السبت، 24 سبتمبر 2011

فاروق حسنى «آخر وزير ثقافة فى عصر مبارك»




9/12/2011   7:54 PM
فاروق حسنى «آخر وزير ثقافة فى عصر مبارك»


اتصل به جمال وعلاء وقالا له: احنا شايفينك بالبيجاما فى اليخت

■ فاروق حسنى
 
■ المهنة: وزير ثقافة أسبق
 
■ فنان تشكيلي
 
■ مكان الميلاد: الإسكندرية
 
■ تاريخ الميلاد: 1938
 
كانت هذه الحكاية مؤرقة للغاية لفاروق حسني.. وظلت تطارد فاورق حسنى فى كل وقت وفى كل مكان.
 
وهو فى أوروبا اشترك فى مظاهرة للشواذ.. وعندما قابل وزير الداخلية الأسبق زكى بدر.. قال له وربما دون مناسبة: على فكرة أنا مليش علاقة بالحكاية دي.. واللى وراها موافي.. سأله بدر: مين موافى ده؟ فقال له: ده اسم صفوت الشريف لما كان مسئولاً عن السيطرة فى جهاز المخابرات، وهو اللى قال لمبارك الحكاية دي.
 
المفارقة أن آخر وزير ثقافة فى عصر مبارك هو أطول وزراء الثقافة عمرا فى الوزارة، بدأ مع عاطف صدقى وخدم بعد ذلك مع الجنزورى وعاطف عبيد وأحمد نظيف.. ورغم أن أحداثا كثيرة كان من المفروض أن تخرجه من الوزارة، لكنه لم يخرج إلا بالثورة.
 
كنت أتحدث معه فى مرسمه بالإسكندرية.. ووجدته يحكى لى حكاية غريبة جدا، قال إن حسين سالم طلب مقابلته فى كنج مريوط - كان لفاروق بيت صيفى فيه - وهناك قال له إنه مرشح ليكون رئيس حكومة، وقتها لم يعرف حسنى هل هذا الكلام صحيح أم مجرد هزار.. فرد عليه فاروق بأنه لا يريد أن يكون رئيس حكومة بل نائب رئيس مرة واحدة.. وأعتقد أن هذه الواقعة كانت من باب الهزار ليس إلا.
 
فاروق اسكندراني.. فنان تشكيلى له ذوق معين، دخل الثقافة الجماهيرية وكان مسئولا عن قصر ثقافة الأنفوشى أيام ثروت عكاشة الذى أسس البنية الثقافية فى مصر.. بل وأنشأ معهد السينما والمسرح والباليه ومدينة الفنون.
 
وفجأة خرج حسنى من قصر الأنفوشى إلى المركز الثقافى الفرنسي، كان هناك عاطف صدقى ملحقا ثقافيا.. وكان موجودا وقتها أيضا الدكتور يحيى الجمل الذى كشف فى مذكراته أن حسنى كانت له علاقات بالمخابرات.. لكنه عاد لينفى ويصحح ويدقق.
 
الغريب أن مشاركة حسنى فى مظاهرة للشواذ وهو فى باريس ظلت تطارده.. لكنه فى الحقيقة استطاع أن يبعدها عن صورته فى إدارة وزارة الثقافة، فقد كان يجيد التعامل مع المثقفين من خلال تحييدهم.. واستطاع أن يقوم بالاتصال المباشر مع من يهاجمونه، وكان رجلا فى عرضه لقضايا المثقفين، ولم يكن أحد يجرؤ أن يكلم حسنى مبارك فى قضايا الصحفيين والمثقفين غيره.. بل إنه كان يستطيع أن يقول لمبارك: الكلام ده مش مظبوط يا ريس.
 
عندما تقدم باستقالته فى إحدى المرات عمل شيئين فى منتهى الذكاء.. قال إنه وضع استقالته بين يدى الرئيس.. وفى نفس الوقت كان هناك أكثر من 100 صحفى ومثقف من أصدقائه يصدرون بيانا يطالبون فيه باستمراره وعدم قبول استقالته.
 
كان فاروق حسنى مناورا كبيرا.. وكان فى منتهى الذكاء.. وكان يعرف أن مبارك يحبه.. وكان يتعامل مع رؤساء الوزارات الذين عمل معهم على هذه الخلفية.. فى أحد اجتماعات الوزارة وكان الجنزورى رئيسها.. وقبل الاجتماع طلب مبارك فاروق حسنى فى التليفون.. وبعد الاجتماع وجد الجنزورى يسأله: الرئيس كان عاوز منك إيه؟.. فرد عليه باستخفاف: كان عايزنى فى حاجة وخلاص.. ووقتها أدرك الجنزورى الذى كان يضحى بمن لا يريده فى الوزارة أن حسنى قوة لا يستهان بها وأنه لا يمكن إخراجه من الوزارة بسهولة.
 
وكما كان فاروق الأطول عمرا فى وزارة الثقافة، فإنه كان أكثر الوزراء تعرضا للهجوم وخوضا للمعارك.. وفى نهاية 2000 كنت رئيسا لتحرير «صوت الأمة» وحصلت معركة الروايات الثلاث (3 روايات أصدرتها هيئة قصور الثقافة وتقدم نائب إخوانى باستجواب ضد الوزير يتهمه بأنه يروج للجنس فى الروايات فأمر حسنى بمصادرتها على الفور).
 
يومها قال الوزير إنه لو تجرأ أحد ونشر الفقرات الجنسية فى الرواية فسوف ينشرها مرة ثانية، فقمت بنشر الفقرات، وقلت له أنت استقطعت أجزاء خارج السياق من الرواية، على طريقة «ولا تقربوا الصلاة».. وقلت له لو عملنا هذا فى لوحاتك واستقطعنا جزءا منها فيمكن أن تتحول إلى رسوم جنسية ربما تكون مهينة.
 
ثم حدثت معركة الحجاب والغريب أنى وجدت زكريا عزمى وأحمد عز والشاذلى يزايدون على فاروق حسنى فى مجلس الشعب.. الشاذلى قال «إن الست اللى مش محجبة تستحمل».. وأن نصف زوجات الوزراء محجبات.. وكنت متعجبا جدا من رموز الفساد الذين كانوا يبكون على الحجاب.. رغم أنهم كانوا غارقين فى السرقة والتجسس وكل أشكال الفساد.
 
والحقيقة أن أسعار لوحات فاروق حسنى
 
قامت الثورة وحدث شيء غريب جدا.. فعندما غابت الشرطة وحدث هجوم من البلطجية على بيت فاروق حسنى لم يكن من الوزير الفنان إلا أن وضع اللوحات المهمة الموجودة لديه فى اليخت الذى يملكه.. لكن الأغرب من ذلك أن مبارك اتصل به وقال له: أوعى البلطجية يكونوا نزلوك بالبيجاما من بيتك يا فاروق.. وبعد دقائق وجد جمال وعلاء مبارك يتصلان به ويقولان له:إحنا شايفينك بالقمر الصناعى وانت قاعد بالبيجاما فى اليخت بتاعك.. وبيضحكوا ويهزروا.

ليست هناك تعليقات: