الخميس، 22 سبتمبر 2011

استقالة خنفر لن تمر مرور الكرام


استقالة خنفر لن تمر مرور الكرام

22/09/2011 

في خطوة مفاجئة, قدم مدير عام قناة الجزيرة القطرية وضاح خنفر استقالته بعد ثمانية اعوام امضاها في منصبه، وذلك في رسالة وجهها الى العاملين في المحطة .

وكتب وضاح خنفر الذي يدير القناة منذ العام 2003 'كنت قد تحدثت مع رئيس مجلس الإدارة منذ زمن عن رغبتي في ان اعتزل الادارة عند انتهاء السنوات الثماني، وقد تفهم مشكورا رغبتي هذه'.

واشاد خنفر ب'الرعاية التي اولتها قطر شعبا وقيادة للجزيرة'.

تاريخ خنفر مع الجزيرة :
التحق وضاح خنفر بقناة الجزيرة عام 1997، ثم عين مراسلا لها في جنوب إفريقيا وغطى عددا من الأحداث في مختلف أنحاء إفريقيا, وانتقل خنفر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلي الهند لتغطية تداعيات الحرب على أفغانستان وبعد سقوط طالبان وقصف مكتب الجزيرة بكابول ذهب إلى أفغانستان وواصل تغطية الأحداث في مختلف أنحاء أفغانستان لمدة خمسة أشهر.

وبعدها انتقل إلي العمل في العراق، حيث تتبع مجريات الأحداث قبيل الحرب على العراق من السليمانية شمالي العراق، ثم غطى الحرب من خلال إقامته في شمال العراق، وبعد أن سقطت بغداد انتقل إليها وعين مديرا لمكتب الجزيرة في العراق، حيث أعاد تجهيز المكتب وتفعيله بعد أن قصف من قبل الطائرات الأمريكية،وأدى حينها إلى مقتل مراسل الجزيرة طارق أيوب.

وقدم وضاح خنفر برنامج المشهد العراقي والذي كان يذاع على الهواء مباشرة من بغداد، وواصل عمله في العراق إلى أن عين مديرا لقناة الجزيرة في 26 أكتوبر 2003 خلفا لمديرها السابق محمد جاسم العلي، فانتقل إلى الدوحة وفي فبراير عام 2006 عين مديرا عاما لشبكة الجزيرة التي تضم مختلف القنوات والمؤسسات التابعة للجزيرة بما فيها القناتان الإخباريتان العربية والإنجليزية والجزيرة الوثائقية والرياضية.

ولكن السؤال الذي يحير الجميع, ما هي الاسباب الكامنة وراء استقالة خنفر المفاجئة ؟
تعددت الاراء و السيناريوهات  حول اسباب استقالة خنفر من ادارة قناة الجزيرة, ومن هذه السيناريوهات :

ضغوط خارجية :
تكهنت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن استقالة رئيس فضائية "الجزيرة" القطرية، وضاح خنفر، الثلاثاء 20-9-2011، بشكل مفاجئ تم بضغوط خارجية .

وأضافت: "مؤخرا تم اتهام قناة الجزيرة بعدم الحيادية في تغطيتها للانتفاضة في البحرين، وكأنها تذيع تقارير حول الأحدات في قطر نفسها وليس البحرين.

ونقلت "الجارديان" عن مصادر عربية قريبة من الحكومة القطرية- لم تسمها-أن استبعاد خنفر من الجزيرة كان من المفترض أن يتم قبل 6 أشهر، ولكن كان لا بد من تأجيل هذا القرار بعد تسرب معلومات من سوريا تشير إلى إقالة خنفر، لتجنب الانطباع حول رضوخ قطر لضغوط من دمشق.

كما ذكرت الصحيفة أنه على الرغم من تعرض خنفر للعديد من الانتقادات، واتهامه بتعاطفه مع جماعة "الإخوان المسلمين" بسبب تغطيته لأخبار الحركات الإسلامية.

تدخل بشارة المستمر في سياسات وتوجهات الجزيرة:
وقالت المصادر من داخل غرفة الأخبار بقناة الجزيرة إن خلافات عميقة نشبت طيلة الأشهر الماضية بين خنفر والمفكر الدكتور عزمي بشارة المقيم في الدوحة منذ سنوات، وهي أدت في نهاية المطاف إلى التضحية بخنفر.

واشتدت الخلافات بين خنفر وبشارة مؤخرا خصوصا مع تدخل بشارة المستمر في سياسات وتوجهات الجزيرة فيما يتعلق بتغطية الثورات العربية، وهو أمر لم يقبله خنفر واشتكى أكثر من مرة لدى المسئولين في دولة قطر دون أن يجد أي ردود إيجابية, وذلك بسبب العلاقات المتينة و الخاصة  التي تربطة (بشارة)  مع العائلة الحاكمة في دولة قطر.

وبسبب  استمرار هذه الخلافات،  قررالمسئولون في دولة قطر حسم هذه المسألة بالتضحية بأحد الرجلين، ويبدو أن أسهم بشارة كانت الأقوى بحكم علاقاته المتشعبة مع دوائر صنع القرار في الدوحة، وهو ما أدى لاتخاذ قرار بتنحية خنفر.

تعاون خنفر السري مع ال CIA 
فهناك من ربط الأمر بالوثيقة التي نشرها موقع "ويكيليكس" في أغسطس الماضي وهي برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الأمريكية في قطر تشير إلى أن خنفر وافق على التخفيف من حدة بعض المواد التي نشرتها الجزيرة على موقعها على الإنترنت بعد قيام مسئولة العلاقات العامة في السفارة الأمريكية بانتقادها خلال لقاء معه في الدوحة.

وأضافت البرقية التي يعود تاريخها إلى 20 أكتوبر 2005 إلى وجود نوع من التفاهم بين الولايات المتحدة والجزيرة حول مضمون ما تبثه القناة ، كما كشفت عن تعاون وثيق بين خنفر ووكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية تم ترجمته في إزالة مواد تضر بصورة الجيش الأمريكي في العراق.

سيناريو أمريكا و اسرائيل و الجزيرة :
أن القشة التي قصمت ظهر وضاح خنفر التي استقال أو تمت إقالته وإقالة أيمن جاب تلك التسريبات الصحفية وهي أن دوله صغيره دفعت أموال لجهات حزبيه وجمعيات لأجل اقتحام السفارة الاسرائيليه بالقاهرة والى اقتحام وزارة الداخلية المصرية بالجيزة ، حيث اغلب الظن أن صانع القرار الإسرائيلي انزعج من تلك السياسة التي ارتدت سلبا على إسرائيل وان اللوبي الصهيوني وجد في السياسة الاعلاميه لدعم التيارات الاسلاميه ضررا يتهدد مصالح إسرائيل في المنطقة فكانت تسريبات ويكليكس التي اتهمت وضاح خنفر بالتنسيق مع المخابرات الامريكيه واستشارة وكالة المخابرات الامريكيه في نشر الأخبار من عدمها وهي إشارة للبدء بالاطاحه في وضاح خنفر وكذلك لإغلاق الجزيرة مباشر في القاهرة ومهما يكن فان الجزيرة في توجهاتها الاعلاميه وإستراتجيتها التي ثبت أنها كانت لخدمة وأهداف الغير وأنها تتساوق في سياستها الاعلاميه مع السياسة الامريكيه والاسرائليه وحين حصل التعارض في تلك السياسة وخطورتها وانعكاساتها على إسرائيل كان لا بد من الاطاحه بمدير عام الجزيرة وضاح خنفر وبإقالة أيمن جاب الله والسؤال هل تعيد الجزيرة إستراتجيتها الاعلاميه بعد تلك الاستقالات والإقالات وتعيين الشيخ احمد ابن جاسم آل ثاني مديرا عاما للجزيرة.

السيناريو الاخير هو : ان استقالة خنفر تأتي بسبب نية الجزيرة تغيير سياسة القناة:
هذا و قد أوضح  فيصل عبد الساتر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني , أن قناة الجزيرة ربما تريد إعادة مصداقيتها في العالم العربي وربما يكون وضاح خنفر مدير عام قناة الجزيرة المستقيل كبش فداء لإعطاء مصداقية للقناة لكن استقالة الصحفي غسان بن جدو من تلك القناة جاءت على خلفية أن سياسة القناة لا تتناسب مع الوضع القومي العربي مضيفاً أن المسألة لا تتعلق باستبدال شخصيات بأخرى بل نأمل ألا تكون بعض القنوات العربية رأس حربة قاتل في المجتمعات العربية.‏ 

ونفت مصادر في "الجزيرة" صحة خبر النزاع بين بشارة و خنفر,  وربطت استقالة خنفر بإحداث تغيير واضح في سياسة القناة خصوصا فيما يتعلق بالتعاطي مع ملف الثورات العربية.

وأشارت المصادر ذاتها أيضا إلى أن ما يؤكد وجود تغيير في سياسات الجزيرة مستقبلاً هو أن المدير العام الجديد رافق قبل أسبوع من استقالة خنفر أمير قطر حمد بن خليفة في زيارة قصيرة للسعودية التقى فيها الأمير بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

واخيرا ، إلى حين اتضاح مدى صحة أي من التفسيرات السابقة ، فإن الأمر الذي يجمع عليه كثيرون أن استقالة خنفر لن تمر مرور الكرام وستجدد التساؤلات حول حقيقة توجهات السياسة القطرية والتي أثارت جدلا واسعا منذ تأسيس "الجزيرة"

ليست هناك تعليقات: