.. كان السادات قد تأكد من فشل حزبه الأول «مصر».. أمام الأحزاب الأخرى وخاصة اليسار.. وكان منصور من بين من انضموا للحزب الجديد، وقد شهد السادات فى حقه شهادة رائعة، فقد قال عنه: إنه نموذج للشباب السياسى الذى يجب أن يتكرر كثيرا.. وكانت هذه الشهادة تحديدا السبب فى أن يقترب منصور حسن من السادات أكثر.
 
دخل منصور حسن الانتخابات البرلمانية عام 74 وفاز عن دائرة أبو كبير بالشرقية.. كان المسئول عن انتخابات الشرقية هو سيد مرعي، لكن يبدو أن كيمياء الرجلين لم تتوافق.. لكن ذلك لم يمنع أن تكون ثقة السيدة الأولى جيهان السادات فيه كبيرة جدا.. وكان معروفا عن جيهان السادات أن لها دورا مهما فى ترميم العلاقات التى أفسدها زوجها وخاصة مع المثقفين.. وقد دعمت جيهان السادات منصور حسن لدى زوجها كثيرا.
 
وفى إحدى المرات التى كان الرئيس السادات يسترخى فيها بميت أبو الكوم ، أعلن لمن حوله أنه قرر تعيين منصور حسن وزيرا لشئون رئاسة الجمهورية.. وفى هذا الوقت كان مبارك نائبا للسادات.. وقد قالت جيهان السادات إن زوجها أراد بهذا القرار أن يحدث دربكة فى مطبخ الرئاسة.. لكن القرار كان له معنى آخر.. فتعيين حسن وزيرا لشئون الرئاسة معناه انحسار سلطات واختصاصات النائب حسنى مبارك.
 
بأدبه الجم المعروف عنه ذهب منصور حسن إلى مبارك.. كان حسنى قد عرف القرار من زكريا عزمى فذهب إلى بيته ووضع قدمه فى الجبس دون أن يكون مكسورا، ولما جلس منصور حسن على طرف سريره، قال له: يا سيادة النائب لم يأخذ الرئيس مثل هذا القرار دون التشاور معك.. وأنا تحت أمرك.. شوف الصلاحيات المناسبة لمنصبي.. وخد الصلاحيات التى تريدها.. واترك لى حضرتك ما تكلفنى به.
 
رد عليه مبارك بأن يأخذ كل الصلاحيات.. وبالفعل حصل منصور على الملفات وبدأ يعمل.. لكن حرباً خفية بدأت تنشب بينهما.. ظل مبارك يتعامل معه ببرود وتجهم.. وبعد 3 أيام ذهب إلى عثمان أحمد عثمان المقرب جدا من السادات.. وقال له إن القرار إهانة له.. وبالفعل بدأ السادات يعيد نظر وقال لمبارك: شيل من القرار ما تريده ودع الباقى لمنصور حسن.. فالسادات فى النهاية كان يقدم مبارك على أنه صورة لحرب أكتوبر التى خاضها السادات وانتصر فيها.
 
كان السادات يريد أن يكون له نائبان.. الأول عسكرى والثانى مدني.. فى رغبة أكيدة منه مهد لها الكاتب الكبير موسى صبرى بأن تنتقل مصر إلى الحكم المدنى بعيدا عن الحكم العسكري، لكن مبارك بافتعاله للأزمة لم يكمل السادات ما بدأه.
 
فى صيف العام 1981 كان الرئيس السادات فى آخر زيارة له إلى أمريكا.. وكان من المقرر أن يقابل المستشار النمساوى فى ذلك الوقت، لكن وقبل أن يصل اتصل كريكسى برجل قريب من السادات وهو الدكتور على السمان، وقال له: بلاش السادات ينزل فيينا.. لأننا كشفنا خلية فلسطينية تجهز لاغتياله.. وبالفعل أرسل على السمان ببرقية عاجلة للسادات وأخبره بألا يأتى إلى فيينا وأن يلغى الزيارة فورا.
 
شعر الرئيس السادات بالخطر يقترب منه.. وعندما نزل إلى القاهرة طلب من منصور حسن أن يسافر إلى فيينا ليعد له تقريرا عما جرى هناك، وبعد أن عاد إلى القاهرة أرسله فى مهمة خاصة إلى السلطان قابوس.. وبدا وكأنه يبعده عن القاهرة فى هذا الوقت.. وهى الفترة التى كان يتم فيها القضاء على القوى الوطنية المختلفة.. وقد تمت المؤامرة بالقبض على أكثر من 1500 سياسى ومفكر وكاتب وصحفى فى الأول من سبتمبر 1981.
 
كان منصور حسن يرفض أسلوب الاعتقالات.. بل رفض تبرير السادات بشكل واضح لهذه العملية.. وأعلن منصور أنه حر فى رأيه ولو لم يعجبه كلامه فهو حر أيضا، وكانت النتيجة أن أعفاه السادات من الحرج ومن المنصب أيضا.. فقد قال له: أنا هطلعك من الوزارة فى أول تعديل قادم.
 
لكن فى الحقيقة وطبقا لرواية جيهان السادات، فقد قال لها السادت: إنتى ومنصور حسن سذج.. وأخبرها أنه كان يجهزه ليكون نائبا له وكان يريد أن يبعده عن الاعتقالات.. وكان القراران موجودين بالفعل بتعيين نائب مدنى وآخر عسكري.. وكانت هناك معلومات بأن مبارك أقيل من منصبه كنائب.. ولولا حادث المنصة لأصبح منصور نائبا للرئيس.. ولأقيل مبارك من منصبه بعد فترة، فى عصر مبارك أصر منصور حسن أن يترك الحزب الوطنى وأن يلتزم الصمت.. وعندما تحدث فى أحد البرامج المسائية غضب عليه مبارك بشدة.. أو بالمعنى الأدق تجدد غضب مبارك منه وعليه.. فهو لم يحبه أبداً.
 

ليست هناك تعليقات: