السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة 11/أستاذ الجامعة الذى سيطر على مبارك بعشرة طاولة /إبراهيم أبو العيون أحمد كامل




8/29/2011   9:29 PM
أستاذ الجامعة الذى سيطر على مبارك بعشرة طاولة

الاسم : إبراهيم أبو العيون أحمد كامل
تاريخ الميلاد: 13 يونيه1941م - القاهرة.
المؤهل الدراسى : حاصل على الدكتوراة من أمريكا 1965م وعمل استاذا بكلية التجارة جامعة القاهرة لمدة 3سنوات.
المهنة : رجل أعمال وعضو الهيئة العليا للحزب الوطنى الديمقراطى.
 
 
 
خطط للتوريث.. وأذاق جمال مبارك
حلاوة أول قطفة من البيزنس
إبراهيم كامل

فى المؤتمر الأخير للحزب الوطنى وقف رجل الأعمال وعضو الأمانة العامة فى الحزب وسط مجموعة من رؤساء التحرير، قال لهم: حرام عليكم الراجل تعب خلوه يستريح.. سيبوه يعيش سنينه الأخيرة فى راحة ومن غير إزعاج.
 
من تحدث كان رجل الأعمال إبراهيم كامل، أما الرجل الذى يجب أن يستريح فكان مبارك.
 
لكن السؤال: هل كان مبارك يريد أن يستريح فعلا؟.. لقد كانت هناك خطة للتوريث تبدأ فى أول مارس الماضى، كانت ستخرج مجموعة من الصحفيين الكبار ورؤساء التحرير وبعض المحللين ليتحدثوا عن التجديد والتحديث، وأن الرئيس أدى دوره، ويجب أن يراقب التطوير من بعيد.
 
كانت هذه هى الخطوة الأولى، أما الثانية فكان موعدها 15 مايو يخرج فيها مبارك شخصيا ليقول إنه لن يترشح لفترة رئاسية جديدة.. وبعد شهرين يرشح الحزب جمال مبارك للرئاسة.
 
لكن يظل السؤال هو: هل كان مبارك مستعدا لأن يتنازل ويكون رئيسا سابقا؟
 
ما أعرفه عن مبارك أنه لم يكن ليقبل بلقب رئيس سابق، ولأنه كان سيخرج ويعلن فجأة أنه سيترشح للرئاسة، ولديه أسبابه، فقد كان يخاف على ابنه من القتل إذا ما ترشح، ثم إنه كان يعرف أن نجله لا يملك قدرات ترقى به لرئاسة مصر، كما أنه كان يعرف أن موقف الجيش صعب من ابنه.
 
وهنا يظهر سؤال آخر: هل كان مبارك سينجح فيما يخطط له؟.. أعتقد وأتحدى أن يكذبنى أحد أن مبارك كان سيجرى عليه انقلاب أبيض داخل قصره، كان جمال بمساعدة الهانم وزكريا عزمى وأطراف أخرى سيجبرون مبارك على أن يترك الترشيح لجمال.
 
لقد وصلت خطة التوريث إلى مرحلة الجنون، وكانت هناك أطراف سياسية واقتصادية تصر على إتمام التوريث حتى نهايته لأن مصالحها كانت تتعلق بنجاحه.. لقد عاملوا جمال مبارك خلال السنوات الأخيرة على أنه الرئيس الفعلى للبلاد.. وكان الشيء الغريب أن العنصر الوحيد الذى لم يدخل فى حسابات صناع سيناريو التوريث هو الشعب المصرى الذى لم يعمل أحد حسابا لإرادته.. وهى الإرادة التى أسقطت حسنى مبارك وأنهت أسطورة التوريث تماما.
 
كان من أهم الداعمين لسيناريو التوريث رجل الأعمال إبراهيم كامل.. وهو أستاذ جامعى درس فى أمريكا، تعرف على أسامة الباز هناك وأصبحا صديقين، وعندما عاد حاول أن يعمل فى الجامعة، لكن يبدو أن الجامعة لم تكن على قدر طموحه.. ليقرر أن يتركها ليتفرغ للبيزنس.
 
كان والده يعمل فى جمع زهور الفل والياسمين ويحولها إلى زيت تمهيدا لكبسها وتحويلها إلى عجينة، وهى العجينة التى كانت تباع للاتحاد السوفيتى وبعض الدول الأوروبية لتصنيع العطور منها، بعد موته فشل إبراهيم فى إكمال مسيرة والده.
 
اتجه ابراهيم كامل اتجاها آخر.. ليجد فى طريقه جمال مبارك، كان كامل قد عمل فيما يمكن أن نطلق عليه بيزنس الصفقات المتكافئة، وربما تكون أو قطفة بيزنس لجمال مبارك عن طريق ابراهيم كامل من هذه الصفقات.
 
اشترك ابراهيم كامل مع جمال مبارك فى تأسيس ما يسمى بالمركز المصرى للدراسات، وهو المركز الذى كان غطاء للقاءات جماعة الوريث، ومن هنا بدأت فكرة أن يأتى جمال مبارك رئيسا لمصر خلفا لأبيه.
 
لم يكتف إبراهيم كامل بعلاقته بجمال مبارك، فمن خلال صداقته بأسامة الباز وعلاقة البيزنس التى تربطه بجمال وصل إلى مبارك.. رأس الرئيس مباشرة.
 
عرف إبراهيم كامل أن مبارك غاوى طاولة.. وكان فخورا جدا أنه يلعب مع الرئيس.. والحقيقة أن جلسات الطاولة هذه كانت سببا فى أن يصبح ابراهيم كامل مقربا من مبارك، وهو القرب الذى جعل بنك القاهرة يعجز عن مطالبته بديونه التى وصلت إلى 2 مليار جنيه.
 
كان إبراهيم كامل يساند التوريث بكل ما يملك، فلم يكن لديه حل آخر.. فلو جاء رئيس آخر غير جمال فيمكن أن تنهار امبراطوريته.. فقد كان يحصل على كل شيء.. أعطوا له تقريبا الساحل الشمالى و17 ألف متر فى قرية غزالة ومطار العلمين وكل هذه ببركة لعب الطاولة.. وحتى يمنحوه قوة أكبر.. جعلوه رئيس جمعية مستثمرى الساحل الشمالى.
 
وعندما اختير موقع الضبعة بعد أكثر من 5 سنوات من الدراسات والأبحاث وتحليل التربة وحركة الرمال وأماكن تخزين النفايات.. وهى الدراسة التى تكلفت من 400 إلى 600 مليون جنيه لتكون مقرا للمشروع النووى المصرى، كان من سوء الحظ أنها كانت على أطراف قرية غزالة التى يملكها كامل.. وهى قرية يسكنها كبار فى الحزب والحكومة والصحافة والشرطة.
 
انزعجوا بشدة من أن المفاعل النووى سيكون بجوارهم.. وهنا دخل إبراهيم كامل بكل ثقله ليمنع إنشاء المفاعل النووى فى أرض الضبعة.. كان شعاره يا جماعة خلينا نبيع الأرض دى ونكسب من 10 إلى 12 مليار.. وبها نمول مشروع المفاعل النووى.
 
لم يكن هذا الكلام مناسبا لا من أستاذ جامعة ولا من سياسى يساند جمال مبارك فى مشروع التوريث، لكنه بدأ حملة قوية ضد مشروع الضبعة، وبعد 5 شهور عقد اجتماع بلجان مجلس الشعب ولجان الحزب.. وبشكل علنى أعلن مبارك لصديقه المقرب وربما للمرة الأولي: انسى الضبعة يا ابراهيم.
 
لم ييأس إبراهيم كامل، دعا محمود الجمال حما جمال مبارك ومحمد عبد السلام المحجوب باعتبارهما من أعضاء جمعية مستثمرى الساحل الشمالى.. على الغداء فى قرية غزالة.. وهم على الغداء قال لهم: حرام نهدر هذا المنظر الساحر.. إحنا ممكن نعمل مارينا تانية.. وغزالة رابعة.
 
نشرت ما جرى فى هذا اللقاء، فكلمنى محمود الجمال وقال لي: أنا جرى تضليلى.. ولا ناقة ولا جمل لى فى الموضوع.. وهو ما كرره عبد السلام المحجوب أيضا فقد قال لي: لقد جرى استخدامى.
 
لقد ظل إبراهيم كامل يدافع عن مبارك حتى النفس الأخير.. لأنه فى الحقيقة كن يدافع عن نفسه.. وعندما خرج مبارك فى 1 فبراير يتحدث للشعب المصرى بعاطفية شديدة.. خرج كامل ليعلن أنه سينظم مسيرة تأييد للرئيس مبارك فى ميدان مصطفى محمود.. وفيها وقف إلى جواره عمر طنطاوى صديق جمال مبارك وعدد من رموز الحزب الوطنى.. وهو نفس اليوم الذى وقعت فيه موقعة الجمل الذى أحيل كامل على ذمتها إلى محكمة الجنايات.
 
والآن.. لو تمكن إبراهيم كامل من الحصول على البراءة فى موقعة الجمل.. فمؤكد أنها لن يراها فى موقعة بنك القاهرة.. فعليه أن يسدد عدة مليارات بفوائدها.. وإن لم يستطع.. فليس عليه إلا أن يسدد ديونه خدمات فى السجن.
 
 

ليست هناك تعليقات: