السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة 19// حسين سالم نديم الرئيس الذى باع مصر لإسرائيل فى صفقة غاز



9/12/2011   7:25 PM
حسين سالم  نديم الرئيس الذى باع مصر لإسرائيل فى صفقة غاز


هو الصندوق الأسود لأسرار وأموال مبارك وعائلته
■ حسين سالم
■ تاريخ الميلاد: 1928
■ مكان الميلاد: سيناء
■ المهنة: رجل أعمال
■ الجنسية: إسبانى - مصرى

 
 
بدا المشهد من بعيد هكذا.. جمال مبارك يقف مع حسين سالم وبينهما شد وجذب يصل إلى درجة الخناق على عمولة صفقة الغاز.. وهل هى 4% أم 5%.. كانت الخناقة عنيفة جدا خاصة أن جمال كان عصبياً وسريع الغضب.
 
 
بالقرب منهما وقف علاء مبارك يلطف الأجواء المشتعلة.. وفجأة طلب محمد ابن علاء مبارك آيس كريم من نوع معين، ولما لم يكن هذا النوع موجودا إلا فى باريس.. فقد توقفت المشاجرة وركبوا جميعا طائرة خاصة ليشتروا الآيس كريم لمحمد حفيد الرئيس الذى كان حسين سالم صديقه المقرب (الرئيس وليس الحفيد بالطبع).
 
كان لكل رئيس مصرى مدينة صيفية يفضلها.. عبد الناصر كان يفضل الإسكندرية.. السادات كان يعشق جزيرة الفرسان بالإسماعيلية.. أما مبارك فكان يهوى ويعشق شرم الشيخ.
 
وكما كان لكل رئيس مدينته المفضلة.. أيضاً كان لكل رئيس نديمه.. خفيف الظل الذى يعرف أكبر كمية من النكات السياسية والاجتماعية وربما البذيئة أيضا.. وكان النديم فى حياة مبارك هو حسين سالم الذى كان يستطيع فى لحظات قليلة أن يخرج مبارك من حالة إلى حالة.. وبكلمات قليلة جدا.
 
حسين من بدو سيناء.. أصله من هناك.. ينتمى إلى إحدى قبائلها.. الغريب أنه ورغم إصابته بشىء غريب فى إحدى عينيه إلا أنه عمل موظفا فى المخابرات العامة، وخدم إلى جوار أمين هويدى عندما كان وزيرا.. وعمل فى مناطق مختلفة منها العراق والإمارات.. وعندما حدثت له مشاكل فى الإمارات وألقى القبض عليه تم إنقاذه بسبب علاقاته القوية مع رجال الحكم فى الإمارات.
 
يمتلك حسين سالم 7 آلاف غرفة فى شرم الشيخ.. لديه أيضا محطات تحلية للمياه.. وفى فندقه الموفنبيك كان يتواجد كل رجال الرئيس فى الأعياد والمناسبات الخاصة.
 
نزلت أنا وعائلتى فى هذا الفندق مرة واحدة.. كانت هى المرة الأولى والأخيرة.. فقد كنت وأنا أتحرك فى الفندق مضطرا للسلام على بعض الشخصيات، وهو ما كان يضيع الإجازة كما أننى كنت مضطراً لمقابلة شخصيات لا يصح أن تراها دون أن تسلم عليها.
 
كانت تحدث أشياء غريبة فى شرم الشيخ.. مرة طلب الملك عبد الله عاهل السعودية أن يبنى قاعة مؤتمرات فى المدينة على أساس أنها أصبحت مدينة مؤتمرات.. فقال له حسين سالم ولماذا تبنى من الأساس.. لدينا قاعة جاهزة، حصل حسين على 190 مليون جنيه مقابل القاعة.. رغم أنها لا تساوى أكثر من 60 مليوناً.
 
من الصعب أن نظن أن حسين سالم كان يقوم بذلك لحسابه الخاص.. فالرجل ومن خلال سيرته وتاريخه مؤكد أنه الصندوق الأسود لكل أسرار وعلاقات عائلة مبارك سواء فى مصر أو خارجها.
 
أهم ما ينسب لحسين سالم هو صفقة بيع الغاز لإسرائيل.. وكنت أول من كشفها.. وتتلخص فى أن تل أبيب لا تحصل على الغاز بشكل مباشر ولكن عن طريق شركة وطنية تعمل كوسيط.. تشترى الشركة الغاز بـ دولار ونصف الدولار.. ثم تبيعه لإسرائيل، وهنا لا يستطيع أحد أن يتكلم لمدة 15 سنة كاملة.. رغم أن السعر أقل من السعر العالمى.
 
وهنا أكشف سراً لأول مرة، فعندما عرف مبارك تفاصيل هذه الصفقة قال لمن حوله: هذا كلام فارغ.. وقد قاد رشيد محمد رشيد مفاوضات مع حسين سالم.. وانتهت المفاوضات بأن تدفع إسرائيل 3 دولارات بأثر رجعى.
 
اشتعلت الحرب ضدى بعد أن كشفت الغطاء عن صفقة الغاز.. حاولوا كثيرا أن يثنونى عن الكتابة.. ووجدت حسين سالم يتصل بى ويسألني: مش نازل شرم قريب؟.. فكنت أهرب منه، وحضرت مرة مؤتمراً اقتصادياً حضره جورج بوش الابن مع مبارك، وحدث الهجوم المتبادل بين الرئيسين.
 
قابلت حسين سالم فى المؤتمر ووجدته يسألني: مش عاوز عربية؟ مش عاوز أوتيل؟ شعرت بالحرج، حاول معى بكل الطرق.. ولما فتح لى بات للمعلومات عما يدور فى المؤتمر أنصت إليه، لكن لم يكن لهذه المعلومات التى حصلت عليها أى ثمن لدي.
 
فى 2010 ولأن حسين سالم كان ذكياً جدا.. كان يشعر أن مبارك لن يستمر.. لذلك باع فندق موفنبيك لناصر عبداللطيف بـ 80 مليون دولار.. نشرت الخبر.. وكان هذا نذير خطر، فالرجل الذى يعتبره مبارك ظله يصفى أعماله.. شعر مبارك بالخطر الشديد.. وأجبره على إعادة الفندق مرة أخرى.
 
الغريب أنه رغم هذه العلاقة القوية التى كانت بين مبارك وحسين سالم إلا أن جمال مبارك لم يكن يحب سالم.. وكان كلما يرى مشروعا جديدا له فى شرم الشيخ يقول لمن حوله «هدوه».. وأغلب الظن أن ما يجرى كان لونا من ألوان الغيرة من شخص عصبى ضد شخص يفوقه ذكاء وبمراحل.
 
كان حسين سالم ذكيا للغاية.. وكانت له طريقة غريبة فى البيزنس.. كانوا يطلقون عليه «رجل النصف ساعة الأولى».. فهو يدخل أى مشروع ويصبح المقاول ويأخذ العمولات ثم يصبح شريكا.. وبعد ذلك يترك المشروع للدولة.. وبالفعل وكما قال فله فى شركات كثيرة نسبة 5% فقط.. وإن كان هذا يعطينا إشارة إلى أن بقية الشركات والتى تمثل 95 % تملكها عائلة مبارك.
 
حسين سالم كانت له تصرفات غريبة.. فمن بين ما يحكى عنه أنه ترك لابنه خالد العمل فى بيزنس صغير هو إصلاح الطائرات.. وكان قد نجا ابنه من حادث مروع تهشمت فيه سيارته، أخذه إلى سويسرا ليعالجه هناك.. وحتى يضمن حسين سالم أن يمن الله على ابنه بالشفاء الكامل.. قام ببناء مسجد فى شرم الشيخ وظل يبكى فيه طويلا.. وقد شفى خالد تماما.. لكن هل بنى حسين سالم قصره من فلوس حلال.. وهل يمكن أن يبنى الله له قصراً فى الجنة مقابل بنائه للمسجد فى شرم الشيخ؟
 
الأغرب أننى كنت مرة فى شرم الشيخ وسهرت فى مكان مع أحد الأصدقاء.. وكان فيه مغنية رومانية اسمها ماريا.. فارعة الطول وجذابة.. وعرفت بعد ذلك أن حسين سالم تزوجها وسافرت إلى بوخارست وهناك بنى لها مولا تجارياً ضخما باسمها كلفه 200 مليون جنيه.
 

ليست هناك تعليقات: