السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة5 / رجل مبارك الوفى الذى نعى سلطته فى بيان من 18 كلمة فقط




8/27/2011   1:45 PM
رجل مبارك الوفى الذى نعى سلطته  فى بيان من 18 كلمة فقط


تاريخ الميلاد: 2يوليو 1936
 
المهنة: نائب رئيس جمهورية مصر العربية من 29يناير 2011 حتى 11فبراير 2011
 
المؤهل: تخرج في الكلية الحربية، حاصل على الماجستير فى العلوم السياسية والعسكرية.
 
المهنة: ترأس جهاز المخابرات العامة منذ عام 1993حتى تم تعيينه نائبا للرئيس.
 
تاريخ الميلاد: 2يوليو 1936
 
المهنة: نائب رئيس جمهورية مصر العربية من 29يناير 2011 حتى 11فبراير 2011
 
المؤهل: تخرج في الكلية الحربية، حاصل على الماجستير فى العلوم السياسية والعسكرية.
 
المهنة: ترأس جهاز المخابرات العامة منذ عام 1993حتى تم تعيينه نائبا للرئيس.
 
 
سيارة مصفحة أصر على أن تسافر إلى أديس بابا جعلته الأقرب إلى الرئىس
 
عمر سليمان
 
رجل مبارك الوفى الذى نعى سلطته فى بيان من 18 كلمة فقط
 
 
 
 
كان عمر سليمان يملك كل المعلومات عن المصريين.. ومع ذلك لم يفقد تواضعه أبداً، ولم يستخدم المعلومات التي لديه للضغط علي أحد.. لكن هذا لم يمنعه أن يقوم بعمليات تصحيح من آن إلي آخر لما ينشر من معلومات.
 
كنت أول من نشر وثيقة الغاز إلي إسرائيل، وبعدها سكت الجميع علي حسين سالم.. وسألت: كيف استولي سالم علي جزيرة التمساح فى الأقصر؟.. ووجدت عمر سليمان يطلبني ويقول لي إن حسين سالم مستثمر وطني ومش عاوزين نزعله.
 
بدأ سليمان بعدها يشرح لي نظرية المخابرات العامة فى حماية الحدود، قال لي: إحنا أعطينا إسرائيل الغاز حتي تصبح فى احتياج لنا.. فنحن نلاعب قرود.. نحاول السيطرة عليها حتي نؤمن حدودنا.
 
بقاء عمر سليمان فى جهاز المخابرات أعتقد أنه كان بسبب السيارة المصفحة التي أصر علي أن يرسلها مع مبارك فى أديس أبابا، وهي التي ساعدت علي إنقاذه من الاغتيال، بعدها بشهر واحد وفى العام 1995، كان سليمان سيكمل الستين عاماً من عمره، لكن مبارك مد له ولم يخرج إلا بعد تعيينه نائباً للرئيس فى أحداث يناير.
 
ظل سليمان مخلصاً لمبارك ومؤمناً به وأقل الناس من حوله رغبة فى أن يصل إلي الحكم.. ولعل هذا ما جعل الشارع يطالب به رئيساً.
 
وحدث أن كنا فى رحلة مع مبارك فى أمريكا بمناسبة إطلاق المفاوضات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكان متوقعاً أن يجلس عمر سليمان معنا، وانتظرناه فى فندق فورسيزونز بجورج تاون، لكنه لم يظهر تماماً علي غير عادته.
 
وعندما عدنا إلي القاهرة عرفنا أن هناك من علق بوسترات فى الشوارع تطالب بعمر سليمان رئيساً للجمهورية، فشعر الرجل بحرج شديد، وطلب مبارك من المخابرات الحربية أن تحقق فى الموضوع.. وتم القبض علي ثلاثة من الشباب الذين أنشأوا صفحة علي الفيس بوك كان شعارها.. لا جمال ولا إخوان.. عاوزين عمر سليمان.. وكانوا ينتمون إلي حزب الجبهة وكان من بينهم شادي الغزالي حرب.
 
كان المقصود من التحقيق الذي تجريه المخابرات الحربية أن يكون محايداً، وأن يكشف علي وجه الدقة هل لعمر سليمان دور فى هذه البوسترات أم لا، وأعتقد أن هذه كانت عملية إفساد مقصودة للعلاقة بين مبارك وسليمان.
 
فقبل أن يجري مبارك عمليته الجراحية الأخيرة فى ألمانيا، كان عمر سليمان معه هناك، ثم عاد إلي القاهرة ليظل معه زكريا عزمي وحده، وقتها نشرنا كتاباً يتناول دور المخابرات المصرية فى بعض العمليات العالمية، وكان مؤلفه أكاديمي أمريكي متخصص فى علم المخابرات، انزعج سليمان بشدة، وكان السبب أن مبارك ليس موجوداً، وكونه يحتل مانشيت الجريدة فإن هذا يمكن أن يكون سبباً للدس بينه وبين الرئيس.
 
ومعروف بالطبع ما أشيع من أن سوزان مبارك وبعد أن أصدر زوجها قراراً بتعيين سليمان نائبا له.. فقد مزقت القرار ربما قبل أن يخرج من مكتب زوجها، فقد كانت تري أن عمر سليمان يمثل خطراً حقيقياً علي مشروع توريث ابنها للحكم.
 
ورغم أن نظام مبارك كان فى أزمة خلال أيامه الأخيرة، ورغم أن تعيين عمر سليمان نائبا للرئيس كان يمكن اعتباره طوق نجاة لهذا النظام كله، إلا أن مجموعة جمال مبارك أصيبت بحالة من الغضب الشديد بسبب هذا القرار.
 
وحدث أن دعانا سليمان - مجموعة رؤساء التحرير - إلي رئاسة الجمهورية، وجلسنا علي مائدة الاجتماعات، وكان يقف وراءه حسين كمال - وهو نفسه الذي داعبه المصريون بنكتة الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان - بدأ سليمان يتكلم وقال إنه لابد أن يكون هناك حوار بين القوي السياسية المختلفة بما فيها قوي النظام.. وإلا فإن البديل هو الانقلاب.
 
قال لنا سليمان إنهم كانوا يعرفون أن هناك ما يقرب من 100 ألف شاب قرروا التظاهر عبر الفيس بوك وأنهم سينزلون إلي ميدان التحرير، لكن الخطأ الذي وقعت فيه الأجهزة أنها لم تتصور أن هؤلاء الشباب يمكن أن يظلوا فى الميدان.. وهو ما يمكن أن نعتبر ذلك ما استفادته الثورة المصرية من الثورة التونسية، فقط ظل المصريون فى الميدان حتي سقط النظام.. فلو عاد الثوار إلي منازلهم لتحول ميدان التحرير إلي ساحة تنصب فيها المشانق لكل من خرج علي النظام.. سواء من نزلوا التحرير أو من روجوا لهم.
 
واصل عمر سليمان كلامه، قال: ثم مين قال إن مصر هي ميدان التحرير.. يعني لو فيه مليون واحد موجودين فى ميدان التحرير.. نقدر نجيب خمسة ملايين ونزلهم علي الميدان.
 
والحقيقة أني انسحبت من لساني وقلت له: طيب ومجبتوش الخمسة مليون ليه.
 
لم يكن يعرف عمر سليمان أن الفرق بين ميدان التحرير وبين أي تجمع آخر أن الناس فى ميدان التحرير موجوعة ومغلولة من نظام مبارك ولديها قضية حقيقية ومستعدة أن تموت من أجلها.. أما من سيتم تجميعهم فهم بلا قضية.. وكل واحد منهم سيكون مستعداً لأن يستفيد ويأخذ بعضه وينصرف، ولو كان هناك شعب يريد مبارك لقاتل من أجله.
 
ثم وصلت إلي الكلام المباشر.. قلت له: يا سيادة النائب أنا طالبت بحاجتين الأولي أن يتنحي جمال مبارك عن وظائفه، فقال لي إنه تنحي عن أمانة السياسات، فقلت له : أيوه لكنه لا يزال عضواً بالأمانة العامة للحزب الوطني ومن حقه الترشح للرئاسة بهذه الصفة.. فيجب أن يمشي وبشكل نهائي.
 
والحاجة الثانية يجب أن يخرج المجلس العسكري ويعلن أنه مؤيد ويساند كل قرارات الرئيس بما فى ذلك قرار تعيينك نائباً.. فقال لي: قرار تعييني صدر من الرئيس، فقلت له: يا أفندم من يعين بقرار يستطيع أن يمشي بقرار.. وأنا أعتقد أن الأمر يحتاج إلي قوة أعلي ضامنة.
 
وما حدث بعد ذلك أنه ولمدة ثوان كان عمر سليمان هو صاحب بيان تنحي مبارك عن منصبه، وهو البيان الذي صاغه رئيس المحكمة الدستورية العليا من 18 كلمة فقط، وتم تصويره فى طرقات المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. وبعده اختفى سليمان.
 

ليست هناك تعليقات: