السبت، 24 سبتمبر 2011

الحلقة7/رئيس أركان حرب شلة توريث جمال مبارك



8/28/2011   12:33 PM
رئيس أركان حرب شلة توريث جمال مبارك

الاسم: حبيب إبراهيم العادلى
 
تاريخ الميلاد: 1 مارس 1938م
 
المؤهل الدراسى: حاصل على ليسانس الحقوق ودبلوم المواد الشرطية من كلية الشرطة 1965
 
عين وزيراً للداخلية خلفا لحسن الألفى 8 نوفمبر1997
 
تمت إقالته:31 يناير2011.
 
كان يسجل للشخصيات العامة بأوامر من زكريا عزمى.. ولم تسلم منه حتى زوجته وأولاده
 
 
حبيب العادلى
 
رئيس أركان حرب شلة توريث جمال مبارك
 
لم يستمر أعظم وأهم وأقوى وزير داخلية فى مصر بمنصبه أكثر من 5 سنوات، كثيرون منهم خرجوا قبل هذه المدة، لكن حبيب العادلى كان رجلا خارقا، فقد استمر فى منصبه ما يقرب من 13 عاما متواصلة.. وربما لأنه كان مهتما بالأمن السياسى وتأمين الرئيس أكثر من اهتمامه بالأمن الجنائى وتأمين المواطنين.
 
شهدت مصر فى عهد حبيب العادلى حوادث غريبة.. منها وقائع بلطجة كثيرة واغتيالات وقطع طرق.. كان هناك ما يشبه انهيار الأمن الجنائى تماما.
 
مثلا حادث بورسعيد الذى تعرض فيه مبارك للاغتيال.. دخل عليه مواطن بمطواه ليقتله.. وكان طبيعيا أن يقال العادلى ويطرد من منصبه، وبالفعل فكر مبارك فى إقالته وتولية اللواء أحمد همام مكانه - كان وقتها محافظا لأسيوط - ولكن زكريا عزمى تدخل للإبقاء على العادلى الذى كان يدين له بالولاء الكامل والطاعة العمياء منذ كان مديرا لأمن الدولة.
 
تمت ترجمة هذا الولاء بشكل مختلف، فقد استخدم زكريا حبيب العادلى وهو فى أمن الدولة للتسجيل لكثير من الشخصيات السياسية.. بل كان يستخدمه فى توفير وثائق عنهم، وهو ما جعل زكريا يعرف كل شيء عن الجميع.. وكان هذا يظهر فى أداء زكريا عزمى.. كان مثلا يقابل شخصا ما فيقول له: أخبار فلانة إيه.. أو مبروك العربية الجديدة.. وذلك حتى يعطى إيحاء للجميع بأنه يعرف عنهم كل شيء.. ولا فرق بين سياسيين أو صحفيين أو دبلوماسيين.
 
لم يعمل حبيب العادلى لحساب زكريا عزمى وحده.. بل عمل لحسابه الشخصى أيضا.. فقد نقل التسجيلات من مكتب مدير أمن الدولة إلى مكتبه عندما أصبح وزيرا للداخلية، وهنا يمكن أن نكشف كواليس اختفاء الصحفى رضا هلال.. وعلاقة حبيب العادلى بها.
 
يقال إن رضا كان يعرف سيدة.. كانت زوجة سابقة لأحد الوزراء، ويبدو أن رضا اتصل بها بعد مدة طويلة من نهاية علاقتهما.. رصدت الأجهزة المكالمة.. فجرى القبض عليه واختفى تماما، ويقال إنه اختفى فى عملية الجير الحى.. حيث ألقوا جثته بعد أن قتلوه فى حوض من الجير الحى ليتخلصوا من أى أثر له.
 
وهناك سيدة مجهولة تركت له رسالة على الأنسر ماشين تقول له فيها: مبارك والعيلة وأنا معاهم.. لإيه كده.. على كل حال عيد مبارك.. وهى رسالة تهديد واضحة باسم مبارك بما يعنى أن عيلة الرئيس كانت سببا فى اختفاء رضا هلال بشكل أو بآخر.
 
الغريب أن مرض التسجيلات هذه أغرب حاجة فى الدنيا، مرض يصيب الإنسان، وتكون لديه رغبة فى أن يسمع ما يقوله الآخرون، وبالفعل بدأ حبيب العادلى يسجل لكل الناس مرة بإيعاز من زكريا عزمى، ومرة بإيعاز منه هو.. والمفزع أن هذه التسجيلات وصلت إلى زوجته وأولاده.
 
وقد يكون هذا ما جعل حبيب العادلى يستمر فى منصبه كوزير داخلية، وقد أبقى على عدد كبير من المساعدين له، وكلهم بعد سن المعاش، لأنه كان يعتمد على رجاله الذين يديرون الدنيا من حوله، وهو فى مكتبه يهتم بقصة شنبه.. ويحصل على ما يقرب من 3 أو 4 ملايين جنيه.
 
كان هذا سببا فى إفساد جهاز الشرطة كله، فقد جعله إحدى أدوات التوريث، وجعل منه عملاقا منفوخا مثل البالونة التى يسهل فرقعتها، وكان هذا واضحا، فقد نجح مجموعة من الشباب الصغير أن يرهق جهاز الشرطة.. انهار تماما بل اختفى كأنه لم يكن موجودا من الأساس.
 
كان جهاز الشرطة مرهقا منذ بداية العام 2011.. وتحديدا بعد حادث كنيسة القديسيين دخل الجهاز فى حالة إرهاق شديد.. لكن المشكلة أن الجهاز كان مغرورا ومتكبرا لدرجة أن قياداته فى 25 يناير قالوا: المظاهرة هتخلص ونروح بيوتنا نتغدى على الساعة واحدة.
 
كان جمال يعرف أن الجيش لا يمكن أن يقبله كقائد أعلى للقوات المسلحة.. لأن الرئيس يصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة.. وأعتقد أن جنرالات الجيش كانوا فى حالة قلق شديد من أن يتولى جمال مبارك الرئاسة.. فيصبح القائد الأعلى.. وكان أن اعتمد على قوة الشرطة وحبيب العادلى هو رئيس أركان حرب جماعة التوريث.
 
لعب حبيب العادلى دورا خطيرًا فى عملية تزوير الانتخابات الأخيرة، ولعب قبلها دورا كبيرا فيما يسمى الضربات الوقائية.. عندما قبض على الجماعات السياسية وأعضاء الإخوان.. ووصل عدد المعتقلين إلى 3 آلاف معتقل.
 
كان الفيصل فى أحداث يناير هى ليلة 25 يناير، ووقتها قال لى أنس الفقى فى اتصال تليفوني: حبيب بيه قال إنه هيطيح بالمتظاهرين بالليل والصبح الميدان هيبقى فاضى - رغم أن أنس كان ينادى كل وزير باسمه، لكن المتظاهرين ظلوا فى الميدان وهو ما ضاعف من مطالب المتظاهرين من المطالبة بالحرية إلى المطالبة بسقوط النظام ورحيل مبارك.
 
عندما انهارت الشرطة كان العادلى موجودا فى مقر مباحث أمن الدولة فى 6 أكتوبر، وهو مقر يشبه فندق الخمس نجوم، وبعد ذلك خرج فى سيارة مصفحة على وزارة الداخلية، وعندما وصل بدأ المتظاهرون فى الهجوم على الوزارة.. وبدأ إطلاق النار ليسقط عدد كبير من المتظاهرين.
 
خرج العادلى فى مصفحة عسكرية، وذهب إلى معسكر من معسكرات الأمن، لينتهى به المطاف فى مكتب حسن عبد الرحمن بمقر أمن الدولة فى مدينة نصر، وقد وجد من يدافع عنه ومن يطالب ببقائه وزيرا فى الوقت الذى كان مبارك قد طلب من أحمد شفيق أن يعين محمود وجدى وزيرا للداخلية.
 
والأغرب من ذلك كله أن العادلى لبس بدلته ووقف فى مكتب حسن عبد الرحمن ينتظر استدعاءه لحلف اليمين كوزير للداخلية فى حكومة أحمد شفيق.. ولم يكن يعرف أنه لن يدخل وزارة الداخلية مرة أخرى إلا من أسوأ أبوابها.. وهو باب السجون عندما أصبح واحدا من نزلاء سجن طره.
 

ليست هناك تعليقات: