السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة (6) جنرال أمن الدولة الذى قتل المصريين بالرعب سيموت مرعوبا



8/28/2011   12:21 PM
جنرال أمن الدولة الذى قتل المصريين بالرعب سيموت مرعوبا

السن: 63 سنة
 
المؤهل: تخرج في كلية الشرطة سنة 1971
 
المناصب: عمل بإدارة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة ثم ترقى برتبة رائد والتحق بأمن الدولة وتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيس جهاز أمن الدولة، وفى فبراير 2010 تم المد له بقرار من أحمد نظيف.
 
محبوس على ذمة قضية قتل المتظاهرين.
 
 
كان ينافس حبيب العادلى على كسب ود ورضا جمال مبارك
 
حسن عبدالرحمن
 
جنرال أمن الدولة الذى قتل المصريين بالرعب سيموت مرعوبا
 
كان حسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة السابق يعيش فى منطقة المنيل بالقاهرة.. لكنه رأى أن المكان غير آمن، فانتقل هو وأسرته إلى فيللا محصنة داخل جهاز أمن الدولة بمدينة نصر.
 
بعد أحداث يناير وقبل إقالته رأيته فى مكتب محمود وجدى وزير الداخلية السابق.. كان الرجل الذى تجرى الدنيا كلها وراءه يرتعش فى مكتب وجدي.. قلت له: عاوز أتكلم معاك، فقال بضعف: ربنا يسهل بعد الأزمة دى ما تعدى نتكلم.
 
كان حسن عبد الرحمن يثير الفزع بالفعل.. وربما كانت القوة الحقيقية لكل جهاز من الأجهزة الخفية هى قدرته على التنصت على الناس والدخول فى ضمائرهم من خلال التسجيلات التى تم الكشف عنها بعد سقوط الجهاز فى أيدى الثوار.
 
وثائق الجهاز تؤكد أنه كانت هناك شركة ألمانية اسمها «أمان».. هى التى كانت تورد أجهزة التنصت لـ جهاز أمن الدولة فى مصر، وتقريبا لا توجد وسيلة اتصالات إلا وهناك قوة تخترقها.. وحتى الرئاسة لم تسلم من التنصت، لدرجة أن الرئيس عندما كان يريد أن يتحدث مع أحد مع الصحفيين كان يكلمهم عبر التليفون الأرضي.
 
كان هناك كمبيوتر مبرمج بعدد من الكلمات وفور سماعها يتم تسجيل المكالمات على الفور، ومن هذه الكلمات مثلا توريث.. انقلاب.. ثم يتم تتبع التليفون بسرعة مذهلة.
 
كان هناك من 10 إلى 15 ضابطاً يراقبون ويسجلون للفنانين والقضاة والصحفيين والسياسيين.. وكان أكثر من تتم مراقبتهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.. ووصلت الجرأة بجهاز أمن الدولة أنهم كانوا يضعون تليفونات مبارك نفسه تحت المراقبة.. وكان ذلك بطلب مباشر من زكريا عزمى وبموافقة مباشرة أيضا من حبيب العادلي.
 
كان المسئول عن هذه التسجيلات هو اللواء مرتضى إبراهيم.. وهو يعمل فى كواليس التنصت منذ ما يقرب من 15 سنة، وكان له موكب صغير بسيارة عادية.. وكان هو الشخص الوحيد الذى يمكن أن يدخل على حبيب العادلى فى أى وقت وربما دون استئذان.
 
وبانفجار التكنولوجيا أصبح التنصت متاحا، فأدواته موجودة فى محلات علنية فى دول عديدة من العالم، وهى أدوات يقبل عليها الوزراء ورجال الأعمال.. وكان هناك وزير يرتدى ساعة .. ولم تكن سوى جهاز تنصت بالصوت والصورة.. وكانت هناك سبح وعلبة مناديل وشنط بكاميرات.. لدرجة تشعر معها بأن البلد كلها بتسجل لبعضها .
 
كانت هناك منافسة دائمة بين وزير الداخلية ورئيس جهاز أمن الدولة.. كل واحد منهما يريد أن يطيح بالآخر، وهو ما جعل مبارك يتفنن فى الإيقاع بين رجاله، ويجعلهم مثل الفشار تماما، وأخطر ما جرى فى جهاز أمن الدولة أنه تجاهل تماما الأمن العام واهتم بالأمن السياسي، وأكبر دليل على ذلك تورط الجهاز فى تزوير الانتخابات.
 
كان أحمد عز هو الشخص الوحيد الذى يوجه التعليمات إلى حبيب العادلى مباشرة بتعليمات من جمال مبارك، والغريب أن حسن عبد الرحمن كان ينافس حبيب العادلى للفوز برضا جمال مبارك.. ولذلك تحول جهاز أمن الدولة إلى مصدر يعرف من خلاله جمال مبارك تفاصيل التفاصيل عما يجرى فى مصر.
 
ومن الأشياء المؤلمة أن أحد الكتاب الذين كنت أحبهم.. وكان يكتب ما يريده، وفجأة أتى به جهاز أمن الدولة وتحدث معه، وبعدها وجدت مقالاته التى تنتقد النظام بشدة تتحول إلى حالة من المدح الكامل.. سألته: انت كنت فين الأسبوع اللى فات؟
 
ولم يكن صعبا أن أعرف أنهم هددوه فى الجهاز بالتسجيلات التى سجلوها عليه.. فطلبت منه أن يأخذ إجازة ليستريح وحتى نجد حلا لهذه المصيبة.. وأنا أعرف أن أصعب شيء فى الدنيا أن تجبر أحدا على رأى معين.
 
كان هذا تحديدا ما جعل جهاز أمن الدولة ينحرف عن مساره.. وكان طبيعيا جدا أن يأخذ حسن عبد الرحمن وقبل أن يخرج من الجهاز قرارا بفرم المستندات التى كانت بحوزة الجهاز، لكن لحسن الحظ فإن ماكينات الفرم لم تستوعب كل هذا الكم الهائل من المستندات.
 
فكان أن جاءت سيارات كبيرة جدا وحملت المستندات ورمتها فى الصحراء، وقد أعيد بعض هذه المستندات بواسطة بعض أنصار الثورة.
 
وفى الحقيقة أنا اندهشت جدا من عملية اقتحام مبنى أمن الدولة الرئيسي.. ولا يزال هذا حتى الآن يشكل لغزاً كبيرا بالنسبة لي، فالمبنى محصن وأمامه دبابات ومدرعات.. فكيف جرى اختراقه بهذه البساطة.. صحيح أن الوثائق التى تم نشرها وتصويرها كانت مذهلة.. لكن يظل الهارد ديسك الأساسى الذى يحمل المستندات الكاملة موجودا فى مكان ما.
 
المثير أنهم عندما سألوا حسن عبد الرحمن: لماذا أخذ قرارا بفرم المستندات.. كان لديه تبرير أخلاقي.. فهناك تسجيلات تخص البيوت والأعراض وليس من السهل الكشف عنها.. لكن يظل اللغز الأكبر فى التقرير الذى رفعه حسن عبد الرحمن إلى وزير الداخلية قبل الثورة بأيام قليلة.
 
فى هذا التقرير قال عبد الرحمن إن الأوضاع فى مصر تنذر بمخاطر حقيقية، وأنه وفقا للتطورات الدولية فإن الدول العربية معرضة للثورة.. ويمكن أن تتحول إلى دويلات صغيرة تدفعها إيران وأمريكا.. كما أن ما حدث فى تونس يمكن أن يحدث ويتكرر بسهولة فى مصر.
 
عبد الرحمن قال قى تقريره أيضا إن هناك كيانات قوية يمكن أن تلعب دورا كبيرا فى الأحداث منها جماعة الإخوان المحظورة ومجموعة البرادعي.. وأنها يمكن أن تتبنى المظاهرات.. لكن التقرير لم يتمتع بأى شكل من أشكال الفراسة.. فهو لم يتوقع أن من سيقوم بالثورة هم شباب الطبقة الوسطي.. الذين كانوا العقل المدبر والمفجر للثورة.. وفى الوقت الذى نزلوا فيه إلى التحرير لم يكن هناك إخوان مسلمون ولا برادعي. إن صورة حسن عبد الرحمن المرتعشة فى مكتب محمود وجدى تجعلنى أقول إن الرجل الذى أثار المصريين بالرعب.. جاء عليه الوقت ليموت مرعوبا.

ليست هناك تعليقات: