السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة 23// مصطفى الفقى سكرتير المعلومات الذى كان يوفق بين مبارك ومصر كلها




9/12/2011   7:43 PM
مصطفى الفقى  سكرتير المعلومات الذى كان يوفق بين مبارك ومصر كلها


الرئيس قال له: مش إنت اللى هتنظم لى دماغى
 

■ مصطفى الفقى
■ مكان الميلاد: الجيزة
■ تاريخ الميلاد: 1944
■ المؤهل: بكالوريس اقتصاد وعلوم سياسية
■ الوظيفة: سكرتير الرئيس للمعلومات
عضو سياسى بالحزب الوطنى
أمين معهد الدراسات الدبلوماسية
رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب
 
كان الرئيس مبارك يستيقظ من نومه مبكرا.. وفى مرة وهو داخل إلى مكتبه وجد 3 ملفات.. كل ملف منها بلون مختلف.. ملف باللون الأحمر وعليه خطير وعاجل.. وملف لونه أصفر للمناقشة.. والملف الثالث أخضر وعليه موضوعات تم حسمها وانتهت.. طلب مبارك سكرتيره للمعلومات وقال له: ما هذا الكلام الفارغ.. وقال له: مش إنت اللى هتنظم لى دماغى.
 
هذا السكرتير هو الدكتور مصطفى الفقى الذى كان نموذجا لجيلنا.. خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. تخرج قبلى فى الكلية.. هو خريج قسم سياسة وأنا خريج قسم اقتصاد.. كنا نسمع عنه ونحن طلبة باعتباره نموذجاً.. مثقفاً وذكياً ولماحاً وخفيف الظل.
 
كان عضوا لامعا فى منظمة الشباب.. وكان رئيساً لاتحاد الطلبة فى الكلية لقدراته السريعة فى تقديم الخدمات لمن حوله، وهو ما جعل عبد الناصر يعينه بقرار جمهورى قنصلا لمصر فى لندن.. وخلال وجوده هناك حصل على درجة الدكتوراه.. وكانت رسالته عن مكرم عبيد ودوره فى قضية الوحدة الوطنية.
 
وعندما عاد مصطفى من لندن تحمس له وبشدة الدكتور أسامة الباز ورشحه ليشغل منصب سكرتير الرئيس للمعلومات.. كان الفقى مدنياً من بين المدنيين القلائل فى المؤسسة.. وكان لذكائه وشطارته وخبرته وجاذبيته فى وسط المجتمع، وخاصة جاذبيته للجنس الآخر.. كان مثار اهتمام وغيرة من الآخرين وبالذات زكريا عزمى الذى لم يكن يحب مصطفى الفقى على الإطلاق.. فهو من الأساس لا يحب أحدا.
 
استمر مصطفى فى منصبه 8 سنوات.. كانت لديه قدرة مذهلة على الاتصال مع الناس، إذا حدثت مشكلة يقوم بسرعة بالتوفيق بين أطراف المشكلة.. كان مصطفى يوفق بين الرئيس وبين المجتمع كله.. وبعد أن ترك الفقى هذا المنصب تحول إلى منصب عادى جدا، يأتى السفير ويظل فيه أربع سنوات كأنه فى مهمة خارجية.
 
لقد قيلت أسباب كثيرة لخروج مصطفى الفقى من الرئاسة.. قيل مثلا إنه يتحدث كثيرا.. وقالوا إن لوسى آرتين كانت وراء خروجه، وقيل إن مشكلة وقعت بينه وبين الجامعة الأمريكية كانت السبب.. وأعتقد أن هذه كلها كانت أسباباً ظاهرية.. فالسبب الحقيقى كان الصراع داخل قصر الرئاسة.. وكذلك إصرار زكريا عزمى على أن «يكوش» على كل شيء حول الرئيس.. وأن يسيطر على الأفراد والسلطات داخل الرئاسة.
 
لم يخرج مصطفى من الرئاسة بشكل عادي.. كانت هناك مكيدة.. وعندما استدعاه عمر سليمان ليحدد مصيره فى مؤسسة الرئاسة تراهن جمال عبد العزيز وزكريا عزمي.. وكان زكريا حاسماً وجازماً فى أن مصطفى سوف يخرج من المؤسسة وهو ما جري.
 
بعد أن خرج من الرئاسة قابلته.. كان مصطفى وبمجرد أن يوجد فى مكان تتجمع الدنيا كلها من حوله.. لكننى وجدته وحيدا تماما.. وكأن الأرض انشقت وابتلعت كل الناس.. تناولنا الغداء معا فى النادى الدبلوماسي.. شكا لى مما جري.. ويومها كتبت مقالا فى مجلة روز اليوسف بعنوان: «بعد أن تذهب السلطة».
 
بعد أن نشرت المقال بأيام جمعتنى مناسبة مع الدكتور زكريا عزمي، وهى مناسبة كانت خاصة بدار الشروق، ووجدت رئيس الديوان يقول لي: إنت مجنون.. فيه حد يكتب عن واحد الرئيس مشاه.. عاوز تودى نفسك فى داهية.
 
عندما اختفى مصطفى الفقى من مؤسسة الرئاسة اختفت معلومات كثيرة.. كان يمكن أن تصل إلى الرئيس.. فقد حدث مرة ونحن نتناول العشاء.. وكان موجودا الدكتور عبد المنعم عمارة واللواء صبرى العدوى قائد الحرس وقت أن كان مبارك فى مجلس الشعب وأوشك أن يسقط على الأرض من الإغماء.
 
حكى لى صبرى العدوى الواقعة بتفاصيلها.. ماذا كان سيحدث لو جرى للرئيس شيء وهو فى مجلس الشعب.. أولا الطائرة الرئاسية ستكون جاهزة للإقلاع لنقله إلى أى مكان وفى أى لحظة.. وزير الداخلية سيتحول إلى قائد مرور العاصمة.. ويرفع كل ما يمكن أن يقابله ليكون الموكب أسرع.. والطائرة تكون على استعداد لأن تقلع من مهبط النادى الأهلى لنقله.
 
وعرفت من هو الأهم فى سلم من سيتخذون القرار.. وكانوا كالآتي: قائد الحرس الجمهورى ثم بعد ذلك القائد العام للقوات المسلحة وعمر سليمان ورئيس الحكومة ووزير الداخلية.. كان خارج القاعة التى يوجد فيها الرئيس كل رموز النظام ورؤساء تحرير مصر كلها، وأعضاء مجلسى الشعب والشورى وقيادات المؤسسات الصحفية القومية وقيادات المؤسسة الدينية من الكنيسة والأزهر.
 
وقتها تصرف زكريا عزمى بأن ترك الكاميرات كلها تعمل حتى لا تخرج أى شائعة عن الحالة الصحية للرئيس أو ما تعرض له.. وجدت صبرى العدوى يقول لى إنه كان غاضبا جدا من الدكتور زكريا عزمي.. فلو أن الدكتور مصطفى الفقى كان موجودا لنقل المعلومات بأمانة لمبارك.
 
ويكمل العدوي: كنت أتمنى أن ألعب هذا الدور.. لكن لم يكن لأحد أن يخرج أمام مبارك عن الدور المنوط به.. وكان مبارك مغمض العينين.. ولا يستطيع أحد أن ينقل له معلومة واحدة سيئة لأنه سيطرد.. وكان مبارك مغمض العينين بتقارير لا قيمة لها.
 

ليست هناك تعليقات: